01 16 2571

Page 10

‫‪10‬‬

‫م���������������ق���������������االت‬

‫اجلمعة (‪� )21‬شباط (‪ ) 2014‬م ‪ -‬ال�سنة (‪ - )21‬العدد (‪)2571‬‬

‫د‪�.‬أحمد نوفل‬ ‫منبر السبيل‬

‫‪ -1‬مدخل‪.‬‬ ‫ذهب العرب �إىل املفاو�ضات بعد �أن يئ�سوا من املقاومة‬ ‫و�أفل�سوا من �إرادة القتال‪ ،‬وما عاد �شيء يك�سبونه بهما كما‬ ‫زعموا‪.‬‬ ‫فانطلقوا �إىل املفاو�ضات �أو مباحثات ال�سالم �أو �إىل‬ ‫اتفاقيات ال�سالم م��ع ال�ع��دو حت��ت �شعار �أو وه��م‪ :‬ال �شيء‬ ‫نخ�سره‪ nothing to loose :‬وفاتهم بالطبع �أن‬ ‫الذي يخ�سر معركة احلرب يخ�سر يف «معركة ال�سالم» كما‬ ‫كان يطيب لرموزهم �أن ي�سموها بافتخار مع افتقار �إىل‬ ‫الفهم واحلنكة واحلكمة والدهاء والروية‪ .‬اللهم �إال الدهاء‬ ‫على الزمالء والرفقاء يف الن�ضال‪.‬‬ ‫وق��د لعبت ال�ل�غ��ة دوراً يف ال�ت���س��وي��ق وج ��ردت �سيوف‬ ‫امل�صطلحات من �أغمادها فمرة هو �سالم ال�شجعان‪ ،‬ومرة‬ ‫ال�سالم العادل وال�شامل‪ ،‬ومرة هجوم ال�سالم‪ ،‬ومرة معركة‬ ‫ال���س�لام‪ ،‬وم��رة ي�ق��ال‪ :‬ال���س�لام ه��و خ�ي��ارن��ا اال�سرتاتيجي‬ ‫مل�ستقبل �أجيالنا‪..‬‬ ‫و�صرفت وعود حتى �أفل�ست بنوك الوعود من �أر�صدتها‪،‬‬ ‫فوعدنا ب�شرق �أو��س��ط ج��دي��د‪ ،‬و��ش��رق �أو��س��ط واح��د واع��د‪،‬‬ ‫و�شرق �أو�سط �سيبز �سنغافورة و�شراكة �أوروب�ي��ة‪ ،‬و�شراكة‬ ‫�أمريكية‪ ،‬و�أ�سواق حرة‪ ،‬و�صناعات مزدهرة‪ ..‬ثم ذاب الثلج‬ ‫وبان ما حتته و�إذ به ثلج على �أك��وام من قمامة فال ازدهر‬ ‫ال�شرق الأو�سط وال �أمن وال ت�صنع وال تطور بل زاد الفقر‪،‬‬ ‫وهوام�شه ��ص��ارت �صميم ال�صفحة و�صلب الن�ص‪ .‬و�صار‬ ‫م�ق��را���ض اال��س�ت�ي�ط��ان ي�ق��ر���ض م��ن ج�سد ال�ضفة ك��ل ي��وم‬ ‫قر�ضة‪ ،‬ويق�ضم كل يوم ق�ضمة‪ ،‬ويهدم كل يوم منز ًال‪ ،‬ويقيم‬ ‫�أ�سواراً حولت فل�سطني �إىل �سجن كبري ب�أ�سوار عالية و�شعب‬ ‫فل�سطني �أ�سرى وراء الأ��س��وار‪ ،‬و�سلطة ما زال��ت ت�سرف يف‬ ‫�صرف الوعود على طريقة‪ :‬وبكرة ت�شوفوا م�صر‪ .‬فما ر�أينا‬ ‫فل�سطني �إال تقتطع قطعة قطعة واملتواطئون �صامتون‪،‬‬ ‫وين�ش�أ يف كل يوم واق��ع جديد ي�صعب بل ي�ستحيل معه يف‬ ‫ظل الأو�ضاع الرديئة القائمة العودة �إىل الوراء‪.‬‬ ‫�أي �صفقة �شيطانية ع �ق��دن��ا؟ و�أي ج �ن��ون وح�م��اق��ة‬ ‫ارتكبنا؟ و�أي �إجرام بحق �أنف�سنا وحق ق�ضيتنا �أجرمنا‪.‬‬

‫جريمة السالم‬ ‫العربي (‪)2‬‬

‫وبال ذرة من تهويل �أو ت�ضخيم �أو مبالغة‪� :‬إنها جرمية‬ ‫الع�صر‪ :‬جرمية ال�سالم العربي‪.‬‬ ‫‪ -2‬كيف اختلت النظرة �إىل ال�سالم؟‬ ‫ك��ان مما ا�ستقر يف العقول ويف الثقافة على م�ستوى‬ ‫ال �ن �خ��ب وم �� �س �ت��وى ال �ع ��ام ��ة‪ ،‬رف ����ض ال �� �س�ل�ام م ��ع ال �ع��دو‬ ‫الإ�سرائيلي‪ .‬وكان الأدب والفن والإن�شاء والغناء يغذي هذا‬ ‫ويدعمه ويقويه‪ .‬وكان هذا تياراً �شعبياً جارفاً ال ي�ستطيع‬ ‫�أح��د حتديه �أو تخطيه �أو جت��اوزه �أو ال�سباحة �ضد تياره‪.‬‬ ‫ومع �أن نا�صر ح�صل من ال�شعبية ما مل يح�صل زعيم يف‬ ‫القرن كله ف�إنه مبجرد �أن طرح مبد�أ قبول مبادرة «روجرز»‬ ‫لل�سالم‪ ،‬والقبول من حيث امل�ب��د�أ بقرار ‪ 242‬ال�صادر عن‬ ‫الأمم امل�ت�ح��دة‪ ،‬خرجت م�ظ��اه��رات ع��ارم��ة �ضده يف �أنحاء‬ ‫خم�ت�ل�ف��ة‪ ،‬ويف ع �م��ان خ��رج��ت م���س�يرة �ضخمة وم�ظ��اه��رة‬ ‫حا�شدة �ضد عبد النا�صر الذي كان م�ستولياً على القلوب‬ ‫والعقول‪.‬‬ ‫هذا ب�إيجاز كان موقف النا�س من ق�ضية ال�سالم فكان‬ ‫على كل ل�سان‪ :‬ال ت�صالح ال ت�سامل ال تهادن وال ت�ساوم‪..‬‬ ‫ال��خ‪ .‬وعندما طرح احلبيب بورقيبة خالل زيارته ال�ضفة‬ ‫الغربية ط��رح م �ب��ادرة لل�سالم‪ ،‬ر�شقه ال�ن��ا���س وه��و �ضيف‬ ‫عليهم بالطماطم والبي�ض (لأن��ه كان رخي�صاً) و�أ�سمعوه‬ ‫�أقذع الأو�صاف‪.‬‬ ‫ك��ان ه��ذا فيما ك ��ان‪ ،‬ف�م��ا ال ��ذي ح��ول ت�ي��ار ال�ث�ق��اف��ة؟‬ ‫وم��ن ال��ده��اة املتالعبون بالعقول الذين غ�يروا القناعات‬ ‫وقاموا بجراحات للثوابت وا�ستئ�صال لكل امل�سلمات املتعلقة‬ ‫مبو�ضوع ال�سالم واملفاو�ضات؟‬ ‫فع ً‬ ‫ال نحن �أم��ام عدو داهية خطر خمطط ي�سري وفق‬ ‫برنامج �أو خطة مفادها ما كان �سادتهم الإجنليز يفعلونها‬ ‫�أو ي�سريون وفق هديها تلكم هي نظرية «بطيء ولكنه �أكيد‬ ‫املفعول» ‪.slow but sure‬‬ ‫ونظرية الت�سخني التدريجي‪ .‬ومفادها �أن ال�ضفدع �إن‬ ‫و�ضعته يف وعاء فيه ماء �ساخن قفز منه‪ ،‬و�أم��ا �إن و�ضعته‬ ‫يف وعاء فيه ماء بارد ثم ب��د�أت بالت�سخني التدريجي ف�إنه‬ ‫يظل يف الوعاء حتى تقتله احل��رارة‪� .‬إنها اخلطة املتدرجة‬

‫املتدحرجة‪� .‬إنه ال�سم البطيء الذي يقتل بعد حني‪ ،‬وهذا‬ ‫ما كان معنا‪ .‬فقد كانت اجلماهري معب�أة لرف�ض ال�سالم‪.‬‬ ‫وما زالت بها و�سائل الإعالم تروي�ضاً وتفريغاً من حمتواها‬ ‫حتى قبلت ال�سالم وعدت �ص ّناعه �أبطا ًال‪ .‬وكم يف م�صر ممن‬ ‫يفخرون بال�سادات ويعدونه �صانع ال�سالم ونبي ال�سالم‬ ‫و�صاحب الر�ؤية الثاقبة الذي �سبق العرب �إىل ال�سالم ثم‬ ‫حلقوا به بعد �أن �أدركوا من حما�سنه ما مل يكونوا يدركون‪.‬‬ ‫وعلموا من مزاياه ما مل يكونوا يتوقعون وال يحت�سبون‪.‬‬ ‫وكم من عد عرفات كذلك‪..‬‬ ‫ومن كان يظن �أن التطبيع ينجح حتى تغمر الب�ضائع‬ ‫الإ�سرائيلية �أ�سواقنا كانت حتت الفتة �صنع يف قرب�ص‪ ،‬ثم‬ ‫الآن �صنع يف �إ�سرائيل‪ ،‬ثم و�ضعت كلمة �إ�سرائيل على كل‬ ‫حبة حتى تتعود عينك على الكلمة وتفقد �أثرها ال�سلبي يف‬ ‫نف�سك وقد كان‪.‬‬ ‫�أي �شيطان هذا الذي ت�سلل �إىل العقل فغ�سله مما كان‬ ‫من�صبغاً به من كرهه لعدوه و�أح ّل حمله قبول هذا العدو‬ ‫والر�ضا به؟‬ ‫من كان يظن �أن يتجول برييز يف �شوارع عمان وي�شرب‬ ‫الأرج�ي�ل��ة فيها (ول��ذل��ك منعت الأرج�ي�ل��ة �شطباً لذكرى‬ ‫برييز �سيء الذكر!) باخت�صار كانت عملية ال�سالم تذويباً‬ ‫جلبال من جليد الكراهية‪ ..‬فان�ساحت وتبخرت ك ��أن مل‬ ‫تكن!‬ ‫‪ -3‬لي�س �أدل على خط�أ امل�سري من النتائج‪.‬‬ ‫والآن بعد ع�شرين �سنة كاملة �أي خم�س قرن من توقيع‬ ‫اتفاقيات ال�سالم املزعوم املوهوم مع العدو املجرم الغا�شم‬ ‫�إ�سرائيل يف �أو�سلو والتي كان مهند�سها حممود عبا�س الذي‬ ‫تقول عنه �صحيفة‪« :‬ه�آرت�س» ‪ 14/2/14‬على ل�سان كاتبها‬ ‫«رون فونداك»‪�« :‬أبو مازن‪� ،‬إنه ال�شخ�ص الذي قاد عرفات‬ ‫ومنظمة التحرير الفل�سطينية �إىل ال�ق��رار التاريخي يف‬ ‫ت�شرين الثاين (‪� )1988‬إىل االعرتاف ب�إ�سرائيل على �أ�سا�س‬ ‫ق��رار الأمم امل�ت�ح��دة (‪ )242‬ال��ذي ي�شمل اع�تراف �اً بدولة‬ ‫�إ�سرائيل وبحقها يف العي�ش يف �سالم يف حدود �آمنة معرتف‬ ‫بها وهو ال�شخ�ص الذي قاد املنظمة �إىل التوقيع على اتفاق‬

‫�أكرم ال�سواعري‬

‫�أحمد زهران (*)‬

‫صور‬

‫صور من ضريبة‬ ‫التكنولوجيا‬ ‫ومسؤولياتنا‬ ‫طبيبة �أطفال يف �أح��د امل�ست�شفيات عندنا �صرحت ب�أن‬ ‫امل�سل�سالت الرتكية تركت �أث��را تخريبيا يف ب��راءة �أطفالنا‪،‬‬ ‫وول� ��دت ��س�ل��وك�ي��ات خ��اط�ئ��ة ق�ب�ي�ح��ة الح�ظ�ت�ه��ا يف احل ��االت‬ ‫الكثرية التي تراجعها للعالج يف العيادة‪.‬‬ ‫�صديق ي�شكو ب ��أن اب�ن��ه ي�ع��اين م��ن �أمل يف �أ��ص��اب��ع يده‬ ‫اليمنى وميتد الوجع حتى املرفق من ك�ثرة ال�ضغط على‬ ‫املاو�س وهو يقوم مبتابعة احلركة والرك�ض والقفز يف �ألعاب‬ ‫علي زميل لعبة على احلا�سوب تت�ضمن‬ ‫احلا�سوب‪ .‬عر�ض ّ‬ ‫�إح��دى مراحلها ال��دو���س بالقدم على كتاب لالنتقال �إىل‬ ‫املرحلة التالية‪ ،‬وعند التدقيق يتبني �أن الكتاب هو القر�آن‬ ‫الكرمي!‬ ‫�آخ��ر ي�خ�برين ب ��أن �أط�ف��ال��ه الأوائ ��ل ك��ان��وا يتعلقون به‬ ‫ل�ل��ذه��اب �إىل امل�سجد �أو ال���س��وق‪ ،‬ول�ك��ن بعد انت�شار �أل�ع��اب‬ ‫احل��ا� �س��وب وال �ن��ت وال �ف �� �ض��ائ �ي��ات‪� � ،‬ص��ار الأط� �ف ��ال اجل��دد‬ ‫ي��رف���ض��ون م��راف �ق��ة الأب وي �خ �ت��ارون احل��ا� �س��وب وال�ت�ل�ف��از‬ ‫والبالي �ستي�شن‪.‬‬ ‫ال�شعب املوريتاين من �أكرث ال��دول امل�سلمة �إقباال على‬ ‫ال �ق��ر�آن وح�ف�ظ��ه‪ ،‬وه��م ي��راج �ع��ون ال �ق��ر�آن متمتمني وه��م‬ ‫ي�سريون يف الطرقات والأ�سواق واحلقول‪ ،‬ولكن احلال تغري‬ ‫والإقبال تراجع بعد دخول التلفاز وانت�شاره يف البالد كما‬ ‫يقول العامل (حممد احل�سن ولد الددو)‪.‬‬ ‫�أخبار ق�ص�ص ابتزاز الن�ساء ون�شر �صورهن من بع�ض‬ ‫�سفلة اجلوال والنت والتي تظهر وتنت�شر ويتم القب�ض على‬ ‫بع�ض الفاعلني وتقدميهم للمحاكمة‪ ،‬ق�صة من ال�سعودية‬ ‫حيث ��ص��در حكم بحق �شخ�ص اب�ت��ز ‪ 100‬ام ��ر�أة وه��دده��ن‬ ‫بالف�ضيحة ون�شر ال�صور �إن مل ينل منهن م��اال �أو غريه‪،‬‬ ‫لي�صدر عليه حكم بال�سجن ‪� 8‬سنوات و‪ 800‬جلدة وتغرميه‬ ‫‪� 80‬ألف ريال وبعد اال�ستئناف �صارت ال�سنوات ‪� 12‬سنة‪.‬‬ ‫�شيوخ طاعنون وق��واع��د من الن�ساء ميكثون ال�ساعات‬ ‫ال� �ط ��وال م��دق �ق�ين يف امل���س�ل���س�لات والأف� �ل ��ام ال �ت��ي تبثها‬ ‫الف�ضائيات مم��ا جعل طفال �صغريا يجيب مذيعا عندما‬ ‫�س�أله عن �أفراد �أ�سرته فقال‪ :‬تت�ألف �أ�سرتنا من بابا وماما‬ ‫وجدتي والتلفاز!‬ ‫امل �� �س �ل �� �س�ل�ات ال �ن��اج �ح��ة والأف� � �ل� ��ام ذات الإي� � � � ��رادات‬ ‫وم�سل�سالت الكرتون امل�شوقة والألعاب االلكرتونية املميزة‬ ‫هي التي تت�ضمن م�شاهد العنف واالحتيال وال�سرقة والقتل‬ ‫والتدمري وال�سواقة بال�سرعة اجلنونية‪ ،‬و�إذا علمنا �أن �أكرث‬ ‫الو�سائل الرتبوية ت�أثريا يف الأطفال هي املحاكاة والتقليد‪،‬‬ ‫فماذا �ستفعل هذه الربامج بال�صفحة البي�ضاء التي تتمدد‬ ‫يف �صدور �أطفالنا؟‬ ‫و�أن��ا �أق�ل��ب امل��واق��ع الإخ�ب��اري��ة �أالح��ظ املتابعة اليومية‬ ‫احلثيثة لأخبار ال قيمة لها عند اهلل ور�سوله وامل�ؤمنني وهي‬ ‫�أخبار املمثلني واملطربني وزيجاتهم وطالقاتهم وخالفاتهم‪،‬‬ ‫ومتابعة (النجمات) وت�سريحاتهن ولون ف�ساتينهم و�أحيانا‬ ‫�أحذيتهن وعاداتهن وامل�شاكل بينهن و�أجورهن وحفالتهن‪.‬‬ ‫تركيا العلمانية ال�ت��ي ت��زح��ف ببطئ ب��اجت��اه التعاليم‬ ‫الإ�سالمية بقيادتها الرا�شدة �أ�صدرت م�ؤخرا قانونا يقيد‬ ‫االنرتنت ومينح ال�سلطة التنفيذية �صالحية حجب مواقع‬ ‫�إل�ك�ترون�ي��ة‪ ،‬و�أو� �ض��ح �أردوغ � ��ان ق��ائ�لا‪ :‬ن�ح��ن ن��ري��د حماية‬ ‫ال�شباب من االبتزازيني واملغت�صبني واملحتالني‪.‬‬ ‫ورغم توزيع احلكومة الرتكية لأجهزة لوحية عددها‬ ‫‪� 163‬ألف لوح على الطالب ورغم طرحها ملناق�صة لوحية لِـــ‬ ‫‪ 10‬ماليني جهاز ف�إن �أردوغ��ان ي�صرح يف لقائه الأخ�ير مع‬ ‫الطالب حمذرا‪� :‬إن الإنرتنت �أداة مهمة جدا‪ ،‬ولكنها ميكن‬ ‫�أن ت�صبح كذلك �أكرب تهديد يف ع�صرنا عندما تكون يف �أيدي‬ ‫�أ�شخا�ص بعقلية ��ش��ري��رة‪ .‬ث��م ي�ضيف‪ :‬ال ت�صبحوا عبيدًا‬ ‫للإنرتنت‪ ،‬وال ت�صبحوا عبيدًا لأجهزة الكمبيوتر‪.‬‬ ‫�أعل ُم �أن التكنولوجيا لها �ضريبتها و�أن العلم والتقدم‬ ‫�ب �ح��اث ول �ل �ن��ت وال�ت�ل�ف��از‬ ‫ي �ح �ت��اج ل �ـ»ج��وج��ل» ال�ع�ل�م��ي ولل� أ‬ ‫واجل��وال‪ ،‬ولكني �أق��ر�أ عن املواقع التي تتابع هيفاء وحذاء‬ ‫مي�سي اجلديد‪ ،‬بل حتى الف�ضائيات الر�صينة كنا�شيونال‬ ‫جيوغرايف التي تقدم �أحيانا برامج �شرها �أكرب من خريها‬ ‫مثل (تك�سري الق�ضبان‪ ،‬وم��دن االحتيال)‪ .‬و�أعلم �أي�ضا �أن‬ ‫اجلادين يف البحث قلة و�أن قطاعا عري�ضا يق�ضي ال�ساعات‬ ‫الطوال ذوات العدد على الفي�س والتويرت ومتابعة ما هب‬ ‫ودب‪ ،‬لذلك �أن�صح ب��أال تو�ضع الأج�ه��زة احلديثة واجل��وال‬ ‫منها �إال بني �أي��دي من يتحمل امل�س�ؤولية من �أوالدن��ا و�أن‬ ‫يكون اجللو�س للتلفاز واحلا�سوب واالنرتنت حمددا ب�أوقات‬ ‫ويف �صالة البيت التي ال تخلو لن�ساعد �أطفالنا على ال�سمو‬ ‫وال نرتكهم فري�سة ل�شياطني الإن�س واجلن‪ .‬من كان يحمل‬ ‫وعيا و�إميانا وتقوى ي��درك �أهمية ما كتبت ويحر�ص على‬ ‫الذرية (ربنا هب لنا من �أزواجنا وذرياتنا قرة �أعني واجعلنا‬ ‫للمتقني �إماما)‪.‬‬

‫�أو�سلو ال��ذي ي�شمل –ببواعث ال�سيا�سة الواقعية‪ -‬تناز ًال‬ ‫فل�سطينياً عن ‪ %78‬من م�ساحة �أر���ض �إ�سرائيل‪/‬فل�سطني‬ ‫حتى قبل الت�سوية الدائمة» «وه��و ال�شخ�ص ال��ذي يخط‬ ‫الطريق للتخلي بالفعل عن حق العودة»‬ ‫ومع هذا يقول الكاتب‪« :‬ف�إن �أحد الوزراء ي�سمه ب�سمة‬ ‫الإره ��اب ال�سيا�سي وي�سمه وزي��ر �آخ��ر ب�سمة �أك�بر معادي‬ ‫ال�سامية»‬ ‫ثم ي�شهد الكاتب لعبا�س ومن ي�شهد للعرو�س ع ّبو�س‬ ‫�إال خالتها؟ ويقول‪�« :‬إن �شيئاً ما يف هذا ال�شخ�ص النزيه‬ ‫وهو واحد من �أكرث الزعماء ا�ستقامة يف العامل» (يا �سالم‬ ‫يا عم عبا�س �أيه العظمة دي كلها‪ ،‬ما هذه ال�شهادات و�صدق‬ ‫ال�شاعر فيك‪:‬‬ ‫�إذا �أتتك مديحتي من ناق�ص فهي ال�شهادة يل ب�أين‬ ‫ناق�ص!‬ ‫ثم يقول‪�« :‬إنه ال�ضد املطلق لعرفات الذي كان يتكلم‬ ‫بلغة م��زدوج��ة ومثلثة‪� .‬أن ��ا �أع ��رف �أب ��و م ��ازن م��ن ل�ق��اءات‬ ‫ك�ث�يرة –يقول‪� -‬أج��ري�ن��اه��ا يف ال�ع���ش��ري��ن �سنة الأخ �ي�رة‪.‬‬ ‫ثم يذكر لقاءات �أومل��رت �أب��و م��ازن (فقط ‪ 36‬لقاء) �أنتجت‬ ‫وثيقة �أومل��رت‪-‬ع�ب��ا���س‪ .‬ث��م ذك��ر وثيقة ب�ي�ل�ين‪�-‬أب��و م��ازن‪..‬‬ ‫وذكر �أن �أوملرت كان ي�أمل من عبا�س �أن يوافق على �صفقة‬ ‫‪ %97‬وتبادل �أرا���ض!!» هذا الكالم نقلته بن�صه لتعلموا ما‬ ‫هي القيادات الفل�سطينية التاريخية وغري التاريخية‪ ،‬و�إن‬ ‫امل��دي��ح ال�ع��ايل لعبا�س ه��ي قابليته ال�لاحم��دودة للتنازل‪،‬‬ ‫و�إن و�صف «�أكرث الزعماء ا�ستقامة يف العامل» �أي يف خدمة‬ ‫�إ�سرائيل‪.‬‬ ‫هذا هو ال�سالم �أن يح�صر ال�شعب الفل�سطيني يف ‪%3‬‬ ‫من فل�سطني!‬ ‫�إذا كانت هذه هي نتائج ال�سالم فمن جمنون �أو جمرم‬ ‫يناق�ش يف �أن ال�سالم كان درب الآالم و�أنه كان طريق ال�شوك‬ ‫الدامي وطريق التجريد من احلقوق والتنازل الطوعي‬ ‫والتربع ملجرم ال ي�شبع وال يقنع وطرف �آخر �أدمن التنازل‬ ‫و�إال دفع حياته!‬ ‫واحلديث مو�صول‪.‬‬

‫ظاهر �أحمد عمرو‬

‫الضرورات الخمسة الستصحاب األمل ‪2-1‬‬ ‫ن� �ح ��ن ن� �ح� �ت ��اج يف ه� � ��ذا ال � ��زم � ��ن �إىل‬ ‫ا�ست�صحاب الأمل يف كل خطواتنا وفعالياتنا؛‬ ‫ف �م��ن ي� � ��دري؟! رمب ��ا ك��ان��ت ه ��ذه امل���ص��ائ��ب‬ ‫با ًبا �إىل خري جمهول‪ ،‬ورب حمنة يف طيها‬ ‫ي‬ ‫منحة؛ « َوع َ​َ�سى �أَنْ َت ْك َرهُ وا َ�ش ْي ًئا وَهُ � َو َخ رْ ٌ‬ ‫اللُ‬ ‫ت ُّبوا َ�ش ْي ًئا وَهُ َو َ�ش ٌّر َل ُك ْم َو هَّ‬ ‫َل ُك ْم َوع َ​َ�سى �أَنْ حُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي ْعلَ ُم َو�أَ ْن ُت ْم اَل َت ْعل ُمون» (البقرة‪)216:‬‬ ‫وا��س�ت���ص�ح��اب الأم� ��ل �� �ض ��رورة‪ ،‬خا�صة‬ ‫ون �ح��ن ن ��رى ال�ب�ع����ض ي �ح��ر� �ص��ون ع �ل��ى بث‬ ‫ال�ي��أ���س وت��زه�ي��د ال�ن��ا���س يف الأع �م��ال اجل��ادة‬ ‫لأدنى ق�صور �أو خ�سارة ظاهرية ي�شاهدونها‪:‬‬ ‫«يَا َ�أ ُّيهَا ا َّلذِ ينَ �آ َم ُنوا ال َت ُكو ُنوا َكا َّلذِ ينَ َك َف ُروا‬ ‫َو َق��ا ُل��وا لإخْ �وَا ِن� ِه� ْم �إ َذا َ�ض َربُوا فيِ ا َلأ ْر� � ِ�ض َ �أ ْو‬ ‫َك��ا ُن��وا ُغ � ًّزى َّل � ْو َك��ا ُن��وا عِ �ن� َد َن��ا َم��ا َم��ا ُت��وا َو َم��ا‬ ‫ُق ِت ُلوا ِل َي ْج َع َل هَّ ُ‬ ‫الل َذل َِك َح�سْ َر ًة فيِ ُق ُلو ِب ِه ْم» (�آل‬ ‫عمران‪.)156 :‬‬ ‫وهذه جمموعة من ال�ضرورات الالزمة‬ ‫التي �إن قر�أناها بفهم ووع��ي‪ ،‬ف�سنوقن �أن‬ ‫ا�ست�صحاب الأم ��ل ال ينبغي �أن ينفك عنا‬ ‫يف حل �أو ترحال‪ ،‬يف ع�سر �أو �شدة �أو �ضيق‪،‬‬ ‫لطم�أنة قلوبنا وت�سكني نفو�سنا‪ ،‬وتثبيت‬ ‫�أقدامنا‪ ..‬ومن هذه ال�ضرورات‪:‬‬ ‫� اً‬ ‫أول ‪ -‬ال�ضرورة العقلية املنطقية‪:‬‬ ‫ل��و ن�ظ��رن��ا �إىل احل �ي��اة ب��روي��ة؛ ل��ر�أي�ن��ا‬ ‫�أنها �أ�شبه ما تكون «بف�صل درا�سي تتعر�ض‬ ‫فيه لالختبار ويتو ّقع منك �أن حتقق تقد ًما‬ ‫مه ًما خ�لال ف�ترة زمنية معقولة‪ ،‬و�إن مل‬ ‫ت�ستفد يف ف�صل احل�ي��اة ف��إن�ه��ا �ستعيد لك‬ ‫الدر�س تلو الآخر حتى تتعلم وتنجح‪ ،‬وهذا‬ ‫ي�شبه �إىل ح � ٍّد ك�ب�ير ال�ف���ص��ول ال��درا��س�ي��ة‪،‬‬ ‫فمتى ما ر�سب ال�شخ�ص ف�إنه �إم��ا �أن يُعيد‬ ‫الف�صل حتى ينجح �أو ين�سحب!‬ ‫فانظر‪ ،‬هل كنت تنظر حل��االت الف�شل‬ ‫ب�أنها ف�شل كلي‪� ،‬أم كنت تنظر لها ب�أنها ف�شل‬ ‫للمحاولة ذاتها والتي قد قمتَ بها؟ �إذ �إن‬ ‫ريا ما بني االثنني‪.‬‬ ‫هناك فر ًقا كب ً‬ ‫ف�إن كنت تعتقد ب�أنك �شخ�ص ًيا قد ف�شلت‬ ‫فهذا من �ش�أنه �أن يُثنيك عن �أداء حماوالت‬ ‫�أخ � ��رى؛ لأن ��ك ت �ك��ون ب��ذل��ك ق��د ق�ل�ل��ت من‬ ‫�ش�أنك‪ ،‬ومن قدراتك ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫�أم��ا �إن كنت تعتقد �أن حماولتك كانت‬ ‫ف��ا��ش�ل��ة‪ ،‬ف �ه��ذا م��ن ��ش��أن��ه �أن يجعلك تقوم‬ ‫بدرا�سة �سبب ف�شل حماولتك الأوىل لتقوم‬ ‫بتج ّنب مُ�سبباتها‪.‬‬ ‫وع �ل��ى �أي ح ��ال ال ي��وج��د ه �ن��اك ف�شل‬ ‫حقيقي‪ ،‬فما ندَّعي ب�أنه ف�شل ما هو �إال خربة‬ ‫قد اكت�سبناها من واق��ع جتاربنا يف احلياة‪،‬‬ ‫�إذ �إن ال�شخ�ص الفا�شل ه��و ال��ذي ال يتعظ‬ ‫من جتاربه‪ ،‬بل يعترب �أن الأم��ر منته ًيا من‬ ‫حيث ف�شله»‪( .‬وليد عبد اهلل الرومي‪ ،‬طريق‬ ‫النجاح‪ ،‬الكويت‪� ،2000 ،‬ص ‪.)26-25‬‬ ‫وك��ذل��ك ه��و � �ص��راع احل��ق م��ع ال�ب��اط��ل؛‬ ‫فافهم �أُخ� َّ�ي رع��اك اهلل‪ ،‬وال ت�سوِّد الدنيا يف‬ ‫وجوهنا! ‬

‫ثان ًيا – ال�ضرورة الت�أملية الكونية‪:‬‬ ‫نحن م��أم��ورون �شرعًا بالنظر والتفكر‬ ‫والتدبر يف �آي��ات اهلل وخلقه‪ ،‬يقول تعاىل‪:‬‬ ‫ال�س َما َواتِ َو ْ أ‬ ‫الَ ْر ِ�ض َومَا‬ ‫« ُقلِ ا ْن ُظ ُروا مَا َذا فيِ َّ‬ ‫ال َي � ُ‬ ‫�ات َوال � ُّن � ُذ ُر َع��نْ َق � ْو ٍم اَل ُي��ؤْمِ � ُن��و َن»‬ ‫ُت ْغنِي ْ آ‬ ‫(يون�س‪.)101 :‬‬ ‫�إن هناك تالزمية وان�سجا ًما بيننا وبني‬ ‫الكون‪ ،‬ال ي�شعر بهذا ويالحظه �إال �أ�صحاب‬ ‫الب�صر والفكر والت�أمل‪ ،‬انظر �إىل نبي اهلل‬ ‫ي�ع�ق��وب (ع�ل�ي��ه ال���س�لام) ع�ن��دم��ا ك��ان �إخ��وة‬ ‫يو�سف (عليه ال�سالم) ما زال��وا على �أب��واب‬ ‫قمي�ص يو�سف‬ ‫م�صر خارجني منها حاملني‬ ‫َ‬ ‫ليلقوه على وجه �أبيهم لريتد �إليه ب�صره‪،‬‬ ‫كما �أو��ص��اه��م ب��ذل��ك �أخ��وه��م يو�سف (عليه‬ ‫ال�سالم)‪ ..‬ماذا حدث؟‬ ‫لقد �سبقتهم الريح حاملة ريح يو�سف‬ ‫(عليه ال�سالم) لأبيه يعقوب ِّ‬ ‫مب�شرة �إياه ب�أن‬ ‫يو�سف ال يزال ح ًيا‪ ،‬فنطق (عليه ال�سالم)‪:‬‬ ‫ُو�س َف» (يو�سف‪)94 :‬؛ هذا‬ ‫«�إِ يِّن لأَجِ � ُد رِي َح ي ُ‬ ‫لأن يعقوب (عليه ال�سالم) عا�ش يف ان�سجام‬ ‫مع الكون مت�أم ً‬ ‫ربا فتفاعل الكون‬ ‫ال ومعت ً‬ ‫معه بحمل الب�شرى والأمل‪.‬‬ ‫ف� � � ��ازدد �إمي � ��ا ًن � ��ا ت � � ��زدد ي �ق �ي � ًن��ا و�أم �ل � ً�ا‬ ‫واطمئنا ًنا‪ ،‬لأن فقدان الإميان يعني فقدان‬ ‫الب�صرية والت�أمل‪َ « :‬ومَا ُت ْغنِي الآيات َوال ُّن ُذ ُر‬ ‫عَن َق ْو ٍم َّال ُي�ؤْمِ ُنو َن» (يون�س‪.)101 :‬‬ ‫تعال معي الآن لنت�أمل يف الليل والنهار‪،‬‬ ‫ترى ال�شم�س تغرب كل يوم ثم تعود لت�شرق‬ ‫م��رة �أخ��رى‪ ،‬ه��ذه ظاهرة متر على الإن�سان‬ ‫ال�ع��ادي م��رور ال�ك��رام‪ ،‬ولكن �صاحب العقل‬ ‫والفكر والنظر يجد فيها �آية عميقة تنبئه‬ ‫�أن الغروب ال ي َُح ْو ُل دون ال�شروق مرة �أخرى‬ ‫يف كل �صبح جديد‪ ،‬وال�سواد كلما ا�شتد ينبثق‬ ‫منه الفجر‪ ،‬وكذلك املحن والأزمات يعقبها‬ ‫انفراج وارتياح‪.‬‬ ‫�أديب العربية م�صطفى �صادق الرافعي‬ ‫(رحمه اهلل) ي�شبه الإن�سان بالفرخ وي�شبه‬ ‫الأزم��ات والنكبات التي متر به بجدار هذه‬ ‫البي�ضة فيقول‪« :‬ما �أ�شبه النكبة بالبي�ضة‪،‬‬ ‫حُت�سب �سج ًنا ملا فيها‪ ،‬وهي حتوطه وتربيه‬ ‫وتعينه على متامه‪ ،‬ولي�س عليه �إال ال�صرب‬ ‫�إىل مدة والر�ضا �إىل غاية‪ ،‬ثم تنفق البي�ضة‬ ‫فيخرج (�أي ما فيها) خل ًقا �آخر‪ ،‬وما امل�ؤمن‬ ‫يف دن �ي��اه �إال ك��ال�ف��رخ يف بي�ضته‪ ،‬ع�م�ل��ه �أن‬ ‫ي�ت�ك��ون ف�ي�ه��ا‪ ،‬ومت��ام��ه �أن ي�ن�ب�ث��ق �شخ�صه‬ ‫الكامل‪ ،‬فيخرج �إىل عامله الكامل»‪.‬‬ ‫ثال ًثا ‪ -‬ال�ضرورة التاريخية‪:‬‬ ‫ال �ت��اري��خ م �ل��يء ب� ��الأح� ��داث والأم �ث �ل��ة‬ ‫وال�ع�بر ال�ت��ي ت�شعل يف النف�س ث�ق� ًة عميقة‬ ‫بالن�صر‪ ،‬فكم م��ن دول��ة قويت بعد �ضعف!‬ ‫وكم من �أخرى �ضعفت بعد قوة! قال تعاىل‪:‬‬ ‫«امل‪ُ .‬غ� ِل� َب��تِ ال � � ُّرومُ‪ .‬فيِ �أَ ْد َن� ��ى الأَ ْر�� �ِ�ض وَهُ ��م‬ ‫ِّم��ن َب� ْع��دِ َغلَ ِب ِه ْم َ�س َي ْغ ِل ُبو َن‪ .‬فيِ ِب�ضْ ِع �سِ ِن َ‬ ‫ني‬ ‫هلل ال ْأم � ُر مِ ن َق ْب ُل َومِ ��ن َب ْع ُد َو َي ْو َمئِذٍ َي ْف َر ُح‬ ‫ِ‬

‫َن�ص ُر مَن ي َ​َ�شا ُء وَهُ � َو‬ ‫المْ ُ��ؤْمِ � ُن��و َن‪ِ .‬ب َن ْ�ص ِر ِ‬ ‫اهلل ي ُ‬ ‫اهلل َال ُيخْ ل ُِف ُ‬ ‫اهلل وَعْ َد ُه‬ ‫ا ْل َعزِي ُز ال َّرحِ ي ُم‪ .‬وَعْ َد ِ‬ ‫َو َلكِنَّ �أَ ْك رَ َ‬ ‫ا�س َال َي ْعلَ ُمو َن»‪( .‬الروم‪– 1:‬‬ ‫ث ال َّن ِ‬ ‫‪.)6‬‬ ‫ول��و ت�أملت يف �سورة ال��روم ه��ذه لعلمت‬ ‫�أنها �سورة مكية نزلت �أي��ام اال�ست�ضعاف يف‬ ‫مكة قبل الهجرة‪ ،‬وامل�سلمون يعانون مرارة‬ ‫ال�سجن يف �شِ عب �أبي طالب‪ ،‬نزلت تب�شرهم‬ ‫بالن�صر والفتح والظفر!‬ ‫ق��د ي �ق��ول ق��ائ��ل ول �ك��ن ال �ت��اري��خ م�ل��يء‬ ‫ب��الأح��داث امل � ؤ�مل��ة؛ ف�ن�ق��ول ل��ه‪ :‬ن�ع��م؛ ولكن‬ ‫مل��اذا تقف عندها وال ت�ت�ع��داه��ا؟ �أمل تتغري‬ ‫ه ��ذه الأح � � ��داث؟ �أمل ي �ت �ب��دل احل � ��ال؟ �أمل‬ ‫تتحول هذه الأي��ام؟ فحنانيك �أيها اليائ�س‬ ‫واملت�شائم! ولتعلم �أن بع�ض ال�شر �أهون من‬ ‫بع�ض‪ ،‬و�أن مع الع�سر ي�س ًرا‪ ،‬و�أن بعد الكرب‬ ‫فرجا‪ ،‬و�أن بعد ال�ضيق واخلوف َ�س َع ًة و�أم ًنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد �ضاقت مك ُة بر�سول اهلل ومكرت به‬ ‫فجعل ن�ص َره ومتكي َنه يف املدينة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫و�أوج �ف��ت ق�ب��ائ��ل ال �ع��رب ع�ل��ى �أب ��ي بكرٍ‬ ‫م��رت��دة‪ ،‬وظ��ن الظانون �أن الإ��س�لا َم زائ� ٌ�ل ال‬ ‫حم��ال��ة‪ ،‬ف ��إذا ب��ه ميت ُد م��ن بعد ليعم �أرج��اء‬ ‫الأر�ض‪..‬‬ ‫وهاجت الف ُ‬ ‫نت يف الأمة بعد قتل عثمان‬ ‫حتى قيل‪ :‬ال ق��رار لها‪ ،‬ثم ع��ادت املياه �إىل‬ ‫جمراها‪ ،‬وتوالت الفتوحات حتى و�صل بنو‬ ‫قلب �أوروبا‪..‬‬ ‫عثمان َ‬ ‫و�أط�ب��ق ال�ت�ت��ا ُر على �أم � ِة الإ� �س�لام حتى‬ ‫�أبادوا حا�ضر َتها بغداد ُ�س ّرة الدنيا‪ ،‬وقتلوا يف‬ ‫بغداد وحدها مليوين م�سلم‪ ،‬وقيل‪ :‬ذهبت‬ ‫ري ��ح الإ�� �س�ل�ام‪ ،‬فك�سر اهلل �أع � ��داءه يف عني‬ ‫جالوت وعاد للأمة جمدها‪..‬‬ ‫َ‬ ‫جيو�شهم‬ ‫ومت��الأ ال�صليبيون وجي�شوا‬ ‫وخ��ا� �ض��ت خ�ي��و ُل�ه��م يف دم ��اء امل���س�ل�م�ين �إىل‬ ‫رك�ب�ه��ا‪ ،‬حتى �إذا ا�ستي�أ�س �ضعيفو الإمي��ان‬ ‫نه�ض �صالح الدين فرجحت الكِف ُة الطائ�ش ُة‬ ‫وطا�شتِ الراجحة‪ ،‬وابت�سم بيت املقد�س من‬ ‫جديد‪..‬‬ ‫وق��وي��ت ��ش��وك� ُة ال��راف���ض��ة ح�ت��ى �سيطر‬ ‫ال�ب��وي�ه�ي��ون ع�ل��ى ب �غ��داد وال�ع�ب�ي��دي��ون على‬ ‫م�صر وكتبت م�س ّبة ال�صحابة على املحاريب‪،‬‬ ‫ال�سنة‬ ‫ث��م انق�شعت الغمة وا�ستطلق وج��ه ُّ‬ ‫�ضاح ًكا‪.‬‬ ‫وه �ك��ذا‪ ..‬ي�ع�ق��ب ال �ف��رج ال �� �ش��دة‪ ،‬ويتبع‬ ‫الهزمية الن�صر‪ ،‬وي ��ؤذن الفجر على �أذي��ال‬ ‫ليل مهزوم‪ ،‬فلم الي�أ�س والقنوط؟!‬ ‫�إن �أهم ما ينبغي تعلمه �أن جميع الذين‬ ‫حققوا �إجن��ازات باهرة وخلدهم التاريخ قد‬ ‫تذوقوا طعم الف�شل م��را ًرا قبل �أن يحققوا‬ ‫�إجنازاتهم العظيمة‪.‬‬ ‫ال حت�سب املجد مت ًرا �أنت �آكله‬ ‫لن تبلغ املجد حتى تلعق ال�صربا‬

‫د‪�.‬أني�س خ�صاونة‬

‫عندما تكون الحقائق موجعة ترتاجع الحجج الواهية!‬ ‫ع �ل��ى خ �ل �ف �ي��ة م �ق��ال �ن��ا �أم ����س‬ ‫ب�ع�ن��وان «مل ��اذا اال��س�ت�ع��داء الر�سمي‬ ‫للإخوان امل�سلمني يف الأردن» فقد‬ ‫تلقينا �أي�ت�ه��ا الأخ � ��وات والإخ� ��وان‬ ‫معاتبات �شديدة وبع�ض ال�شتائم‬ ‫وال�سباب ال��ذي يتنافى مع مبادئ‬ ‫ح ��ري ��ة ال �ت �ع �ب�ي�ر‪� .‬أع� � � ��دت ق � ��راءة‬ ‫امل �ق��ال��ة �أك�ث��ر م��ن م ��رة ومل �أق��ف‬ ‫ع �ل��ى �أي �إه ��ان ��ة ال ��س�م��ح اهلل وال‬ ‫تعري�ض �شخ�صي ب�أحد وال بحزب‬ ‫الو�سط الإ��س�لام��ي ال�ساخط على‬ ‫مقالتنا‪ .‬لي�س ل��دي�ن��ا م�شكلة مع‬ ‫ح ��زب ال��و� �س��ط الإ� �س�ل�ام ��ي ال ��ذي‬ ‫ت��رب �ط �ن��ا ع�ل�اق��ة ط �ي �ب��ة م ��ع كثري‬ ‫م��ن رم��وزه ومالحظتنا اقت�صرت‬ ‫على �أن ه��ذا احل��زب مل يجد كبري‬ ‫مقاومة �أو معاناة �أو حما�صرة من‬ ‫الدولة الأردنية وال يتم الت�ضييق‬ ‫ع�ل�ي��ه وع �ل��ى �أن���ش�ط�ت��ه وف�ع��ال�ي��ات��ه‬

‫م �ث �ل �م ��ا ح� ��� �ص ��ل جل� �ب� �ه ��ة ال �ع �م��ل‬ ‫الإ� �س�لام��ي‪ .‬ن�ع��م امل �ق��ال ف�ي��ه نقد‬ ‫�شديد للحكومة الأردنية والنظام‬ ‫ال�سيا�سي ال��ذي ي�ق��اوم �أي انت�شار‬ ‫�أو دعم �شعبي للحركة الإ�سالمية‬ ‫وجماعة الإخوان امل�سلمني وغريها‬ ‫م� ��ن اجل� �م ��اع ��ات الإ�� �س�ل�ام� �ي ��ة يف‬ ‫داخ��ل الأردن وخارجه‪ .‬ويف الوقت‬ ‫ال��ذي ال �أن�ت�م��ي �شخ�صيا جلماعة‬ ‫الإخ��وان امل�سلمني املجاهدة ولي�س‬ ‫يل �أي رواب��ط تنظيمية معها ف�إن‬ ‫امل�ط��ال��ب الإ��ص�لاح�ي��ة وال�سيا�سية‬ ‫للحركة تكاد تعك�س تطلعات ن�سبة‬ ‫م�ع�ت�برة م��ن ال���ش�ع��ب الأردين وال‬ ‫�ضري �إن اتفقت مع بع�ض مبادئها‬ ‫وطروحاتها‪.‬‬ ‫على الأردنيني �أن يدركوا �أن ال‬ ‫جمال للتقدم يف احلياة ال�سيا�سية‬ ‫دون احرتام كافة مكونات املجتمع‬

‫وال��ر�ؤى التي حتملها جتاه ق�ضايا‬ ‫ال��وط��ن والأم� � ��ة‪ .‬مل ي�ع��د ينطلي‬ ‫ع �ل��ى اح ��د اجل� �ه ��ود ال �ت��ي ت�ب��ذل�ه��ا‬ ‫احل�ك��وم��ة الأردن �ي��ة يف �إق���ص��اء �أي‬ ‫حركة �إ�سالمية ال تتما�شى مع ركب‬ ‫النظام وتلهج بالثناء عليه وت�سحج‬ ‫ل��ه وت�شكر نعمته ب�ك��رة و�أ��ص�ي�لا‪.‬‬ ‫م��ا وج��ه لنا م��ن قبل البع�ض من‬ ‫�إ�ساءة وت�شكيك يف مقا�صدنا ورمبا‬ ‫ح��ر��ص�ن��ا ع �ل��ى ال��وط��ن ي���ش�ك��ل لنا‬ ‫ح��اف��زا لكتابة امل��زي��د متيقنني �أن‬ ‫ب�ع����ض احل �ق��ائ��ق م��وج �ع��ة وم � ؤ�مل��ة‬ ‫مل��ن لي�س ل��دي��ه ح�ج��ة ل�ل��دف��اع عن‬ ‫مواقف ومعطيات ورمبا انعطافات‬ ‫غري من�سجمة مع تاريخ طويل من‬ ‫التنظري ال�سيا�سي‪.‬‬ ‫�أم��ا الأح� ��زاب وال�ه�ي�ئ��ات التي‬ ‫ن �ن �ت �ق��ده��ا ف �ه��و ب �ق �� �ص��د ت�ق��وي�ت�ه��ا‬ ‫وت �ع��زي��ز دوره� � ��ا يف امل �� �س��اه �م��ة يف‬

‫م�سرية الإ� �ص�لاح والدميقراطية‬ ‫يف ب �ل��دن��ا ال� �ع ��زي ��ز‪ ،‬م� � ؤ�ك ��دي ��ن �أن‬ ‫ال جم � ��ال ل �ل �ت �ق��دم يف جم�ت�م�ع�ن��ا‬ ‫دون م� ��راع� ��اة ل �ع �م �ق��ه وت��اري �خ��ه‬ ‫الإ� �س�لام��ي وال �ع��روب��ي و�أن و�ضع‬ ‫الأردن يف قارب غري قاربه القومي‬ ‫والإ� �س�لام��ي �سيفاقم م��ن �أزم��ات��ه‬ ‫وم�شكالته ال�سيا�سية واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬فالأردنيون يقر�أون‬ ‫تاريخهم ويفهمون �أن ال تقدم وال‬ ‫ا�ستقرار دون امتداداتنا التاريخية‬ ‫والإ�سالمية‪.‬‬

‫صرخة ألم‪ ..‬وفيلم‬ ‫الرعب القادم ‪2‬‬ ‫ب��ال��رج��وع اىل م�ق��ايل ال�سابق –اجلزء االول املن�شور‬ ‫بتاريخ ‪ 2014/02/16‬من �صرخة �أمل‪ ..‬وفيلم الرعب القادم‪،‬‬ ‫حيث كان يف نهاية املقال انه ال بد من عالج حا�سم وان احلل‬ ‫يف خميلتي هو ان هذا االمل ال��ذي نعي�شه ون�شاهده يف كل‬ ‫عاملنا العربي وعلى ر�أ��س��ه �سوريا ال ميكن ان يحدث لوال‬ ‫م�صلحة هذا العدو ال�صهيوين اجلاثم فوق ار�ضنا‪ ..‬ار�ض‬ ‫فل�سطني التاريخية‪ ..‬ولكن ام��ام ه��ذا ال��واق��ع وام��ام هذه‬ ‫امل�شاهدات وامام االمكانيات املتاحة‪ ..‬فما هو احلل؟‬ ‫�أعتقد �أن احلل يكمن بيد ال�سلطة الفل�سطينية وحدها‬ ‫فقط وبيد �سيادة الرئي�س عبا�س املا�سك بكل الأمور بيديه‬ ‫الإثنتني واري��د يف مقايل ه��ذا ان امتا�شى مع الرجل بانه‬ ‫يجتهد مل�صلحة ه��ذا ال�شعب الفل�سطيني وان��ه م��ن وجهة‬ ‫نظره ال حل وال بديل مطلقا عن التفاو�ض‪ ،‬ولكن يا �سيادة‬ ‫الرئي�س اعرتفت �سابقا وعند تقدمي ا�ستقالتك ب�أنك و�صلت‬ ‫�إىل طريق م�سدود يف مفاو�ضاتك مع نتنياهو‪ ،‬فماذا ا�ستجد‬ ‫حتى ترجع اىل املفاو�ضات؟‬ ‫�أن��ا معك �أن ال�ضغط عليك م��ن قبل ه��ذا ال�ع��دو ومن‬ ‫ال ��دول ال�ع��رب�ي��ة وال�ع��امل�ي��ة وع�ل��ى ر�أ��س�ه��ا ال��والي��ات املتحدة‬ ‫االمريكية بقيادة ال�سيد كريي ومبادرته الأخ�يرة‪ ..‬كبري‪،‬‬ ‫وان امكانياتك حمدودة‪.‬‬ ‫�أنا اقدر ذلك و�أعي�ش معك تلك امل�شاعر‪ ،‬ولكن من وجهة‬ ‫نظري ان يف يدك الأن وقبل فوات االوان الفر�صة بكرتني ال‬ ‫ثالث لهما‪ ،‬الكرت االول هو ان�سحابك من املفاو�ضات املذلة‬ ‫لك ولنا والتي �ستبتز فيها فل�سطينيا وعربيا اىل اق�صى‬ ‫درجة وعند االن�سحاب تكون اخل�سائر اقل وحمدودة‪.‬‬ ‫و�أما الكرت االخر الثاين معك فهو �شعبك الفل�سطيني‬ ‫وعلى ر�أ�سهم االق��رب اليك وه��م اه��ل رام اهلل وم��ن خلفهم‬ ‫ال���ش�ع��ب ال�ف�ل���س�ط�ي�ن��ي وال �� �ش �ع��وب ال �ع��رب �ي��ة واال� �س�لام �ي��ة‬ ‫واالن�سانية ولن يتم ذلك اال بال�سماح لالقرب اليك وهم‬ ‫اه��ل رام اهلل حت��دي��دا ب� ��أن ي�خ��رج��وا يف م���س�يرات راف���ض��ة‬ ‫لهذا االحتالل ال�صهيوين البغي�ض و�سيلحق بهم االقرب‬ ‫ف ��االق ��رب م��ن اه ��ل ف�ل���س�ط�ين ال �ت��اري �خ �ي��ة اىل ان ينتهي‬ ‫الأم��ر بتلك ال�شعوب العربية كلها لتكون خلفك‪ ،‬لأن ما‬ ‫يجمعهم هو الق�ضية الفل�سطينية ورف�ضهم ذلك االحتالل‬ ‫اال�سرائيلي الر�ض فل�سطني‪.‬‬ ‫وه��ذا ال�شعور جت��اه ار���ض فل�سطني ول��و ان��ه مغيب يف‬ ‫و�سائل االع�ل�ام االن ولكنه م��وج��ود يف العقل الباطن ويف‬ ‫جينات ك��ل فل�سطيني وع��رب��ي وم�سلم وان�سان وعند ذلك‬ ‫�سينقلب ال�سحر على ال�ساحر وت�صبح انت البطل احلقيقي‬ ‫ام��ام �شعبك ولي�س البطل امل��زي��ف ام��ام ه��ذا ال�ع��دو املاكر‬ ‫وعندما يكون �شعبك خلفك راف�ضا االح�ت�لال فعند ذلك‬ ‫�سيلهث وراءك هذا العدو ليح�صل على اي �شيء بالتفاو�ض‬ ‫احلقيقي‪ ،‬وهناك �ستكون انت �صاحب الكرت الأق��وى على‬ ‫الطاولة‪ ،‬برف�ض هذا املخطط اجلهنمي وال�شيطاين غري‬ ‫امل�سبوق وهو املطالبة باالعرتاف لهم بيهودية الدولة وذلك‬ ‫لتكون دول��ة �شرعية لهم منذ االزل وعند ذل��ك �سيخلدك‬ ‫ال�ت��اري��خ ب��دال م��ن ان ت��ذه��ب كما ي��ذه��ب غ�يرك يف غياهب‬ ‫الزمن النك انت املهم‪ ،‬فاذا منحتهم ال�شرعية �سيلحق بك‬ ‫االخرون وهنا �ست�ضيع فل�سطني وامتنا العربية واذا رف�ضت‬ ‫ذلك �سينتهي االمر ولن حت�صل ا�سرائيل على ذلك احللم‪.‬‬ ‫حر�صي على كل عربي ب�أن يكون حرا وقويا وعزيزا �أمام‬ ‫هذا الوح�ش ال�صهيوين املجرم ويجب على كل فل�سطيني‬ ‫وع��رب��ي وم�سلم ف��ردا ك��ان ام دول��ة ان يحمي ام�ت��ه ويدعم‬ ‫ه��ذا املوقف الراف�ض ليهودية الدولة واللغاء حق العودة‬ ‫لالجئني ماديا ومعنويا والوقوف بحزم ام��ام فلم الرعب‬ ‫القادم‪.‬‬ ‫واخ�ي�را حر�صي على فل�سطيننا وعلى امتنا العربية‬ ‫وح�ت��ى يبقى االردن ق��وي��ا وي�ح��اف��ظ على م�صاحله العليا‬ ‫ي�ج��ب ان ي�ك��ون امل�ف��او���ض وامل �ق��اوم الفل�سطيني ق��وي��ا واال‬ ‫�سيدفع اجلميع الثمن ب�ضياع امتنا العربية كاملة‪.‬‬ ‫ذلك احلر�ص هو ما دفعني لكتابة هذه الن�صيحة‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.