روحية بحيث أيقنت بعدها من سحر وقع ذلك "البوح العابر" الذي يشبه ،في كثيرمن الحيان ،لحظة ولدة جديدة. قلت لـ "جنينا" ،آمل أن أحملها على أن تخطو جنحوي خطوة أخرى، وتقترب مني أكثر: يبدو أن حديثنا سوف يطول.قالت وهي تحتضنني بعينين تفيضان رقة ومودة ،وكأجنها قد أدركت ما يجول في خاطري: كنت أتمنى أن أستمع إليك ولكن ،بكل أسف ،لن يسمح وقتي بذلكو يبدو أجنني سوف أتركك في الحال لعداد حقيبتي ،فلقد تمنيت اليوم أن أراك قبل مغادرتي لقول لك وداعا وأتمنى لك ولشعبك، الفلسطيني ،كل التوفيق والحظ السعيد .وها هي أمنيتي قد تحققت. صدمتني بقرارها السريع المفاجيء .فكان مني ،كرد فعل تلقائي لم أفتعله ،أن تشبثت لحظة بيدها التي تمسك بيدي ،وخاصرتها التي تحيط بها يدي الخرى. رمقتني في صمت ،وكأجنها تقرأ في عيني رغبة مستحيلة. تراخت يداي ،وارتفع كفاهما مفتوحان بمستوى الكتفين ،معلنا استسلمي. ابتسمت ،وقالت وهي تحرص على اجنتقاء كلماتها ،أن طائرتها ستقلع بعد ساعات قليلة ،وأجنها تفضل أن تستريح بعض الوقت قبل أن تستحم ،ثم تتزين لزوجها الذي ينتظرها في مطار"أثينا" .ثم عادت تنظر في عيني كمن ترجوجني أن أتقبل أمرا واقعا ل مفر منه. وبعد تردد طال لبضع ثوان حزمت أمرها وقالت بلهجة تفيض مودة وصدقا: كل ما أستطيع أن أعطيه لك هو..ابتعدت عني قليل ،وأمسكت بأصابع يدها خاتما فضيا ذو حجر فيروزي كان يزين أحد أصابع يدها الخرى .وسرعان ما طوق خاتمها بنصري اليسر وهي تكمل: 128