دخلت علينا طبيبة ،و�س�ألتها غالية: – كم ت�ستغرق؟ – �ساعة على الأكرث. وجهت كالمها نحوي ،وك�أنّ غالية تعرف هذا من قبل: ثم ّ – ال تقلق ،العملية ب�سيطة ،وب�إمكانها اخلروج بعد الظهر. وبقيت وحدي ،يف غرفة انتظار غابت غالية يف غرفة الطبيبة، ُ وقحة جداً ،والكدر ينه�ش �صدري مثل جرادة تافهة ،دقيقة بعد دقيقة ،ومطرقة من الأفكار ال�صعبة تهوي على عقلي الذي قاء كثرياً هذه الأيام ،وحتاول �أن تقنعه بحزن عميق ،يليق مبا �أنا فيه من حرية، وتخبط. ولكني �أرف�ض �أن �أحزن .الق�ضية كلها حماولة زواج فا�شلة، وتداعياتها لي�ست �أكرث من خط أ� �صغري ارتكبناه عندما مل نت�أكد من ردة فعل مط ّلقها ال�سابق جتاه ابنه ،احلماقات �أحيان ًا ال ت�ستحق �أن تكون وقوداً حلزن �ضخم ،بع�ض ال�ضيق يكفي� ،إجازة �صغرية، ويكون كل �شيء على ما يرام. تذكرت اجلورية ،لتكتمل بذلك وقاحة غرفة االنتظار هذه التي ُ ال تدري جدرانها اخل�رضاء ال�شاحبة �أي �أفكار �سخيفة تكيلها يل يف توقيتها اخلاطئ متام ًا� ،أتراها جتاوزت قدرتها على حقني بالندم حتى منحتها احلياة فر�صة �شماتة �أكرب ،كهذه؟ ل�ست جبان ًا الآن كما تقول اجلورية ،يف �آخر املطاف القرار �أنا ُ قرار غالية ،وال ميكن �أن تلعب �شجاعتي �أو جبني �أي دور هنا .وهذا املخلوق ال�صغري الذي ميوت الآن داخل غرفة الطبيبة هو �ضحية 233