مؤتمر دعم استقرار ليبيا
كما ح��رص الرئيس م��اك��رون على دع��وة دول لم تشارك في املؤتمرات السابقة مثل السودان التي يرى في حضورها تأثيرًا إيجابيًا في العملية الليبية ،كذلك دولتا تشاد والنيجر القادرتان على سحب نحو ألفني من مرتزقتها ،كذلك لدور رعاياهما في تهريب األسلحة واإلتجار بالبشر. ماكرون بإشراك رئيس االتحاد األفريقي يكتف ولهذا لم ِ ّ فقط للمساهمة في ح��ل األزم��ة الليبية .لكن على طرفي نقيض ،لم ينجح الرئيس الفرنسي في إقناع رئيسي تركيا والجزائر بالحضورّ ، األول ُرفض لكونه يعتقد ّأن مؤتمر ٌ ٌ دولي لتنصيب املشير خليفة حفتر رئيسا غطاء باريس لليبيا رغم أنه لم يكن مدعوًا للمؤتمر ،ويأخذ على فرنسا أن�ه��ا ت�ق��ف إل��ى ج��ان��ب ح�ف�ت��ر ،مل�ن��ع منافسيه الحقيقيني من تهديد حظوظه في الفوز بالرئاسة ،لكن الحقيقة ّأن إردوغان ّ ّ صرح تغيب لتواجد دولتي اليونان وقبرص إذ أنه أبلغ ماكرون هاتفيا بأنه ال يشارك في مؤتمر «تشارك فيه تلك األط��راف» .كما لم يدع ماكرون إسرائيل لتفادي الحساسيات بعد تهديد دول عربية مثل الجزائر وتونس باالنسحاب. املفارقة تكمن في تجاوز كل من باريس وروما خالفاتهما حول االنتخابات الليبية التي هي مضمون البيان الختامي للمؤتمر، ّ يتضمن ال�ب�ي��ان م��ادة ف��اإلي�ط��ال�ي��ون ك��ان��وا ي �ص� ّ�رون ع�ل��ى أن ّ ّ تسمح للجميع بالترشح لالنتخابات ،فيما تمسك الفرنسيون ّ بالشروط التي ّ الصادر عن املفوضية نص عليها قانون الترشح ّ الوطنية العليا لالنتخابات ،ال��ذي يشترط توقف املرشح عن ممارسة وظيفته بشكل نهائي قبل ثالثة أشهر على األقل من تاريخ االنتخابات. ّ فهذه املادة تمنع رئيس الحكومة الليبية من الترشح للرئاسيات املقبلة ،بينما تدعم إيطاليا األخير من أجل الترشح .أما اإليجابي فهو أن مؤتمر باريس جمع القوى املؤثرة في األسرة الدولية من أجل إنقاذ ليبيا وهو أمر نادر أن تجتمع هذه القوى على دولة بسبب النسب املتفاوتة في السياسات واالستراتيجيات واملصالح لكل منها.
21
يحاول ماكرون تفادي تكرار سيناريو العراق الخطير االنتخابات الرئاسية مفاتيح الحل في ليبيا وقد ركزت فرنسا واألسرة الدولية على مفاتيح الحل في ليبيا التي تراها في ضرورة إجراء االنتخابات الرئاسية التي ستكون ّ األولى في تاريخ ليبيا ،فكما حذرت كاماال هاريس قائلة« :بدون هذه االنتخابات الرئاسية ،لن تكون هناك حكومة فاعلة السنة املقبلة في ليبيا». وقد أوضح اإلليزيه أن الهدف من هذا املؤتمر الدولي هو توفير ال��دع��م ال��دول��ي الستمرار االنتقال السياسي ال�ج��اري وإج��راء االنتخابات في موعدها. وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن «االنتخابات قريبة» ،مؤكدة ّأن «استقرار البالد على املحك»ّ ، وأن «املعطلني يتربصون بها، ويحاولون إخراج العملية عن مسارها». ّ ّ االنتخابية غير قابلة العملية وتابعت ّأن ال�ه��دف ه��و «جعل ّ ّ للنقاش وال يمكن التراجع عنها» ،والتأكد بعد ذلك من أن نتيجة االنتخابات «يتم احترامها». ّ ً تتويجا لعملية ويفترض أن تطوي هذه االنتخابات ،التي تشكل سياسية شاقة برعاية األمم املتحدة ،صفحة عقد من الفوضى منذ سقوط نظام الجماهيرية ،وتنهي االنقسامات والنزاعات ّ غربي البالد واآلخر بني معسكرين متنافسني ،أحدهما في ً في الشرقّ . مجددا ،إذ يشكك كل لكن التوتر السياسي عاد من الطرفني في سعي الطرف اآلخر إلى تغليب مصالحه ،مما يجعل إجراء االنتخابات غير مؤكد في وضع أمني ما زال هشا. ووف��ق توضيحات قصر اإلليزيه لـ «املجلة» ،ف��إن املؤتمر من أجل ليبيا جزء من التزام الرئيس ماكرون بحل اآلثار الدائمة لألزمة الليبية حيث هدف منه إلى تقديم الدعم الدولي لليبيا
العدد 1879تشرين الثاني (نوفمبر) 2021/ 11 / 19