الفلس ــطينيون للس ــياحة ف ــي األغـ ـوار بق ــدر كبي ــر م ــن األهمي ــة نظـ ـ اًر لل ــدور ال ــذى يمك ــن أن تلعب ــه ف ــي زي ــادة النم ــو االقتصـادي ،وذلــك لمـا لهــذا القطـاع مــن عالقــة تشـابكية مــع قطاعـات إنتاجيــة وخدميــة متعـددة تــؤثر إيجابـاً فــي زيــادة الناتج المحلي ومستويات التوظيف ،حيـث تشـير الد ارسـات إلـى ارتفـاع أعـداد السـياح الوافـدين للمنطقـة خـالل األعـوام 2010 -2007م ،وهــو األمــر الــذى يشــير إلــى وجــود إمكانيــة ارتفــاع اعــداد الــزوار الوافــدين إلــى منطقــة األغ ـوار مستقبالً ،حيث يعتبر زيادة عدد نزالء الفنادق من السائحين حيوياً في تعزيز العائد االقتصـادي للسـياحة ،فمـثالً زيـادة ع ــدد لي ــالي المبي ــت ب ــألف ليل ــة يـ ـوازى م ــا معدل ــه 385نزي ــل ،ه ــذا يرف ــع الن ــاتج الق ــومي المحلـ ــى الحقيقـــي بحـ ـوالي 1.41مليون دوالر لنفس الفترة "الربع" الذى يتم فيه الزيادة للنشاط السياحي (فالح ،2012،ص.)9 ومن الجـدير بالـذكر أن تنميـة السـياحة الفلسـطينية بمنطقـة البحـر الميـت مـن البنـود التـي نصـت عليهـا اتفاقيـة أوسلو المؤقتة ،لكن شيئاً من ذلك لـم يتحقـق إلـى اآلن ،نتيجـة للقيـود اإلسـرائيلية المفروضـة حاليـاً علـى الوصـول إلـى تلــك المقاصــد الســياحية واالســتثمار فيهــا وفــي حــال إلغــاء القيــود الحاليــة وتحســن منــاخ االســتثمار بالضــفة الغربيــة، سـيكون مــن المنطقــي أن نتوقــع ،فـي الوقــت المناســب ،أن يــتمكن المســتثمرون الفلسـطينيون مــن إقامــة صــناعة فندقيــة بمنطقة البحر الميت تعادل ما لـدى إسـرائيل ،وهـو مـا سـينتج قيمـة مضـافة تصـل إلـى نحـو 621مليـون دوالر سـنوياً أي ما يعادل % 6من إجمالي الناتج المحلي الفلسطيني حتى عام 2016م ،ويمكن لالستثمارات الرامية إلى تطوير المواقع السياحية األخرى بالمنطقة أن تدر إيرادات إضافية كبيرة (وثائق البنك الدولي ،2012،ص.)5 ومازالت أهم المعيقات التي تواجه نمو وتطوير السياحة في األغوار ،تكمـن فـي اسـتمرار االحـتالل واجراءاتـه العنصـرية التــي تحــول دون اســتغالل الفلســطينيين لمصــادرهم الســياحية خاصــة فــي البحــر الميــت والمنــاطق المصــنفة (ج) ،وبدون زوال كافة أشكال االحتالل فـي األغـوار ،فـإن أي سياسـة تسـتهدف ربـط القطـاع السـياحي بتحقيـق تنميـة اقتصادية مستدامة لن تؤتي ثمارها.
339من 944