Bayt alshier 6

Page 100

‫تحقيق‬

‫نرص الدين عيل (ليبيا)‬

‫‪100‬‬

‫محمد الفوز (السعودية)‬

‫فتح أبواب ونوافذ القصيدة‬

‫حنين األشياء في القصيدة‬

‫يف حقيقة االمر‪ ...‬أن اللحظة‬ ‫األوىل أو كام ساسميها يف‬ ‫اعتقادي هي لحظة االنبهار‬ ‫األول بالفكرة‪،‬اقصد انبهار‬ ‫الشاعر ذاته مبا ورد اليه من‬ ‫فكرة‪ ،‬فمن الرضوري جدا‬ ‫ان يكون الشاعر متفاجئا بفكرته مثله مثل القارئ متاما‪،‬‬ ‫ولكن يصعب جدا ان يحدد الشاعر حقيقة ماهو الدافع‬ ‫ألن يخط الكلمة األوىل لينهمك يف قصيدته‪ ..‬ثم ان عامل‬ ‫القصيدة ذاتها اليقترص عىل باب واحد ليفتح‪ ،‬اعتقد‬ ‫انه باب‪ ،‬يجب ان تفتح بعده كل النوافذ املحيطة بك‪،‬‬ ‫وليك يقرتب الشاعر من لحظة االندفاع األوىل أن صح‬ ‫األمر‪ ،‬يجب عليه ان مير يف مراحل عديدة أولها التهيئة‬ ‫أو االستعداد لكتابة قصيدة ما‪ ،‬هذا طبعا لدى الكثري‬ ‫من الشعراء؛ هذا االستعداد الفطري والنفيس لدى‬ ‫الشاعر سيولد لديه مجرى أو لنقل هوة ً يصعب النظر‬ ‫إىل ماتحتويه مختلطة مبشهدية هائلة من الذكريات‬ ‫االنفعالية أو ما يعرف بـاللحظات الجزئية أو املشاهد‬ ‫الساكنة الخاملة التي تتواجد يف لحظة ما لتقع يف منحنى‬ ‫شعوري‪ ،‬لدي خيال كاتب ما ‪..‬وأقول (كاتب ما) مع هذا‬ ‫التقدم املذهل للقصيدة وبنائها‪ ،‬ان هناك كاتبا يكتب‬ ‫شعرا وهناك شاعر يكتب شعرا‪ ..‬والفرق واضح‪ ،‬وهذا‬ ‫ال يعني ان قصيدة معينة‪ ،‬لكاتب معني التعني شيئا‪...‬‬ ‫عىل العكس متاما اآلن أصبحت القصيدة أمرا ملحا جدا‬ ‫قد تكتب عن طريق كاتب وليس شاعر‪ ...‬ويف الواقع‬ ‫ان االنقضاض عىل سبب ما يجعلك تكتب أو ما يجعلك‬ ‫يف إطار ملا تكتب أو ما ذاك الشعور الذي يجب ان‬ ‫تتفاعل معه يف لحظة لتكتب‪ ،‬هو يشء يكاد يكون ليس‬ ‫يف املتناول‪ ،‬واستطيع ان اقول لك ِ ان دافعي الوحيد‬ ‫وما الذي يجعلني اكتب نصا ما؟‪..‬هو احساس (كم أود‬ ‫أن اكتب)‪ ..‬أو مبعنى آخر مايجعلني اكتب هو حاجتي‬ ‫امللحة لكتابة نص‪.‬‬

‫مثة دهش ٌة مضمر ٌة يف حنني األشياء‪ ،‬كلام أدرتُ َ‬ ‫فلك‬ ‫الشوقِ تهفو عيني إىل أبعد من ورا ِء الحقيقة‪ ،‬فالبُ ّد من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الوقت‪ ،‬وحني تتهادى خطوات‬ ‫ارتباك طويلٍ عىل حافة‬ ‫القصيدة عىل درج ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بصمت‬ ‫الفقد نكو ُن منسيني‪/‬ونلوذ‬ ‫عاري‪ ،‬وال يُغلِ ُق أزرا َر اللهف ِة سوى شع ٍر مائلٍ عىل جدار‬ ‫البوح‪ ،‬كلام أكتب‪/‬أجد ذايت دافئة‪ ،‬وكلام أرته ُن للعزلة‬ ‫ألتقي بالبياض امل ُشع بكريستالة الروح‪ ،‬ال املسافات وال‬ ‫ال ُح ُجب متنعنا الوصول إىل من‬ ‫ُحب‪ ،‬والشعر ذلك الباب العظيم‬ ‫ن ّ‬ ‫أنامل خادرة بشهوة الكالم‪،‬‬ ‫تفتحه ٌ‬ ‫برباء ٍة متناهية‪ُ ،‬‬ ‫أدرك حساسية‬ ‫الكونِ عىل هوامش الكتابة‪،‬‬ ‫فأسمو‪ ...‬أسمو بأجنح ٍة من ورق‪.‬‬

‫بيت الشعر‬

‫العدد (‪ - )6‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪2012/‬‬

‫محمد خرض (السعودية)‬

‫شيء يشبه التفاعل مع كل‬ ‫معطيات الحياة‬ ‫الحقيقة أنها لحظة ظلت‬ ‫عصية عىل فهمي لكني أعتقد‬ ‫عموما أنني أختزل من قراءايت‬ ‫ومشاهدايت يف الحياة‪ ،‬وما‬ ‫مير يب ما يفجر هذه اللقطة‬ ‫ويصنعها‪ ،‬العالقة بني كل هذا‬ ‫وعالقتنا مع اللغة ومداها‪ ،‬مل أكتب سابقا تحت وقع‬ ‫لقطة محددة أو أثر مبارش أو موقف‪ ،‬لكن مايحدث يشء‬ ‫يشبه التفاعل مع املعطيات كلها إنه يشء يشبه تبادل‬ ‫الخربات أو الحصاد‪ ،‬وبالتايل تتمخض هذه التفاعالت كلها‬ ‫وقت الكتابة وتكون اللقطة أو الصورة الشعرية‪ ...‬من‬ ‫جهة أخرى أين نجد هذه اللقطة؟ إنها يف كل مكان لكن‬ ‫الشاعر مع رصيده وقدرته عىل استخدام اللغة ضمن رؤاه‬ ‫هو القادر عىل التقاطها كام يجب‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.