الصالة: صفاء للروح.. وتزكية للنفس من أكثر اآليات التي تؤكد للعقل والقلب قيمة الصالة عند األنبياء واملؤمنني الذين يذكرهم اهلل سبحانه وتعالى ،موضح ا ً قيمة الدعاء املستجاب الذي ندعو اهلل به ،دعاء سيدنا إبراهيم «ع» وذكره في القرآن الكرمي وهو يدعو قائ الً( :رب اجعلني مقيم الصالة ومن ذريتي ،ربنا وتقبل دعاء ،ربنا اغفر لي ولوالدي ،واملؤمنني يوم يقوم احلساب).
كقوله (قل إن صالتي ونسكي ومحياي والعبادة .واإلنسان حينما يقف بني أمرت وأنا يدي ربه إجالال ً العليم ومماتي هلل رب العاملني وبذلك ُ للخالق القادر ِ ِ ِ اخلبيرِ َّ املط لع على خفايا الصدور ،يهت ُّز من املسلمني). القلب حني يتج َّو ُل في الوجود كل ُه ،فال ُ يج ُد سوى اهلل تعالى ،وال وفي الصالة ذكر لصفات اهلل تعالى ُّ يحس بوجودِ هذا اإلحلاح على اهلل سبحانه وتعالى وتبجيل له وخضوع لعظمته وامتثال غيرِ اهلل ،وال يعلم له مهر ب ًا من قدرت ِه وال مخبأ ً من علم ِه به ،وال مرجع ا ً ل ُه ألوامره ،حينما يتجه إليه بالعبادة، يؤكد لنا قيمة هذا الفرض الواجب سواه ،وال متوجه ا ً إال وجهه الكرمي. ويعلن خضوعه ،وانقياده لقدرة اهلل، على كل مسلم ومسلمة ومؤمن وآيات القرآن الكرمي التي تقترن بأعمال واألرض مبسوط ٌة، ومؤمنة ،بل وفي جميع األديان السماوية .فالسما ُء مرفوع ٌة، ُ العبادة هلل كلها أثناء الصالة اقتران ا ً س خَّ ٌر، والبحارُ جاري ٌة ،والهوا ُء ُم َ ً طبيعي ا تتضمن إثبات اإلميان باهلل والشمس مس َّي ر ٌة ،والقم ُر باه ٌر، وأنت تصلي جتد نفسك تقوم بالكثير ُ ِّ ً ُّ ٌ مصل وتؤكده ...الصالة لكل مؤمن شيء يسي ُر في وكل ، ة زاهر والكواكب من األمور التي يبارك اهلل أصحابها ُ ٍ ً ً ُ عميق هلل وقنوت كبير بخشوع ا ح ب مس ، القدير ة قدر ا ن ل ع م ، ه مدار وتعالى على ما يقدمونه هلل سبحانه ِّ ِ ُ ْ ِ ِ ٍ ً ً سبحانه وتعالى ،مؤثرا اآلخرة على هلل اخلضو َع بلسان إثبات ا ً لعبوديتهم املطلقة هلل تعالى، احلالُ ،م ظهرا ِ ِ ِ 86
الدنيا ،واحلياة األبدية في اجلنان على الفانية في الدنيا. تظهر حقيقة اإلميان في النفس التي ينبثق عنها البذل اخلاص في سبيل اهلل حينما يقف املؤمن بني يدي اهلل تعالى .قال تعالى( :ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اهلل وما نزل من احلق) ،احلديد :اآلية .16ويتبع هذه الدعوة إلى اخلشوع والتقوى ،دعوة ثانية إلى إقراض اهلل قرض ا ً حسن اً ،أي مساعدة الفقراء واحملتاجني بأموالنا وكأنها دَي ْ ٌن على اهلل سبحانه وتعالى سوف يرده إلينا بالغنى في الدنيا ،مع بيان ما أعده اهلل ملن يقرضونه في الدنيا من األجر املضاعف. كما إننا نشهد الشهادتني في الصالة ،وكذلك نقرأ اآليات فيها والتي تتضمن ذكر قيمة الصالة باستمرار، يتبعها الزكاة ملا لها من قيمة مادية ومعنوية من قيم الصالة ( ..إن الصالة كانت على املؤمنني كتاب ا ً موقوت اً)، فهي األمر اإللهي املطلوب أن يتم بأوقاته من غير تأجيل .وفي القرآن
الكرمي تتوجه اآليات في خطابها لتمس شغاف القلوب البشرية، واستجابتها بأسلوب عميق التأثير للذين يقرؤون القرآن ويفهمونه. كما إ َّن الصالة تؤكد على تنزيه احلق ووحدانيته ،إلى جانب خسة الدنيا التي ال تستحق ترك العبادة ،يقول تعالى( :يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى
اهلل ،واهلل هو الغني احلميد) ،فاإلنسان الفقير إلى اهلل ،يردد كل يوم (اهدنا الصراط املستقيم ،صراط الذين أنعمت عليهم غير املغضوب عليهم وال الضالني) ،والذين أنعم اهلل عليهم هم الذين اتبعوا هديه والتزموا بشهادة أن ال إله إال اهلل وأن محمد رسول اهلل. 87