مقدمة على طول العقدين املاضيين ،وضعت خطة حقيقية واحدة فقط لحل الصراع اإلسرائيلي-الفلسطيني .وقد كان ذلك حل الدولتين الكالسيكي .وبالرغم من ادعاء البعض ّ أن الفكرة انطلقت من عملية أوسلو ،إال ّأنها ّ منظمة التحرير الفلسطينية إلقرار حل الدولتين ّ وتقبل وجود تعود في الواقع إلى القرار التاريخي الذي اتخذته ً دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بدال من الحلول محلها .تم تعديل القرار الحقا في عام ،3111بعد ّ التوقيع على معاهدة أوسلو ،حيث ألغيت بنود ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية والتي تدعو إلى إبادة دولة ّ إسرائيل وإلى املقاومة املسلحة. مع ذلكّ ، فإن قاعدة تقسيم املنطقة الواقعة بين البحر األبيض املتوسط ونهر األردن بين اليهود والعرب حظيت باالعتراف الرسمي منذ عام ،3141عقب وضع خطة تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة لألمم ّ ّ يتطرق إلى وحدة إقتصادية وست مناطق جغرافية ،ثالث مناطق للدولة املتحدة .إثم الخطة مغلوط ألنه العربية وثالث للدولة اليهودية ونظام دولي في القدس -منطقة مستقلة. ً ّ ً تماما أنه إستنادا إلى تقارير مختلف األشخاص املشاركين في مفاوضات أوسلو ،من الواضح عودة إلى أوسلو. ً كان للطرفين فكرتين مختلفتين تماما عن النتيجة املرجوة من عملية أوسلو .من املنظور الفلسطيني ،لم يكن هناك أي شك ّ أن النتيجة النهائية هي دولة مستقلة على %11من األراض ي وعاصمتها القدس الشرقية ،وحق ً إستنادا إلى قرار الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم .314وجهة النظر العودة لالجئين الفلسطينيين ً اإلسرائيلية كانت مختلفة تما ًما .على أية حال ،وثائق أوسلو ال تشير إطالقا ،سواء في االتفاقيات نفسها أو في رسائل االعتراف املتبادل ،إلى دولة فلسطينية مستقلة. ً سريعا ،من املنظور اإلسرائيلي على األقل ،هو الفصل .اإلسرائيليين هنا ،الفلسطينيين هناك ،وفي وما حدث ّ نهاية املطاف جدار فاصل بينهما .وبعد أن كانت املنطقة الواقعة بين البحر األبيض املتوسط ونهر األردن خالية من القيود أو الحواجز املادية أمام الفلسطينيين ،بالرغم من االحتالل ،سرعان ما بدأت األمور تتغير .مع بداية أعمال العنف التي اندلعت عقب التوقيع على املعاهدة ،أقيمت نقاط تفتيش وحواجز عرقلت قدرة ّ الفلسطينيين على التنقل بحرية في املنطقة .وقد أشار العديد من الساسة اإلسرائيليين إلى الهدف من وراء الفصل ،ومن بينهم رئيس الوزراء السابق إيهود براك ،أحد أشد مؤيدي الفصل بين اإلسرائيليين والفلسطينيين والذي ابتدع واستخدم شعار "نحن هنا وهم هناك" .وقد وردت مقولة " نحن ( إسرائيل) نريد الطالق من الفلسطينيين" على لسان وزير املالية الحالي ورئيس حزب "ييش عاتيد" يائير لبيد. تدريجيا ّ ولكن على مر السنين وفي األشهر املاضية ً ً أن حل الدولتين باالعتماد على الفصل لم يعد أيضا ،يتضح ً ً ومؤخرا تلك التي بادر إليها وزير الخارجية األمريكي جون كيري ،إلعادة نفس شيئا من املاض ي .عدد املحاوالت، ّ الصيغة واإلخفاقات املتكررة تتطلب ،على أقل تقدير ،نظرة مج ّددة وعميقة في الصراع ،أسبابه ،أصحاب الشأن املتورطين فيه ،الصيغ املستخدمه لحله وأسباب اإلخفاقات.
4