ﻗﺮﻑ ﺍﳊﱵ ﻭﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟ ﱪ ﻣﻜﻨﻮﺯ ﲟﻘﺪﺍﺭٍ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺿﲔ ،ﻓﻴﻘﺘﺮﺡ ،ﺃﻣﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻟﻪ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻪ ،ﺃﻥ ﲢﻀﺮ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﺟﻮﺍ ﺭٍ ﻣﻦ ﺍﳊﻮﺭ ﺍﻟﻌﲔ ،ﻳﻌﺘﻤﻠﻦ ﺑﺄﺭﺣﺎﺀ ﺍﻟﻴﺪ :ﻓﺮﺣﻰ ﻣﻦ ﺩﺭٍّ ،ﻭﺭﺣﻰ ﻣﻦ ﻋﺴﺠﺪٍ ،ﻭﺃﺭﺣﺎﺀٌ ﱂ ﻳﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ﺟﻮﺍﻫﺮﻫﻦ .ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻦ ،ﲪﺪ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻨﺢ ،ﻭﺫﻛﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺟﺰ: ﺃﻋﺩﺩﺕ ﻟﻠﻀﻴﻑ ﻭﻟﻠﺠﻴﺭﺍﻥ
ﺠﺭﻴﺘﻴﻥ ﺘﺘﻌﺎﻭﺭﺍﻥ
ﻻ ﺗﺮﺃﻣﺎﻥ ﻭﳘﺎ ﻇﺌﺮﺍﻥ ﻳﺼﻒ ﺭﺣﻰ ﺍﻟﻴﺪ . ﻭﻳﺒﺘﺴﻢ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﻭﻳﻘﻮﻝ :ﺍﻃﺤﻦ ﺷﺰﺭﺍﹰ ﻭﺑﺘﺎﹰ .ﻓﻴﻘﻠﻦ :ﻣﺎ ﺷﺰﺭ ﻭﻣﺎ ﺑﺖ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ :ﺍﻟﺸﺰﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﳝﺎﻧﻜﻦ، ﻭﺍﻟﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﴰﺎﺋﻠﻜﻦ ،ﺃﻣﺎ ﲰﻌﱳ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻭﻨﺼﺒﺢ ﺒﺎﻟﻐﺩﺍﺓ ﺃﺘﺭ ﺸﻲﺀٍ، ﻭﻨﻁﺤﻥ ﺒﺎﻟﺭﺤﻰ ﺸﺯﺭﺍﹰ ﻭﺒﺘﹼﺎﹰ
ﻭﻨﻤﺴﻲ ﺒﺎﻟﻌﺸﻲ ﻁﻠﻨﻔﺤﻴﻨﺎ ﻭﻟﻭ ﻨﻌﻁﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻝ ﻤﺎ ﻋﻴﻴﻨﺎ
ﻭﻳﻘﺎﻝ :ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻟﺮﺟﻞ ﺃﺳﺮ ﻓﻜﺘﺐ ﺇﱃ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺬﻟﻚ . ﻭﳛﺒﺲ ﰲ ﺻﺪﺭﻩ ،ﻋﻤﺮﻩ ﺍﷲ ﺑﺎﻟﺴﺮﻭﺭ ،ﺃﺭﺣﺎﺀٌ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ،ﻓﻴﻤﺜﻞ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ،ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﳉﻨﺔ ،ﺗﺪﻳﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﲨﺎﻝﹲ ﺗﺴﻮﻡ ﰲ ﻋﻀﺎﻩ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ،ﻭﺃﻳﻨﻖ ﻻ ﺗﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﲑﺍﻥ ،ﻭﺻﻨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺑﻨﺎﺕ ﺻﻌﺪﺓ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﱠﺤﻦ ،ﻣﺎ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻑٍ ﻟﻠﻤﺄﺩﺑﺔ ،ﺗﻔﺮﻕ ﺧﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪﺍﻥ ﺍﳌﺨﻠﱠﺪﻳﻦ ﻓﺠﺎﺅﻭﺍ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﺭﻳﺲ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳉﺪﺍﺀ ﻭﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻄﹼﲑ ﺍﻟﱵ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﺄﻛﻠﻬﺎ :ﻛﺄﲜﺎﺝ ﺍﻟﻌﻜﺎﺭﻡ ،ﻭﺟﻮﺍﺯﻝ ﺍﻟﻄﹼﻮﺍﻭﻳﺲ ،ﻭﺍﻟﺴﻤﲔ ﻣﻦ ﺩﺟﺎﺝ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭﻓﺮﺍﺭﻳﺞ ﺍﳋﻠﺪ ،ﻭﺳﻴﻘﺖ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺍﻹﺑﻞ ﻟﺘﻌﺘﺒﻂ؛ ﻓﺎﺭﺗﻔﻊ ﺭﻏﺎﺀ ﺍﻟﻌﻜﺮ ﻭﻳﻌﺎﺭ ﺍﳌﻌﺰ،ﻭﺗﺆﺍﺝ ﺍﻟﻀﺄﻥ ،ﻭﺻﻴﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻜﺔ ،ﻟﻌﻴﺎﻥ ﺍﳌﺪﻳﺔ .ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﱡﻪ ،ﲝﻤﺪ ﺍﷲ ،ﻻ ﺃﱂ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻠﱠﻌﺐ ،ﻓﻼ ﺇﻟﻪ ﺇﻻﹼ ﺑﺎﷲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺭﻭﻳﺔٍ ،ﻭﺻﻮﺭﻩ ﺑﻼ ﻣﺜﺎﻝ . ﻓﺈﺫﺍ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﻟﻨﺤﻮﺽ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﻭﻓﺎﺽ ،ﻭﺍﻷﻭﻓﺎﺽ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻡ ﺑﻠﻐﺔ ﻃ ﻲﺀ ﻗﺎﻝ ،ﺯﺍﺩ ﺍﷲ ﺃﻣﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ :ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﰲ ﺍﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﱡﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﲔ ﲝﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﳑﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ،ﻓﺘﺤﻀﺮ ﲨﺎﻋﺔﹲ ﻛﺜﲑﺓﹲ، ﻓﻴﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ،ﻭﺗﻠﻚ ﻟﺬﱢﺓﹲ ﻳﻬﺒﻬﺎ ﺍﷲ ،ﻋﺰ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ":ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻴﻪ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﻭﺗﻠﺬﱡ ﺍﻷﻋﲔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﻭﻥ .ﻭﺗﻠﻚ ﺍﳉﻨﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺛﺘﻤﻮﻫﺎ ﲟﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ .ﻟﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻛﻬﺔﹲ ﻛﺜﲑﺓﹲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ". ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﺖ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ،ﺍﻓﺘﺮﻕ ﻏﻠﻤﺎﻧﻪ ﺍﻟﹼﺬﻳﻦ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺍﻟﻠﹼﺆﻟﺆ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ ،ﻹﺣﻀﺎﺭ ﺍﳌﺪﻋﻮﻳﻦ ،ﻓﻼ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﰲ ﳉﻨﺔ 48
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ -ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﳌﻌﺮﻱ