ُ ّ َ َ َ ليس مجرد عبقري
اليزيد بسيوني شاب طموح ويقظ في مقتبل العمر يحب التحديات وقد نجح في كونه أول سعودي يحصل على الميدالية الفضية في أولمبياد الرياضيات الدولي، وهي بطولة سنوية عالمية في الرياضيات يتسابق فيها طلبة المرحلة الثانوية من جميع أنحاء العالم .من حسن حظ اليزيد أنه أتيحت له فرصة التدرب على األولمبياد في الواليات المتحدة ،وفي فترة تدريبه أدرك أن مقتصرا على طريق الرياضيات فحسب. مستقبله لم يكن ً ّ ومعلميه مدربيه تميز اليزيد في فترة تدريبه بتفاعله مع ّ ّ الذين كانوا يمتلكون خلفيات مختلفة وتخصصات أخرى غير الرياضيات كالهندسة ،والعلوم المالية ،وحتى تطوير البرمجيات .اختالطه مع ّ معلميه جعله يدرك أنه يملك ً ً عوضا ومجاالت أخرى يكتشفها وفرصا باهرا مستقبل ٍ ً ً ً بروفيسورا في الرياضيات بمجرد عن أن يكون فقط فوزه باألولمبياد.
تخرج اليزيد من المرحلة الثانوية ،تَ خصص في علوم بعد ّ الحاسبات في جامعة كارنيجي ميلون الواقعة بمدينة بيتسبرغ بوالية بنسلڤانيا ،وينسب هذا الفضل بعد الله إلى برنامج برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين -وهي منحة كاملة مدفوعة التكاليف لطلبة المرحلة الثانوية الذين يتميزون بالتفوق األكاديمي ولديهم أنشطة وإنجازات خارج نطاق الصفوف الدراسية ليتم تأهيلهم لاللتحاق بالدراسة في أكبر وأعرق الجامعات األمريكية. الحظ اليزيد أن أقرانه من الطلبة كانوا من المشاركين في األولمبياد الوطنية للمعلوماتية وحاصلين على ميداليات وجوائز في تخصصهم ،وبحكم خبرتهم وخلفيتهم الكبيرة في البرمجة من دراستهم الثانوية فقد استطاعوا الحصول على تدريبهم الصيفي األول في شركات وجهات تقنية مرموقة مثل قوقل Google ودروب بوكس .Dropboxعندما ُسئل اليزيد عن كيفية ومعايير االختيار للمشاركين أجاب أن التركيز األول يكون على المهارات الحاسوبية التي يمتلكها كل طالب أكثر من التركيز على مهارات البرمجة .بالرغم من أن جميع الطلبة مرحب بهم للتسجيل في المسابقة وأخذ االختبار
47
الذي يؤهلهم لذلك إال أن اليزيد وضح أنه من المهم أن يمتلك الطالب مهارات عقلية محددة تؤهله للمشاركة، وللداللة على أهمية معايير اختيار المتسابقين فإن عدد المشاركين الذين تأهلوا لدخول المسابقة والتدرب عليها ً متسابقا من أصل أربعين مشارك. كانوا أربعة عشر بغض النظر عن نجاح اليزيد في األولمبياد أو كثرة أعماله حاضرا للمشاركة وطرح األسئلة دائما الناجحة ،كان اليزيد ً ً والمخاطرة بتجربة الفرص الجديدة ليبني لنفسه بيئة من العمل والتعلم المستمر .وقد نجح في ذلك من خالل حصوله على تدريب عالي المستوى في تعلم اآللة ً وأيضا الحصول على تدريب في شركة واقعة ببيتسبرغ، آخر في شركة دروب بوكس ،وحصل ذلك من خالل حضوره ومشاركاته الفعالة واجتهاده أثناء فترة دراسته الجامعية ،وكل هذا أدى إلى حصوله على وظيفة في وول ستريت. تطرق اليزيد لشرح مجال بحثه األساسي ومشروعه الخاص بشهادة الماجستير وهو العمل على تنفيذ التحسين العشوائي لتطوير خوارزمية التعلم اآللي، ووضح اليزيد فكرته بأنها تكمن في تحديد نمط النوم للفرد من خالل استخدام البيانات والمعطيات الموجودة في هاتف اآليفون ،لكن المشكلة التي قد تواجهه هي مدرب لتحديد أنماط نوم من اختراع جهاز تعليم آلي ّ الهواتف ،ألنه من المستحيل أن تكون جميع األجهزة متصلة بشبكة اإلنترنت وأن تعمل بفاعلية على الدوام مما يجعل األمر أكثر صعوبة وتحدي إلنتاج آلية فعالة لتدريب وتحديد هذا المقياس الهائل من البيانات الموزعة مع تحقيق نتائج موثوقة ودقيقة. أنهى اليزيد كالمه عن مشروعه بأن هدفه األساسي هو تدريب هذا النموذج من تعليم اآللة بشكل صحيح ودقيق بحيث يمكنه في نفس الوقت الحفاظ على توزيع البيانات بشكل سري ،والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هو اختراع نموذج توزيع بحيث يمكن للجميع مشاركة النموذج الخاص بهم وليس بياناتهم ،وأضاف ً وتحد أيضا أن تصميم نظام بهذا الشكل قد يكون صعب ٍ كبير لكن الهدف هو تصميم نموذج فعال وموثوق.