ليبيا أمام اختبار «جماهيري» جديد

Page 60

‫مؤتمر دعم‬ ‫استقرار ليبيا‬

‫كما ح��رص الرئيس م��اك��رون على دع��وة دول لم تشارك في‬ ‫املؤتمرات السابقة مثل السودان التي يرى في حضورها تأثيرًا‬ ‫إيجابيًا في العملية الليبية‪ ،‬كذلك دولتا تشاد والنيجر القادرتان‬ ‫على سحب نحو ألفني من مرتزقتها‪ ،‬كذلك لدور رعاياهما في‬ ‫تهريب األسلحة واإلتجار بالبشر‪.‬‬ ‫ماكرون بإشراك رئيس االتحاد األفريقي‬ ‫يكتف‬ ‫ولهذا لم‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫فقط للمساهمة في ح��ل األزم��ة الليبية‪ .‬لكن على طرفي‬ ‫نقيض‪ ،‬لم ينجح الرئيس الفرنسي في إقناع رئيسي تركيا‬ ‫والجزائر بالحضور‪ّ ،‬‬ ‫األول ُرفض لكونه يعتقد ّأن مؤتمر‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫دولي لتنصيب املشير خليفة حفتر رئيسا‬ ‫غطاء‬ ‫باريس‬ ‫لليبيا رغم أنه لم يكن مدعوًا للمؤتمر‪ ،‬ويأخذ على فرنسا‬ ‫أن�ه��ا ت�ق��ف إل��ى ج��ان��ب ح�ف�ت��ر‪ ،‬مل�ن��ع منافسيه الحقيقيني‬ ‫من تهديد حظوظه في الفوز بالرئاسة‪ ،‬لكن الحقيقة ّأن‬ ‫إردوغان ّ‬ ‫ّ‬ ‫صرح‬ ‫تغيب لتواجد دولتي اليونان وقبرص إذ‬ ‫أنه أبلغ ماكرون هاتفيا بأنه ال يشارك في مؤتمر «تشارك‬ ‫فيه تلك األط��راف»‪ .‬كما لم يدع ماكرون إسرائيل لتفادي‬ ‫الحساسيات بعد تهديد دول عربية مثل الجزائر وتونس‬ ‫باالنسحاب‪.‬‬ ‫املفارقة تكمن في تجاوز كل من باريس وروما خالفاتهما حول‬ ‫االنتخابات الليبية التي هي مضمون البيان الختامي للمؤتمر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتضمن ال�ب�ي��ان م��ادة‬ ‫ف��اإلي�ط��ال�ي��ون ك��ان��وا ي �ص� ّ�رون ع�ل��ى أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تسمح للجميع بالترشح لالنتخابات‪ ،‬فيما تمسك الفرنسيون‬ ‫ّ‬ ‫بالشروط التي ّ‬ ‫الصادر عن املفوضية‬ ‫نص عليها قانون الترشح‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية العليا لالنتخابات‪ ،‬ال��ذي يشترط توقف املرشح عن‬ ‫ممارسة وظيفته بشكل نهائي قبل ثالثة أشهر على األقل من‬ ‫تاريخ االنتخابات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فهذه املادة تمنع رئيس الحكومة الليبية من الترشح للرئاسيات‬ ‫املقبلة‪ ،‬بينما تدعم إيطاليا األخير من أجل الترشح‪ .‬أما اإليجابي‬ ‫فهو أن مؤتمر باريس جمع القوى املؤثرة في األسرة الدولية‬ ‫من أجل إنقاذ ليبيا وهو أمر نادر أن تجتمع هذه القوى على‬ ‫دولة بسبب النسب املتفاوتة في السياسات واالستراتيجيات‬ ‫واملصالح لكل منها‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫يحاول ماكرون تفادي تكرار‬ ‫سيناريو العراق الخطير‬ ‫االنتخابات الرئاسية مفاتيح الحل في ليبيا‬ ‫وقد ركزت فرنسا واألسرة الدولية على مفاتيح الحل في ليبيا‬ ‫التي تراها في ضرورة إجراء االنتخابات الرئاسية التي ستكون‬ ‫ّ‬ ‫األولى في تاريخ ليبيا‪ ،‬فكما حذرت كاماال هاريس قائلة‪« :‬بدون‬ ‫هذه االنتخابات الرئاسية‪ ،‬لن تكون هناك حكومة فاعلة السنة‬ ‫املقبلة في ليبيا»‪.‬‬ ‫وقد أوضح اإلليزيه أن الهدف من هذا املؤتمر الدولي هو توفير‬ ‫ال��دع��م ال��دول��ي الستمرار االنتقال السياسي ال�ج��اري وإج��راء‬ ‫االنتخابات في موعدها‪.‬‬ ‫وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن «االنتخابات قريبة»‪ ،‬مؤكدة‬ ‫ّأن «استقرار البالد على املحك»‪ّ ،‬‬ ‫وأن «املعطلني يتربصون بها‪،‬‬ ‫ويحاولون إخراج العملية عن مسارها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنتخابية غير قابلة‬ ‫العملية‬ ‫وتابعت ّأن ال�ه��دف ه��و «جعل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للنقاش وال يمكن التراجع عنها»‪ ،‬والتأكد بعد ذلك من أن نتيجة‬ ‫االنتخابات «يتم احترامها»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تتويجا لعملية‬ ‫ويفترض أن تطوي هذه االنتخابات‪ ،‬التي تشكل‬ ‫سياسية شاقة برعاية األمم املتحدة‪ ،‬صفحة عقد من الفوضى‬ ‫منذ سقوط نظام الجماهيرية‪ ،‬وتنهي االنقسامات والنزاعات‬ ‫ّ‬ ‫غربي البالد واآلخر‬ ‫بني معسكرين متنافسني‪ ،‬أحدهما في‬ ‫ً‬ ‫في الشرق‪ّ .‬‬ ‫مجددا‪ ،‬إذ يشكك كل‬ ‫لكن التوتر السياسي عاد‬ ‫من الطرفني في سعي الطرف اآلخر إلى تغليب مصالحه‪ ،‬مما‬ ‫يجعل إجراء االنتخابات غير مؤكد في وضع أمني ما زال هشا‪.‬‬ ‫ووف��ق توضيحات قصر اإلليزيه لـ «املجلة»‪ ،‬ف��إن املؤتمر من‬ ‫أجل ليبيا جزء من التزام الرئيس ماكرون بحل اآلثار الدائمة‬ ‫لألزمة الليبية حيث هدف منه إلى تقديم الدعم الدولي لليبيا‬

‫العدد ‪ 1879‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪2021/ 11 / 19‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.