Maraya Journal, Spring 2016

Page 79

‫الحرية‪‬‬ ‫باريس و‪‬محاسن ّ‬

‫‪‬أبو الهول‪‬‬

‫لبنانيا‬ ‫طريق لرأيت‬ ‫لو كان للقمر‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫يـحـمــل كـ ّـشـتــه ويـصـعــد إل ـيــه‪ ،‬وخلفه‬ ‫العشاق‪.‬‬ ‫لبناني آخر ّ‬ ‫يشك دواته في ّزناره لينشئ ّأول جريدة في ‪‬كوكب ّ‬ ‫‪29‬‬ ‫البرازيلية (‪)1906‬‬ ‫عبارة لشكري الخوري صاحب جريدة ‪‬أبو الهول‪‬‬ ‫ّ‬ ‫مثال‪.‬‬ ‫وسارت ً‬ ‫اللبنانيون المهاجرون إليها‬ ‫‪‬الكشة‪ ‬لم تصل إلى باريس‪ ،‬واكتفى‬ ‫لكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحرية‪.‬‬ ‫بتأسيس الصحف‪ ،‬فهي أغرتهم بما عندها من ‪‬محاسن‪‬‬ ‫ّ‬ ‫بدءا من مطلع القرن التاسع‬ ‫ّ‬ ‫توسعت رقعة االنتشار اللبناني في العالم ً‬ ‫أُ‬ ‫بالعربية في فرنسا (‪ّ 8‬نوار ‪ :)1908‬جريدة‬ ‫الجرائد‬ ‫ولى‬ ‫وخالله‪.‬‬ ‫عشر‬ ‫ّ‬ ‫أيضا في تاريخ‬ ‫مسرة ونجيب طراد‪ .‬وهي األولى ً‬ ‫‪‬باريس‪ ‬لــجورج والياس ّ‬ ‫ساخرا وتواقيع مستعارة‪،‬‬ ‫هزليا‬ ‫أسلوبا‬ ‫اللبنانية التي استخدمت‬ ‫الصحافة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مميزا من إعــان الدستور العثماني وانتخاب ‪‬مجلس‬ ‫موقفا‬ ‫ووقـ َـفــت‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الحرية بل لفتت إليها عبر خبر طريف‪:‬‬ ‫رفضها‬ ‫تعلن‬ ‫َ‬ ‫المبعوثان‪ ،‬ولم ِ‬ ‫ّ‬ ‫الحديدية من‬ ‫سيدة في أحد مقاعد الطبقة األولى من السكّ ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬تربعت ّ‬ ‫المفتش وطلب إبراز الورقة‬ ‫دون أن تقطع ورقة على اإلطالق‪ ،‬فلما جاء‬ ‫ّ‬ ‫أيضا وغــاب بضع دقائق ثم عــاد وطلب أن‬ ‫قالت لــه‪ :‬حـ ّـريــة‪ ،‬فسكت ً‬ ‫فسألها قبلة فانثنت غضبى وأغلظت له في الكالم فقال‪:‬‬ ‫بالسر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يخاطبها ّ‬ ‫‪ ...‬و‪‬الحرية؟!‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وفي خبر ثا ٍن اتصف بالسخرية وبالنقد الالذع لحال لبنان زمن التسلّ ط‬ ‫الحرية‪ ،‬ولكن عند‬ ‫فحدثنا عن‬ ‫‪‬مر أحد المهاجرين بباريس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العثماني‪ّ :‬‬ ‫سافرت وكانت لم تصل بعد‬ ‫وصوله إلى بيروت قال لنا بالحرف‪... :‬‬ ‫ُ‬ ‫شكري الخوري‬

‫‪78‬‬ ‫جوزف أبي ضاهر‬

‫رواد الصحافة المهجرية (‪.)1937–1870‬‬ ‫‪ )29‬من ّ‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.