awal_1

Page 36

‫‪Film 5015‬‬

‫‪55‬‬

‫أسماء إلى رئاسة األحزاب‪ ،‬مبن فيهم محمد األبيض‪ ،‬األمني‬ ‫العام لالحتاد الدستوري‪ ،‬وصالح الدين مزوار‪ ،‬رئيس التجمع‬ ‫الوطني لألحرار‪ ،‬للبت فيها «على مستوى القمة»‪ ،‬كما عقد‬ ‫اجتماع مساء االثنني املاضي‪ ،‬دار بني جميع الفرق املتحالفة‪،‬‬ ‫لترميم الصفوف في انتظار يوم السبت الذي يشكل نهاية أزمة‬ ‫امتدت شهورا‪ ،‬وأرهقت سكان طنجة‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ما جدوى هذا «االنقالب األبيض» على عبد املولى‪ ،‬إذا كان‬ ‫«البام» سيحافظ على عرشه مبدينة طنجة؟‬ ‫فإذا كان العمدة املستقيل برر قراره بوجود «لوبيات مالية» تعيق‬ ‫عمل املجلس‪ ،‬فإن هذا القرار‪ ،‬حسب بوهريز‪ ،‬كان مبحض‬ ‫إرادته‪ ،‬علما أن جميع املكونات السياسية‪ ،‬حسبه‪ ،‬لم تكن تتوقع‬ ‫استمراره في منصبه على اعتبار ارتباطه بـ «إكرهات شخصية‬ ‫عديدة»‪ ،‬عكسها غيابه التام عن املجلس ودوراته‪« ،‬ما جعلنا نفقد‬ ‫الثقة فيه»‪ .‬غير أن هذه الثقة ممكن أن تتجدد في «البام» من‬ ‫جديد‪ ،‬في شخص العماري‪ ،‬الذي يبدو أنه األوفر حظا للظفر‬ ‫بعمودية طنجة‪ ،‬في ظل خطة تستهدف إقصاء العدالة والتنمية‬ ‫من التسيير‪.‬‬

‫ولعلو ‪ ..‬الرهينة‬

‫إذا كانت حرب «البام» والعدالة والتنمية قد حسمت‪ ،‬مبدئيا‪،‬‬ ‫في طنجة‪ ،‬فإنها ما زالت تنتظر مفاوضات ماراطونية مبجلس‬ ‫مدينة الرباط‪ ،‬الذي شهد‪ ،‬غليانا رهيبا‪ ،‬قبل شهر‪ ،‬كاد يعصف‬ ‫بعمدته االحتادي‪ ،‬فتح الله ولعلو‪ ،‬الذي وجد نفسه رهينة هذه‬ ‫املفاوضات‪.‬‬ ‫‪Film 5015‬‬

‫«ال تحالف مع العدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬فهناك قرارات‬ ‫من القمة وأوامر صارمة من‬ ‫القيادات تمنع هذا األمر»‬

‫‪55‬‬ ‫‪Film 5015‬‬

‫‪55‬‬

‫وإذا كان ظاهر األزمة له عالقة مبشكل شركة «الصابو»‬ ‫بالعاصمة‪ ،‬فإن باطنها هو الصراع بني األصالة واملعاصرة‪،‬‬ ‫الذي بات يشكل‪ ،‬رفقة احلركة الشعبية‪ ،‬أغلبية داخل املجلس‪،‬‬ ‫بـ‪ 49‬مستشارا‪ ،‬ضد العدالة والتنمية‪ ،‬الذي تخلى عن خالفه‬ ‫األبدي مع االحتاد االشتراكي للقوات الشعبية‪ ،‬مشكال معه‬ ‫أغلبية قادته إلى أخذ زمام التسيير‪ ،‬بقيادة وزير املالية السابق‪.‬‬ ‫«الباميون» واحلركيون اختاروا التصعيد من خالل املطالبة‬ ‫بإعادة تشكيل خريطة التحالفات‪ ،‬وتكوين مكتب جديد يتم خالله‬ ‫إقصاء أعضاء العدالة والتنمية الثالثة‪ ،‬والنائبني االستقالليني‬ ‫االثنني‪ ،‬أو تنظيم «انقالب أبيض»‪ ،‬واإلطاحة بالعمدة فتح الله‬ ‫ولعلو‪.‬‬ ‫آخر تطورات املوضوع شهدها يوم االثنني املاضي بعد عقد‬ ‫اجتماع حاسم بني فريق األصالة واملعاصرة واحلركة الشعبية‪،‬‬ ‫حسب ما أوضحه حكيم بنشماس‪ ،‬عضو «البام» مبجلس‬ ‫الرباط‪ ،‬في اتصال هاتفي مع «أوال»‪ ،‬دون ذكر تفاصيل تخص‬ ‫هذا االجتماع‪ .‬إال أن مصادر حتدثت عن تقدمي «البام» واحلركة‬ ‫الشعبية ملقترح يحث العمدة ولعلو على إقالة أربعة من نوابه‪،‬‬ ‫بينهم اثنني من العدالة والتنمية وآخرين من االستقالل‪ ،‬قصد‬ ‫إجراء تعديل على تشكيلة املكتب حتى تستجيب ملنطق التحالفات‬ ‫اجلديد‪ .‬وبخصوص هذه اخلطوة اجلديدة‪ ،‬أكد عبد السالم‬ ‫بالجي‪ ،‬نائب العمدة املنتمي إلى العدالة والتنمية‪ ،‬في تصريح‬ ‫لـ «أوال»‪ ،‬أنه ال علم لفريقه بهذا االجتماع واملقترحات التي جاء‬ ‫بها‪ ،‬ولم يتوصل الفريق بأي مقترح لتعديل املكتب‪ ،‬نافيا أن‬ ‫يكون للعدالة والتنمية صراع مع أي فريق داخل املجلس‪ ،‬في‬ ‫إطار األغلبية املوسعة‪.‬‬ ‫وأبرز بالجي أن التصويت على مقررات املجلس كان باإلجماع‪،‬‬ ‫ووفق ما يقتضيه امليثاق اجلماعي الذي يقر إجراء تعديل على‬ ‫مكتب مجلس املدينة في حال ارتكاب النواب ألخطاء جسيمة‪ ،‬أو‬

‫االستقالة أو الوفاة‪ ،‬مضيفا أنه ال ميكن االرتكاز على التغيرات‬ ‫السياسية ألنها تبقى نسبية ومتغيرة وال تسمح باستقرار عمل‬ ‫املجلس املفترض فيه تدبير أمور السكان‪.‬‬

‫ساجد‪..‬ضحية حلفائه‬

‫الوالية الثانية لعمدة الدار البيضاء‪ ،‬محمد ساجد‪ ،‬كانت بداية‬ ‫جحيم عاشه رجل األعمال الهادئ منذ اللحظة التي دخل فيها‬ ‫األصالة واملعاصرة‪ ،‬الوافد اجلديد‪ ،‬إلى املجلس الذي يعج‬ ‫باألطياف املختلفة و «محترفي السياسة احمللية»‪.‬‬ ‫بداية األزمة انطلقت عشية انتخاب أعضاء مكتب مجلس املدينة‪،‬‬ ‫والذي شهد تزعم األصالة واملعاصرة النقالب أبعد العدالة‬ ‫والتنمية عن االستفراد بالتسيير‪ ،‬وفق منطق التحالفات الذي‬ ‫كان مقررا من قبل‪ ،‬قبل أن يضطر ساجد إلى عقد حتالف‬ ‫موسع مع «البام» قاد ستة نواب من فريقه إلى مكتب املجلس‪،‬‬ ‫وبالتالي التحكم في أمور تدبير املدينة‪ ،‬في ظل أغلبية هجينة‪.‬‬ ‫هذه األغلبية تضم فرقا سياسية مشاركة في املكتب بنائب واحد‬ ‫أو نائبني‪ ،‬مثل العدالة والتنمية‪ ،‬واألحرار واحلركة الشعبية‪،‬‬ ‫ما يجعل عمدة الدار البيضاء عرضة ملعارضة شرسة يقودها‬ ‫أعضاء األغلبية‪ ،‬وحتى بعض النواب أنفسهم‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يتشتت فيه بضعة أعضاء على أحزاب أخرى بدون تأثير على‬ ‫قرارات املجلس‪.‬‬ ‫هذه اخلريطة السياسية الهشة كادت تعصف بساجد غير‬ ‫ما مرة‪ ،‬خاصة عندما يكون وراء الزوبعة حلفاؤه من «البام»‪،‬‬ ‫الذين يبدون امتعاضهم من العمدة أمام املأل ودون حترج‪ ،‬إلى‬ ‫درجة تهديدهم‪ ،‬في بالغ رسمي‪ ،‬لساجد برفع شكواهم منه‬ ‫بشأن صالحيات التفويضات‪ ،‬إلى قيادة احلزب التي أشرفت‪،‬‬ ‫حتى األمس القريب‪ ،‬على صياغة خريطة املجلس‪ ،‬وحتجيم‬ ‫أصدقاء ابن كيران‪ .‬إلى جانب هذه البالغات النارية شديدة‬ ‫اللهجة‪ ،‬وصل غضب نواب «البام» من ساجد مرحلة حرجة‪،‬‬ ‫جمد خاللها أحد نوابه عضويته داخل املجلس‪ ،‬بعيد اجتماع‬ ‫طارئ مبقر حزب األصالة واملعاصرة بالرباط‪ ،‬حيث رفع النواب‬ ‫«الباميون» الشكوى بصفة رسمية إلى محمد الشيخ بيد الله‪،‬‬ ‫األمني العام للحزب‪ ،‬الذي وعد بالتدخل «حلماية احلزب داخل‬ ‫مجلس املدينة»‪ .‬وإذا كان أعضاء مبجلس املدينة يربطون‬ ‫تفجير «فضائح» سوق اجلملة واستدعاء ساجد من طرف‬ ‫املجلس األعلى للحسابات‪ ،‬بخالفه مع نواب «البام»‪ ،‬فإن محمد‬ ‫جودار‪ ،‬نائب ساجد ورفيقه في االحتاد الدستوري‪ ،‬يؤكد أنه‬ ‫ال توجد توترات مع «البام»‪ ،‬بقدر ما كانت هناك مشاكل حول‬ ‫التفويضات وتوسيعها‪ ،‬أو في بعض طرق التدبير‪ ،‬وهو ما يفسر‬ ‫انعقاد الدورات بانتظام‪ ،‬واملصادقة على غالبية نقطها باإلجماع‪.‬‬ ‫وحول الضغوطات املفروضة على ساجد من طرف قيادات‬ ‫األصالة واملعاصرة‪ ،‬أوضح جودار‪ ،‬في اتصال هاتفي مع‬ ‫«أوال»‪ ،‬أن العمدة لم يتعرض ألية ضغوطات‪ ،‬علما أنه يعقد‬ ‫اجتماعات دائمة مع منسقي األحزاب بالدار البيضاء‪ ،‬مضيفا‬ ‫أنه ليس هنالك مجال لتعديل خريطة حتالفات املجلس احلالية‪.‬‬

‫في الئحة االنتظار‬

‫في الوقت الذي مازال فيه العمداء املذكورون يصطلون بنار‬ ‫صراعات سياسية‪ ،‬غالبا ما يكون حزبا األصالة واملعاصرة‬ ‫والعدالة والتنمية طرفني فيها‪ ،‬يوجد آخرون على قائمة‬ ‫انتظارأزمات تتراكم أسباب اندالعها‪ ،‬أو مت عقد هدنة لتركها‬ ‫جانبا‪ ،‬مثل ما حصل لنور الدين لزرق‪ ،‬عمدة مدينة سال‬ ‫عن التجمع الوطني لألحرار‪ ،‬الذي وصل مع سلفه إدريس‬ ‫السنتيسي‪ ،‬املنتمي إلى احلركة الشعبية‪ ،‬إلى أعتاب القضاء‪،‬‬ ‫بعد اتهامات متبادلة بتبذير املال العام واالختالس‪.‬‬ ‫من بني العمداء الذين ينتظر أن تضطرم نار في مجالسهم‪ ،‬عمر‬ ‫احجيرة‪ ،‬االستقاللي وشقيق توفيق احجيرة‪ ،‬وزير اإلسكان‪،‬‬ ‫وعمدة مدينة وجدة‪ .‬والسبب انقالب أعضاء احلركة الشعبية‬ ‫عليه‪ ،‬ما اضطره إلى تأجيل دورة املجلس األخيرة‪ ،‬والتهديد‬ ‫بتقدمي االستقالة‪ ،‬اقتداء بسمير عبد املولى‪.‬‬ ‫هذا في الوقت الذي يعيش فيه أحمد هالل‪ ،‬عمدة مكناس‪،‬‬ ‫وطارق القباج‪ ،‬عمدة أكادير‪ ،‬مرحلة هدوء نسبي بعد سلسلة من‬ ‫الصراعات الداخلية عقب بداية الوالية احلالية‪.‬‬

‫أرقام‬ ‫‪78.00‬‬

‫هو رقم القانون املتعلق بامليثاق اجلماعي‪،‬‬ ‫والصادر يف ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،2002‬لتأطري عملية‬ ‫انتخاب وتشكيل وتدبري اجملالس املنتخبة‬ ‫يف املغرب‪.‬‬

‫‪147‬‬ ‫عدد أعضاء جملس مدينة الدار البيضاء‪،‬‬ ‫وهو األكرب يف املغرب نظرا لشساعة‬ ‫مساحة العاصمة االقتصادية وكثافة سكانها‬ ‫املوزعني على ‪ 16‬مقاطعة‬

‫‪97‬‬ ‫هو عدد أعضاء جملس مدينة فاس‪ ،‬ضمنهم‬ ‫‪ 57‬عضوا من الفريق االستقاليل لوحده‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫هو عدد نواب عمدة الرباط‪ ،‬فتح اهلل‬ ‫ولعلو‪ ،‬وهم موزعون بني االحتاد االشرتاكي‬ ‫واالستقالل واألحرار واحلركة الشعبية‬ ‫والعدالة والتنمية‬

‫‪1497‬‬ ‫عدد اجلماعات احمللية يف املغرب‬

‫السكان‪..‬الخاسر األكبر‬ ‫ال يكاد مجلس مدينة يخلو من مشاكل سياسية‬ ‫خانقة تعيق عمل املجلس القائم أساسا على تدبير‬ ‫أمور السكان وإدارة شؤون حياتهم اليومية‪.‬‬ ‫هذه املشاكل‪ ،‬التي تقحم فيها القيادات السياسية‪،‬‬ ‫تتحد لترسم عالمة استفهام كبيرة حول جتربة‬ ‫وحدة املدينة التي شرع املغرب في تطبيقها منذ‬ ‫‪ ،2003‬مبوجب تعديل في امليثاق اجلماعي‪ .‬كما‬ ‫يضع إمكانية تسيير أمور حواضر تعج بالسكان‬ ‫بأيدي منتخبني‪ ،‬يحكمهم الهاجس السياسي‪ ،‬محل‬ ‫تساؤل‪ .‬تأثير هذه الصراعات يجعل وتيرة العمل‬ ‫بالعديد من هذه املجالس تتعطل‪ ،‬بسبب مواجهات‬ ‫األغلبية واملعارضة‪ ،‬كما حدث في طنجة التي لم‬ ‫يصادق مستشاروها بعد على ميزانيات التسيير‬ ‫ومنح املقاطعات ومخططات التنمية‪ .‬أو يصل إلى‬ ‫مدى تقحم معه السلطة احمللية في الصراع‪ ،‬ما‬ ‫يفضي إلى تبادل االتهامات بشأن تدبير ملفات‬ ‫كبرى‪ ،‬كما حدث في الدار البيضاء‪ ،‬على خلفية فشل‬ ‫مشروع إعادة تأهيل املدينة القدمية‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ماهي الدوافع احلقيقية وراء إقحام مجالس‬ ‫املدن املنتخبة في صراعات يكون معها السكان هم‬ ‫اخلاسر األكبر؟‬ ‫اجلواب على هذا السؤال يكمن‪ ،‬حسب محمد‬ ‫ضريف‪ ،‬أستاذ العلوم السياسية‪ ،‬في عملية اختيار‬ ‫األحزاب ملنتخبيها منذ البداية‪ ،‬إذ تعمد بعض‬ ‫األحزاب إلى تزكية بعض محترفي السياسة في‬ ‫آخر حلظة‪ ،‬دون أن يكونوا مرتبطني تنظيميا بها‪،‬‬ ‫كما تسلم أحزاب أخرى رشاوى ألعيان بغرض حمل‬ ‫ألوانها السياسية‪ ،‬من أجل الظفر باالنتخابات‬ ‫اجلماعية‪ ،‬قصد حتقيق امتيازات شخصية‪.‬‬ ‫هذا البعد االنتهازي يزكيه‪ ،‬حسب تصريح ضريف‬ ‫لـ»أوال»‪ ،‬ضعف االلتزام السياسي لدى األشخاص‬ ‫الذين يلتحقون باألحزاب السياسية‪ ،‬والذين‬ ‫يتحركون مبنطق البحث عن امتيازات ومنافع‪ ،‬إلى‬ ‫جانب ظاهرة الترحال السياسي التي جتعل األغلبية‬ ‫داخل هذه املجالس مسألة متغيرة باستمرار‪ ،‬وهو‬ ‫ما ينعكس على تركيبة املجالس املنتخبة‪ ،‬ويؤثر‬ ‫سلبا على تدبير املجالس اجلماعية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫التأثير على عمل مرافق عمومية يستفيد منها‬ ‫السكان‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ 29‬أكتوبر إلى ‪ 4‬أكتوبر ‪2010‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.