عدد الخميس 7 شباط 2013

Page 14

‫‪14‬‬

‫�ش�ؤون عربية ودولية‬

‫اخلمي�س (‪� )7‬شباط (‪ ) 2013‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )20‬العدد (‪)2207‬‬

‫القمة اإلسالمية‬

‫يف افتتاح القمة الإ�سالمية الـ‪12‬‬

‫مرسي يدعو إىل توحيد املعارضة السورية ودعم استعادة‬ ‫حقوق الفلسطينيني‬ ‫أكد أنه ال يمكن السكوت عن وضع مسلمي ميانمار‬ ‫القاهرة‪ -‬وكاالت‬ ‫دعا الرئي�س امل�صري حممد مر�سي يف كلمته بافتتاح القمة الـ‪12‬‬ ‫ملنظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي عقب ت�سلمه رئا�سة القمة يف القاهرة �أم�س‬ ‫االربعاء‪ ،‬كافة اطياف املعار�ضة ال�سورية �إىل دعم جهود ائتالف قوى‬ ‫الثورة واملعار�ضة ال�سورية الذي ير�أ�سه معاذ اخلطيب‪ ،‬كما طالب بدعم‬ ‫جهاد ال�شعب الفل�سطيني ال�ستعادة حقوقه امل�شروعة‪ ،‬و�إقامة دولته ذات‬ ‫ال�سيادة وعا�صمتها القد�س ال�شريف‪.‬‬ ‫وقال مر�سي‪�" :‬أدعو كافة �أطياف املعار�ضة التي مل تن�ضم‬ ‫لالئتالف الوطني ال�سوري �إىل التن�سيق معه و�إىل م�ؤازرة جهوده لطرح‬ ‫ر�ؤية موحدة و�شاملة لعملية البناء الدميقراطي ل�سوريا اجلديدة"‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن م�صر التي ت�ست�ضيف مقر االئتالف ال�سوري املعار�ض‬ ‫"حري�صة �أ�شد احلر�ص على �إنهاء الأزمة ال�سورية يف �أ�سرع وقت ممكن‬ ‫حقنا لدماء �أهلها وحفاظا على وحدة �سوريا وعلى مقدرات �شعبها‬ ‫العظيم"‪.‬‬ ‫ووجه مر�سي دعوة اىل رئي�س النظام ال�سوري ب�شار الأ�سد‪ ،‬دون‬ ‫ذكر ا�سمه‪ ،‬اىل قراءة درو�س التاريخ‪ ،‬قائال‪�" :‬إن على النظام احلاكم‬ ‫يف �سوريا ان يقر�أ التاريخ ويعي در�سه اخلالد و�أن ال�شعوب هي الباقية‬ ‫و�أن من يعلون م�صاحلهم ال�شخ�صية فوق م�صالح �شعوبهم ذاهبون ال‬ ‫حمالة"‪.‬‬ ‫ويف ال�ش�أن الفل�سطيني قال مر�سي �إن الق�ضية الفل�سطينية كانت‬ ‫وما زالت و�ستبقى حجر الزاوية لتحقيق الأمن واال�ستقرار يف العامل‬ ‫�أجمع‪ ،‬و�إنها �ستبقى "ق�ضيتنا الأ�سا�سية والهدف الأ�سمى ملنظمتنا التي‬ ‫قامت بعد حريق الأق�صى عام ‪."1969‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬م�صر بثورتها التي قامت لإعالء قيم احلرية‬ ‫والدميقراطية وال�شورى والعدالة االجتماعية‪ ،‬وبتاريخها الذي ي�شهد‬ ‫�أنها كانت على مر الع�صور درع الأمة و�آملها‪ ،‬ملزمة بكل ثبات وو�ضوح‬ ‫بدعم ال�شعب الفل�سطيني‪ ،‬ونحمل معه ق�ضيته العادلة حتى ينال‬ ‫حريته يف وطنه امل�ستقل"‪.‬‬ ‫وتابع‪" :‬من منطلق هذا االلتزام الثابت‪� ،‬سعت م�صر لدعم �إخواننا‬ ‫املحا�صرين يف غزة‪ ،‬ووقف االعتداء الغا�شم الذي تعر�ضوا له يف ت�شرين‬ ‫الثاين املا�ضي‪ ،‬وهو ما وفقنا اهلل جميعا له بف�ضله حقنا لدمائهم‬ ‫الطاهرة"‪.‬‬ ‫وبارك مر�سي للفل�سطينيني "النجاح الذي حتقق ب�صدور قرار‬

‫اجلمعية العامة لالرتقاء بو�ضعية فل�سطني �إىل دولة مراقب يف الأمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬وهو الذي مل يكن ليتحقق بدون اجلهد الذي بذلناه جميعا‬ ‫على كافة امل�ستويات لدعم اخليار الفل�سطيني‪ ،‬وهذا خري دليل على �أن‬ ‫تكاتفنا كفيل �أن يبلغنا الغايات امل�شرتكة"‪.‬‬ ‫ودعا �إىل قرار �إ�سالمي موحد ملواجهة التو�سع املحموم يف اال�ستيالء‬ ‫على الأرا�ضي الفل�سطينية‪ ،‬و�أن ن�ضع املجتمع الدويل �أمام م�س�ؤولياته‪،‬‬ ‫و�أن يتخذ �إجراءات حمددة وفاعلة لوقف الأعمال اال�ستيطانية غري‬ ‫امل�شروعة على الفور ودون ت�أخري لأن ذلك يطعن عملية ال�سالم يف‬ ‫القلب"‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أنه "ال �سالم والفل�سطينيون ال يح�صلون على حقوقهم"‪،‬‬ ‫الفتا �إىل �أن القمة �ستناق�ش يف جل�سة خا�صة مو�ضوع اال�ستيطان‪ ،‬داعيا‬ ‫القادة �إىل الإ�سهام بفعالية و�إيجابية يف مداوالت اجلل�سة‪.‬‬ ‫م�سلمي ميامنار‬ ‫ودعا الرئي�س امل�صري الأمم املتحدة واملجتمع الدويل اىل �أن "يكيل‬ ‫مبكيال واحد" فيما يتعلق ب�أزمة م�سلمي ميامنار‪.‬‬ ‫وقال‪" :‬نطالب حكومة ميامنار بتحمل م�س�ؤولياتها �إزاء الأو�ضاع‬ ‫املرتدية يف والية �أراكان"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬وعلى الأمم املتحدة واملجتمع الدويل �أن يكيال مبكيال‬ ‫واحد‪ ..‬و�أن ي�شددا على احرتام و�ضمان حقوق امل�سلمني يف ميامنار"‪.‬‬ ‫وو�صف و�ضع م�سلمي �أقلية الروهينجا بدولة ميامنار ب�أنه "ال‬ ‫ميكن ال�سكوت عنه‪ ..‬وفى ظل الأعداد املتزايدة من القتلى واجلرحى‬ ‫والنازحني"‪ ،‬نتيجة "�أحداث العنف الطائفية" �ضدهم‪.‬‬ ‫ونا�شد الدول الأع�ضاء يف منظمة التعاون الإ�سالمي ببذل كافة‬ ‫اجلهود املمكنة من �أجل "اال�ستجابة ال�سريعة للجهود الدولية حلماية‬ ‫م�سلمي الروهينجا ومنع �أي متييز �ضدهم‪ ،‬و�ضمان ح�صولهم على‬ ‫كامل حقوقهم امل�شروعة كمواطنني كاملي املواطنة"‪.‬‬ ‫م�صر تدعم وحدة الأرا�ضي املالية‬ ‫وقال مر�سي �إن بالده تدعم "وحدة و�سالمة الأرا�ضي املالية"‪ .‬ومل‬ ‫يتطرق �صراحة‪ ،‬يف كلمته �أمام قمة التعاون الإ�سالمي التي انطلقت‬ ‫�أم�س بالقاهرة �إىل التدخل الع�سكري الفرن�سي يف مايل بدعوى‬ ‫م�ساعدة اجلي�ش املايل على ا�ستعادة مدن ب�شمال وو�سط البالد من‬ ‫�أيدي م�سلحني‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف الرئي�س امل�صري �أن "بالده ت�ؤكد دعمها وحدة الأرا�ضي‬ ‫املالية و�سالمة �شعبها وتراثها"‪ ،‬معتربا �أن التعامل مع الو�ضع هناك ‪-‬‬

‫مر�سي يت�سلم رئا�سة القمة من ال�سنغال‬

‫ومع �أي حالة م�شابهة ‪ -‬من منظور "�شامل يتعامل مع الأبعاد املختلفة‬ ‫للأزمة ويعالج جذورها �سيا�سيا وتنمويا وفكريا و�أمنيا"‪.‬‬ ‫كما طالب كذلك مبراعاة حقوق االن�سان‪ ،‬مطالبا بدعم جهود‬ ‫التنمية يف هذا البلد‪ .‬وكان الرئي�س امل�صري قد �أعلن يف وقت �سابق‬ ‫رف�ضه التدخل الع�سكري يف مايل وذلك قبل بدء احلملة الع�سكرية‬ ‫التي �شنها اجلي�ش املايل بدعم فرن�سي ال�ستعادة مدن ال�شمال‪ ،‬غري �أن‬ ‫م�ساعدة وزير اخلارجية امل�صري مريفت عمر �صرحت بعدها ان بالدها‬ ‫"تتفهم" التدخل الع�سكري يف مايل‪.‬‬ ‫وانطلقت يف القاهرة بعد ظهر الأربعاء فعاليات م�ؤمتر قمة‬ ‫التعاون الإ�سالمي الثاين ع�شر الذي يح�ضره قادة وزعماء ‪ 26‬دولة‪.‬‬

‫نجاد يدعو إىل تحالف اسرتاتيجي مع مصر‬ ‫القاهرة‪ -‬وكاالت‬ ‫دعا الرئي�س الإيراين حممود �أحمدي جناد‬ ‫�إىل حتالف ا�سرتاتيجي بني م�صر وبالده‪.‬‬ ‫وقال جناد يف لقاء مع ر�ؤ�ساء حترير عدد من‬ ‫ال�صحف واملجالت يف م�صر على هام�ش م�شاركته‬ ‫يف قمة منظمة التعاون الإ�سالمي بالقاهرة �أم�س‪:‬‬ ‫"يجب �أن نفهم جميعا �أنه ال لي�س �أمامنا �إال‬ ‫القيام بهذا التحالف اال�سرتاتيجي؛ لأنه ي�صب يف‬ ‫م�صلحة ال�شعبني امل�صري والإيراين وغريهم من‬ ‫�شعوب املنطقة"‪.‬‬ ‫وا�ستدرك الرئي�س يف الت�صريحات التي نقلتها‬ ‫وكالة �أنباء ال�شرق الأو�سط الر�سمية امل�صرية "لكن‬ ‫يجب �أن تتحقق الظروف املالئمة لذلك"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف جناد �أول رئي�س �إيراين يزور م�صر‬ ‫منذ �أكرث من ‪ 3‬عقود‪�" :‬إننا على ا�ستعداد لتو�سيع‬ ‫عالقتنا مع م�صر يف العديد من املجاالت‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫�إىل رفع امل�ستوي الدبلوما�سي بني البلدين"‪.‬‬ ‫وتابع‪" :‬حينما قابلت الرئي�س حممد مر�سي‬ ‫قلت له �إن قوة وعزم م�صر هي من قوة وعزم �إيران‪،‬‬ ‫وهذا �شعور كل الإيرانيني‪".‬‬ ‫وردا على �س�ؤال حول �سرعة تغيري واقع‬ ‫العالقات امل�صرية الإيرانية يف العديد من املجاالت‪،‬‬ ‫رد جناد "ال�شعب الإيراين حمب مل�صر ل�شعبها‪،‬‬ ‫ولدينا جماالت م�شرتكة كثرية ومنها املجاالت‬ ‫الثقافية وال�صناعية‪ ،‬ونلتقى يف وجهات النظر يف‬ ‫العديد من الق�ضايا العاملية"‪.‬‬

‫وقال �أحمدي جناد ان قوى خارجية حتاول‬ ‫منع التقارب بني �أكرب دولتني يف ال�شرق االو�سط‬ ‫تعدادا لل�سكان‪ ،‬واللتني توجد بينهما خالفات‬ ‫منذ الثورة اال�سالمية يف عام ‪ 1979‬وتوقيع م�صر‬ ‫معاهدة �سالم مع ا�سرائيل يف نف�س العام‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف "�أن م�صر و�إيران قد ابتعدا عن‬ ‫بع�ضهما مدة طويلة واملعروف لدينا �أن م�صر هي‬ ‫بلد احل�ضارة والكرم‪ ،‬و�شعبها �صانع تاريخ عظيم‪،‬‬ ‫وال�شعب الإيراين يكن له احرتاما كبريا‪ ،‬ونرى �أنه‬ ‫�إذا ما التقت طهران والقاهرة مرة �أخرى ف�سيكون‬ ‫ذلك ل�صالح �شعوب املنطقة ب�أ�سرها"‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بال�ش�أن اخلليجي‪ ،‬نفي الرئي�س‬ ‫الإيراين تدخل بالده يف ال�ش�أن البحريني قائال‬ ‫"�إننا نقف دائما مع ال�شعب البحريني‪ ،‬ون�سعى‬ ‫للحفاظ على وحدة البحرين‪ ،‬ونو�صى اجلميع‬ ‫باحلوار"‪.‬‬ ‫وردا على اتهام �إيران بالتدخل يف ال�ش�أن‬ ‫اخلليجي قال جناد "�إنه اليرى �أي م�شكلة مع‬ ‫دول اخلليج"‪ ،‬معتربا �أن امل�شكلة تتمثل يف التواجد‬ ‫الأجنبي والأمريكي يف اخلليج‪ ".‬على حد قوله‪.‬‬ ‫و�شدد الرئي�س الإيراين على �أن �إيران تدعم‬ ‫دول اخلليج وتعمل على احلفاظ على �أمن اخلليج‬ ‫وا�ستقراره‪ ،‬وترغب يف �أن ي�سود املنطقة ال�صداقة يف التعامل‪ ،‬فال يوجد ما يجعلنا �أعداء لبع�ضنا‬ ‫والأخوة‪.‬‬ ‫وحذر من �أن الدول الغربية حتاول �أن ي�سود البع�ض"‪.‬‬ ‫وبد أ� �أحمدي جناد زيارة مل�صر �أم�س الثالثاء‪،‬‬ ‫اخلالف بني دول املنطقة‪ ،‬وا�ستطرد "يجب علينا‬ ‫كدول يف منطقة اخلليج �أن نغري ا�سرتاتيجيتنا ت�ستمر حتى �صباح اجلمعة املقبل‪ ،‬من �أجل امل�شاركة‬

‫وبد�أ افتتاح القمة بتالوة قر�آنية مباركة �أعقبها كلمة للرئي�س‬ ‫ال�سنغايل ماكي �سال دعا فيها �إىل تبني الو�سطية والرحمة و�أن تكون‬ ‫هناك عالقات ي�سودها ال�سالم بني الدول الإ�سالمية‪.‬‬ ‫وتطرق �سال �إىل الق�ضايا التي ت�شهدها املنطقة‪ ،‬حيث �أو�ضح �أن‬ ‫ال�شعب ال�سوري يتعر�ض للعنف يوميا‪ ،‬و�أنه ما زالت هناك عقبات‬ ‫�أمام قيام دولة فل�سطينية‪ ،‬كما �أن مايل مهددة بالإرهاب وال بد من‬ ‫م�ساعدتها بالعمل للق�ضاء على الإرهاب الذي �أكد �أنه ي�شوه �صورة‬ ‫الإ�سالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وبعد كلمته‪� ،‬سلم �سال رئا�سة القمة �إىل الرئي�س امل�صري حممد‬ ‫مر�سي‪.‬‬

‫ولي العهد السعودي ينتقد دعم‬ ‫"أطراف" للنظام السوري‬ ‫القاهرة – الأنا�ضول‬

‫جناد �أول رئي�س �إيراين يزور م�صر منذ ثالثة عقود‬

‫يف م�ؤمتر القمة الإ�سالمية الثاين ع�شر‪ ،‬تعد‬ ‫الزيارة الأوىل لرئي�س �إيراين مل�صر منذ قطع‬ ‫العالقات الدبلوما�سية بني البلدين عقب قيام‬ ‫الثورة الإ�سالمية يف �إيران عام ‪.1979‬‬

‫انتقد �سليمان بن عبد العزيز‪ ،‬ويل العهد ال�سعودي‪ ،‬دعم بع�ض‬ ‫ربا �أن "ذلك‬ ‫الأطراف الفاعلة التي مل ي�سمها للنظام ال�سوري‪ ،‬معت ً‬ ‫م�شكلة حتتاج �إىل حل"‪.‬‬ ‫وقال خالل كلمته يف م�ؤمتر القمة الإ�سالمية املنعقد بالقاهرة‬ ‫"ال ميكن �أن يربر ال�صمت عن اجلرائم يف �سوريا والبد من دعم‬ ‫ال�شعب ال�سوري‪ ،‬وعلى املجتمع الدويل وخا�صة جمل�س الأمن اتخاذ‬ ‫القرارات الالزمة لوقف العنف‪ ،‬وانهاء انتقال ال�سلطة يف �أ�سرع‬ ‫وقت"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف قائ ً‬ ‫ال‪" :‬الأزمة تفاقمت وتنذر بعواقب وخيمة‪ ،‬ودعم‬ ‫بع�ض الأطراف الفاعلة للنظام ال�سوري يزيد من امل�شكلة ويحتاج‬ ‫�إىل حل"‪.‬‬ ‫وتقول قيادات باملعار�ضة ال�سورية لنظام ب�شار الأ�سد �إنه مل يكن‬ ‫لي�ستمر يف احلكم ليوم لوال دعم بع�ض الدول له مثل رو�سيا و�إيران‪.‬‬ ‫ولفت يف كلمته �إىل "جهود" اململكة العربية ال�سعودية يف دعم‬ ‫ال�شعبني ال�سوري والفل�سطيني‪ ،‬م�ؤكداً على "دعم بالده الكامل‬ ‫لل�شعب الفل�سطيني وكذلك ال�سوري على كافة امل�ستويات؛ لتحقيق‬ ‫�أهدافه بعيداً عن �أي تدخل �أجنبي" داعياً يف الوقت ذاته �إىل "تعزيز‬ ‫فر�ص الأمن واال�ستقرار يف املنطقة"‪.‬‬ ‫�إىل ذلك طالب ويل العهد ال�سعودي بدعم طلب اململكة �إ�صدار‬ ‫قرار يدين �أي دولة �أو جمموعة تتعر�ض للأديان ال�سماوية وللر�سل‬ ‫والأنبياء‪.‬‬ ‫ويف ال�ش�أن االقت�صادي‪ ،‬ر�أى �أنه البد من "و�ضع منهجية‬ ‫وا�ضحة يف الق�ضايا االقت�صادية امل�شرتكة‪ ،‬تنطلق من ميثاق مكة‬ ‫املكرمة ليكون مبثابة منهجية بني الدول الأع�ضاء للو�صول �إىل‬ ‫حلول واقعية للم�شاكل االقت�صادية"‪.‬‬

‫تحليل‬

‫عالقات �أنقرة والقاهرة‪" ..‬تقارب مثمر" بعد فتور الأم�س‬ ‫اتفق خرباء م�صريون على �أن العالقات الرتكية امل�صرية �شهدت‬ ‫ريا بعد ثورة ‪ 25‬يناير ‪ 2011‬على خالف حالة "الفتور"‬ ‫تطو ًرا كب ً‬ ‫التي كانت ت�سود العالقات بني البلدين يف عهد النظام ال�سابق‪ ،‬الفتني‬ ‫�إىل حر�ص �أنقرة على تذليل العقبات التي تعوق تعزيز عالقاتها مع‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫و�أكد ه�ؤالء اخلرباء على الثمار الإيجابية العديدة التي �ستعود‬ ‫على منطقة ال�شرق الأو�سط ب�شكل عام‪ ،‬وعلى القاهرة و�أنقرة ب�شكل‬ ‫خا�ص جراء تعزيز العالقة بينهما‪.‬‬ ‫وحول التقارب الرتكي امل�صري يف الفرتة الأخرية‪ ،‬قال ب�شري‬ ‫عبد الفتاح اخلبري ال�سيا�سي يف مركز الأهرام للدرا�سات ال�سيا�سية‬ ‫واال�سرتاتيجية ورئي�س حترير جملة الدميقراطية‪� :‬إن تركيا ت�سعى‬ ‫منذ ثورة ‪ 25‬يناير �إىل رفع م�ستوى عالقاتها مع م�صر‪ ،‬و�إىل جتاوز‬ ‫معوقات تعزيز هذه العالقة‪.‬‬ ‫و�أو�ضح �أن من �أبرز هذه املعوقات عدم و�ضوح النموذج الإ�سالمي‬ ‫جلماعة الإخوان امل�سلمني يف احلكم‪� ،‬إ�ضافة �إىل االن�شغال امل�صري‬ ‫بامللفات الداخلية‪ ،‬معتربا �أنه "من ال�ضروري �أن ت�ستقر الأو�ضاع يف‬ ‫م�صر يف �أ�سرع وقت ممكن حتى ت�شهد العالقة بني القاهرة و�أنقرة‬ ‫نقالت �أكرب"‪.‬‬ ‫ور�أى عبد الفتاح �أن هناك حماوالت �أمريكية للحيلولة دون‬ ‫التقارب امل�صري الرتكي‪ ،‬م�ضيفا‪" :‬وا�شنطن ال ترحب بهذا التقارب‪،‬‬ ‫وت�سعى �إىل �إف�شاله"‪.‬‬ ‫ولفت يف هذا ال�صدد �إىل وجود تخوفات كبرية من �أطراف يف‬

‫املنطقة من هذا التقارب وعلى ر�أ�سها �إ�سرائيل؛ "حيث حتر�ص‬ ‫الأخرية على �أال تتم هذه العالقة على اعتبار �أن تركيا وم�صر �أكرب‬ ‫دولتني �سنيتني يف املنطقة‪ ،‬واحتاد مواقفهما يهدد م�صالح تل �أبيب‬ ‫يف املنطقة"‪.‬‬ ‫وحول الآثار الإيجابية لتعزيز العالقات امل�صرية الرتكية‪ ،‬قال‬ ‫اخلبري ال�سيا�سي‪" :‬ميكن اال�ستفادة من النموذج الرتكي يف مرحلة‬ ‫التحول الدميقراطي التي ت�شهدها م�صر حاليا‪ ،‬لكنه قال �إن مل�صر‬ ‫خ�صو�صيتها مثل تركيا؛ وهو ما مينع ا�ستن�ساخ التجربة الرتكية‬ ‫ب�شكل كامل"‪.‬‬ ‫و�أ�ضاف‪" :‬م�صر وتركيا دولتان كبريتان لهما ثقلهما و�إذا ما مت‬ ‫التعاون بينهما �سي�ؤثر ذلك على املنطقة كلها ب�شكل �إيجابي"‪.‬‬ ‫وبح�سب مراقبني لل�ش�أن امل�صري‪� ،‬شهدت العالقات امل�صرية‬ ‫الرتكية خالل فرتة حكم الرئي�س امل�صري ال�سابق ح�سني مبارك‪،‬‬ ‫"فتوراً كبرياً"؛ حيث كان النظام امل�صري وقتها ينظر لرتكيا بعني‬ ‫ال�شك‪ ،‬وكان يعترب �أي تو�سع لنفوذ �أنقره يف منطقة ال�شرق الأو�سط‬ ‫تقلي�صا لنفوذ القاهرة واقتطاعاً منه‪.‬‬ ‫لكن يبدو �أن هذا الفتور يف العالقات‪ ،‬بح�سب ه�ؤالء املراقبني‪،‬‬ ‫لن يجد موطئ قدم له يف م�صر ما بعد ثورة يناير‪ ،‬خا�صة يف ظل‬ ‫وجود قيادة تركية تدرك متاما مكانة وحجم م�صر يف منطقة ال�شرق‬ ‫الأو�سط‪ ،‬ووجود رغبة حقيقية لدى �أنقرة يف تعميق العالقات مع‬ ‫القاهرة‪ ،‬واعتالء �سدة احلكم يف م�صر قيادة جديدة �أعلنت منذ‬ ‫البداية �أنها �ستفتح �صفحة جديدة مع كل دول العامل على قاعدة‬

‫"االحرتام املتبادل"‪ ،‬و�أنها لن تتقيد مبمار�سات النظام ال�سابق يف‬ ‫عالقاتها اخلارجية‪.‬‬ ‫من جانبها‪ ،‬لفتت ماجدة خملوف �أ�ستاذة الدرا�سات الرتكية يف‬ ‫جامعة عني �شم�س بالقاهرة �إىل �أن حزب العدالة والتنمية ي�سعى منذ‬ ‫توليه ال�سلطة يف تركيا �إىل تطوير العالقة مع الدول العربية‪ ،‬ويف‬ ‫مقدمتها م�صر �إال �أنها وجدت جماال "�أرحب بعد الثورة امل�صرية"‪.‬‬ ‫و�أ�ضافت‪" :‬تركيا حري�صة منذ قيام الثورة امل�صرية على مد‬ ‫ج�سور التعاون االقت�صادي مع م�صر؛ من خالل تقدمي م�ساعدات‬ ‫اقت�صادية للقاهرة يف �أ�شكال خمتلفة"‪.‬‬ ‫ور�أت �أ�ستاذة الدرا�سات الرتكية �أن تركيا تدرك الو�ضع االقليمي‬ ‫املتقدم مل�صر‪ ،‬رغم تراجع هذا الو�ضع يف ظل النظام ال�سابق؛ ولذلك‬ ‫هي حري�صة على النهو�ض بالعالقة مع م�صر خالل املرحلة املقبلة‪.‬‬ ‫و�أ�شارت �إىل �أن تركيا �سارعت �إىل تقدمي الدعم االقت�صادي‬ ‫وال�سيا�سي مل�صر بعد الثورة يف ظل تقاع�س العديد من الدول الأخرى‪،‬‬ ‫وكانت يف ذلك �سابقة على الدول العربية‪.‬‬ ‫وحول الإيجابيات املتوقعة من تقارب العالقات بني م�صر وتركيا‪،‬‬ ‫قالت خملوف‪" :‬التطور املتتابع يف العالقة بني البلدين ي�شكل داعمة‬ ‫�أ�سا�سية للمنطقة ب�شكل عام‪ ،‬كما �أنه ي�شكل حالة من التوازن يف ظل‬ ‫م�ساع �إيرانية لتو�سيع نفوذها باملنطقة باعتبار �أن م�صر وتركيا من‬ ‫�أكرب الدول ال�سنية يف املنطقة‪ ،‬وهو ما ي�صب يف �صالح دول اخلليج‬ ‫املتخوفة من التطلعات الإيرانية يف املنطقة"‪.‬‬ ‫وتوقعت �أن ي�ؤدي تطور العالقة بني الدولتني �إىل تقلي�ص حالة‬

‫االنفالت اال�ستيطاين الإ�سرائيلي �إىل حد ما‪ ،‬والت�أثري الإ�سرائيلي‬ ‫على املنطقة‪.‬‬ ‫�سعيد الالوندي خبري العالقات الدولية مبركز الأهرام‬ ‫للدرا�سات ال�سيا�سية واال�سرتاتيجية ر�أى �أن تعزيز العالقات بني‬ ‫م�صر وتركيا "يدعو �إىل التفا�ؤل ال�شديد بعد الثورة امل�صرية"‪.‬‬ ‫واعترب �أن تطور تلك العالقة جترب الآخرين على احرتام كلتا‬ ‫الدولتني‪ ،‬مرج ًعا ذلك �إىل مكانتهما الإقليمية التي تزداد بتطور‬ ‫العالقة بينهما خالل املرحلة الأخرية‪.‬‬ ‫وتابع الالوندي‪" :‬كما �أن م�صر اليوم لي�ست كم�صر الأم�س ف�إن‬ ‫تركيا اليوم لي�ست على اتفاق مع تركيا الأم�س‪ ،‬قبل و�صول حزب‬ ‫العدالة والتنمية للحكم‪ ،‬حيث وجهت اهتمامها �إىل الدول العربية‬ ‫ب�شكل �أكرب ويف مقدمتها م�صر"‪.‬‬ ‫و�أ�شار �إىل �أن الطريقة الرتكية يف �إدارتها للعالقة والتعاون مع‬ ‫م�صر تنفي �أي تخوفات ا�ستعمارية يحاول البع�ض �إل�صاقها برتكيا‪،‬‬ ‫الفتا �إىل هدف تركيا من التقارب مع م�صر هو "�إقامة ج�سور من‬ ‫العالقات القائمة على امل�صالح امل�شرتكة بني البلدين"‪.‬‬ ‫واعترب اخلبري يف العالقات الدولية �أن حر�ص م�صر على‬ ‫النهو�ض بعالقتها مع تركيا يعزز من ريادتها يف املنطقة؛ ملا لرتكيا‬ ‫من مكانة متزايدة يف العامل‪ ،‬كما �أنه يف املقابل يعزز من عالقة تركيا‬ ‫باملنطقة العربية والإ�سالمية ملا مل�صر من مكانة يف املنطقة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.