Special issue 2013

Page 20

‫جنبالط – جميد �أر�سالن‪ .‬وقد كان هناك فيتو على بع�ض الأ�سماء‪ ،‬مما بينّ �أن‬ ‫�شارل حلو ا�سم يحظى بالإجماع‪،‬‬ ‫فعاد هذا الفريق‪ ،‬و�أخرب الرئي�س‬ ‫�شهاب بالنتيجة‪ ،‬ف�أجاب‪« :‬روحوا‬ ‫باركوا البن احللو»‪.‬‬ ‫وعندما �سئل �شهاب ملاذا �شارل‬ ‫حلو؟ ف�أجاب‪�« :‬إ�س�أل روما والأم‬ ‫احلنون»‪.‬‬ ‫انتخب �شارل حلو يف ‪� 17‬آب‬ ‫‪ 1964‬بغالبية ‪� 92‬صوتًا‪،‬‬ ‫يف مقابل خم�سة �أ�صوات لبيار‬ ‫�شارل حلو‬ ‫اجلميل‪ ،‬ووجدت ورقتان بي�ضاوان‪ .‬فكان انتخابه حلاًّ و�سطً ا بني املوالني‬ ‫للرئي�س �شهاب واملعار�ضة‪ ،‬واعتربا�ستمرارًا للنهج ال�شهابي يف لبنان‪.‬‬ ‫خالل عهده‪� ،‬شهدت ال�ساحة اللبنانية تنامي احلركات الفل�سطينية‪ ،‬وت�صاعد‬ ‫حدّة ال�رصاع العربي – الإ�رسائيلي‪ ،‬التي متثلت بحرب العام ‪،1967‬‬ ‫ف�ضلاً عن توقف بنك �إنرتا عن الدفع‪ ،‬وقيام الأحالف‪ ،‬والتكتالت ال�سيا�سية‬ ‫مثل احللف الثالثي‪ ،‬والنهج ال�شهابي‪ ،‬وتكتل الو�سط وغريهم‪.‬‬ ‫خطا و�سطً ا بني النهج ال�شهابي واملعار�ضة‪ ،‬وكان‬ ‫اختار الرئي�س �شارل حلو ًّ‬ ‫هاج�سه �إبعاد طيف االنق�سام الداخلي‪ ،‬وانعكا�سات التناحر العربي على‬ ‫لبنان واللبنانيني‪ .‬ف�سعى �إىل التوافق بني خمتلف القوى ال�سيا�سية‪ ،‬من خالل‬ ‫ت�أليف حكومات وحدة وطنية ت�ضم كل االجتاهات‪.‬‬ ‫قدم ا�ستقالته من الرئا�سة بعد انتخابات عام ‪ ،1968‬وت�صاعد حدّة الأزمة‬ ‫تو�صل عبداهلل اليايف �إىل ت�شكيل‬ ‫ال�سيا�سية بني احللف والنهج‪ ،‬و�صعوبة ّ‬ ‫حكومة تر�ضي الفريقني‪ .‬لكنه عاد عن ا�ستقالته بعد ت�أليف حكومة رباعية‬ ‫برئا�سة اليايف‪ ،‬وع�ضوية ح�سني العويني وبيار اجلميل ورميون �إده‪.‬‬ ‫رف�ض منذ عام ‪ 1966‬العمل الفدائي الفل�سطيني املطلق‪ ،‬فر َّد عليه الرئي�س‬ ‫ر�شيد كرامي‪ ،‬مبوقف م�ضاد‪ ،‬م�ؤيد بعدد كبري من نواب النهج ال�شهابي‪،‬‬ ‫وثالث قمّم �إ�سالمية‪ .‬و�سنة ‪� 1969‬شهد لبنان �أزمة �سيا�سية و�أمنية‪ ،‬كان‬ ‫�أحد عنا�رصها العامل الفل�سطيني امل�سلّح يف لبنان‪ .‬وظلت البالد ‪� 8‬أ�شهر من‬ ‫دون حكومة‪� ،‬إىل �أن وقّع اتفاق القاهرة يف ت�رشين الثاين ‪ 1969‬بني �إميل‬

‫الب�ستاين قائد اجلي�ش‪ ،‬ويا�رس عرفات رئي�س منظمة التحرير الفل�سطينية‪،‬‬ ‫وهو االتفاق الذي نظّ م عالقة ال�سلطة اللبنانية باملنظمات الفل�سطينية‪ ،‬و�أطلق‬ ‫لها حرية العمل الفدائي يف جنوب لبنان‪ .‬وعاد ر�شيد كرامي لي�شكل حكومة‬ ‫جديدة‪ ،‬واجهتها م�شكالت داخلية و�أزمات م�صريية‪.‬‬ ‫قامت �سيا�سة �شارل حلو اخلارجية على ثنائية‪ ،‬ا�ستمدت واقعيتها من تركيبة‬ ‫ال�شعب اللبناين‪ .‬فعلّق �أهمية كربى على م�رص النا�رصية وفرن�سا الديغولية‪،‬‬ ‫دومنا التخلي عن �أي �صداقة عربية �أو �أجنبية‪.‬‬ ‫لذلك ات�سمت �سيا�سته اخلارجية باالنفتاح واالتزان واالعتدال‪ ،‬ويف ال�ش�أن‬ ‫الداخلي‪ ،‬تابع �شارل حلو �سيا�سة �سلفه الإ�صالحية والإمنائية‪ ،‬ف�أن�ش�أ املجل�س‬ ‫الت�أديبي العام للموظفني‪ ،‬و�أ�صدر قانون رفع احل�صانة عن املوظفني �سنة‬ ‫‪ ،1965‬و�أجرى تطهريًا يف الإدارة والق�ضاء‪ .‬و�أجنز م�رشوع كورني�ش‬ ‫�سن الفيل وبناء اجل�رس اجلديد‪ ،‬وم�رشوع الكابل البحري‪ ،‬وم�رشوع الأقمار‬ ‫ال�صناعية‪ ،‬وم�رشوع �إن�شاء الإهراءات‪ ،‬و ّمت ر�صد نحو مليار لرية للأ�شغال‬ ‫املتعلقة بامل�ساكن ال�شعبية وامل�صحات واملختربات واملدار�س والكهرباء‬ ‫والري وغريها‪ ،‬من م�شاريع التنمية والإعمار‪.‬‬ ‫رافقت عهد �شارل حلو �أزمات �سيا�سية واقت�صادية‪� ،‬أبرزها �أزمة م�رصف‬ ‫�إنرتا‪ ،‬و�أزمة �صواريخ الكروتال‪ ،‬واالعتداء الإ�رسائيلي على مطار بريوت‬ ‫الدويل عام ‪.1968‬‬ ‫‪ -5‬عهد الرئيس سليمان فرنجية‬ ‫يف نهاية عهد الرئي�س حلو‪ ،‬راحت املعار�ضة جتتمع‪ ،‬لأن البلد كان منق�سمًا‬ ‫على بع�ضه داخليًا‪ ،‬بني من ي�ؤيد النهج واحلكم ال�شهابي‪ ،‬ومن يختلف بع�ضه‬ ‫مع بع�ض يف �أ�شياء كثرية‪ ،‬لكنه يتفق على معار�ضة احلكم الع�سكري املقنع‬ ‫�سيا�س ًيّا‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬والكالم للوزير اليا�س �سابا فيما بعد‪ ،‬عقداجتماع يف منزل عبداللطيف‬ ‫الزين يف عاليه‪ ،‬وكان الرئي�س كميل �شمعون مر�شحً ا جد ًيّا‪ ،‬وم�ؤيدو العميد‬ ‫أي�ضا بيار‬ ‫رميون �إده ر�شحوه‪ ،‬ولكن هو مل يكن �أعلن تر�شيحه‪ .‬وكان هناك � ً‬ ‫اجلميل املر�شح املزمن �إىل الرئا�سة‪ ...‬وكان هناك «احللف الثالثي» الذي‬ ‫جمع كميل �شمعون ورميون �إده وبيار اجلميل يف مواجهة ال�شهابية‪.‬‬ ‫يف هذا اللقاء‪ ،‬كان حا�رضًا �صائب �سالم وكتلته‪ ،‬وكامل الأ�سعد وكتلته‪،‬‬ ‫وجوزف �سكاف (مل يكن نائبًا لأن العهد ال�شهابي �أ�سقطه يف انتخابات‬ ‫‪ ،)1968‬وعبد اللطيف الزين ون�سيم جمدالين وكاظم اخلليل ورميون �إده‬ ‫وكميل �شمعون‪ ،‬وغابت الكتائب عن االجتماع‪.‬‬ ‫«يف هذا االجتماع (الكالم للوزير اليا�س �سابا) راح كل واحد يديل بدلوه‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يعطي طرحه ما ينا�سب م�صلحته ويجيرّ ه جلهته‪ .‬الوحيد الذي قال كالمًا‬ ‫مهمًّا يف هذا االجتماع هو جوزيف �سكاف وقد وقف ليقول‪« :‬يا �إخوان �أنا‬ ‫ل�ست نائبًا‪ ،‬و�أريد �إعطاءكم وجهة نظري‪ ،‬مع االعتذار منكم‪ ،‬ال ن�ضحكن على‬ ‫�أنف�سنا‪� ،‬إن اخل�صم قوي جدًّا‪ ،‬ونحن يف ظ ّل هذا الو�ضع �سنخ�رس املعركة‪.‬‬ ‫هناك �أمل واحد �أن نربحها وهو �أن يرت�شح �سليمان فرجنية»‪.‬‬ ‫"وقد فاج�أ اجلميع وبد�أ يتكلم بالأرقام‪ ،‬وهو يف هذا املجال بتقديري‬

‫الر�ؤ�ساء كميل �شمعون‪� ،‬سليمان فرجنية‪� ،‬شارل احللو و�أمني اجلميل‬ ‫‪20‬‬

‫‪Special Edition 2013‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.