10
رأي
َ ﻓﻤﺎت اﻟﻌﻴﺪ! أﻣﻲ» :ﻣﻮﺿﻲ« ﻣﺎﺗﺖ.. ّ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺴﻴﻒ khaledalsaif@alsharq.net.sa
اﻟﺨﻤﻴﺲ 1ﺷﻮال 1434ﻫـ 8أﻏﺴﻄﺲ 2013م اﻟﻌﺪد ) (613اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
»«1 اﻟﻌﻴﺪ واﻟﺬﻋﺮ ﻧﻘﻴﻀـﺎن ..أﻣﺎ اﻷول ﻓﻴﻬﻤﺎ َ ﻋﻼﻗـﺔ ﺗﺠﻤﻌﻨﻲ ﻣﻌـﻪ ﺑﺎﻤ ّﺮة ،ﺑﺎﺳـﺘﺜﻨﺎ ِء ﻓﻼ ﻋﻼﻗـﺔٍ ِﻣﻦ اﻟﺨـﺎرج ﻻ ﺗﻌﺪو أن ﺗﻜـﻮن ِزﻳّﺎ ً - ﺛﻮﺑﺎ ً أﺑﻴﺾ ،واﺑﺘﺴـﺎﻣﺔ ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ -أُدﺛّﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﻐﺮاﻓﻴـﺔ اﻟﻮﺟﻊ اﻟﺘﻲ اﺳـﺘﻮﻃﻨﺘﻨﻲ ،ﰲ ﺣﻦ ﻳﻨﺘـﴫ اﻟﺬﻋﺮ ﻓﻴﻬﺰﻣﻨـﻲ ﰲ ﻛ ّﻞ ﻣـﺮ ٍة ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻓﺄﻇ ّﻞ ﻣﺴـﻜﻮﻧﺎ ً ﺑﻪ وﻻ ﳾ َء ﺳـﻮاه ﻳﺴـﺘﻌﻤﺮﻧﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻮ ُء ﻛﻞ ﺗﻌﺎوﻳﺬ «:اﻟﻔﺮح« ﺑﺎﻟﻔﺶ،ل وﻫﻲ ﺗﺴـﻌﻰ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﰲ أن ﺗﺮﻗِﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﱢ اﻤﺲ اﻟﺬي ﺑﺎت ﻳﺘﺨﺒّﻄﻨﻲ ..وﻣﺎ ﺑﻲ إذ ذا َك ﻗﺮﻳﻦ ﻏﺮ أﻧّﻪ ﻓﻘﺪ اﻷم! ﻣﻦ ٍ ذﻟـﻚّ ، وأن ﻣَ ـﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﰲ اﻟﻌﻴﺪ ﻣَ ﺴـﻜﻮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ؛ ﻓﻼ أﺣﺴـﺒﻪ ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ﻟـﻪ» :أﻣّ ﺎً« ،ﺣﺘﻰ وإن زﻋﻢ أﻧّﻪ ّ ﺻﲆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وأودﻋﻬﺎ اﻟﻘﱪ. »«2 ﺮ ﻣـﻦ اﻻرﺗﺒـﺎك ﺣﻴﺜﻤﺎ أﺷـﻌﺮ ﺑـﴚ ٍء ﻛﺒ ٍ ﺟَ ﻤَ ﻌﻨﻲ» :اﻟﻌﻴـﺪُ« ﺑﺎﻷﻣﻬـﺎت ..وﻳﺘﺤﻮل ذاتُ اﻤﻜﺎن اﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺒﺎﺋﺴـﺔ ـﻮل ﻣﻦ ﺑَﻌﺜﺮة ﻣﻮﺣﺸـﺔ ﻗِ ﻮاﻣﻬﺎ: إﱃ ﳾ ٍء ﻣَ ﻬُ ٍ وﻃﻔـﻞ ﻳﺄﺑـﻰ أن ﻳَﻜﱪ ووﺣـﻞ ﻣﻘـﱪة وﺑـﺮد ٍ ُ ﻳﺮﻛـﺾ دون أن ﻳﻬﺘﺪي ﻟﴚءٍ ﺑﺤﻴـﺚ ﻻ ﻳﻔﺘﺄ ﻛﺎﻤﻤﺴﻮس ،أو ﻫﻮ أﺷﺪ ..ﻳﺮوح وﻳﺠﻲء وﻫﻮ ﻻ ﻳﻠﻮي ﻋﲆ ﳾء ..ﻗﺪ ﺣَ ﻔِ ﻴﺖ روﺣﻪُ ،وﻗﺪﻣﺎ ُه
ﺗﻔ ّ ﻄﺮت ..ﺗﺮاه ﻣﺮﺗﻌﺶ اﻷﻃﺮاف ﻳﻨﻔﻀﻪ اﻟﱪد واﻟﻮﺟـﻞ ..ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﺳـﻮى» :ﺧﺎﻟﺪ« إذ أﻧﻲ ّ أﺗﻔﺼﺪ ﻋﺮﻗﺎ ً ﰲ ﺳـﺒﻴﻞ ﻣﻊ ﻫـﺬا ﻛ ّﻠﻪِ رأﻳﺘﻨـﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺑـﻦ اﻟﻮﺟﻮه اﻤﺰدﺣﻤـﺔ ﻋﻦ» :أ ٍم« ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﻟﻬـﺎ أن ﺗﺄﺗﻲ وﻟـﻦ ﺗﺄﺗـﻲ ..ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻗـﺮار» :اﻤـﻮت« ..ﻓﺼﻞ واﺣﺪ ﻣـﻦ ﻣﴪﺣﻴﺔ ً ﺛﺎﻧﻴـﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺒﻄﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ أ ّم ﺟﻨﺎﺋﺰﻳّﺔٍ ﻻ ﺗﻌﺎ ُد ﻛﺌﻴﺐ ﻻ ﻛﺎﻷﻣﻬﺎت ،ﻏﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻮت ﰲ ﻣﺸـﻬ ٍﺪ ٍ ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺪوّﻧﺎ ً ﰲ ﺳـﻴﻨﺎرﻳﻮ أوﻻدﻫﺎ وأﺛﻨﺎﺋﻬﺎ، ﺗﻨﻄﻔـﺊ اﻹﺿﺎءة ﻛﻠﻬـﺎ ،وﻳﻀﺞ اﻤـﻜﺎن ﻛﻠﻪ ُ ﻏﺒـﺖ ﻋﻦ اﻟﻮﻋـﻲ ﺑﻤﺤﺾ ﺑﺎﻟﺒـﻜﺎء!! ..وﻟـﱧ َ اﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﻟﺤﻈﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ إرادﺗﻲ أﺑﺘﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ وﻟـﻮ ﺣﻠﻤـﺎً -ﻟﻌـ ّﻞ» :اﻷم« أن ﺗﻬﻄـﻞ ﻓﻴﻬـﺎﺑﺤﻀﻮر ﻳﺸـﺒﻪ اﻤﻄﺮ ﻋﲆ أرض ﻗﺎﺣﻠﺔ ﻳﺒﻌﺚ ٍ ً ﻧﻮﺑﺔ أﺧﺮى ..إﻻ أﻧﻲ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﻏﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺮﻫـﺔٍ ﻣﻦ زﻣﻦ ﺧﺎﻃﻒ ،وإذ ﺑـﻲ أﻓﻴﻖ راﻏﻤﺎ ً ٍ ﺻﻮت ﺑـﺎذخ ﻟﻘﻬﻘﻬـﺎت ﻓـﺮح اﻷﻣﻬﺎت ﻋـﲆ ّ ﱠ وﻫـﻦ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻷﺑﻨـﺎء ﺑﺤﻤﻴﻤﻴـﺔِ ﻣَ ﻦ ﻳﺨﴙ اﻟﻔﻘـﺪ وﻳَﺤﺬر اﻤـﻮت ...ﻳﻜﻮن ذﻟـﻚ ﻣﻨﻬﻦ ﰲ ذات اﻷﺛﻨﺎء اﻟﺘﻲ أﺟﺪﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ذاﺑﻼً ﻛﺜﻮب ﺧﻠ ٍِﻖ ﻗﴢ ،ﻷﻋﻮد ذﻟﻚ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻣﻜﺎن ﻣﻠﻘـﻰ ﰲ ﱟ ً ٍ ﻳﻠﻬﺚ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻋﻄﺶ اﻷﻣﻮﻣﺔ ،وﻻ ﻳَﺄﻧﻒ ﺗﺎﻟﻴﺎ ً ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎ ً ﻓﻴﻪ ﺑﺄن ﻳـﺄﻛﻞ ِﻣﻦ ﺛﺮى ِ ﻣـﻦ ﻣﺬاق اﻟﺠﻨـﺔ ﳾ ٌء ﻛﺜﺮ ،ﻋـﴗ أن أﻗﻮَى
اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﺳﻴﻄﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﺪ دﺑﻲ ﻛﺎﻟﻌﺎدة! ﻓﻬﻴﺪ اﻟﻌﺪﻳﻢ aladeem@alsharq.net.sa
ﺑﺬﻟﻚ ﻋﲆ ﺳـ ّﺪ اﻟﺠﻮﻋﺔ إﱃ أﺟﻞ ﻣﺴﻤّ ﻰ ،أﻓﻌﻞ ّ ﻛ ّﻞ ذﻟـﻚ وأﻧﺎ ﻟﻢ ﱠ ﺑﺄﻛﻒ أﻛﻒ ﺑﻌـ ُﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ّ وﻫﻦ ُ ﻳﻨﺴـﺠْ َﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻬﻦ ﻋﻦ رﺑﻴﻊ اﻷﻣﻬـﺎت ﻳﻌﺮﻧَﻨِﻲ َ ﺑﺼﻴﻔﻲ اﻷﺣﻔﺎد! ..وﻛﺄﻧﻬـﻦ ﺑﺬﻟـﻚ ﱢْ اﻤﻠﺘﻬﺐ ﺣﺮارة وﻏﺒﺎراً ..أﺗﻀﺎءل وﻗﺘﻬﺎ ﺑﺤﺠ ِﻢ ﻃﻔﻞ ﻛﺎن ﻟﻠﺘﻮّ ﻗـﺪ ﻋَ ﺮف ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻧﺤﻮ أﺻﻐـﺮ ٍ اﻤﺪرﺳـﺔ ..إذ ﻻ ﳾ َء أ ُ ِ ﺣﺴـﻨُﻪ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ َ ُ ﺗﻬﺠﺌـﺔ أﺑﺠﺪﻳﺔِ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺣـﺰن ﻏـﺮ أن أ ُ ِﻋﻴ َﺪ ٍ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ درﺳﺎ ﻛﺜﻴﻔﺎ ً ﻣﻦ دﻓﺎﺗﺮ ﻓﺠﻴﻌﺔ اﻟﻔﻘﺪ دراﳼ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻓﺼﻮل اﻵﺧﺮة.. ﻓﺼﻞ ﰲ ّ ٍ وذﻟﻚ ﺑﻦ اﻟﺤﻔـﺮ ﰲ» :ﻣﻘﱪة اﻤﻮﻃﺄ ﺑﱪﻳﺪة«.. ﻛﺎن ﻳﺰﻳﺪُﻧﻲ وﺟﻌﺎ ً ّ وﻣﻤﺎ َ أن أ ِﺑﻲ» :ﺻﺎﻟﺢ« ﻫﻮ ﻛﺎن ﻣﻌﻠﻤـﻲ اﻷول ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺪراﳼ ،إذْ ﻛﺎن ِﻣـﻦ أﻛﺜﺮﻧﺎ ﺑـﻜﺎء ..ﻟﻘـﺪ ﻛﺎن ﻫﻮ ﻛﺒﺮﻧﺎ اﻟﺬي ﻋ ّﻠﻤﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺸﻴﺞ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن ُ اﻟﺰوﺟـﺔ أﺛﻨﺎء ﻓﻘﺪﻫﺎ«:أﻣـﺎً« ،ﻓﻜﻴﻒ إذن ﻫﻲ ﺣﺎل ﻣَ ﻦ ﻻ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ إﻻ أﻣّ ﺎ وأﻣّ ﺎ وأﻣّ ﺎ..؟! »«3 ﻣﻨﺬ ﻳَﻔﺎﻋَ ﺘـﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﺎﻧﻲ ﻛﺎﺑـﻮس َﻓ ْﻘﺪ: ﻛﺮ إﺑّﺎﻧَﻬﺎ أَﻧّﻲ رأﻳﺖ ﻣَ ﻨﺎﻣﺎ -ﺣُ ﻠﻤﺎ ً »اﻷم« ،وﻻ أَذ ُ ٍ ﻃﺮف ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺘﻪ ﻣﺸـﻬﺪ ﻣﻤﺾ ﻟـ إﻻ وﰲ«:أ ٍم« ﺗﻘـﺎوم اﻟﻔﻘﺪ ﰲ ﺣﴬ ٍة ﻣـﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ!.. ـﺖ َ وﻛﻨـﺖ ﻛﻠﻤـﺎ َ أﻓ ْﻘ ُ أﻟﻔﻴﺘﻨـﻲ ﻣﺬﻋـﻮراً ،وﻗﺪ ﺷـﺒ ُ ّﻜﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻲ ﻳﺪيّ ،وﻛﺄﻧـﻲ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ
ﻻ أدري ﻛﻢ ﻣﻘﺎﻻ ً ُﻛﺘﺐ اﻟﻴﻮمُ ، وﺳـﻴﻜﺘﺐ ﻏﺪا ً وﻋﻨﻮاﻧﻪ ﺑﻴﺖ اﻤﺘﻨﺒﻲ اﻟﺸـﻬﺮ )ﻋﻴ ٌﺪ ﺑﺄﻳﺔ ﺣﺎل ﻋـﺪت ﻳﺎ ﻋﻴﺪ( ،ﻓﺎﻟـﴩع اﻟﺤﻨﻴﻒ ﺟﻌﻞ ﻳـﻮم اﻟﻌﻴـﺪ ﻳﻮم ﻓـﺮح ،ﻟﻜـﻦ ﻳﺒـﺪو أن ﻫﺬه اﻤﻘﺎﻻت »ﻣﻮﺳـﻤﻴﺔ« ﻳُﻌﺎد ﻧﴩﻫـﺎ ﻛﻞ ﻋﻴﺪ، أو أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺣﺎﴐا ً ذﻫﻨﻴﺎ ً ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻓﻴﺨﺘـﺎر اﻤﻮﺿﻮع اﻟﻘﺪﻳـﻢ /اﻟﺠﺪﻳﺪ ،وأﻏﻠﺐ اﻟﺰﻣـﻼء اﻟﺬﻳـﻦ ﻳﻜﺘﺒـﻮن ﺑﺄﺳـﻠﻮب اﻟﺘﺒﺎﻛﻲ ﻳﺠﻬـﺰون اﻤﻘﺎل ﻗﺒﻞ ﺳـﻔﺮﻫﻢ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ إﱃ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻤﺠﺎورة! أي أﻧﻬـﻢ ﻳﻤﺎرﺳـﻮن اﻟﻔـﺮح واﻟﺒﻬﺠـﺔ واﻤﺘﻌـﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ »ﻳﺴـﺘﻜﺜﺮون« أن ﻳﱰﻛﻮا ﻟﻨـﺎ »ﻛﻼﻣـﺎ ً ﻃﻴﺒـﺎً« ،ﻓﻬﻢ )ﺣﺸـﻒ وﺳـﻮء
ﻟﻤﺎذا ﻗﺮرت أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺬرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺸﺮ؟
اﻟﻜﺴـﻴﺤﺔ أﺣﺎول أن ِ أﺣﻤﻲ ﻫـﺬه اﻷم أو ﺗﻠﻚ ِ ﻳﺨﺘﻄﻔﻬﺎ اﻟﻔﻘﺪ! ِﻣﻦ أن وﰲ اﻟﻴﻘﻈﺔ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﻳَـ ُﺪ ا َﻤﻨﻮن ﻫﻲ اﻷﻗﻮى إذ ﻣﺎﺗـﺖ» :أﻣﻲ« ،وأﻧﺎ ﺑﻌ ُﺪ ﻣﺎزﻟﺖ ذﻟﻚ اﻟﻄﻔﻞ اﻟـﺬي ﻃﻔِ ـﻖ ﻳﺴـﺘﻴﻘﻆ ﻓﺰﻋـﺎ ً ﻣﺬﻋـﻮراً ،وﻗﺪ ﺷـﺒّﻜﺖ ﻣﺎ ﺑﻦ أﺻﺎﺑﻌﻲ أﺻﻨـﻊ ذﻟﻚ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔِ ﻣَ ﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﴏﺧﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﺠﺄة!.. »«4 أن ﺗﻜـﻮن ﺑـﻼ أ ّم ﰲ اﻟﻌﻴـﺪ ﻟﻴـﺲ ﻟـﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻨـﻰ ﺳـﻮى أن» :اﻤﻮت« ﻛﺎن ﻫـﻮ أول ﻣﻦ ً ﻳﺤـﴬ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﻋﻴﺪﻛـﻢ ،ﻣﺼﻄﺤﺒـﺎ ً ﻣﻌﻪ أدوات اﻟﺤﺰن ،وﻣَ ﻌﺎو َل ﺣﻔﺮ اﻤﻮاﺟﻊ ،وﺧﺮﻗﺔ ﺑﻴﻀﺎء ﻻﻏﺘﻴـﺎل اﻟﻔﺮح ،ذﻟﻚ أن ﻋﻼﻣﺎت اﻤﻮت ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘـﺔ اﻟﻐﺎﺋﺒـﺔ ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ أن ﻧﺨﺘﴫﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﻦ أو اﻤﺸـﻴّﻌﻦ ،وإﻧﻤـﺎ ﻋﻼﻣﺘﻪ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﻫـﻲأنﻻﻳﻜـﻮنﻟـﻚ»:أم«! أﺷـﻌﺮ ﺑﺒﻄـﺶ» :اﻤـﻮت« ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺴـﻮ ﻋـﲆ ﻋﻴﺪﻧﺎ ﻓﻴﻨﺘﻘـﻢ ﻣﻨﻪ! إذ ﻳﺼﻄﻔـﻲ َ أﻧﻘﺎﻧﺎ ﻓﻴﺄﺧﺬﻫـﺎ ﻣﻌﻪ إﱃ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ..ﻓﺈﱃ ﻛ ّﻞ ﻣَ ﻦ ّ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ ﻓﻘﺪ» :أﻣﻪ« ﰲ اﻟﻌﻴﺪ؛ أﺗﻤﻨﻰ ﻋﻠﻴﻚ أن اﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﺑﻮﺟﻮه اﻷﻣﻬـﺎت ،وﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻨﻈﺮ إﱃ أي ﳾ ٍء آﺧ َﺮ ﻳﻤﻸ اﻤﻜﺎن. »«5 ﺛﻤّ ﺔ أﻧﺜـﻰ ﺑﺎﻟﺠﻮار أرادت أن ﺗﺸـﺎﻃﺮﻧﻲ
ﻛﻴﻠﺔ( ﻳﻤﺎرﺳـﻮن اﻟﻔـﺮح وﻳﺪﻋﻮﻧﻨـﺎ ﻟﻠﻜﺂﺑﺔ واﻟﺤﺬر ﻣﻦ اﻟﺒﻬﺠـﺔ ،وﻣﱪرات دﻋﻮﺗﻬﻢ ﻫﺬه ُ ﺗﻌﻠﻤـﺖ اﻟﻘﺮاءة ﻣﺎزاﻟـﺖ ﻛﻤﺎ ﻫـﻲ ﻣﻨـﺬ أن ﻋﲆ اﻷﻗـﻞ ،وﻫﻲ أوﺿﺎع اﻤﺴـﻠﻤﻦ ﰲ ﺑﻮرﻣﺎ واﻟﺸﻴﺸـﺎن ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻵن ﺳﺘﻜﻮن ﰲ ﻣﴫ وﺳـﻮرﻳﺎ ،وﻛﺄن اﻤﺴـﻠﻤﻦ ﰲ اﻟﻌﺼﻮر اﻷوﱃ ﻛﺎﻧﺖ أوﺿﺎﻋﻬﻢ ﻛﻠﻬﺎ ﺧﺮ وﻓﻼح ،ﻓﻌﺎﺋﺸـﺔ ﻋﻨﺪﻣـﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈـﺮ ﻟﻸﺣﺒﺎش ﰲ ﻳـﻮم اﻟﻌﻴﺪ وﻫﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮن ﰲ اﻤﺴـﺠﺪ ،وﺧـﺮ اﻟﱪﻳﺔ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـ ّﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﻜﺮ ذﻟﻚ ،ﺑﻞ ﻗﺎل ﻋﻨﺪﻣﺎ زﺟﺮﻫـﻢ ﻋﻤﺮ )دﻋﻬﻢ ،أﻣﻨﺎ ً ﺑﻨﻲ أرﻓﺪة( ،ﻓﻬﻞ ﻧﺤـﻦ أﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺰاﻳﺪ ﻋـﲆ اﻟﺪﻳﻦ وﻟﻮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏـﺮ ﻣﺒـﺎﴍة ،وﻫـﻞ )اﻟﺘﺠﻬّ ـﻢ( أﺻـﻼً ﻣﻦ
اﻟﺤﺰن؛ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﻋﻦ أﻣﻲ ﻣﺎ ﻳﲇ: اﻟﺬاﻛـﺮة واﻟﻮﻃﻦ ﻳﻜﻠﻤﺎﻧـﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻨﻬﺪت ﺑﺎﺳـﻢ - :ﻳﻤﻪ ،-ذاك اﻟﺸـﻌﻮر اﻷﺳـﻤﻰ اﻟﺬي رﻛﻦ ﺷـﺪﻳﺪ وﺑﻌﻴـ ٍﺪ ﻋﻦ ﻛ ّﻞ ﻳﺠﻌﻠﻨـﻲ ِ آوي إﱃ ٍ ﻣﺎ ﻳﻘﻠﻖ ﺷـﻌﻮري..آوي إﱃ ﺣﻀﻨﻬﺎ ،اﻟﺬي ﻣﺎ زال ﻳﻜﺘـﻆ داﺧـﲇ ﺑﺘﻠـﻚ اﻟﻀﻮاﺣﻲ ،وﺷـﻐﺐ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻤﻌﻠﻘـﺔ ﻋﲆ ﻛﺘﻒ واﻟﺪﺗـﻲ ،وﺑﻜ ﱟﻞ.. َ ﻓﻤـﺎ ْ ﻟﻴﺘﺒﺎدﻟﻦ إن ﺗﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣﻬﺎت ﻋﻨـﺪ زاوﻳﺔ وَﺷﻮﺷـﺔ ﻛﻼﻣﻬـﻦ اﻟـﻮدود ﺣﺘﻰ أﻗـﻒ ﻫﻨﺎك أﺑﺤﺚ ﻋـﻦ وﺟﻪ ﻃﻔﻞ ﻳﺮﻛﺾ ﺧﻠـﻒ أﻣﻪ وﻻ ﻳﻤ ّﻞ ﻟﺴـﺎﻧﻪ ﻣﻦ أن ﻳﺮدد :ﻳﻤّ ـﻪ ..ﻳُﻤّ ﻪ ،وﺑﻴﻨﻤﺎ ِ أﻧـﺖ ﻳﺎ أﻣﻲ ﻻ ﺗﺠﻴﺒﻦ ..أﻇ ﱡﻞ واﻗﻔﺎ ً ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺑﺎب ﻏﺮﻓﺘﻚ أﺷـﺘﻢ راﺋﺤﺔ ﻓﺮاﺷﻚ ..أﴏخ ﺑﺼﻮت ﻻ ﻳﺴـﻤﻌﻬﺎ إﻻ أﻧﺎ -وروﺣﻚ ): -ﻛﻞ ﻋﻴﺪ وأﻧﺖ ﺑﺨﺮ ﻳُﻤّ ﻪ(.. أﺧﻮاﺗﻲ :ﺣﺼـﺔ ،ﻧﻮرة ،إﻳﻤـﺎنُ .. ﻛ ﱠﻦ ﻣﻦ ﻳﺴﱰﻗﻦ اﻟﺴـﻤﻊ ،ﻓ ُﺮ َ ٍ ﺑﺼﻮت واﺣﺪ ﺣﻦ اﻟﻼﺗﻲ ِ ّ ﻣ َ ّ َ ُﺘﺨـﻢ ﺑﺎﻟﺸـﺠﻦ ﻳ ُِﺠﺒْﻦ ﺑﺎﻹﻧﺎﺑﺔ ﻋـﻦ» :أﻣﻨﺎ« ﺑﻘﻮﻟﻬﻦ) :وأﻧﺖ ﺑﺨﺮ ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺪ(.. »«6 ِﺷ ُ ﺌﺖ ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺪ أن أﻓﻮّت أﻣﺮ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ: ً ّ »أﻣـﻲ« ،ﻏـﺮ أن اﻟﺒَﻬﻲ اﻷﺛﺮ دوﻣـﺎ ،اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﲇ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ أﺑَﻰ إﻻ أن ﻳﺤ ّﺮﺿﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺬﻛﺎء أﻫﻞ اﻟﺒﺎﺣﺔ.
اﻟﺪﻳﻦ؟ وﻣﺎذا ﺑﻌـﺪ؟ ﻫﻞ أﺻﺒﺤﺖ أﻧـﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ أُﺷـﻌﺮ أﺗﻜﻠﻢ ﻋـﻦ اﻟﻌﻴﺪ ﺑﻠﻐـﺔ اﻤﺘﻮﺟﺲ.. ﻻ ﻋﻠﻴـﻚ ﻣﻨﻲ وﻣـﻦ أوﻟﺌﻚ اﻓـﺮح ﺑﺎﻟﻌﻴﺪ ،ﺑﻞ اﺧﺘﻠـﻖ اﻟﻔﺮﺣﺔ ،اﺑﺪأ ﻳﻮﻣـﻚ ﺑﻮاﻟﺪﻳﻚ واﺻﻨﻊ ﻟـﻚ وﻟﻬﻤﺎ اﻟﻔﺮح ،ﺷـﺎﻛﺲ أﺑـﺎك وﻋ ّﻠﻖ ﻋﲆ أﻧﺎﻗﺘﻪ ،ﻗﻞ ﻟﻪ ﻤﺎذا ﻳﺨﻔﻲ ﺷـﺒﺎﺑﻪ وأﻧﺎﻗﺘﻪ إﱃ ّ وﺗﻜﻔﻞ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻳﻮم اﻟﻌﻴﺪ ،اﻗﱰح ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺰواج اﻤﺼﺎرﻳـﻒ ..ﻟﻜﻦ اﺣﺬر ﻣﻦ أن ﻳﺼﺪﻗﻚ! ،ﻗﺒّﻞ رأس واﻟﺪﺗﻚ وﻧﺎﻗﺸـﻬﺎ ﰲ اﻷﺷـﻴﺎء اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗﺸـﻌﺮﻫﺎ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻚ ،أﺛﻦ ﻋـﲆ ذوﻗﻬﺎ ﰲ اﺧﺘﻴﺎر اﻤﻼﺑﺲ ،واﺳـﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ اﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺟﻠﺒـﺖ ﻣﻨـﻪ اﻟﻌﻄـﺮ ،ﺗﺬ ّﻛـﺮ أﺻﺪﻗـﺎء واﻟﺪك
وواﻟﺪﺗـﻚ )اﻟﻘﺪاﻣـﻰ( واﺗﺼـﻞ ﺑﻬـﻢ وﻓﺎﺟﺊ واﻟﺪﻳـﻚ ﺑﻮﺟﻮدﻫـﻢ ﻣﻌـﻚ ﻋـﲆ اﻟﺨـﻂ ،ﺛـﻢ اﺳـﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘـﺮاءة اﻟﻔﺮح ﻋـﲆ وﺟﻮﻫﻬﻢ ،ﺛﻢ ﺟ ّﺮب ﻣﺘﻌﺔ ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻷﻃﻔﺎل ،اﺟﻌﻞ ﻧﻔﺴـﻚ أﺻﻐﺮﻫﻢ ،أﻃﻠﻖ اﻟﻄﻔﻞ اﻤﻜﺴﻮر ﺑﺪاﺧﻠﻚ ،دع اﻟﺼﻐﺎر ﻳﻘﺮرون ،وأﻧﺖ ﺗﺸﺎرك ﰲ اﻤﻘﱰﺣﺎت ﻟﻜﻨﻚ ﻣُﺠﱪ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﲆ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻳُﺮﻳﺪون، ﻻ ﺗﺨﻒ أن ﺗﺘﺴﺦ ﻣﻼﺑﺴﻚ ،ﺑﻞ ﺑﺎدر ﻷن ﺗﱰك ﻟﻶﻳﺴـﻜﺮﻳﻢ أن ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺎء ..وأﺧﺮا ً اﻧﺴﻮا ﺷـﻄﺮ اﻤﺘﻨﺒﻲ ،وإن ﺷـﺌﺘﻢ ﻣﺰﻳﺪا ً ﻣﻦ اﻤﺘﻌـﺔ ﻓﻤﺰﻗـﻮا دﻳﻮاﻧـﻪ إن أردﺗـﻢ ..ﻓﻠﻠﻌﺒﺚ ٌ ﻣﺘﻌﺔ أﻳﻀﺎً ..وﻛﻞ ﻋـﺎم وأﻧﺘﻢ و َﻣ ْﻦ اﻟﻄﻔـﻮﱄ ﺗﺤﺒﻮن ﺑﺨﺮ.
ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﺘﻌﺪاد؟ ﺧﺎﻟﺺ ﺟﻠﺒﻲ
أﺣﻤﺪ ﻫﺎﺷﻢ
kjalabi@alsharq.net.sa ahashem@alsharq.net.sa
ﻛﺎﻧﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ أﻣﺎم أﻣﺮﻳﻦ :اﻷول ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻨﻮوي، وﺟﺎءﻫـﺎ ﻫﺬا ﺑﴪﻋﺔ ﰲ 16ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴـﻮ ﻋﺎم 1945م .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﲆ ﻗﻨﺒﻠﺔ اﻟﺒﻠﻮﺗﻮﻧﻴﻮم 239؟ ﺛﻢ أﻳﻦ وﻣﺘﻰ وﻛﻴﻒ؟ ﻗـﺪ ﻳﺨﻄﺮ ﻋـﲆ ﺑﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﻘـﺮاء أن اﻟﺴـﻼح اﻟﻨﻮوي واﺣـﺪ؟ واﻟﺠـﻮاب ﻻ؟ إﻧﻤـﺎ ﻫـﻮ ﺗﻘﻨﻴﺘـﺎن؛ اﻷوﱃ ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم ،واﺳـﺘﺨﻼص ذرات اﻟﺘﻔﺠـﺮ ذات اﻟﻮزن اﻟﺬري 235ﻣـﻦ اﻟﺨﺎم ،238واﻷﺧﺮى ﻗﻠﺐ ﺗﺮﻛﻴﺐ ذرة اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم اﻟﺨـﺎم 238إﱃ ﺑﻠﻮﺗﻮﻧﻴﻮم 239وﻫﺬا ﻣﻮﺿﻮع ﻓﻨﻲ ﻟﻪ ﺑﺤﺜﻪ اﻟﺨﺎص. ُ ﺣـﻦ ﺟـﺎءت ﻧﺘﻴﺠـﺔ اﻻﺧﺘﺒـﺎر وﻛﺎﻧﺖ ﻣـﻦ ﻓﺠﱢ ﺮت ﰲ اﻟﺘﺠﺮﺑـﺔ ﻗﻨﺒﻠـﺔ اﻟﺒﻠﻮﺗﻮﻧﻴﻮم 239ﺑﺪأت اﻟﻘﻴـﺎدة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳـﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻟﺴـﻼح اﻟﻨﻮﻋﻲ؟ وأﻗﺒﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ ﻳﺘﺴﺎءﻟﻮن؟ ﻗـﺎل ﻓﺮﻳـﻖ ﻣﻨﻬـﻢ :ﺗﻠﻘـﻰ ﰲ ﺧﻠﻴـﺞ ﻃﻮﻛﻴـﻮ ﻓﺮاﻫﺎ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴـﻮن ﻧﺬﻳـﺮا ﻟﻠﺒﴩ ،ﻻ ﺗﺒﻘﻲ وﻻ ﺗﺬر؛ ﻓﻴﺴﺘﺴـﻠﻤﻮن؟ أﺟـﺎب ﻓﺮﻳـﻖ آﺧﺮ أﻧﺘـﻢ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮن ﻫـﺆﻻء اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻦ ،إﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓـﻮن ﺳـﻮى اﻟﻘﺘـﺎل؛ ﻓﺈﻣـﺎ اﻧﺘـﴫوا أو اﻧﺘﺤـﺮوا ﺑﻌـﺎر اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ؟ اﻧﻈـﺮوا ﻛـﻢ ﺗﻜﺒﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﺴـﺎﺋﺮ ﰲ ﺣﺮب اﻟﺒﺎﺳﻴﻔﻴﻚ؟ أﻧﺎ ﺷـﺨﺼﻴﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻣﺴﻠﺴﻼ ﻣﻦ 13ﺣﻠﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﺮب ﺗـﻢ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﻋﺎم 2009وأﺿﻔﺖ ﻓـﻮق ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻦ ﺣﺮب اﻟﺒﺎﺳﻴﻔﻴﻚ. ﺑﻌـﺾ اﻟﺠـﺰر ﻗﺘـﻞ ﻓﻴﻬـﺎ 28000ﺟﻨـﺪي ﻳﺎﺑﺎﻧـﻲ وﻟـﻢ ﻳﺴﺘﺴـﻠﻢ واﺣـﺪ ،وﰲ ﺟﺰﻳـﺮة اﺳﺘﺴـﻠﻢ 17ﻧﻔﺮا ﻣﻦ أﺻـﻞ -رﺑﻤـﺎ 8000 -ﻗﺘﻠـﻮا إﻣـﺎ ﺑﺎﻤﻮاﺟﻬـﺔ أو ﺑﺎﻟﻬﺠﻤﺎت اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ؟ وﻣـﻦ أﻋﺠﺐ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ -وﻫﻮ ﻋﲆ ﻛﻞ ﺣﺎل ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺪﻳﺪ ﺑﻞ أﻋﺎد ﺗﻨﺸـﻴﻂ ذاﻛﺮﺗﻲ ﻋﻦ ﺟﺰر اﻟﺒﺎﺳﻴﻔﻴﻚ -ﺣﻴﺚ ﻓﻀﻞ
)ﻣﺎك أرﺛﺮ( و)ﻧﻴﻤﺘﺲ( ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻘﻮدان ﺣﺮب اﻟﺒﺎﺳـﻴﻔﻴﻚ، أن ﻳﺘﺠﺎوزا ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺰر ،وﻫﻲ ﻛﺜﺮة اﻧﺘﴩت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻮات اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎرﻳﺎﻧﺎ وﺟﺰﻳﺮة ﺗﻴﻨﻴﺎن ،ﺣﻴﺚ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻷﺧﺮة ﻗﺎذﻓﺔ اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ أﻳﻨﻮﻻ ﺟﺎي ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻫﺮوﺷﻴﻤﺎ. ﺑﻘـﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴـﻮن ﰲ ﻫﺬه اﻟﺠـﺰر اﻤﻌﺰوﻟﺔ ﺛﻼﺛـﻦ ﻋﺎﻣﺎ ،وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن أن اﻟﺤﺮب اﻧﺘﻬـﺖ؟ ﺣﺘﻰ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺒﻜﻮا وﻧﺪﺑﻮا اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ واﻷﻫﻢ ﻛﺎرﺛﺔ اﻟﺴﻼح اﻟﻨﻮوي! ﻤـﺎذا ﴐب ﻣﺪﻳﻨﺘـﻦ وﻟﻴـﺲ واﺣـﺪة؟ ﻛﺎن اﻟﺠـﻮاب ﻣﺨﺘﻠﻄـﺎ أﻳﻀﺎ وﻟﻜﻦ ﻏﻄﺮﺳـﺔ اﻟﻘﻮة ﻟﻌﺒـﺖ دورا ،ﻛﻤﺎ أن زﺣـﻒ اﻟﺸـﻴﻮﻋﻴﻦ ﰲ ﻣﻨﺸـﻮرﻳﺎ ،وﻗـﺮب ﻫﺰﻳﻤـﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎن، ﺟﻌﻠﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻌﻄﻲ إﻧﺬارا ﻟﺮوﺳـﻴﺎ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻟﻠﻴﺎﺑﺎن وﻧﺼﻔﻬﺎ ﻟﻠﻘﻮزاق! ﻣـﻦ أﻋﺠـﺐ ﻣﺎ ﺣـﺪث أﻳﻀـﺎ أن ﺳـﺘﺎﻟﻦ ﺣـﻦ زﺣﻒ ﻣـﻦ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﴩﻗﻴﺔ ،ﺷـﺠﻊ ﺛﻮرة وارﺳـﻮ ﰲ ﺑﻮﻟﻨﺪا ،وﻫﻮ ﻳﺘﻔﺮج ﻋﲆ ﺗﺪﻣﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،وإزﻫﺎق أرواح ﺟﻨﻮد اﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻤﺘﺤﺎﻟﻔﻦ ﻣﻊ اﻟﻐﺮب ،ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ »اﴐﺑﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ« ﺣﺘﻰ إذا ﻫﻠﻜﻮا ،ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻗﻮات اﻟﺠﻴﺶ اﻷﺣﻤﺮ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻮﻟﻨﺪا ﺑﻌﺪ أن أﺻﺒﺤﺖ أﻧﻘﺎﺿﺎ. اﻤﻬـﻢ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨـﺎﴏ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺘﺨﺬ أوﻻ ﻗﺮار ﴐب اﻟﺒﴩ واﻤﺪن ،ﺛﻢ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻤﺪن. ﻛﺎن اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻌﺴـﻜﺮي ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺤﻖ ﻃﻮﻛﻴﻮ ،وأﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ )ﻛﻴﻮﺗـﻮ( ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻤﻌﺎﺑﺪ اﻤﻘﺪﺳـﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻨـﺪ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻦ ﻓﺄﻧﻘﺬﻫﺎ وزﻳـﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴـﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ )ﺑﺮﻳﻨـﺰ( ﻣﻦ ﺑﺮاﺛﻦ اﻟﺠﻨـﺮال )ﺟﺮوﻓـﺰ( اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮد ﻣـﴩوع ﻣﺎﻧﻬﺎﺗﻦ ﰲ ﻟـﻮس آﻻﻣـﻮس .وﻫﻜﺬا وﻗـﻊ ﺗﺮوﻣﺎن ﻋﲆ ﻣﺴـﺢ ﻣﺪﻳﻨﺘﻦ ﺑﺘﻮﻗﻴـﻊ واﺣﺪ ﻣﻊ ﻧﻔﺨﺔ ﰲ اﻟﺼﺪر وﻋﺰة وﺷـﻘﺎق ﻻ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ إﻻ ﻓﺮﻋﻮن وإﺑﻠﻴﺲ.
ﻳُﻌﻨَـﻰ اﻟﺘﻌﺪاد اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺴـﻜﺎن واﻤﺴـﺎﻛﻦ ﺑﺠﻤﻊ وﻧـﴩ اﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺪﻳﻤﻮﺟﺮاﻓﻴـﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳـﺔ ﻟﻠﺴـﻜﺎن »وﺗﻀﻴـﻒ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﰲ اﻟﺴـﻌﻮدﻳﺔ ﻋﲆ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ ﺿﻤﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪاد وأﻫﺪاﻓﻪ« ..ﻳﻬﺪف اﻟﺘﻌﺪاد إﱃ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺪوﻟﺔ وﺣﺎﺟﺎت اﻤﺨﻄﻄﻦ واﻟﺒﺎﺣﺜﻦ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬـﺎ ﺧﻄـﻂ اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻬـﺪف إﱃ ﺗﻮﻓﺮ إﻃـﺎر ﺣﺪﻳﺚ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻷﺑﺤﺎث واﻹﺣﺼـﺎءات اﻤﺘﺨﺼﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮى ﺑﺄﺳـﻠﻮب اﻟﻌﻴﻨﺔ ،وﻛﺬﻟـﻚ إﱃ إﻳﺠـﺎد ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣـﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﺳـﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻣﻮﺛﻮق ﻓﻴﻪ ﻹﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬـﺎ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻹدارﻳﺔ ،وﻟﻜﻦ ﻟﻨﻘـﻒ »ﻛﺜﺮا« ﻋﻨﺪ ذﻟـﻚ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ »اﻟﺮﺳـﻤﻲ« ،وﻟﻨﻄﺮح ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت »اﻟﱪﻳﺌﺔ« اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻤﺮ ﻣﺮور اﻟﻜﺮام ﻋﲆ »أﺑﺴﻂ ﻋﻘﻮل ﺑﻨﻲ آدم ذﻛﺎء«: ﻣﺎذا أﻓﺎد »اﻟﺘﻌﺪاد« اﻤﻮاﻃﻦ؟ ﻫﻞ ﺳﺎﻫﻢ ﰲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ؟ ﻫﻞ اﺳﺘﻄﺎع ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻔﻘﺮ؟ ﻫﻞ أﺻﺒﺢ اﻤﺮﺟﻊ »اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ« ﻟﻠﻮزارات اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﰲ وﺿﻊ ﺧﻄﻄﻬﺎ؟ ﻣﺎ ﻣﺮدوده ﻋﲆ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد وﺑﻨﺎء اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ؟ إﻧﻪ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻧﺮى ﻓﻴﻪ »اﺳﺘﻤﺎرة« اﻟﺘﻌﺪاد ﺗﺆﻛﺪ ﻋﲆ ﻋﺪد أﺟﻬﺰة اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ،ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﻋﺪد اﻟﻌﺎﻃﻠﻦ ﰲ اﻤﻨﺰل؟ وﰲ اﻟﻮﻗـﺖ اﻟﺬي ﺗﺴـﺄل ﻋﻦ ﻋﺪد ﺧﻄـﻮط اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﻨﻘـﺎل وأﺟﻬﺰة اﻟﺤﺎﺳـﺐ اﻵﱄ واﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻹﻧﱰﻧﺖ ﻻ ﻧﺮى ﻓﻴﻬﺎ أﻳﺔ إﺷـﺎرة ﻤﺴﺘﻮى اﻟﺪﺧـﻞ ﻟﻸﴎة ،وﻣـﺪى رأي اﻤﻮاﻃـﻦ ورﺿﺎه ﻋـﻦ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﻮزارات اﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. إﻧﻨﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ »ﺗﻌﺪاد« ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛﺮا إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ ،وﻳﺴـﺎﻫﻢ ﰲ ﺑﻨﺎء ﺧﻄﺔ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ »ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ« ﺗﻨﻬـﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻨﺎ ﻣـﻦ »ﻓﻮﺑﻴﺎ« ﻫﻄﻮل اﻷﻣﻄﺎر وﻏﺮق ﻣﺪﻧﻨﺎ »ﰲ ﺷـﱪ
ﻣﺎء« ،ﺗﺤﺮﺳﻨﺎ وﺳﻴﺎراﺗﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط »ﻓﺠﺄة« ﰲ إﺣﺪى اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ »ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺴـﺠﻠﺔ« ﻟﺸﻮارﻋﻨﺎ ،ﺗﺴـﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﲆ إﻳﺠﺎد ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻟﻨـﺎ وﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺑﻌـﺪ ﻋﴩﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻵن ،ﺗﻘﴤ ﻋﲆ اﻟﻔﻘﺮ وﺗﺤﺎرب اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ وﻓﺘﻴﺎﺗﻨﺎ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻠﻮا اﻻﻧﺘﻈﺎر وأﺻﺒﺤﻮا ﻓﺮﻳﺴـﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮﻳﺎت ،ﺗﺴـﺎﻫﻢ ﰲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ »ﻣﺠﻬﻮﱄ اﻟﻬﻮﻳﺔ« واﻤﺘﺴﻠﻠﻦ إﱃ ﻣﺪﻧﻨﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﺎرﻗﺔ واﻟﺠﻨﺴﻴﺎت اﻷﺧﺮى ،اﻟﺬﻳﻦ اﻣﺘﻸت ﺑﻬﻢ ﺣﺎراﺗﻨﺎ وﺷﻮارﻋﻨﺎ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻨﺎ »أﺟﺎﻧﺐ« ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎء. إﻧﻨـﺎ ﻧﺤﺘﺎج ﺗﻌـﺪادا ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻳﻜﺸـﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻷرﻗﺎم وﺑﺸـﻔﺎﻓﻴﺔ أﻋﺪاد اﻟﻔﻘـﺮاء واﻟﻌﺎﻃﻠـﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﻤـﻞ ﻣﻦ اﻟﺸـﺒﺎب واﻟﺸـﺎﺑﺎت دون أﻳﺔ ﺗﻜﻬﻨﺎت أو ﻣﻮارﺑﺔ. إن زﻣﻦ ﻟﻌﺒﺔ »اﻻﺳـﺘﻐﻤﺎﻳﺔ« ﺑﻦ اﻤﺴـﺆول واﻤﻮاﻃـﻦ و»اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ« اﻟﺘـﻲ ﺗﺤﺠـﺐ اﻟﺤﻘﺎﺋـﻖ ﺳـﺘﺘﻼﳽ ﺑﻔﻀـﻞ وﺳـﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﻲ ،وﻣﻦ واﺟﺒﻨﺎ أن ﻧﻘﻮل ﻟﻜﻞ ﻣﺴـﺆول ﺑﺪءا ﻣﻦ وزراﺋﻨﺎ اﻟﻜﺮام وﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻫﻢ ﰲ اﻟﺨﻄﻮط اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻟﻨﺎ وﺗﻴﺴـﺮ أﻣﻮرﻧﺎ ،ﻛﻔـﻰ ﻓﻨﺤﻦ ﺻﻮت ﻟﻌﺒﺪاﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ،اﻤﻠﻚ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻫﻤﻮم ﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ ﰲ أوﻟﻮﻳﺎت ﻋﻤﻠﻪ. إن اﻹﺣﺼـﺎءات اﻟﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ ﺑﻘﺪرﺗﻬـﺎ ﻛﺸـﻒ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻨـﺎ ،اﻟﺘـﻲ ﺳﺘﺴـﻬﻞ ﺑﺪورﻫﺎ ﻋـﲆ ﻣﺘﺨﺬ اﻟﻘـﺮار ﺑﻨﺎء ﺧﻄﻄﻪ اﻻﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ وﺗﻠﻤﺲ ﻫﻤﻮﻣﻨﺎ دون أن ﻧﺒﻮح ﺑﻬﺎ.، ﻓﺘﻠـﻚ اﻹﺣﺼـﺎءات ﺑﺎﺳـﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﻛﺜـﺮ ﻋـﻦ ﻫﻤﻮﻣﻨـﺎ وﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻷوﻓﻴﺎء ﻣﻦ ﻣﺴـﺆوﻟﻴﻨﺎ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻮاﻃﻨﻦ ﺣﻘﻴﻘﻴﻦ ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺴـﺘﻘﺒﻞ أﺑﻨﺎﺋﻨـﺎ ووﺿﻊ اﻟﻌﻼج ﻤﺸـﻜﻼﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻏﺼﺖ ﺑﻬﺎ ﺣﻨﺎﺟﺮﻧﺎ وأﻗﻼﻣﻨـﺎ ﻛﺘﻠﻚ اﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﻣﻮازﻳﻦ ﺿﺒﻂ اﻷﺳـﻌﺎر وﺑﺪل اﻟﺴﻜﻦ واﻟﺘﺄﻣﻦ اﻟﺼﺤﻲ وإﺳـﻘﺎط اﻟﻘﺮوض اﻟﺘﻲ أرﻫﻘﺘﻨﺎ ورﻓـﻊ رواﺗﺐ اﻤﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻤﻜﺎﻓـﺂت اﻤﺒﺘﻌﺜﻦ وﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻌﺎﻃﻠﻦ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﺗﻌﺠﻴﻞ ﻣﺸـﺎرﻳﻊ اﻹﺳﻜﺎن ،ﻓﺎﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ دون ﻣﻮاﻃﻦ.