عدد الاثنين 23 كانون ثاني 2012

Page 9

‫ندوة ال�سبيل‬

‫االثنني (‪ )23‬كانون ثاين (‪ ) 2012‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )19‬العدد (‪)1835‬‬

‫‪9‬‬

‫حمزة منصور‪ :‬ما تحقق من‬

‫جميل أبو بكر‪ :‬اجتهادات‬

‫رحيل غرايبة‪ :‬نريد صيانة الحريات‬

‫زكي بني ارشيد‪ :‬الحراك األردني توافق‬

‫علي أبو السكر‪ :‬فعاليات الحركة‬

‫إصالحات حتى اآلن خطوات أوىل‬

‫اإلسالميني ليست مقدسة‬

‫العامة والحقوق الفردية وتعزيز‬

‫على شعار إصالح النظام متجاوزًا‬

‫اإلسالمية املطالبة باإلصالح لم‬

‫لكنها غري كافية‬

‫وهي أفكار قابلة لألخذ والرد‬

‫األمن واالستقرار الشامل للوطن‬

‫الشعارات التغيريية واالنقالبية‬

‫تتجاوز على هيبة الدولة‬

‫عزام الهنيدي‪ :‬اقتصادنا اكتسب‬

‫عبد الهادي الفالحات‪ :‬ال صفقات مع‬

‫نبيل الكوفحي‪ :‬التفرد والهيمنة‬

‫حسان الذنيبات‪ :‬ما زلنا نطالب‬

‫فرج شلهوب‪ :‬وقف الحراك‬

‫يف السنوات األخرية صفة اقتصاد‬

‫الحكومة وعلينا مسؤولية معنوية‬

‫فزاعة تستخدم ضد الحركة‬

‫الجميع باملسارعة لتحقيق‬

‫الشعبي مرتبط بتحقيق‬

‫الصدقات واملضاربات والربح السريع‬

‫وأخالقية بتعزيز أي خطوة إيجابية‬

‫اإلسالمية داخلي ًا وخارجي ًا‬

‫اإلصالح قبل فوات األوان‬

‫اإلصالح السياسي‬

‫وكيانات متعددة ابتدا ًء من حكومة عموم فل�سطني برئا�سة احلاج �أمني احل�سيني‪،‬‬ ‫وم ��روراً بف�صائل وم�ق��ارب��ات امل�ق��اوم��ة ال�شعبية الفل�سطينية‪ ،‬و��ص��و ًال �إىل منظمة‬ ‫التحرير الفل�سطينية‪.‬‬ ‫يف م�شهد الباطنية ال�سيا�سية الأردن�ي��ة التي تغيب عنها �إرادة الإ��ص�لاح؛ ثمة‬ ‫م��ن ي�ستخدم ف��زاع��ات التوطني وال��وط��ن ال�ب��دي��ل‪ ،‬وال�ه��دف م��ن ذل��ك رف����ض قبول‬ ‫اال�ستحقاقات املطالبة بالإ�صالح ال�سيا�سي‪ .‬ت�سعى تلك القوى املتنفذة التي �سماها‬ ‫امللك بقوى ال�شد العك�سي التي تعيق توجهات الإ�صالح الر�سمية واحلركة الوطنية‬ ‫املطالبة بالإ�صالح‪ ،‬وت�سعى �إىل �صدارة امل�شهد ال�سيا�سي‪ ،‬هذه القوى ت�ستجمع كل‬ ‫ال�صالحيات وال�سلطات ال�سابقة ومتار�س معركة الوجود من خالل �سيا�سة ال�ضربات‬ ‫اال�ستباقية‪ ،‬فت�صنع م�بررات لبقاء اال�ستبداد والف�ساد‪ .‬تبحث عن �أتباع وال تقبل‬ ‫مببد�أ ال�شراكة ال�سيا�سية‪ .‬واملثال على ذلك فزاعة التوطني �أو الوطن البديل‪.‬‬ ‫يح�صن الوطن واملجتمع هو دولة املواطنة التي تقوم على �أ�سا�س‬ ‫املوقف الذي ّ‬ ‫العدالة وامل�ساواة واحلرية جلميع مواطنيها‪ .‬وخالفاً لذلك ف�إن االعتداء على حقوق‬ ‫املواطنني‪� ،‬أو ع��دم قيام دول��ة العدالة االجتماعية وامل�ساواة ال�سيا�سية؛ هو املدخل‬ ‫احلقيقي ال�ستهداف الأوط ��ان جميعاً‪ .‬و�إذا ا�ستعر�ضنا م�ث�ل ً‬ ‫ا كيف حتلل االحتاد‬ ‫ال�سوفييتي‪� ،‬أو يوغ�سالفيا‪� ،‬أو ت�شيكو�سلوفاكيا‪� ،‬أو حتى ال�سودان‪� ،‬أو باك�ستان‪� ،‬أو‬ ‫بنغالدي�ش‪ ،‬ونزعات االنف�صال املوجودة الآن يف جنوب اليمن‪� ،‬أو النزعات التي تدعو‬ ‫�إىل تدخل خارجي يف بالد الثورات؛ الدافع الأ�سا�سي واحلقيقي لها جميعاً هو عدم‬ ‫ح�صول احلقوق االجتماعية وال�سيا�سية يف تلك الدول‪.‬‬ ‫ال�ع��دل ه��و �أ��س��ا���س امل�ل��ك‪ ،‬ويف الأردن م�ظ��امل تتعر�ض لها ف�ئ��ات م��ن املجتمع‬ ‫الأردين‪ ،‬ع� رّ​ّبر عنها رئي�س ال ��وزراء بالقول �إن يف الأردن من مي�سي �أردن�ي��ا وي�صبح‬ ‫منزوع اجلن�سية‪ .‬هذه حالة خمتلة ت�ؤ�س�س �إىل تفجري الأمن ال�سلمي واملجتمعي يف‬ ‫الأردن‪ ،‬و�إذا كان مطلوباً من القوى والتيارات واملكونات ال�سيا�سية تقدمي �ضمانات‬ ‫حقيقية متعلقة ب�صيانة امل�ستقبل الأردين والهوية الأردنية والكيان الأردين؛ ف�إن‬ ‫القوى الأردنية قادرة وعلى ا�ستعداد للحوار والتوافق اجلاد لتح�صني الأردن‪ ،‬و�إبعاد‬ ‫كل امل�شاريع ال�سيا�سية امل�شبوهة املتعلقة بالتوطني والوطن البديل‪.‬‬ ‫ال�شعور املتولد هو �أن ق�سماً كبرياً من دخل املوازنة قادم من �ضرائب مرتتبة‬ ‫على م��واط�ن�ين‪ ،‬يف ح�ين �أن�ه��م ال يتمتعون مب�ي��زات يتمتع بها ج��زء م��ن املواطنني‬ ‫الآخرين‪ .‬و�أذكر على �سبيل املثال؛ اجلن�سيات‪ ،‬والأرقام الوطنية‪ ،‬والوظائف العليا يف‬ ‫الدولة‪ ،‬والقبول يف اجلامعات‪.‬‬ ‫�إذن؛ نحن �أمام اختالل حقيقي يف املعادلة االجتماعية الأردنية التي حتتاج �إىل‬ ‫ت�صويب‪ ،‬مع �إعطاء كل ال�ضمانات ل�سحب كل هذه الذرائع التي ت�ستخدمها قوى‬ ‫الف�ساد والإف�ساد‪.‬‬ ‫ اجلوالين‪ :‬ما موقفكم من احلريات العامة وبخا�صة حقوق امل��ر�أة‪ ،‬وهل‬‫احلركة الإ�سالمية �ضد عالقات تعاون مع الغرب �أم �أنها منفتحة يف عالقاتها على‬ ‫الآخر؟‬ ‫ رحيل غرايبة‪ :‬احل��ري��ة منحة م��ن اخل��ال��ق‪ ،‬ولي�ست منحة م��ن �صاحب‬‫ال�سلطة‪ ،‬وال مكرمة من �صاحب ق��رار‪ .‬ولذلك؛ احلرية تولد مع الإن�سان‪ ،‬وقيمة‬ ‫احلرية �أنها مكملة من مكمالت املق�صد ال��رب��اين يف خلقة الب�شر اب�ت��دا ًء من �أجل‬ ‫اكتمال العدالة‪ ،‬لأن اهلل عز وجل خلق النا�س �أحراراً من �أجل االبتالء‪ ،‬واالبتالء ال‬ ‫يتحقق �إال ب�إر�سال قيم احلرية‪.‬‬ ‫نحن مع بناء جمتمع مدين يقوم على مبد�أ املواطنة‪ ،‬وعلى ن�سيج اجتماعي‬ ‫متني‪ ،‬ت�سوده العدالة االجتماعية وامل�ساواة �أم��ام الق�ضاء والقانون‪ ،‬وحماربة كل‬ ‫�أن��واع التمييز القائمة على الدين �أو العرق �أو اللون �أو اجلن�س‪ ،‬ولذلك نحن مع‬ ‫�صيانة �أوا� �ص��ر القربى وو��ش��ائ��ج الن�سب‪ ،‬م��ن �أج��ل متا�سك املجتمع و�صيانته من‬ ‫اخللل والأمرا�ض االجتماعية‪ ،‬وتر�سيخ قواعد الأمن االجتماعي‪ .‬نحن مع ت�شجيع‬ ‫مق�صد التعار�ض بني مكونات املجتمع التي تف�ضي �إىل التعاون والتكامل والتكافل‬ ‫االجتماعي‪ .‬ونحن �أي�ضاً مع �ضمان اجتماعي �شامل لكل �أف��راد املجتمع‪ ،‬يجعل من‬ ‫املجتمع وحدة واحدة قادرة على مقاومة كل عوامل التعدد‪.‬‬ ‫تكمي ً‬ ‫ال لذلك؛ نحن مع �إ�شاعة قيم اجلمال يف املظهر‪ ،‬ويف اللبا�س‪ ،‬ويف التعامل‪،‬‬ ‫واخللق‪ ،‬والنظافة‪ ،‬و�إر�ساء منظومة قيم و�أع��راف نبيلة �سامية تقوم على الف�ضيلة‬ ‫وحماربة الرذيلة‪.‬‬ ‫هذا كله بخطاب را�شد عاقل يقوم على الوعي والفكر وت�أ�صيل هذه املعاين يف‬ ‫النف�س لتكون �أ�صيلة ونابعة من النف�س وال�ضمري ولي�ست مفرو�ضة فر�ضاً‪ .‬ولذلك‬ ‫الإ�سالم ال يفر�ض قاعدة �أو قانونا متعلقاً باللب�س �أو املظهر �أو ال�سلوك على الفرد‪،‬‬ ‫بدليل �أن اهلل عز وجل يقول‪} :‬ال �إكراه يف الدين{‪ ،‬فاهلل عز وجل الذي �أنزل العقيدة‬ ‫هو ال��ذي �سمح للآخرين مبمار�سة العقائد التي تخالف العقيدة التي �أنزلها اهلل‪،‬‬ ‫فمن باب �أوىل �أن ال يكون هناك �إكراه يف �أي نوع من �أنواع احلريات واملمار�سات التي‬ ‫تلي ذل��ك‪ ،‬لأن اهلل عز وج��ل‪ ،‬والر�سول بعد ذل��ك ال��ذي �أم��ر ب�صيانة عقائد النا�س‬ ‫وحرياتهم ومعابدهم وحرا�ستها‪ ،‬ون�ص على ذلك بالكنائ�س وال�صلب واحل ّيز وغري‬ ‫ذلك‪ ،‬لي�س من املمكن �أن يخطر على بال �أحد �أن يكره النا�س على اللب�س كتغطية‬ ‫الر�أ�س �أو الد�شدا�ش �أو �إطالة اللحية‪� .‬أعتقد �أن هذه تخويفات ممن ال يدركون معاين‬ ‫الإ�سالم احلقيقية‪ ،‬وال يقفون على مقام احلرية وقيمها ال�سامية يف الفكر الإ�سالمي‬ ‫االجتماعي وال�سيا�سي‪.‬‬ ‫ جميل �أب��و بكر‪ :‬امل ��ر�أة يف الإ� �س�لام خماطبة ومكلفة بخطاب واح��د هي‬‫والرجل للقيام بالتكاليف واملهام ال�شرعية واالجتماعية‪ ،‬ولذلك ك��ان اخلطاب يف‬ ‫القر�آن الكرمي }يا �أيها الذين �آمنوا{ موجهاً للرجل وامل��ر�أة على حد �سواء‪ ،‬لكن‬ ‫الإ�سالم يعطي ويعلي �أدوار املر�أة االجتماعية يف تكوين الأ�سرة والرتبية والأمومة‪،‬‬ ‫ولأن الإ��س�لام يجعل لبنة املجتمع يف بنائه هي الأ��س��رة‪ ،‬فمن هنا يرف�ض الإ�سالم‬ ‫اف�ت�ع��ال ��ص��راع ب�ين ال��رج��ل وامل ��ر�أة والتناف�س على ه��ذه الأ� �س��رة‪� ،‬أو التناف�س غري‬ ‫التكاملي‪ ،‬مبعنى �أن يتناف�س الرجل واملر�أة على دور الرجل‪� ،‬أو يتناف�سا على دور املر�أة‪،‬‬ ‫لكن للأ�سف الواقع اليوم هو التناف�س على دور الرجل‪ ،‬والدفع بدور الرجل‪ ،‬و�أنه ال‬ ‫بد من امل�ساواة مع الرجل‪ ،‬علماً ب�أن دور املر�أة ال يقل �أهمية عن دور الرجل‪.‬‬ ‫من هنا؛ املطلوب �أن تكون العالقة والفل�سفة وال��ر�ؤي��ة تكاملية‪ ،‬فهناك دور‬ ‫للرجل‪ ،‬وهناك دور للمر�أة‪ ،‬وهي مقدرة كلياً يف هذا الدور الذي ال ي�ستطيعه الرجل‪،‬‬ ‫كما �أنه مقدر يف دور ال ت�ستطيعه املر�أة‪.‬‬ ‫هذه ناحية‪ ،‬الناحية الأخرى �أن هناك تقاليد �سادت يف فرتة من اجلهل عادت‬ ‫املر�أة وظلمتها‪ ،‬وهذه التقاليد غري مقبولة �شرعاً‪ ،‬لكن مبا �أن املر�أة مكلفة بالتكليف‬ ‫الديني واالجتماعي‪ ،‬فهي �أي�ضاً مكلفة تكليفاً �سيا�سياً‪ ،‬فهي مكلفة ب�أن تقوم بواجبها‬ ‫ال�سيا�سي‪ ،‬كما �أن لها حقوقاً �سيا�سية يف امل�شاركة ب�شكل عام يف املجتمع‪ ،‬فهي على الأقل‬ ‫ن�صف املجتمع‪ ،‬وال ميكن �أن ينه�ض هذا املجتمع بجناح واحد‪ ،‬فال بد من �أن ت�شارك‬ ‫م�شاركة فاعلة‪ ،‬وتتبو�أ خمتلف املواقع امل�س�ؤولة يف هذا املجتمع‪ ،‬كما �أنها تقوم بدورها‬ ‫االقت�صادي ب�شكل م�ستقل‪ ،‬ودورها ال�سيا�سي ب�شكل فاعل‪ ،‬ودورها االجتماعي‪.‬‬ ‫�أخ�يراً؛ الذي ي�ؤكد هذه الأ�صالة يف هذه الأدوار؛ الأدوار التي قامت بها املر�أة‬ ‫العربية الآن يف احل��راك العربي يف �ساحات التغيري‪ ،‬فهي تقوم ب��دور هائل وتقدم‬ ‫الت�ضحيات‪ ،‬بل �إنها نالت �أرفع اجلوائز العاملية‪.‬‬ ‫ما ال��ذي رف��ع ه��ذه امل��ر�أة؟ رفعها �أ�صالة الثقافة التي ن�ش�أ عليها ه��ذا املجتمع‬ ‫�أ� ً‬ ‫صال‪ ،‬و�أق�صد الثقافة غري الدخيلة التي مل تت�سرب عرب �سنني �أو �أيام اجلهل‪.‬‬ ‫امل��ر�أة يف احلركة الإ�سالمية مقدّرة‪ ،‬وتتبو�أ خمتلف املواقع‪� .‬صحيح �أننا ن�سري‬

‫تدريجياً يف هذا املو�ضوع‪ ،‬لكننا ن�سري بهذه ال�صفة حتى ن�ستطيع �أن نحقق ما نريد‬ ‫ب�أقل التكاليف‪ ،‬ولي�س لأننا غري مقتنعني �أو لأن هناك ما يحول بني املر�أة وبني �أن‬ ‫تقوم بدورها‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للعالقة مع الغرب‪ ،‬ف�أو ًال الأمة الإ�سالمية بطبيعتها �أمة منفتحة‬ ‫على احل�ضارات‪ ،‬والإ�سالم �أر�سل للنا�س كافة‪ ،‬ومن يتقوقع داخل قومية معينة �أو‬ ‫جغرافيا معينة‪ ،‬يتناق�ض مع التوجيهات الإ�سالمية‪{ ،‬يا �أيها النا�س �إن��ا خلقناكم‬ ‫من ذكر و�أنثى وجعلناكم �شعوباً وقبائل لتعارفوا �إن �أكرمكم عند اهلل �أتقاكم}‪ ،‬هذا‬ ‫تو�صيف لواقع الب�شرية‪ ،‬فالأ�سا�س يف العالقات الب�شرية هو التعارف‪ ،‬والتعارف ال‬ ‫يتم �إال يف �أجواء ومناخات من ال�سلم والأمان العاملي‪ ،‬و�أي�ضاً ال ميكن �أن ي�أخذ مكانه‬ ‫�إال على قواعد امل�صالح املتبادلة واالح�ترام املتبادل‪ ،‬ويرف�ض الإ�سالم �أن تكون �أمة‬ ‫�أرب��ى من �أم��ة‪ ،‬مبعنى �أمة م�ستعلية و�أم��ة م�ست�ضعفة‪� ،‬أمة م�سيطرة مهيمنة‪ ،‬و�أمة‬ ‫�ضعيفة وتابعة‪.‬‬ ‫لذلك يجب على الغرب �أن يعدّل من مفاهيم نظرة العامل ل��ه‪ ،‬فهو امل�س�ؤول‬ ‫عن فر�ض الهيمنة على العامل‪ ،‬وهو قوي ومتقدم‪ ،‬ومار�س اال�ستعمار ب�أب�شع �صوره‪،‬‬ ‫فاملطلوب منه �أن يقدم الأدل��ة يف ه��ذا الزمن على �أن��ه م�ستعد للتعاون على �أ�س�س‬ ‫امل�صالح املتبادلة واالحرتام املتبادل‪.‬‬ ‫هذه قاعدة احلركة الإ�سالمية يف هذا املو�ضوع‪ ،‬ونحن بحاجة ملا حققه الغرب‬ ‫من تقدم تكنولوجي وعلمي‪ ،‬وهذه احلاجة يرتتب عليها عالقات متبادلة‪ .‬والغرب‬ ‫�أي�ضاً له م�صالح يف املنطقة ي�سعى �إىل املحافظة عليها‪ ،‬ونحن �أي�ضاً لنا م�صالح ال بد‬ ‫من �أن يحافظ الغرب عليها‪.‬‬ ‫الأ��س��ا���س ال��ذي تقوم عليه العالقة التي ننظر �إليها‪ ،‬ه��و التعاون احل�ضاري‬ ‫ولي�س ال�صراع احل�ضاري‪ ،‬لكننا يف الوقت ذاته نرف�ض الهيمنة واال�ستعالء‪ ،‬و�أكرب‬ ‫املت�ضررين من ممار�سات الهيمنة واال�ستعالء واال�ستعمار هي الأمة الإ�سالمية‪ ،‬لكن‬ ‫امل�سلمني م�ستعدون �أن يتجاوزوا هذا التاريخ‪ ،‬باعتبار �أنه ال بد من �أن نعمل جميعاً يف‬ ‫بيت واحد ا�سمه الكرة الأر�ضية ل�صالح الإن�سانية وال�سالم العاملي وتقدم العامل‪ ،‬لأن‬ ‫هذا م�صلحة وجودية لنا كم�سلمني‪ ،‬كما �أن من م�صلحة الآخر �أن يعي�ش النا�س يف جو‬ ‫من ال�سالم والأمن والتعارف والتعاون‪.‬‬ ‫ اجلوالين‪ :‬ثمة من يتهمكم ب�أنكم ت�ستهدفون امللك وتنازعونه احلكم‪ ،‬ما‬‫حقيقة الأمر؟‬ ‫ علي �أبو ال�سكر‪ :‬ال �شك �أن ه��ذه فزاعات ه�شة �ضعيفة ت�ستخدم ملواجهة‬‫احلركة الإ�سالمية واحلركات الإ�صالحية ككل‪ ،‬ويدرك �أ�صحاب هذه الفزاعات �أنها‬ ‫غري حقيقية‪.‬‬ ‫احلركة الإ�سالمية مل ت�ستهدف امللك وال امللكية عرب تاريخها‪ ،‬وهي موجودة‬ ‫يف هذه البالد قبل ‪� 65‬سنة على الأقل‪ ،‬ومل ت�ستهدف امللك وال امللكية رغم الظروف‬ ‫املتقلبة التي عا�شتها اململكة‪ ،‬وال زالت لغاية الآن ال ت�ستهدف �شخ�ص امللك وال رمزية‬ ‫امللك‪.‬‬ ‫احلركة الإ�سالمية معروفة للجميع �أنها حركة لي�ست انقالبية‪ ،‬وهي قائمة‬ ‫على مبد�أ وا�ضح يتمثل بالنهج الإ�صالحي الذي يتدرج من �إ�صالح الفرد ثم الأ�سرة‬ ‫ثم املجتمع‪ ،‬والنظرة االنقالبية لي�ست �ضمن ر�ؤيتها‪.‬‬ ‫الذي ي�ستهدف امللك لي�س من ي�صدقه الن�صح‪ ،‬و�إمنا هو من يغ�شه وينافق له‬ ‫وال يك�شف احلقائق �أمامه‪ .‬واحلركة الإ�سالمية عندما تبني عالقتها مع امللك ف�إمنا‬ ‫تبنيها على عالقة �صادقة ت�صدقه الن�صح‪ ،‬وتب�سط �أمامه احلقائق‪.‬‬ ‫�إن التناق�ض احلقيقي يف امل�شروع الإ�صالحي لي�س مع امللك‪ ،‬و�إمنا مع الف�ساد‬ ‫والفا�سدين‪ ،‬لكن الف�ساد يحاول �أن يغطي نف�سه في�ضع �أمامه ف��زاع��ات‪ ،‬كامللك �أو‬ ‫الوطن �أو فئات اجتماعية خمتلفة‪.‬‬ ‫عندما نطالب باملبد�أ الد�ستوري القائل ب�أن ال�شعب م�صدر ال�سلطات‪ ،‬ف�إن ذلك‬ ‫ال يتناق�ض مع امللك وال ينازعه وال ينتق�ص من �صالحياته‪.‬‬ ‫مطالبنا التي نتحدث بها تنعك�س على ال�شارع ككل‪ ،‬ولي�ست على فئة �أو ف�صيل‪،‬‬ ‫ولو كان لدى احلركة الإ�سالمية توجه ملنازعة احلكم؛ لكان النهج خمتلفاً عن هذا‬ ‫الطرح‪ ،‬ولكانت طروحاتها فئوية خا�صة بها‪ ،‬ولي�ست طروحات �شعبية عامة‪� ،‬سواء‬ ‫كانت �سيا�سية �أو اقت�صادية �أو غري ذلك‪.‬‬

‫�إن كثرياً من املطالب التي تنادي بها احلركة الإ�سالمية واحلراك الإ�صالحي‬ ‫ككل‪ ،‬ين�سجم مع الطروحات التي يطرحها امللك وحت��ول بني تنفيذها قوى ال�شد‬ ‫العك�سي‪ ،‬مب��ا يف ذل��ك ال�سقف ال��ذي ت�ن��ادي ب��ه احل��رك��ة الإ��س�لام�ي��ة يف التعديالت‬ ‫الد�ستورية وال ��ذي يتمثل بت�شكيل حكومة متثل الأغلبية ال�برمل��ان�ي��ة‪ ،‬وحما�سبة‬ ‫الفا�سدين‪ ،‬وو�ضع حد لتدخل الأجهزة الأمنية‪.‬‬ ‫�أعتقد �أن كل املطالب الإ�صالحية ال تناق�ض امللك و�صالحياته‪ ،‬بل تن�سجم مع‬ ‫ما يخدم النظام وال�شعب والوطن‪.‬‬ ‫ اجلوالين‪ :‬جرى احلديث يف الآونة الأخرية عن �صفقات �أبرمت بني احلركة‬‫الإ�سالمية وب�ين حكومة ع��ون اخل�صاونة‪ .‬كيف تقيم عالقة احل��رك��ة الإ�سالمية‬ ‫والقوى ال�سيا�سية يف الآونة الأخرية مع حكومة اخل�صاونة؟‬ ‫ عبد الهادي‪ :‬ن�سمع كثرياً �أحاديث حول االجتماعات ال�سرية و�صفقات ما‬‫بني احلركة الإ�سالمية وبني احلكومة‪� .‬أعتقد �أنه ال يوجد لدى احلركة الإ�سالمية‬ ‫�أجندة معلنة و�أج�ن��دة غري معلنة‪ ،‬وال يوجد لديها ما تخفيه عن ال�شعب الأردين‬ ‫يف حواراتها املختلفة‪ ،‬لأن مو�ضوع احل��وار كمبد�أ تقوم عليه �أدبيات ومنهج احلركة‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫يف نف�س الوقت؛ ال �أعتقد �أن احلركة الإ�سالمية حتاور احلكومة �أو �أي طرف‬ ‫كان ملطالب ذاتية حزبية �ضيقة‪ ،‬و�إمنا احلوار دائماً يجري على �أ�سا�س مطالب ال�شعب‬ ‫وحقوقه بكل قواه ال�سيا�سية واالجتماعية‪.‬‬ ‫لكن الأهم من ذلك هو هل احلكومة جادة يف الإ�صالح؟ �أنا كمراقب �أعتقد �أن‬ ‫احلكومة جادة �إىل درجة عالية يف ذلك‪ ،‬وتعاملها مع بع�ض امللفات الأخرية املتعلقة‬ ‫بالف�ساد وغريها‪ ،‬وت�صريحات بع�ض �أع�ضاء احلكومة ت�شري �إىل هذه اجلدية‪.‬‬ ‫لكن يف ال��وق��ت ذات��ه يطرح ��س��ؤال �آخ��ر؛ ه��ل ه��ذه احلكومة ق��ادرة على تنفيذ‬ ‫برنامج الإ��ص�لاح يف الأردن؟ �أعتقد �أن هناك ق��وى ع��دي��دة مت�ضررة م��ن عمليات‬ ‫الإ�صالح‪ ،‬تتمثل يف م�ؤ�س�سات وقوى تعترب �أن الدولة مزرعة لها و�إرث لها ولأبنائها‪،‬‬ ‫وقوى �أخرى تعاملت مع الدولة ومكوناتها على �أ�سا�س �أنها �سلعة قابلة للبيع‪ .‬هذه‬ ‫القوى ت�ضررت م�صاحلها ب�صورة �أو ب�أخرى‪ ،‬وبد�أت ت�شكل حائط �صد �أمام الربنامج‬ ‫الإ�صالحي ب�صورة كبرية‪.‬‬ ‫اخلال�صة؛ �إن على احلركة الإ�سالمية وكل القوى �أن تدمي احلوار مع احلكومة‪،‬‬ ‫وبنف�س الوقت �أن تدمي �أي�ضاً احل��راك ال�شعبي مع القوى ال�سيا�سية واالجتماعية‬ ‫وال�شبابية ك ��أداة من �أدوات الدفع باجتاه الإ��ص�لاح‪ ،‬و�أن ت�سعى �إىل تعزيز �أي قرار‬ ‫�إيجابي تتخذه احلكومة �سيا�سياً �أو اقت�صادياً �أو �إداري �اً‪ .‬ويجب �أن ال يكون الإطراء‬ ‫على �إيجابيات احلكومة على ا�ستحياء‪ ،‬بل يجب �أن تكون معلنة‪ ،‬لأنه كما يحق لنا‬ ‫�أن ننتقد ال�سلبيات �أو التلك�ؤ والتباط�ؤ يف برامج الإ�صالح؛ ف�إن علينا �أي�ضاً م�س�ؤولية‬ ‫معنوية و�أخالقية ب�أن نعزز �أي خطوة �إيجابية وندعمها ب�صورة معلنة ووا�ضحة‪ ،‬وهذا‬ ‫يف�ضي بال�ضرورة �إىل وحدة املجتمع وا�ستقرار الدولة‪.‬‬ ‫ اجلوالين‪ :‬كيف تقر�ؤون اخلطوات الأخ�يرة التي �أقدمت عليها احلكومة‬‫فيما يتعلق مبلف مكافحة الف�ساد و�إحالة بع�ض الق�ضايا للق�ضاء ؟‬ ‫ عزام الهنيدي‪ :‬يف غياب الإ��ص�لاح احلقيقي وتغييب ال�شعب وتهمي�شه؛‬‫ينت�شر الف�ساد‪ ،‬وي�سطو املتنفذون يف مواقع ال�سلطة املتنفذة على املال العام‪ ،‬فال�سلطة‬ ‫املطلقة مف�سدة مطلقة‪.‬‬ ‫يف ظ��ل الإ� �ص�ل�اح ي�ك��ون احل�ك��م لل�شعب‪ ،‬ف�ه��و ال ��ذي ينتخب جمل�س النواب‪،‬‬ ‫والأغلبية الربملانية ت�شكل احلكومات‪ ،‬ويكون هناك ت��داول لل�سلطة‪ ،‬وتكون هناك‬ ‫منظومة متكاملة ملكافحة الف�ساد‪ ،‬وتوفر قواعد احلكم الر�شيد‪ ،‬كامل�ساءلة وال�شفافية‬ ‫وامل�شاركة وا�ستقالل الق�ضاء وغري ذلك‪.‬‬ ‫الذي نعتقده �أن احلكومة يف هذا اجلانب مل ُ‬ ‫تخط اخلطوات املطلوبة‪ ،‬وهناك‬ ‫بطء واحد يف حركة احلكومة باجتاه حتقيق الإ�صالح‪.‬‬ ‫ال�شعب الأردين ازداد وعيه فيما يتعلق مبو�ضوع الف�ساد‪ ،‬و�أ�صبح ح�سا�ساً لهذا‬ ‫املو�ضوع‪ ،‬ويدرك الكلفة الكبرية التي يتحملها الوطن واملواطنون جراء هذا الف�ساد‪.‬‬ ‫ويف احلقيقة ف��إن هذا الف�ساد دخل لكل موقع وكل عطاء وكل م�شروع وكل عملية‬ ‫خ�صخ�صة �أو بيع �أرا�ض �أو تفوي�ضها �أو ت�أجريها‪ ،‬وحتى امل�ساعدات واملنح‪ .‬وبالتايل‬ ‫ف�إن ال�شعب الأردين يريد �أن يرى مكافحة حقيقية للف�ساد‪.‬‬

‫ حمزة من�صور‪ :‬نعترب �أنف�سنا �شركاء يف الأمن الوطني الذي نعده �ضرورة وحاجة ملحة‬‫ زكي بني ار�شيد‪ :‬القوى الأردنية على ا�ستعداد للحوار والتوافق لتح�صني الأردن من فكرة‬‫الوطن البديل‬ ‫ ارحيل غرايبة‪ :‬نريد اقت�صاد ًا �أردني ًا منتج ًا وفاع ًال لي�س فيه ديون وال عجز وال يعتمد‬‫على املنح اخلارجية‬ ‫ جميل �أبو بكر‪ :‬نريد م�شاركة فاعلة للمر�أة �سيا�سيا واجتماعيا واقت�صاديا و�أن تتبو�أ‬‫خمتلف مواقع امل�س�ؤولية‬ ‫ علي �أبو ال�سكر‪ :‬حراكنا �سلمي بعيد عن العنف ومطالبنا معتدلة ولي�ست تعجيزية وال‬‫م�ستحيلة وال انقالبية‬ ‫ عبد الهادي الفالحات‪ :‬نتحدث عن قانون انتخابي يحقق م�صلحة الدولة وي�ؤمن ا�ستقرار‬‫املجتمع الأردين‬ ‫ عزام الهنيدي‪� :‬أول بنود الربنامج االقت�صادي للحركة الإ�سالمية الق�ضاء على الف�ساد‬‫الذي ي�ستنزف �أموال الوطن‬ ‫ نبيل الكوفحي‪ :‬من يطالب بالإ�صالح من البديهي �أن ي�سعى لاللتقاء مع الآخر يف منت�صف‬‫الطريق‬ ‫ ح�سان الذنيبات‪ :‬حري�صون على التعاون مع جميع القوى ال�سيا�سية والنقابية وال�شعبية‬‫والع�شائرية‬ ‫ فرج �شلهوب‪ :‬الدميقراطية بالن�سبة للحركة الإ�سالمية يف الأردن فكرة �أ�صيلة ولي�ست‬‫طارئة‬

‫نعم‪ ،‬احلكومة حولت بع�ض امللفات‪ ،‬و�أوقفت بع�ض امل�س�ؤولني من الوزن الثقيل‬ ‫يف ق�ضايا ف�ساد‪� ،‬إال �أن اخلطوات كما ن�شعر حتتاج �إىل �إجراءات �سريعة وفاعلة ملقاومة‬ ‫الف�ساد‪.‬‬ ‫هناك بع�ض امل�ؤ�شرات التي تثري ال�شكوك‪ ،‬فمث ً‬ ‫ال طرح رئي�س ال��وزراء فكرة‬ ‫التقدم مب�شروع قانون من �أين لك هذا‪ ،‬لكن مل نر حتى هذه اللحظة �أي �إجراء‬ ‫بهذا االجتاه‪ ،‬مع �أن جمل�س النواب وقع على مذكرة تطالب احلكومة بالتقدم بهذا‬ ‫امل�شروع‪ .‬وهناك �أي�ضاً مو�ضوع ا�ستقالة الدكتور عبد الرزاق بني هاين ع�ضو جمل�س‬ ‫هيئة مكافحة الف�ساد‪ ،‬ب�سبب وجود �ضغوطات حتول دون و�صول التحقيق �إىل ر�ؤو�س‬ ‫كبرية متورطة بالف�ساد‪.‬‬ ‫نحن نريد �أن نلم�س �أن هناك �إرادة لأن تطال التحقيقات ر�ؤو�ساً كبرية يف �أي‬ ‫موقع كانوا‪ ،‬بحيث يطمئن ال�شعب ب�أن هناك جدية لدى احلكومة ملحاربة الف�ساد‬ ‫ومعاقبة الفا�سدين‪ ،‬وا��س�ترداد الأم��وال الطائلة الهائلة التي �سرقت من �أموال‬ ‫ال�شعب‪.‬‬ ‫ اجلوالين‪� :‬إىل �أي مدى ميكن �أن تنفتح احلركة الإ�سالمية يف احلوار مع‬‫احلكومة ومع خمتلف املكونات‪ ،‬وهل لديها اال�ستعداد للتو�صل �إىل تفاهم يف نقطة‬ ‫معينة مع النظام ال�سيا�سي؟‬ ‫ نبيل الكوفحي‪ :‬نحن دع��اة �إ��ص�لاح ول�سنا دع��اة �إ�سقاط ن�ظ��ام‪ ،‬وحينما‬‫يتحدث �أحدهم عن �إ�صالح النظام فال يق�صد ر�أ���س النظام حتديداً فقط‪ ،‬و�إمنا‬ ‫يق�صد كافة مكونات النظام من ملك وحكومة و�أج�ه��زة دول��ة مبا فيها الأجهزة‬ ‫الأمنية‪.‬‬ ‫�إن من يطالب ب�إ�صالح النظام فمن البديهي �أن يتحدث عن االلتقاء مع الآخر‬ ‫يف منت�صف الطريق‪ ،‬ما دام هذا االلتقاء يحقق امل�صلحة الوطنية العليا‪ .‬نحن ال‬ ‫ن�سعى �إىل اال�ستفراد بفر�ض ر�ؤيتنا ومنهجنا فقط على الآخ��ري��ن‪ ،‬فنحن ن�ؤمن‬ ‫�أي�ضاً �أن لدى الآخرين ما ميكن �أن يقدموه وي�شاركوننا فيه‪.‬‬ ‫احلركة الإ�سالمية يف �صريورتها التاريخية ويف هذا العام بالتحديد‪ ،‬التقت‬ ‫م��ع امللك وم��ع احلكومة احلالية وال�سابقة‪ ،‬وتلتقي يف ح ��وارات رمب��ا تكون غري‬ ‫معلنة مع كافة مكونات الدولة‪ .‬وبالتوازي فهي تلتقي مع كافة املكونات ال�سيا�سية‬ ‫والفكرية يف هذا الوطن‪ .‬ونحن نقول له�ؤالء جميعاً‪ :‬تعالوا �إىل كلمة �سواء‪.‬‬ ‫حينما نتحدث عن الإ��ص�لاح؛ ف�إمنا نتحدث عن ر�ؤي��ة يتوافق عليها جميع‬ ‫النا�س‪ ،‬وبالتايل ف�إن احلركة الإ�سالمية لي�س لديها خطوط حمراء مطلقة غري‬ ‫قابلة للحوار‪.‬‬ ‫نحن مع ما يجمع عليه الأردنيون‪ ،‬و�أق�صد بالأردنيني ال�شعب وجميع مكونات‬ ‫النظام ال�سيا�سي بكافة معطياته‪ ،‬لكن ب�شرط �أن ال تقد�س الو�ضع احل��ايل الذي‬ ‫ميثل حتالف اال�ستبداد والف�ساد الذي يجب �أن يتوقف‪.‬‬ ‫ومن الناحية ال�سلوكية؛ يف االنتخابات النيابية قبل الأخرية مل نطرح قائمة‬ ‫مغلقة‪ ،‬وحتى يف النقابات لي�س كل من يرت�شح �ضمن القائمة التي ندعمها هم من‬ ‫الإخ��وان امل�سلمني �أو من احلركة الإ�سالمية‪ .‬نحن نت�شارك مع الآخرين حتى يف‬ ‫اجلامعات نرتك م�ساحة وا�سعة للآخر لي�س لأننا ال ن�ستطيع ت�ضييق امل�ساحة‪ ،‬بل‬ ‫لأن هذا مطلب �ضروري‪.‬‬ ‫باعتقادي �أن �أحد املنعطفات ال�ضرورية الآن‪ ،‬هو هل يريد الآخر ‪ -‬و�أق�صد به‬ ‫مكونات النظام ال�سيا�سي ‪� -‬أن يلتقي مع امل�صالح العليا‪ ،‬ويف مقدمة من يعرب عن‬ ‫هذه امل�صالح هي احلركة الإ�سالمية؟ �إن الكرة لي�ست يف مرمى احلركة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫فنحن مل نغلق باب احلوار حتى يف ظل �أزمة الهجوم الإعالمي وال�سيا�سي واملحا�صرة‬ ‫على احلركة الإ�سالمية عرب عقدين من الزمان‪ ،‬ولن تغلق هذا الباب‪ ،‬فلي�س لدينا‬ ‫قوالب جامدة‪ ،‬و�إمن��ا لدينا قوالب مرنة بحيث ن�ستوعب اجلميع‪ ،‬ون�ستوعب كل‬ ‫الأفكار املطروحة‪.‬‬ ‫اجل��والين‪ :‬كيف تقيمون عملية التن�سيق بني احلركة الإ�سالمية وبقية‬‫القوى الإ�صالحية‪ ،‬هل جنح هذا التن�سيق‪ ،‬وهل �أظهرت احلركة الإ�سالمية انفتاحاً‬ ‫على بقية الالفتات الإ�صالحية؟‬ ‫ ح�سان ذنيبات‪ :‬ه��ذا ال���س��ؤال ال يجاب عليه بنعم �أو ال‪ ،‬لأن�ن��ا ن��رى من‬‫خ�لال فهمنا الإمي ��اين واحل��رك��ي �أن ك�سب القلوب �أوىل م��ن ك�سب امل��واق��ف‪ ،‬و�أن‬ ‫الوطن للجميع‪ ،‬و�أن��ه ي�ستوعب اجلميع وطاقات اجلميع‪ ،‬ولذلك نحن من �أ�شد‬ ‫النا�س حر�صاً على التعاون مع الآخرين‪ ،‬وعلى املوقف امل�شرتك الذي يقف فيه �أبناء‬ ‫الوطن جميعاً يف موقف واحد‪.‬‬ ‫لكننا �إذا �أردنا �أن نعرب عن هذا املو�ضوع من حيث الواقع القائم‪ ،‬فال �شك �أن‬ ‫هناك �إرث�اً تاريخياً يحول دون ما ن�صبو �إليه‪ ،‬وهناك قوى �شد عك�سي ت�سعى �إىل‬ ‫تفريق �صف دعاة الإ�صالح‪ ،‬وتطرح بع�ض الفزاعات واملخاوف الوهمية التي ينبغي‬ ‫�أن ننربي للرد عليها وحماربتها لأننا نعتقد �أن مطالبنا مطالب جمعية ال ننفرد‬ ‫بها‪ ،‬ولذلك نحن حري�صون على �أن نتعاون مع جميع القوى ال�سيا�سية والنقابية‬ ‫وال�شعبية والع�شائرية‪ ،‬لأننا نعتقد جازمني �أن الإ�صالح يهم اجلميع‪ ،‬و�أن الأردن‬ ‫للجميع‪ ،‬و�أن اجلميع م�س�ؤول عن حمايته و�إ�صالحه‪.‬‬ ‫من الناحية العملية؛ �أ�شعر �أننا بحاجة �إىل مزيد من التقارب‪ .‬وبرغم ما‬ ‫حققناه من و�صول �إىل قطاعات مل نكن ن�صل �إليها من قبل‪� ،‬سواء كانت قطاعات‬ ‫ع�شائرية �أو حمافظية �أو قوى �شعبية خمتلفة‪� ،‬إال �أنني ل�ست را�ضياً متاماً عن ما‬ ‫و�صلنا �إليه يف هذا الباب‪ ،‬ون�سعى �إن �شاء اهلل �إىل املزيد‪.‬‬ ‫ اجل��والين‪ :‬هل فعل احلركة الإ�سالمية الإ�صالحي يقت�صر على م�سار‬‫واحد‪ ،‬م�سار النزول �إىل ال�شارع؟ �أم �أنها تعمل يف م�سارات متعددة؟‬ ‫ فرج �شلهوب‪ :‬احل��راك عرب ال�شارع لي�س غاية وال ه��دف�اً‪ ،‬ولكنه و�سيلة‪،‬‬‫ومعنى ذلك �أن احلركة الإ�سالمية غري راغبة يف البقاء بال�شارع‪ ،‬ولكنها تعتقد �أنه‬ ‫عرب و�سيلة ال�ضغط ال�شعبي ينبغي حتقيق م�صلحة‪ ،‬وهذه امل�صلحة قامت احلركة‬ ‫الإ�سالمية بتو�ضيحها ومل ترتكها عائمة‪ ،‬فهي ت�ستهدف �إ�صالحاً حقيقياً‪ ،‬وعندما‬ ‫نتحدث عن �إ�صالح حقيقي ف�إننا حينئذ ننفي عن �أنف�سنا تهمة �إ�سقاط النظام �أو‬ ‫االنقالب على النظام ال�سيا�سي‪ ،‬ولكن الهدف والغاية هو الو�صول �إىل الإ�صالح‪.‬‬ ‫ولذلك عندما تطمئن احلركة الإ�سالمية �أن مفردة الإ�صالح ال�سيا�سي �أ�صبحت‬ ‫حقيقة ماثلة‪ ،‬و�أن هنالك �إرادة �سيا�سية ت�ستجيب لهذا املعنى؛ ف�أعتقد �أن هذا يعني‬ ‫وقف احلراك ال�شعبي‪.‬‬ ‫�أ��ض��ف �إىل ذل��ك �أن احل��رك��ة الإ�سالمية حينما تنزل �إىل ال���ش��ارع للمطالبة‬ ‫بالإ�صالح؛ ف�إن ذلك ال يعني �أنها توقف احلوار واللقاء مع ال�سلطة التنفيذية �أو‬ ‫�أي م�ستوى يف اجلانب الر�سمي‪ ،‬لأن الفل�سفة الأ�سا�سية يف حتقيق الإ�صالح هو �أن‬ ‫متار�س ال�ضغط ال�شعبي لدفع احلكومة لالقرتاب من مطالب ال�شارع الإ�صالحية‪،‬‬ ‫وه��ذا ال يتم �إال ع�بر ال�ت��وازي يف اجت��اه�ين‪ ،‬احل��راك ع�بر ال���ش��ارع‪ ،‬واالن�ف�ت��اح على‬ ‫احلكومة عرب احلوار‪.‬‬ ‫لذلك ف ��إن احلركة الإ�سالمية �ضمن م�سارها العام ال تنفتح على احلراك‬ ‫ال�شعبي فح�سب‪ ،‬ولكنها �أي�ضاً تنفتح على امل�ستوى الر�سمي وه��ي تقبل احلوار‬ ‫وتطلبه‪ ،‬ب�شرط �أن يقوم على قاعدة �صحيحة‪ ،‬وتكون فيه �إرادة حقيقية للإ�صالح‪،‬‬ ‫والذي ميكن للجميع �أن يبنوا من خالله ر�ؤية �إ�صالحية تخرج بالأردن من امل�أزق‬ ‫ال��ذي يعي�شه لإجن��از معادلة �سيا�سية وطنية و�إ��ص�لاح حقيقي يجنبنا ما عا�شته‬ ‫جغرافيات عربية �أخرى‪ ،‬وتتمنى �أن ن�صل �إىل هذا الناجت الوطني بعيداً عن العنف‬ ‫واالنزالق �إىل �أي حماولة للتجاذب غري املفيد وغري النافع‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.