ماكرون ذكرى 17 أكتوبر 61
بأكمله بوضوح وتعترف باملسؤوليات املحددة بوضوح .إنها ً مدينة بذلك أوال وقبل ك��ل ش��يء لنفسها ،لكل أول�ئ��ك الذين أص�ي�ب��وا ب�ك��دم��ات ف��ي أج�س��اده��م وأرواح �ه��م بسبب ال�ح��رب الجزائرية ومواكب الجرائم التي ارتكبتها من جميع الجوانب. ت��دي��ن ب��ذل��ك بشكل خ��اص ل�ش�ب��اب�ه��ا ،ح�ت��ى ال تنحصر في صراعات الذكريات وتبني مستقبلها باحترام وتقدير للجميع. تتماشى خطوة الرئيس الفرنسي مع التزامه باالحتفال بثالثة تواريخ رئيسية أوصى بها تقرير املؤرخ الفرنسي بنيامني ّ ستورا ،وتمثل خطوة تاريخية في االعتراف باألحداث التي وقعت في ذلك التاريخ .وكجزء من تهدئة ذكريات االستعمار والحرب الجزائرية التي ّ سممت العالقات الثنائية لعقود. جدير بالذكر أن هذه الخطوات التي يخطوها ماكرون نحو الجزائر ستسهم إلى حد كبير في حصد أصوات الفرنسيني ذوي األصول الجزائرية ،الذين يزيد عددهم في فرنسا على 6ماليني نسمة.
عواجيز الفرح ل��م ي��رق اع �ت��راف م��اك��رون ب�ج��رائ��م ف��رن�س��ا ،لبعض النخب السياسية املتشددة ،خاصة منافسه في الرئاسيات املقبلة ميشال بارني ،الذي لديه رأي مخالف بخصوص ملف الذاكرة. حيث ق��ال إن��ه ك��ان على رئيس الجمهورية أن ال يعتذر وأن ّ ّ يتحمل مسؤولية ت��اري��خ ب�ل�اده وتجنب اإلف ��راط ف��ي التوبة واالعتذار. فيما انتقد الزعيم السابق ألقصى اليمني الفرنسي املتطرف وأبو مارين رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي جان ماري لوبان ،إحياء الرئيس ذكرى املجزرة ،وقال إن ماكرون أصبح ً مذنبا بمشاركته في التشهير بتاريخ بلده وبرجال األمن من خالل أسطورة القتلى الجزائريني الذين سقطوا سنة 1961 وأكد ّأن القتلى كانوا فقط ثالثة ،وليسوا كما تعلن الجزائر
19
ّ الرسمية القديمة اعترفت الرواية بثالثة قتلى فقط وحلفاؤها في الحزب الشيوعي الفرنسي.
محافظ باريس يمحو خطى سلفه وفي موقف رمزي قوي يؤكد القطيعة مع املاضي االستعماري الوحشي ،وضع قائد شرطة باريس ديدييه الملان ،في سابقة أولى ،إكليل زهور قرب نهر السني ،األحد املاضي ،في الذكرى الستني ملذبحة الجزائريني في عهد سلفه موريس بابون. وكتبت قيادة شرطة باريس« :ألول مرة ،يضع رئيس شرطة ً باريس ،األح��د ،إكليال من الزهور تخليدًا لذكرى قتلى 17 أكتوبر ،1961قرب جسر نهر السني حيث انتشلت الجثث هناك». يبدو أن طريق املصالحة مع ملف الذاكرة مع الجزائر ما زال ً طويال ول��م ينته بعد فهناك ع��دة ملفات منها االع�ت��ذار عن الجرائم رسميًا خالل 132عامًا ،وملف التعويضات عن نهب خيرات البالد طيلة تلك الفترة ناهيك عن تعويض أسر مليون ونصف املليون شهيد في حرب التحرير وأخيرًا وليس آخرًا االعتذار والتعويض عن ملف تفجيرات قنابل فرنسا النووية في صحراء الجزائر والتي ما زال بعض سكانها يعانون من أمراض سرطانية وتشوهات حتى يومنا هذا. ّ ّ لتتحمل الدولة مسؤولياتها وتتوقف عن فهل ح��ان الوقت ّ اس�ت�خ��دام صيغ غامضة بعد أن ق��دم��ت اع �ت��ذارات بسخاء لضحاياها من األفارقة واليهود؟
العدد 1875تشرين األول (أكتوبر) 2021/ 10 / 22