عدد الثلاثاء 30 آب 2011

Page 27

‫‪11‬‬ ‫الثالثاء (‪� )1‬شوال ‪ -‬ال�سنة (‪ - )18‬العدد (‪)1699‬‬

‫ركن الفتوى‬

‫قناديل‬

‫فتاوى العيد‬

‫خري الزاد‬

‫�أجاب عليها‪ :‬دائرة الإفتاء العام‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬ما حكم قيام ليلة العيد؟ وهل هو منهي‬ ‫عنه قيا�س ًا على ليلة اجلمعة؟‬ ‫منهي عنه‪،‬‬ ‫اجلواب‪ :‬قيام ليلة اجلمعة لأنها ليلة جمعة ٌّ‬ ‫فقد نهى النبي �صلى اهلل عليه و�سلم �أن ُت َخ َّ�ص ليلة اجلمعة‬ ‫بقيام‪� ،‬أو ي َُخ َّ�ص يومها ب�صيام‪.‬‬ ‫�أم��ا قيام ليلة اجلمعة باعتبار �آخ��ر ك ��أن تكون �إحدى‬ ‫ليايل رم�ضان؛ فال ب�أ�س فيه‪ ،‬وكذلك �صيام يوم اجلمعة �إذا‬ ‫وافق يوم عرفة �أو يوم عا�شوراء‪ ،‬وال َّ‬ ‫�شك يف وجوب �صيامه‬ ‫خا�ص بيوم اجلمعة وليلتها‪،‬‬ ‫�إذا كان يف رم�ضان‪ ،‬هذا احلكم ٌّ‬ ‫فال ُتقا�س عليه ليلة العيد؛ فهي ك�سائر الليايل من �أحياها‬ ‫فله �أجرها‪ ،‬ومن مل يحيها فال ب�أ�س عليه‪.‬‬ ‫وقد جاء يف احلديث‪( :‬من قام ليلتي العيدين حمت�س ًبا‬ ‫هلل؛ مل ميت قلبه يوم متوت القلوب) رواه ابن ماجه‪ ،‬ويقوِّي‬ ‫معناه ما ورد يف "املعجم الأو�سط" للطربا ِّ‬ ‫ين عن عبادة بن‬ ‫ال�صامت ر�ضي اهلل عنه �أن ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫قال‪( :‬من �ص َّلى ليلة الفطر والأ�ضحى؛ مل ميت قلبه يوم‬ ‫متوت القلوب)‪.‬‬ ‫�أم��ا �صيام يوم العيد‪ ،‬فحرام �سواء يوم عيد الفطر �أم‬ ‫يوم عيد الأ�ضحى‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل ُي�سمح للمر�أة احلائ�ض �أن ت�صلي‬ ‫العيد �أو �أن حت�ضر اخلطبة‪ ،‬وما املق�صود من ذلك؟‬ ‫اجل � ��واب‪ :‬ج ��اء يف ك�ت��ب ال���س�ن��ة ع��ن �أم ع�ط�ي��ة قالت‪:‬‬ ‫"�أمرنا ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف الفطر والأ�ضحى‬ ‫حل َّي�ض وذوات اخل��دور‪ ،‬ولكن ا ُ‬ ‫�أن ُنخرج العواتق وا ُ‬ ‫حل َّي�ض‬ ‫يعتزلن ال���ص�لاة وي�شهدن اخل�ير ودع ��وة امل�سلمني" رواه‬ ‫البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫وذل ��ك لأن ��ص�لاة ال�ع�ي��د ك��ان��ت ت�ق��ام يف امل�صلى خارج‬ ‫امل�سجد‪ ،‬وال ب�أ�س على امل��ر�أة احلائ�ض لو ذهبت �إىل امل�صلى‬ ‫لت�سمع الوعظ والإر�شاد؛ �إذ لي�س له حكم امل�سجد‪ ،‬واحلكمة‬ ‫يف هذا ما ورد يف احلديث من ح�ضور اخلري ودعوة امل�سلمني‪.‬‬ ‫ويكون للن�ساء مكان خا�ص بهن‪.‬‬ ‫لكن ال ب��د م��ن التنبيه �إىل �أن��ه ال ي�ج��وز خ��روج املر�أة‬ ‫متربجة �إىل ه��ذا امل�شهد وال �إىل غ�يره؛ لقول اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫رب َ‬ ‫ربج اجلاهلي ِة الأوىل{ (الأحزاب‪.)33 :‬‬ ‫جن ت ُّ‬ ‫}وال ت َّ‬ ‫�أما �إذا كانت �صالة العيد يف امل�سجد‪ ،‬فلي�س للحائ�ض �أن‬ ‫حت�ضرها؛ لأن احلائ�ض يحرم عليها املكث يف امل�سجد‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬من هم الأرحام الواجب �صلتهم؟‬ ‫اجل��واب‪ :‬الأرح ��ام‪ :‬هم الأق ��ارب من جهة الأب والأم؛‬ ‫ف�ي��دخ��ل ف�ي�ه��م الأج� � ��داد واجل� � � �دّات‪ ،‬والأع� �م ��ام والعمات‪،‬‬ ‫والأخوال واخلاالت‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل زيارة العيدين تكفي ك�صلة للرحم؟‬ ‫اجلواب‪ :‬ال�ضابط يف حتقيق �صلة الرحم �أمران‪:‬‬ ‫�أو ًال‪� :‬أن ال يكون الوا�صل قد اعتاد �أن ي�صل رحمه بعدد‬ ‫من الزيارات‪� ،‬أو ببع�ض املال والهدايا‪� ،‬أو بقدر من االت�صال‬ ‫واملحادثة‪ ،‬ثم بعد ذلك يقطع هذا النوع من ال�صلة بالكلية‪،‬‬ ‫فحينئذ يقع هذا القاطع بذنب عظيم‪ ،‬وكبرية من كبائر‬ ‫الذنوب؛ فقد قال النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪( :‬ال َيد ُْخ ُل‬ ‫الجْ َ َّن َة َقاطِ عٌ) متفق عليه‪ .‬يعني‪ :‬قاطع رحم‪ .‬يقول العالمة‬ ‫اب��ن حجر الهيتمي رحمه اهلل ‪ -‬يف �ضابط قطيعة الرحم‬

‫بسام ناصر‬

‫املحرمة ‪َ " :-‬ق ْط ُع ما �أَ ِل� َ�ف القريبُ منه مِ ن �سابق الو ُْ�صلَة‬ ‫والإح �� �س��ان لغري ع��ذر ��ش��رع��ي؛ لأن َق� ْ�ط � َع ذل��ك ي� ��ؤدي �إىل‬ ‫�إيحا�ش القلوب و ُنفرتها وت�أ ِّذيها" (ال��زواج��ر عن اقرتاف‬ ‫الكبائر)‪.‬‬ ‫ثانياً‪� :‬ضابط العرف والعادة‪:‬‬ ‫‪ .1‬ف ��إذا ك��ان ع��رف النا�س َي� ُع� ُّد َم��ن يقت�صر على زيارة‬ ‫رحمه يف العيد مق�صِّ راً؛ فينبغي عليه �أن يجتهد يف الزيارة‬ ‫مب��ا يدفع عنه ه��ذا التق�صري‪ ،‬وي��رف��ع درج�ت��ه عند اهلل عز‬ ‫وجل‪ ،‬خا�صة �إذا كان رحماً قريباً‪.‬‬ ‫‪� .2‬أم��ا �إذا كان العرف ال يعد من يكتفي بزيارة العيد‬ ‫مق�صراً‪ ،‬وال يلحقه لوم وال عتاب؛ فال حرج عليه‪ ،‬و�إن كان‬ ‫الأوىل بامل�سلم دائماً �أن ي�سعى �إىل الكمال‪ ،‬و�أن يطلب الثواب‬ ‫عند اهلل ع��ز وج��ل ب��إك�ث��ار ال�صلة وال��زي��ارة‪ ،‬ف ��إن �شق ذلك‬ ‫عليه فال �أق��ل من االت�صال الهاتفي‪ ،‬وال�س�ؤال عن احلال‪،‬‬ ‫وامل�لاط�ف��ة ب��احل��دي��ث‪ ،‬فالكلمة الطيبة ��ص��دق��ة‪ .‬وق��د كان‬ ‫ال�سلف ال�صالح يعدون من ال ي�س�أل عن �إخوانه يف كل ثالثة‬ ‫�أيام مرة مق�صراً‪ ،‬فكيف مبن ال ي�س�أل عن �أرحامه يف كل �سنة‬ ‫�إال مرة �أو مرتني‪ .‬واهلل �أعلم‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬ما حكم التقبيل عند ال�سالم؟‬ ‫اجلواب‪ :‬كرث ال�س�ؤال يف الآونة الأخرية عن حكم تقبيل‬ ‫ال��رج��ال ل�ل��رج��ال‪ ،‬وال�ن���س��اء للن�ساء عند ال�ل�ق��اء وال�سالم‪،‬‬ ‫والباعث على ه��ذا ال�س�ؤال ما يقال عن نقل ع��دوى بع�ض‬ ‫الأمرا�ض ب�سبب هذا التقبيل‪ .‬ونخت�صر القول فنقول‪:‬‬ ‫�إن هذا التقبيل ‪ِ -‬ب َغ ِّ�ض النظر عن مو�ضوع العدوى‪-‬‬ ‫لي�س م�ستحباً �شرعاً �إال يف حاالت ا�ستثنائية‪ ،‬فقد َقا َل رَجُ ٌل‬ ‫للنبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪َ :‬ي��ا َر�� ُ�س��و َل اهللِ‪� ،‬أَحَ � ُد َن��ا َي ْل َقى‬ ‫�صَ دِ ي َق ُه �أَ َي ْنحَ نِي َل ُه؟ َقا َل‪( :‬ال)‪َ .‬قا َل‪َ :‬ف َي ْل َت ِز ُم ُه َو ُي َق ِّب ُل ُه؟ َقا َل‪:‬‬ ‫( َال)‪َ .‬ق��ا َل‪ :‬يُ�صَ افِحُ ُه؟ َق��ا َل‪َ ( :‬ن� َع� ْم) رواه الرتمذي وقال‪:‬‬ ‫حديث ح�سن‪.‬‬ ‫وكان هذا هو حال ال�صحابة ر�ضي اهلل عنهم‪ ،‬فعن �أن�س‬ ‫هلل �صَ َّلى‬ ‫بن مالك ر�ضي اهلل عنه قال‪َ " :‬كا َن �أَ ْ�صحَ ابُ ر َُ�سولِ ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل َعلَ ْي ِه َو�آ ِل� ِه و َ​َ�س َّل َم ِ�إ َذا َت َ‬ ‫ال َقوْا َت�صَ ا َفحُ وا‪َ ،‬و ِ�إ َذا َقدِ مُوا مِ ْن‬ ‫َ�س َف ٍر َتعَا َن ُقوا" رواه الطرباين‪� .‬أما ما اعتاده النا�س يف بالدنا‬ ‫من تقبيل مع كل م�صافحة؛ فهذا غري م�ستحب �شرعاً‪.‬‬ ‫ف ��إذا ترتب على ه��ذا التقبيل �إمكانية انتقال املر�ض‬

‫بالعدوى فقد �أ�صبح الأمر غري مباح �شرعاً؛ لأن النبي �صلى‬ ‫مر ٌ‬ ‫ِ�ض على م ُِ�صح؛ �أي‪ :‬مَن‬ ‫اهلل عليه و�سلم نهى �أن ي��و َر َد مُ ْ‬ ‫كانت موا�شيه مري�ضة ال يخلطها عند ال�سقي مع املوا�شي‬ ‫ال�صحيحة‪.‬‬ ‫ف�إذا كان هذا يف حق املوا�شي‪ ،‬فماذا يف حق النا�س؟!‬ ‫ولهذا نن�صح جميع املواطنني �أن يكتفوا عند ال�سالم يف‬ ‫العيد وغريه بامل�صافحة‪ ،‬وهذا ما عليه كثري من ال�شعوب‬ ‫الإ�سالمية املتمدِّنة‪ ،‬وكما يقال‪ :‬املهم ما يف القلوب‪� ،‬أما �أن‬ ‫ُي َقبِّل الإن�سان �أخ��اه ويف قلبه �ضغينة �أو خم��اوف من نقل‬ ‫العدوى؛ فهذا لي�س من اللياقة يف �شيء‪.‬‬ ‫ولتكن هذه املنا�سبة بداية للإقالع عن عادة التقبيل �إال‬ ‫يف احلاالت اال�ستثنائية؛ كقدوم الغائب بعد �سفر طويل‪ ،‬فقد‬ ‫قبَّل النبي �صلى اهلل عليه و�سلم جعفر بن �أبي طالب ر�ضي‬ ‫اهلل عنه بني عينيه عند قدومه من احلب�شة بعد �سنوات من‬ ‫هجرته �إليها‪ .‬رواه �أبو داود‪ .‬وحتى يف هذه احلاالت‪� ،‬إذا كان‬ ‫القادم قد جاء من بلد فيها وباء �أو مر�ض؛ فال داعي لهذا‬ ‫التقبيل‪.‬‬ ‫بقي �أن نقول‪� :‬إن ع��دوى الأخ�لاق ال�سيئة �أ�شد خطراً‬ ‫من عدوى املر�ض؛ فلنحذرهما جميعاً‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬ما حكم م�صافحة �أعمام الزوج‪ ،‬وعدم‬ ‫لب�س احلجاب �أمامهم؟‬ ‫اجلواب‪� :‬أعمام الزوج �أجانب على الزوجة‪ ،‬ويحرم على‬ ‫الزوجة خلع احلجاب �أمامهم �أو م�صافحتهم‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل جتوز م�صافحة بنت العم �أو بنت اخلال؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يحرم على امل�سلم �أن ي�صافح بنت عمه �أو خاله؛‬ ‫لأنه يجوز له �أن يتزوجهما‪.‬‬ ‫ال�����س��ؤال‪ :‬هل يجوز للمر�أة �أن ت�صافح �شقيق‬ ‫زوجها؟‬ ‫اجلواب‪ :‬يحرم على املر�أة �أن ت�صافح �شقيق الزوج؛ لأنه‬ ‫لي�س محَ ْ َرماً لها‪.‬‬ ‫ال�س�ؤال‪ :‬هل يجوز للمر�أة �أن جتل�س مع �إخوان‬ ‫زوجها؟‬ ‫اجل��واب‪ :‬ال يجوز للمر�أة �أن جتل�س مع �إخ��وان زوجها‪،‬‬ ‫وال يجوز الدخول على زوجة الأخ واجللو�س معها بخلوة‪.‬‬

‫م��ن ث�م��رات ال�ت�ق��وى �أن اهلل يكفر ع��ن املتقني‬ ‫�سيئاتهم‪ ،‬لأن �أعمال الرب والطاعات مكفرة للذنوب‬ ‫واخلطايا كما جاء عن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪:‬‬ ‫ففي �صحيح م�سلم وغ�يره �أن ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم قال‪" :‬ما من امرئ م�سلم حت�ضره �صالة‬ ‫مكتوبة فيح�سن و�ضوءها وخ�شوعها وركوعها؛ �إال‬ ‫كانت كفارة ملا قبلها من الذنوب ما مل ُي� ْوتِ كبرية‬ ‫وذلك الدهر كله"‪.‬‬ ‫وع��ن �أب��ي هريرة ر�ضي اهلل عنه‪� ،‬أن ر�سول اهلل‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم كان يقول‪" :‬ال�صلوات اخلم�س‬ ‫واجلمعة �إىل اجلمعة ورم�ضان �إىل رم�ضان مكفرات‬ ‫ما بينهن ما اجتنب الكبائر"‪ .‬رواه م�سلم والرتمذي‬ ‫وابن ماجه‪.‬‬ ‫يقول اهلل تعال مبيناً �أن فعل التقوى والتزام‬ ‫�سبيل املتقني‪ ،‬و�سيلة لتكفري ال�سيئات وحط اخلطايا‬ ‫والذنوب‪َ } :‬ذل َِك �أَ ْم ُر اللهَّ ِ �أَن َز َل ُه �إِ َل ْي ُك ْم َومَن َي َّتقِ اللهَّ َ‬ ‫ُي َك ِّف ْر َع ْن ُه َ�س ِّي َئا ِت ِه َو ُي ْعظِ ْم َل ُه �أَ ْج��راً{ (الطالق‪،)5:‬‬ ‫وبعد تكفري ال�سيئات يكون تعظيم الأج��ور‪ ،‬والتي‬ ‫يكون �أعظمها �إدخ��ال املتقني اجلنة والفوز بالنعيم‬ ‫املقيم الذي ال �شقاء بعده �أبداً‪.‬‬ ‫من ثمرات التقوى ذلك النور الإمي��اين الذي‬ ‫ي��رزق اهلل به عباده املتقني‪ ،‬فيفرقون به بني احلق‬ ‫والباطل‪ ،‬والهدى وال�ضالل‪ ،‬والنافع وال�ضار‪ ،‬يقول‬ ‫تعاىل‪} :‬يا �أَ ُّيهَا ا َّلذِ ينَ �آ َم ُنواْ �إَن َت َّت ُقواْ اهلل ي َْج َعل َّل ُك ْم‬ ‫ُف ْر َقاناً َو ُي َك ِّف ْر عَن ُك ْم َ�س ِّي َئا ِت ُك ْم َو َي ْغ ِف ْر َل ُك ْم َواهلل ُذو‬ ‫يم{ (الأنفال‪.)29 :‬‬ ‫ا ْل َف ْ�ضلِ ا ْل َعظِ ِ‬ ‫يقول ال�شيخ ال�سعدي رحمه اهلل يف تف�سريه‪:‬‬ ‫"وقد رت ��ب اللهّ ع�ل��ى ال �ت �ق��وى م��ن خ�ي�ر الدنيا‬ ‫والآخ ��رة‪� ,‬شيئا ك�ث�يرا‪ .‬فذكر هنا �أن م��ن اتقى اهلل‬ ‫ح�صل له �أربعة �أ�شياء‪ ،‬كل واحد منها خري من الدنيا‬ ‫وما فيها‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬ال �ف��رق��ان وه��و ال�ع�ل��م وال �ه��دى الذي‬ ‫ي�ف��رق ب��ه �صاحبه ب�ين ال �ه��دى وال���ض�لال واحلق‬ ‫والباطل واحلالل واحلرام‪ ،‬و�أهل ال�سعادة من �أهل‬ ‫ال�شقاوة‪.‬‬ ‫الثاين والثالث‪ :‬تكفري ال�سيئات ومغفرة الذنوب‪،‬‬ ‫وكل واحد منها داخل يف الآخر‪ ،‬عند الإطالق وعند‬ ‫االجتماع يف�سر تكفري ال�سيئات بالذنوب ال�صغائر‪،‬‬ ‫ومغفرة الذنوب بتكفري الكبائر‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬الأجر العظيم والثواب اجلزيل ملن اتقاه‬ ‫و�آثر ر�ضاه على هوى نف�سه‪.‬‬ ‫التقوى هي الزاد الذي يتزود به امل�ؤمنون حتى‬ ‫يبلغوا غايتهم‪ ،‬ويحققوا مق�صدهم‪ ،‬ذلك �أن كل من‬ ‫ي�سلك طريق الآخرة فهو م�سافر �إىل ربه‪ ،‬وال ي�صل‬ ‫�إال بزاد من التقوى‪..‬‬ ‫فهنيئاً ملن وفقه اهلل للتزود بذلك الزاد والإكثار‬ ‫منه فانه به يجني كثرياً من خريات الدنيا والآخرة‪،‬‬ ‫يقول ت�ع��اىل‪َ } :‬و َت � � � َز َّودُواْ َف� ��إِ َّن َخ�ْي�رْ َ ال� � َّزا ِد ال َّت ْقوَى‬ ‫َوا َّت ُقونِ يَا �أُ ْوليِ الأَ ْلبَابِ {‪.‬‬

‫العيد ملن خاف يوم الوعيد‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.