ويف عم�رة القض�اء فيما كان الناس يؤدون مناس�كهم كان رس�ول الله مهتما ً
بتحقي�ق مفاجأة كبرية وهي زواجه من ميمونة بن�ت الحارث وإرصاره من جديد عىل مصاهرة بيوت قريش الرافضة لإلسالم ،وقد كان لهذا الزواج أيضا ً تأثري كبري يف تسارع القرشيني للدخول يف اإلسالم.
إن التعبير املستخدم يف كتب السري هو حكمة الرس�ول الكريم يف زواجه ببنات زعماء العرب ،وال بأس بأن نقول إن املقصود بالحكمة هنا تحديدا ً هو هذا الجانب الدبلومايس الذي عاد بفائدة كبرية عىل الناس والوفاق بني القبائل. الدبلوماسية يف التاريخ اإلسالمي: ك�ان عىل فرتة الخلفاء الراش�دين أن تنجز االس�تحقاق الكبير املتمثل يف فتح بلاد العرب وتخليصه�ا من املستعمر األجنبي فارس�يا ً أو رومياً ،فقد كانت أرض الع�رب التاريخية يف الشام والع�راق تعاني من حكم الغري�ب املستعمر ،الروم يف الش�ام والفرس يف الع�راق ،وكان تخليص أرض العرب من هذا االس�تعمار واجبا ً دينيا ً ووطنياً ،تقره سائر الترشيعات واألعراف ،ولذلك فقد اكتفى الخلفاء بإرسال الرس�ل إلبلاغ مواقف محددة ضد ه�ؤالء املستبدين من قادة العج�م والروم ،وقد اش�تهر هؤالء السفراء بالشجاعة والذكاء والوضوح ،واش�تهر من هؤالء ربعي بن عامر والنعمان بن مقرن ،واملغرية بن شعبة ،واألشعث بن قيس ،وفرات بن حبان، وعطارد بن حاجب ،وحنظلة بن الربيع ،وعمرو بن معد يكرب. وخالل تلك الفرتة لم تنشأ عالقات دبلوماس�ية باملعنى املعروف مع هذه الدول ألنه�ا كان�ت دول احتالل ،وك�ان املطلوب طرده�ا من أرض الع�رب وليس إقامة العالقات الدبلوماسية معها ،وهكذا كان. وم�ع ذلك فإن�ه يمكن رصد عدد م�ن نشاط�ات الخلفاء الراش�دين يف الحقل الدبلومايس ومنها ما أشار إليه الدكتور بوعباه بقوله: كما اهتم عمر بن الخطاب بالرس�ل وأنشأ ديوانا ً للرسل ،يتضمن الرسائل التي
36