براعم مقتولة رزان عواد نسيم هادئ يداعب شعرها األسود الالمع تحت ضوء القمر، جمال قاتم يضفي ظالال رائعة على وجهها في وسط ظالم الليل، يُظهر عالمات االستفهام“ :لم يحدث كل هذا؟ لم تكرهني؟ مؤكد أنها توسوس في أذنه اآلن”. سارت بشرود إلى مكان ليس ببعيد ،إلى بيت أخيها ،حيث تعيش هي وأمها ،حيث تعيش المشاكل وتحيا. لينا أين كنت إلى اآلن؟ أمر ال يخصك! تجيبه وتذهب إلى غرفتها غير مبالية ،واالم تقول له :مؤكد في الجامعة في الجامعة؟ الساعة الثامنة ليال! تهدأ غضبه ،بينما تنتظر زوجته حلول الليل وتبدأ توسوس :لم تذهب أختك إلى الجامعة؟ أأنت غبية إلى هذا الحد؟ لتتعلم أتظنني غبية؟ اعرف ،لكن كلما ذهبت إلى الجامعة تدفع لها ماال عالوة على أنها تقيم في منزلها ماذا تقصدين؟ تعود في منتصف الليل. تصمت بينما تسترق النظر إليه ،وهي شبه مبتسمة ،فيقاطعها بحنق :ادخلي بالموضوع! لقد كبرت وامك تريد أن ترى أحفادها ولم ال تحضري أحفادها أنت؟ بكت ،ثم صمتت دون أن تتكلم طيلة تلك الليلة ،وفي تلك األثناء، كانت لينا تشتعل غيظا ،وتتلوى من شدة حنقها ،تود لو انها تحلق بعيدا عن هذا المنزل ،إلى مملكة في وسط السماء لطالما تخيلتها أجمل ما في الكون ،ستدافع هناك عن المظلومين .ولم ستدافع؟ لن يكون هناك مظلومين ،ألنها ستحكمها .استغرقت في األحالم. أشرقت الشمس ،وأنارت الدنيا بخيوطها الذهبية ،صوت صراخ.. بكاء ...نحيب ..جاء من البيت المجاور ،ن ّغص نوم لينا ،خرجت إلى حيث الناس متجمعين ،أمها وأخيها والجيران ،لم تستطيع أن تدس نفسها بينهم ،الن رجال الشرطة كانوا يحيطون المكان، لكنها استطاعت ان ترى جثة .شعرت بوخز في قلبها يؤلمها، أرادت االقتراب أكثر وأكثر ،لكن يد أخيها أبعدتها ،كانت يده ترتجف ،ووجهه مسود ،دخلوا جميعا المنزل فباشر أخوها بالكالم: لينا ،لن تذهبي إلى الجامعة اليوم لم؟ ماذا حصل؟
ب��ك��ت ،ث��م �صمتت دون �أن تتكلم طيلة تلك الليلة
لن تذهبي .رأت االسوداد واالصفرار واالحمرار ممزوجين في وجه أخيها ،لذا أردفت :حسنا سأذهب غدا ال .لن تذهبي في أي يوم! تلعثمت ،لقد علمت بان هذا األمر سيحصل ،لكنها لم تعلم بان هذا اليوم صار قريبا ،حيث الشمس اختفت ،أرادت أن تصرخ ،أن تقنعه بالعزوف عن التحكم بها ،لكنه أردف :وجدت ابنة الجيران مقتولة! بكت األم ،أما زوجته فقالت هللا يعلم ماذا فعلت حتى قتلوها اهتدي يا امرأة ،أهلها بكوا عليها هذه مسرحية! األم تضرب كفيها ببعضهما ،أما لينا فقالت بحزن على نفسها وعلى الفتاة: وما شأني بها؟ جميعكن ضعيفات ،ال تستطعن الدفاع عن... اصمت ،أنت تقول هذا؟ لم أكن أظنك هكذا! تركته ودخلت غرفتها ،وأحكمت إغالقها ،بدأت تنزف دموع
www.thefreedomtheatre.org