لم نكن نعلم نوايا الفرنسيين واإلنكليز
35
لخدمة وطننا ال فرنسا االنتداب»
ْ استقالل الحك َم العربي ،كنا ال نزال نأمل بحكم دمشق بعد إعالن َ ٍ لكل البالد العربية .لم نكن ندري ما ُيـ َـخـ َّـبـ ُـأ لنا في الخفاء بعد أن اقتسم اإلنكليز والفرنسيون هذه المنطقة من العالم ،وهو ما أصبح معروفً ا بعدئذ بــ معاهدة سايكس بيكو ،تلك التي بموجبها َ دخلت سوريا ولبنان تحت َ ودخلت فلسطين تحت ْ الحكم اإلنكليزي. النفوذ الفرنسي، بوادر االحتالل َ بدأت ،منذ السابع من تشرين الثاني ،بوصول جيوش ُ اإلنكليز إلى بيروت ومعها الفيلق الهندي .ولما كانت البالد في ما يشبه انفراجا بالمواد الغذائية :كان أحد َث وجود الجيش في البلد المجاعةَ ، ً ً وصغارا ،يتراكضون إلى مضارب الجنود وصب َية ورجاال نساء األهالي، ً ً ْ َّ المعلبات المختلفة من لحوم وحلويات ثم أنواع السكاير الفاخرة. يشترون يسدوا جوعهم كي ويلتهمونه األثمان، بأبخس جميعه ذلك يشترون ُّ َّ والمغذيات الوافرة .وكان بعضهم يتاجر بما واشتياقهم إلى المآكل اللذيذة يبيعها بضعف أثمانها ،فكنت تجد في يشتريه من الجنود ويدور على البيوت ُ بيت من بيوت بيروت ً شيئا من مستودعات الجيوش .وعدا المآكل ،أقبل كل ٍ الناس على شراء البطانيات اإلنكليزية لرخصها وجودة نوعها ،وتَ َـح ُّسبهم للحاجة إليها مع اقتراب فصل الشتاء. ً تنفيذا للخطة بوادر الجيوش الفرنسية بدأت تصل إلى بيروت المرسومة مع اإلنكليز .بدأنا نسمع عن الرئيس ِولْ ُسن وعن بنوده األربعة ْ الحكم الذي تختاره البالد التي كانت عشر للحريات ،ومنها حرية انتقاء تحت الحكم التركي .ثم كانت الدعوة إلى مؤتمر السالم في باريس ،فانتَ َد َب الملك حسين ملك الحجاز ابنَ ه فيصل – وهو استلم الحكم في دمشق – محاربا مع قوى الحلفاء .القى إلى تمثيله في ذلك المؤتمر بوصفه حليفً ا ً
« ...ال يا سيدتي ،سنكون عديدين
توافد الصحافيون ُ والك َّتاب الفرنسيون إلى بيروت ،يكتبون ما توحيه لهم مخيالتهم .وقد اجتمعت إلى كاتبة فرنسية كانت لها شهرة في تلك األيام واسمها مريام هاري .أذكر – كدليل على خلط صحة تحقيقاتهم – ً محجبة حديثا عني في إحدى المجالت، نشرت تتصدره صورةُ امرأةٍ َّ َّ أنها َ مغربيا وتحته تعليق :هذه الصورة هي عنبرة بالحجاب .ومع أنها حجابا ً ً َ تتورع عن لم فإنها عليه، ر شك مما الكثير فيها ة عد أحاديث لي ت نشر تُ َ ّ ّ َ ْ أقُ الصور – اجتماعية كانت كانت وهكذا ه. ل لم وما ه قلت ما عني تنقل أن ُ َ مشوهة إلى العالم الغربي ،وهذا ال يزال إلى اآلن أم سياسية – تُ نقل عنا َّ حد ما. إلى ٍّ