(6) عندما أبكاني حربي 3ديسمبر ok

Page 128

‫روحية بحيث أيقنت بعدها من سحر وقع ذلك "البوح العابر" الذي‬ ‫يشبه‪ ،‬في كثيرمن الحيان‪ ،‬لحظة ولدة جديدة‪.‬‬ ‫قلت لـ "جنينا"‪ ،‬آمل أن أحملها على أن تخطو جنحوي خطوة أخرى‪،‬‬ ‫وتقترب مني أكثر‪:‬‬ ‫ يبدو أن حديثنا سوف يطول‪.‬‬‫قالت وهي تحتضنني بعينين تفيضان رقة ومودة‪ ،‬وكأجنها قد أدركت ما‬ ‫يجول في خاطري‪:‬‬ ‫ كنت أتمنى أن أستمع إليك ولكن‪ ،‬بكل أسف‪ ،‬لن يسمح وقتي بذلك‬‫و يبدو أجنني سوف أتركك في الحال لعداد حقيبتي‪ ،‬فلقد تمنيت‬ ‫اليوم أن أراك قبل مغادرتي لقول لك وداعا وأتمنى لك ولشعبك‪،‬‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬كل التوفيق والحظ السعيد‪ .‬وها هي أمنيتي قد تحققت‪.‬‬ ‫صدمتني بقرارها السريع المفاجيء‪ .‬فكان مني‪ ،‬كرد فعل تلقائي لم‬ ‫أفتعله‪ ،‬أن تشبثت لحظة بيدها التي تمسك بيدي‪ ،‬وخاصرتها التي تحيط‬ ‫بها يدي الخرى‪.‬‬ ‫رمقتني في صمت‪ ،‬وكأجنها تقرأ في عيني رغبة مستحيلة‪.‬‬ ‫تراخت يداي‪ ،‬وارتفع كفاهما مفتوحان بمستوى الكتفين‪ ،‬معلنا‬ ‫استسلمي‪.‬‬ ‫ابتسمت‪ ،‬وقالت وهي تحرص على اجنتقاء كلماتها‪ ،‬أن طائرتها ستقلع‬ ‫بعد ساعات قليلة‪ ،‬وأجنها تفضل أن تستريح بعض الوقت قبل أن‬ ‫تستحم‪ ،‬ثم تتزين لزوجها الذي ينتظرها في مطار"أثينا"‪ .‬ثم عادت‬ ‫تنظر في عيني كمن ترجوجني أن أتقبل أمرا واقعا ل مفر منه‪.‬‬ ‫وبعد تردد طال لبضع ثوان حزمت أمرها وقالت بلهجة تفيض مودة‬ ‫وصدقا‪:‬‬ ‫ كل ما أستطيع أن أعطيه لك هو‪..‬‬‫ابتعدت عني قليل‪ ،‬وأمسكت بأصابع يدها خاتما فضيا ذو حجر‬ ‫فيروزي كان يزين أحد أصابع يدها الخرى‪ .‬وسرعان ما طوق‬ ‫خاتمها بنصري اليسر وهي تكمل‪:‬‬ ‫‪128‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.