ﻧﻔﺴﻴﺔ
16
ا ﺣﺪ 29رﺑﻴﻊ ا ول 1434ﻫـ 10ﻓﺒﺮاﻳﺮ 2013م اﻟﻌﺪد ) (434اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت ا ﺻﺎﺑﺔ ﺑــ»ا رق« ..ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﻐﺎﻣﺪي، ﺟﱪان ﻳﺤﻴﻰ ﻳﻌﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ اﻷرق ﺣـﻮاﱄ %25ﻣـﻦ اﻷﻓـﺮاد اﻟﻜﺒﺎر ﰲ اﻟﺴـﻦ ،ﰲ ﻛﻞ ﻣـﻦ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻤﺘﺤﺪة واﻤﻤﻠﻜـﺔ اﻤﺘﺤﺪة ،ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﻷﺧـﺬ دواء ﻗﻮي ﺟﺪا ً ﻟﻠﻤﺴـﺎﻋﺪة ﻋﲆ اﻟﻨـﻮم ﻳﻮﻣﻴﺎ ً ﺧﻼل اﻟﻠﻴﻞ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻨﻮم ﺻﻌﺒﺎ ً ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﰲ اﻟﺴﻦ. وﺑﻌـﺪ ﻣﻼﺣﻈـﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜـﻦ زﻳـﺎدة ﻣﻌـﺪﻻت اﻟﻄﻠـﺐ ﻋﲆ أدوﻳـﺔ ﻋﻼج اﻷرق ﻗـ ّﺮروا أن ﻳُﺠـﺮوا دراﺳـﺎت ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻋﲆ ﻋﻘﺎر ﻳﺴﻤﻰ )اﻟﺒﻴﻨﺰودﻳﺎ ﺑﻦ( ،ووﺿﻌﻮا ﺗﺴـﺎؤﻻ ً رﺋﻴﺴﺎ ً »ﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺎر ﻳﺤﻘﻖ ﻧﻮﻣـﺎ ً ﺟﻴﺪا ً أﺛﻨﺎء اﻟﻠﻴﻞ؟« ،وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴـﺆال ﻓﻘـﺪ ﻗﺎﻣـﻮا ﺑﺘﺤﻠﻴـﻞ 24دراﺳـﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﲆ 2417ﻣﺮﻳﻀﺎ ً ﺑـﺎﻷرق ،وﻛﺎﻧـﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺒﺴـﻴﻄﺔ واﻟﻘﺼـﺮة ﻫﻲ »ﻻ« .ﺑـﻞ وﺟﺪوا أن ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺎر وﻏﺮه ﻣـﻦ أدوﻳﺔ اﻷرق ﺗﺰﻳـﺪ ﻓـﺮص اﻹﺻﺎﺑـﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮاض واﻤﺸـﻜﻼت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﻨﺴـﺒﺔ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات ﻋﻦ اﻟﺤـﺎﻻت اﻟﻌﺎدﻳﺔ .وﺗﺰﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻤﺸﻜﻼت اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﺛﻼث ﻣﺮات .واﻹرﻫـﺎق ﺧﻼل اﻟﻴﻮم ﺑﻜﺎﻣﻠـﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻨﺴـﺒﺔ أرﺑـﻊ ﻣﺮات. وﺑﺎﻟﺘـﺎﱄ ﻓـﺈن اﻤﺨﺎﻃـﺮة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻻﺳـﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻤﻤﻴﺰات ،واﻷﺳﻮأ أن ﻫﺬه اﻟﻌﻘﺎﻗﺮ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺆﺛﺮة ﻓﻘﻂ ﰲ
اﻤﺴـﺎﻋﺪة ﻋﲆ اﻟﻨﻮم ﻟـﺪى اﻤﺮﻳﺾ، وﻟﻜﻦ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺪﻣّ ﺮ ﰲ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن. ﺗﺼﻨﻴﻔﺎت اﻷرق ﻳﺼﻨـﻒ ﺑﻌـﺾ اﻤﺨﺘﺼـﻦ اﻷرق إﱃ ﺣﺎﻟﺘـﻦ ،اﻷوﱃ روﺗﻴﻨﻴـﺔ ﺗﺄﺗـﻲ ﺑﺴـﺒﺐ اﻋﺘﻴـﺎد اﻟﺠﺴـﺪ ﻋـﲆ ﻗﻠـﺔ اﻟﻨـﻮم ﰲ اﻟﻠﻴـﻞ ..ﻓﻬﻨـﺎك ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ اﻷﻣـﺮ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺣﺒﺎ ً ﻟﻠﺴـﻬﺮ، وﻣـﺎ ﻳﻠﺒﺚ أن ﻳﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ ﻣﺸـﻜﻠﺔ ﻟﺪﻳﻪ وﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣـﻦ ﻗﻠﺔ ﻧﻮم ﰲ اﻟﻠﻴﻞ. وﰲ ﻫـﺬه اﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻳﺠـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ أن ﻳﻌﻮّد ﺟﺴـﺪه ﻋﲆ ﻧﻮم اﻟﻠﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪرﻳﺠـﻲ ..ﻓﻴﺒـﺪأ ﻳﺆﺧـﺮ ﻧﻮﻣـﻪ ﰲ اﻟﻨﻬﺎر ﺳﺎﻋﺔ أو ﺳﺎﻋﺘﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﱃ اﻟﻠﻴﻞ وإﱃ درﺟﺔ اﻟﻨﻮم اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. واﻟﺤﺎﻟـﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﺘـﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜـﺮون ،ﺗﺘﻠﺨـﺺ ﰲ ﻗﻠـﺔ اﻟﻨـﻮم ﰲ اﻟﻠﻴـﻞ وﻋـﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋـﲆ اﻟﻨﻮم ﻣﺒﺎﴍة ﺑﻌـﺪ اﻟﻮﻟـﻮج إﱃ اﻟﻔﺮاش، ﺑﺎﻟﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺠﺴـﻢ ﻟﻠﻨﻮم. وﻫﻨـﺎك ﻣﻦ ﻳﺬﻫـﺐ إﱃ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻫﻲ :اﻷرق اﻟﻌﺮﴈ وﻫﻮ اﻟـﺬي ﻳﺰور ﻟﻠﻴﻠـﺔ واﺣـﺪة إﱃ ﻋﺪة أﺳـﺎﺑﻴﻊ ،وﻫﺬا اﻋﺘﻴﺎدي وﻳُﺼﺎب ﺑﻪ ﻛﺜﺮ ﻣـﻦ اﻟﻨﺎس ،واﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﺤﺎد اﻟﺬي ﻳﱰاوح ﺑﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ وﺳـﺘﺔ أﺷﻬﺮ .أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﻮ اﻷرق اﻤﺰﻣـﻦ ،وﻫـﻮ اﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة وﻳﺤﺪث ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻜﺮر اﻷرق ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﲆ ﻣﺪار اﻟﺸﻬﺮ.
اﻟﻨﻮم ﺑﺴـﺒﺐ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺿﺠﻴﺞ. واﻟﻄﺮان اﻟﺒﻌﻴـﺪ واﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﻠﻴﻞ: وﻳﺤـﺪث ذﻟـﻚ ﻋﻨـﺪ اﻟﻄﻴﺎرﻳـﻦ واﻤﻤﺮﺿـﺎت واﻟﻌﺎﻣﻠـﻦ ﰲ ﻓﱰات ﻣﺘﻐﺮة ﻣﻦ اﻟﻴﻮم .إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻨﺎول اﻤﻨﻮﻣـﺎت واﻤﻬﺪﺋـﺎت ،ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي اﺳـﺘﻌﻤﺎل اﻤﻨﻮﻣـﺎت إﱃ اﺿﻄﺮاب ﰲ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻨﻮم ،وﻗﺪ ﻳﺴـﺒﺐ ﻧﻌﺎﺳﺎ ً أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻬـﺎر ،وﻋـﺪم اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺠﻬﺪ ﺟﺴـﻤﺎﻧﻲ :ﻓﻴﻜﺜﺮ اﻷرق ﻋﻨﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠـﻮن ﰲ اﻤﻜﺎﺗـﺐ أو اﻟﺬﻳـﻦ ﻻ ﻳﺒﺬﻟﻮن ﺟﻬﺪا ً ﺟﺴﺪﻳﺎ ً ﻛﺒﺮاً.
ﻟﻸرق أﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺘﻨﻮع ﺑﻦ ﻋﻀﻮﻳﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ أﺳﺒﺎب اﻷرق ﺗﺘﻌـﺪد أﺳـﺒﺎب اﻷرق اﻟﻨﻔـﴘ أو اﻟﻌﻀﻮي ﺑﻨﺎ ًء ﻋﲆ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻀﺎﻏﻄﺔ اﻟﺘـﻲ ﻳﻤـﺮ ﺑﻬـﺎ اﻹﻧﺴـﺎن ،وﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠـﺎز أﺳـﺒﺎب اﻷرق ﰲ ﻋﺪة أﻣﻮر،
اﺳﺘﺸﺎرات
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ا ﻓﻜﺎر واﻟﺴﻠﻮك ﺣﺎﺗﻢ اﻟﻐﺎﻣﺪي
ﻗـﺪ ﻳﺒـﺪو أﺣﻴﺎﻧﺎ أﻧﻪ ﻟﻴـﺲ ﻫﻨﺎك ﺻﻠﺔ ﺑـﻦ أﻓﻜﺎرﻧﺎ وﺳـﻠﻮﻛﻨﺎ ،إﻻ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑـﻦ اﻟﻔﻜﺮة واﻟﺴـﻠﻮك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ،ﻓﻘـﺪ ﻻ ﻧﺘﻨﺒﻪ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﱃ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺗﴫﻓﺎﺗﻨﺎ ،ﻷن اﻟﺴـﻠﻮك أﺻﺒﺢ روﺗﻴﻨﻴﺎً ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﺮر أن ﻧﻐﺮ ﺳـﻠﻮﻛﻨﺎ أو ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺳـﻠﻮﻛﺎ ً ﺟﺪﻳﺪاً ،ﻓﺈن اﻷﻓﻜﺎر ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ً ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎ أم ﻻ؟ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ .ﻓﺘﻮﻗﻌﺎﺗﻨﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻣﺒﺎﴍة ﰲ ﺳـﻠﻮﻛﻨﺎ ،إﻧﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺎ واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻴﻪ إذا ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ. ﻣﺜﺎل :ﰲ ﻗﺼﺔ ﻣﺸـﻬﻮرة ،اﻋﺘﻘﺪ رﻳﺎﺿﻴﻮ أﻟﻌﺎب اﻟﻘﻮى ﻟﺴـﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻤﺴـﺘﺤﻴﻞ ﻟﻺﻧﺴـﺎن أن ﻳﺮﻛﺾ ﻣﺴـﺎﻓﺔ اﻤﻴﻞ ﰲ أرﺑﻊ دﻗﺎﺋﻖ .وﻛﺎن اﻟﻌﺪاءون ﰲ ﺳﺒﺎﻗﺎت اﻟﺠﺮي ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺮﻛﻀﻮن اﻤﻴﻞ ﰲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻊ دﻗﺎﺋﻖ .ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﻌﺪاء اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي )روﺟﺮ ﺑﺎﻧﺴﱰ(، وﻗﺮر أن ﻳﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﺘﻐﺮات اﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ أﺳـﻠﻮب رﻛﻀﻪ واﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺘﻪ ،ﻟﻴﺴـﺘﻄﻴﻊ اﺧﱰاق ﺣﺎﺟـﺰ اﻷرﺑـﻊ دﻗﺎﺋﻖ ﻟﻠﻤﻴﻞ .ﻟﻘﺪ اﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻤﻤﻜﻦ أن ﻳﺮﻛﺾ ﺑﺸـﻜﻞ أﴎع ،وﺑﺬل ﻋﺪة أﺷـﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﻧﻤﻂ ﺟﺮﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻫﺪﻓﻪ .وﰲ ﻋﺎم 1954م أﺻﺒﺢ )روﺟﺮ ﺑﺎﻧﺴـﱰ( أول رﺟـﻞ ﻳﺮﻛﺾ اﻤﻴﻞ ﰲ أﻗﻞ ﻣـﻦ أرﺑﻊ دﻗﺎﺋﻖ .إن اﻋﺘﻘـﺎده ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﻨﺠﺎح ﺳـﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﺴـﻠﻮك .واﻷﻣﺮ اﻟﺮاﺋﻊ ،أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻄﻢ ﺑﺎﻧﺴـﱰ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻘﻴﺎﳼ ،اﺳـﺘﻄﺎع ﺧﺮة اﻟﻌﺪاءﻳﻦ ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻳﻀﺎ ﺟﺮي اﻤﻴﻞ ﰲ أﻗﻞ ﻣﻦ أرﺑﻊ دﻗﺎﺋﻖ ،رﻏﻢ أن ﻫﺆﻻء اﻟﻌﺪاءﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻐﺮوا ﻛﺜﺮا ً ﰲ ﻧﻤﻂ ﺟﺮﻳﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻏﺮ ﺑﺎﻧﺴﱰ ،إن اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻛﺎن ﰲ ﺗﻔﻜﺮﻫﻢ ﺣﻴﺚ اﻋﺘﻘﺪوا أﻧﻪ ﻣﻦ اﻤﻤﻜﻦ اﻟﺮﻛﺾ ﺑﻬﺬه اﻟﴪﻋﺔ ،وﺗﻐﻴﺮ ﺳـﻠﻮﻛﻬﻢ ﺑﺘﻐﻴـﺮ أﻓﻜﺎرﻫﻢ .وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈن ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺮﻓﺔ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺮﻛﺾ اﻟﴪﻳﻊ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻛﻞ إﻧﺴـﺎن ﺳـﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا .ﻓﺎﻟﺘﻔﻜﺮ ﻟﻴـﺲ ﻛﺎﻟﻌﻤـﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤـﺎ ازداد إﻳﻤﺎﻧﻨـﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﻴـﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺎ ،ﻛﻠﻤـﺎ ازداد اﺣﺘﻤﺎل ﻣﺤﺎوﻻﺗﻨﺎ ﻹﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ،ورﺑﻤﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻴﻪ.
اﻟﺘﺒﻎ ﻣـﺎدة ﻣﺜﺮة ﻟﻠﺪﻣـﺎغ ،ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴـﺒﺐ اﻷرق ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓـﺔ إﱃ ﴍب اﻟﻜﺤﻮل ،وﺗﻨـﺎول اﻟﻘﻬﻮة أو اﻟﺸـﺎي ﻗﺒﻞ وﻗﺖ ﻗﺼﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم، واﻟﻀﺠﻴـﺞ ،ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻻ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ
ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻣﻬﻤﺔ وﻫﻨـﺎك ﻋﺪة ﻧﺼﺎﺋـﺢ ﻣﻬﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬـﺎ ﻤـﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣـﻦ اﻷرق وﻳﺤﻠﻤﻮن ﺑﺎﻟﻨﻮم اﻟﻌﻤﻴﻖ ،وﻫﻲ: ـ ﻻ ﺗﺬﻫـﺐ إﱃ اﻟﻔﺮاش إﻻ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻌﺒﺎً. ـ ﻻ ﺗﺴـﺘﻌﻤﻞ ﻓﺮاﺷـﻚ ﻟﴚء آﺧﺮ ﻏـﺮ اﻟﻨـﻮم -وﺗﺪﺧـﻞ اﻤﻌـﺎﴍة اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب أﻳﻀﺎً.- ـ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻔﺮاش ﻣﺒﺎﴍة ﰲ ﺣﺎل اﻷرق. ـ ﻻ ﺗﻌُ ـﺪ ﻟﻠﻔـﺮاش إﻻ إذا ﻛﻨـﺖ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﺎ ً ﻟﻠﻨﻮم ﺗﻤﺎﻣﺎً. ـ اﺗﺮك ﻓﺮاﺷـﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪق ﺟﺮس اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﺎﻟﻌﺎدة ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ ﺗﻌﺒﻚ. ﺑﺮﻣﺠـﺔ اﻟﻨـﻮم ﺑﻤﻮاﻋﻴـﺪ ﻣﻌﻴﻨﺔوﺗﺠﻨﺐ اﻟﻨﻮم أﺛﻨﺎء اﻟﻨﻬﺎر. ﺗﻘﻠﻴﻞ أو ﺗﺠﻨﺐ اﻤﻨﺒﻬﺎت ﻣﺴـﺎءً.وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻮﺟﺒﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ. اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﲆ أﺳـﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﱰﺧﺎءوﺧﻔـﺾ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻗﺒـﻞ اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻟﻔﺮاش. ﺑـﺬل ﻧﺸـﺎط ﺑﺪﻧـﻲ ﰲ اﻟﻴـﻮماﻟﺘﺎﱄ ﻟـﻸرق ،وﻋـﺪم ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻷرق ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻨﻮم ﻧﻬﺎراً. ﺗﺠﻨﺐ ﻣﺸـﺎﻫﺪة اﻷﻓﻼم أو ﻗﺮاءةاﻟﻘﺼﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﺰ اﻟﺨﻴﺎل.
أﻋﺮاض اﻟﻤﺮض *ﻛﻴـﻒ ﻳﻌـﺮف اﻟﺸـﺨﺺ أﻧﻪ ﻣﺼـﺎب ﺑﺄﻋـﺮاض اﻤﺮض اﻟﻨﻔـﴘ ،وﻣﺘـﻰ ﺗﻨﺼـﺢ ﺑﻤﺮاﺟﻌـﺔ اﻟﻄﺒﻴـﺐ أو اﻻﺧﺘﺼﺎﴆ اﻟﻨﻔﴘ؟ )أﺑﻮ ﺑﻜﺮ -اﻟﺪﻣﺎم( ﻗﺪ ﺗﻄﻮل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﲆ ﺗﺴﺎؤﻟﻚ ،وﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ،ﻓﺈن أي ﺗﻐﺮﻣﻔﺎﺟﺊ ﰲ اﻟﺴـﻠﻮك واﻤﺰاج ﻳﻄﺮأ ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻔﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ ،وﻳﺤﺪث ﻛﺮﺑﺎ ً ﻧﻔﺴـﻴﺎ ً أو إﺣﺒﺎﻃﺎ ً ﻋﺎﻣﺎ ً أو ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﻇﺮوف اﻟﺤﻴـﺎة وﺗﻘﻠﺒﺎﺗﻬﺎ اﻤﺨﺘﻠﻔﺔ أو ﻋﺪم اﻟﻘـﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ أو اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻣﻌﻴﻨﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ،ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻴﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ إﻧﺠﺎزاﺗﻪ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻲ دﻻﻟﺔ أوﻟﻴﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﻣﺸـﻜﻠﺔ ﻧﻔﺴـﻴﺔ. وﻛﻞ ﻣﺸـﻜﻠﺔ ﻧﻔﺴـﻴﺔ ﻣﺴـﺘﻘﻠﺔ ﺑﺄﻋﺮاﺿﻬـﺎ واﻟﺘـﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬـﺎ وﻳﺸﺨﺼﻬﺎ اﻤﺘﺨﺼﺼﻮن ،وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺤﻆ اﻹﻧﺴﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﻐﺮ وﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻤﺨﺘـﺺ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ وﻟﺘﻘﻴﻴّﻢ ﺣﺎﻟﺘﻪ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺮق اﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ.
ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ *ﻫﻞ ﻣﻦ اﻤﻤﻜﻦ ﺣﻞ اﻤﺸـﻜﻼت اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺷـﺨﺎص ﻏﺮ ﻣﺨﺘﺼﻦ ﰲ اﻤﺠﺎل اﻟﻨﻔﴘ؟ )إﻳﻤﺎن -ﺟﺪة( ﺑﺪاﻳـﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﺟﺪى ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻤﺮض اﻟﻨﻔﴘوﻣـﺎ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺗﻪ ،وﺑﺸـﻜﻞ ﻋـﺎم ،ﻓﺈن اﻤـﺮض اﻟﻨﻔﴘ ﻣﺜﻠـﻪ ﻣﺜﻞ اﻤﺮض اﻟﻌﻀﻮي ﻳﺼﻴﺐ اﻹﻧﺴـﺎن ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﻋﻤﺮه وﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ درﺟﺔ ﺣﺪﺗﻪ واﺳـﺘﻤﺮارﻳﺘﻪ ،وﺗﻨﻘﺴـﻢ اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ إﱃ أﻣـﺮاض ﻋﺼﺎﺑﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻠـﻖ اﻟﻨﻔﴘ واﻻﻛﺘﺌﺎب واﻟﻮﺳـﺎوس ،أو ذﻫﺎﻧﻴﺔ ﻛﻔﺼﺎم اﻟﺸـﺨﺼﻴﺔ واﻟﻬﺬﻳـﺎن ..إﻟﺦ ،وﻛﻼ اﻟﻨﻮﻋﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﻼﺟـﻪ ﻣﻦ ّﻗﺒﻞ ﻏﺮ اﻤﺘﺨﺼﺺ، ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻚِ إﺻﺎﺑﺔ ﻣﺜﻼً ﺑﺎﻛﺘﺌﺎب ﻧﻔﴘ واﻋﺘﻤﺪتِ ﻋﲆ ﺧﱪة ﺻﺪﻳﻘﺔ أو ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎب أو ﻣﻮﻗﻊ إﻧﱰﻧﺖ ﻟﻌﻼج ﻫﺬه اﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﻚ ﺗﺪﺧﻠﻦ ﻧﻔﺴـﻚ ﻣﻌﻤﻞ ﺗﺠﺎرب ﻗﺪ ﺗﺼﻴﺐ أو ﺗﺨﻴﺐ ،وﰲ ﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﻌﻄﻠﻦ ﻋﲆ ﻧﻔﺴـﻚ اﻟﻮﺻـﻮل إﱃ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺼﺤﻴﺤـﺔ واﻤﻤﻜﻨـﺔ واﻟﴪﻳﻌﺔ ،وﻗﺪ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﻤﺸـﻜﻠﺔ أﻛﺜﺮ ..ﻟﺬا أﻧﺼﺢ داﺋﻤﺎ ً ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻤﺘﺨﺼﺺ وﻟﻮ ﻛﻠﻒ اﻷﻣﺮ.
drhat@alsharq.net.sa
ﻗﺮاءة ﻓﻲ ﻛﺘﺎب
ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻳﺒﺤﺚ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻦ »اﻟﺤﺐ« ،ﺗﻠﻚ ُ اﻟﻜﻠﻤـﺔ اﻟﺘﻲ ُﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬـﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺼﺎﺋﺪ واﻟﻘﺼـﺺ واﻟﺨﻄـﺐ ﻣﺎ ﻳﻔـﻮق أي ﳾء آﺧـﺮ ،اﻟﻜﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋـﻦ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ، َ ﻳﻌﻴﺸـﻪ ﰲ أﺟﻤﻞ ِﺻـﻮ َِرﻩ، ﻳﺮﻳـ ُﺪ أن إﻧﱠﻪ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻹﻧﺴـﺎﻧﻴ ُﱠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ُ واﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘ ﱠﺪ ُر ﺑﺜﻤﻦ، اﻟﺠﻤﻴـﻊ، إﻧﱠـﻪ اﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﺗﺘﻬﺎوى أﻣﺎﻣﻪ اﻵﻻم، ُ ﻧﻌﻴﺸـﻪ؟! ﻛﻴـﻒ ﻳﻄﺒﱠﻖ وﻟﻜـﻦ ﻛﻴﻒ ﻋـﲆ أرض اﻟﻮاﻗـﻊ وﻛﻴـﻒ ﻧﺤﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻪ وﻧﺠﻌﻠـﻪ ﻳﺪوم؟ ﻫـﺬا ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ )رﻳﺘﺸـﺎرد ﺗﻤﺒﻠﺮ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ )ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺤـﺐ( ،ﻟﻘـﺪ ﺟﻤﻊ أﻓﻀﻞ 100ﻗﺎﻋـﺪة ﻻﺣﻈﻬﺎ ﻋﲆ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻴﺸـﻮن ﺣﻴﺎ ًة ﺗﺘﱠ ِﺴـ ُﻢ ﺑﺎﻟﻬﺪوء واﻤﺸـﺎرﻛﺔ ،وﺻﻨ ﱠ َﻔﻬﺎ ﰲ ﻋﻨﺎوﻳﻦ رﺋﻴﺴـﺔ :ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﲆ اﻟﺤﺐ؟ وأﺧـﺮى ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ،وأﺧﺮى ﻟﻠﻌﺎﺋﻠـﺔ وﻟﻠﺼﺪاﻗﺔ .اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ إﻋـﺎدة ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻣﻊ ﴍﻳﻚ ﺣﻴﺎﺗـﻚ وﺗﻨﺒﻬﻚ إﱃ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻴﻮب ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌـ ﱢﺰ ُز ﺑﻌـﺾ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴـﺎت .إﻧ ﱠ ُﻪ ﻛﺘﺎبٌ ﻣﻤﺘـﻊ وﻋﻈﻴﻢ اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻤﻦ ﻳﺒﺤـﺚ ﻋﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﻼﻗﺘﻪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ واﻷﴎﻳﺔ.
ﻣﻨﻬـﺎ اﻟﻘﻠـﻖ واﻟﻀﻐﻮط اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ: وﻫـﻮ أﻛﺜﺮ أﺳـﺒﺎب اﻷرق ﺷـﻴﻮﻋﺎً، أو ﻟﻮﺟﻮد أﻣﺮاض ﰲ اﻟﺠﺴـﻢ ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺘـﻲ ﺗﺴـﺒﺐ آﻻﻣـﺎ ً ﰲ اﻟﻈﻬـﺮ أو اﻤﻔﺎﺻـﻞ أو اﻟﺒﻄـﻦ أو اﻟﺼﺪاع أو
اﻟﺤـﺮارة وﻋـﻼج اﻷرق ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓـﺔ إﱃ ﺗﻨـﺎول وﺟﺒﺔ ﺛﻘﻴﻠـﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﻮم: وﻳـﺆدي ذﻟﻚ إﱃ ﻋﴪ اﻟﻬﻀﻢ اﻟﺬي ﻳﺴـﺒﺐ اﻷرق ،واﻟﺘﺪﺧـﻦ ،ﻓﻤـﻦ اﻤﻌـﺮوف أن اﻟﻨﻴﻜﻮﺗﻦ اﻤﻮﺟﻮد ﰲ
)اﻟﴩق(
ﻃﺮق اﻟﻌﻼج اﻟﻌـﻼج اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻸرق ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ اﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻬﻢ ﰲ اﻹﺻﺎﺑـﺔ ﺑﻪ ،واﻟﺘـﻲ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﺷـﺨﺺ .ﺑﺪءا ً ﻣـﻦ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ واﻧﺘﻬـﺎ ًء ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻟﻄﺒﻴـﺔ واﻟﻌﺎﻃﻔﻴـﺔ ،واﻟﻌـﺎدات اﻟﺴـﻴﺌﺔ .وﻳﺤﻈﻰ اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﻸرق ﺑﺎﻧﺘﺸﺎر واﺳﻊ ﻧﻈﺮا ً ﻟﻮﺟﻮد ﺑﻴﺎﻧـﺎت ﺗﻈﻬـﺮ ﻣـﺪى ﻓﺎﻋﻠﻴﺘـﻪ. واﻟﻔﻜﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﱪﻧﺎﻣﺞ ﻳﻬﺪف إﱃ زﻳـﺎدة »ﻛﻔﺎءة اﻟﻨـﻮم« إﱃ أﻗـﴡ درﺟـﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ، أي اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻤﻀﻴﻪ اﻟﺸـﺨﺺ ﰲ ﻓﺮاﺷﻪ ﻣﺴـﺘﻐﺮﻗﺎ ً ﰲ اﻟﻨﻮم ،ﺑﺪﻻ ً ﻣـﻦ ﻣﺠـﺮد اﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻻﺳـﺘﻐﺮاق ﰲ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﻴﻖ .وﻳﻘﻮم ذﻟﻚ ﻋﲆ أرﺑﻊ ﻗﻮاﻋﺪ :ﻗﻠـﻞ اﻟﻮﻗﺖ اﻟـﺬي ﺗﻤﻀﻴﻪ ﰲ اﻟﻔـﺮاش .اﺳـﺘﻴﻘﻆ ﰲ ﻧﻔـﺲ
ﺗﺄو إﱃ اﻟﻔﺮاش إﻻ اﻟﻮﻗـﺖ ﻳﻮﻣﻴﺎً .ﻻ ِ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎس .ﻻ ﺗﻤﻜﺚ ﰲ اﻟﻔﺮاش إذا ﻟﻢ ﺗﻨَﻢ.
ﺟﺒﺮان ﻳﺤﻴﻰ
اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺘﻌﺼﺐ ﺿﺪ اﻟﻤﺮأة
اﻟﺘﻌﺼـﺐ ﺿـﺪ اﻤﺮأة ﻫـﻮ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻤﺒﺎﻟـﻎ ﻓﻴﻪ ﺑﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﺮﺟﻞ وﺟﻨﺴﻬﺎ ،وﺗﺤﻮل اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ إﱃ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮاﻗﻒ ﺳـﻠﺒﻴﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻨﺴـﺎء ﻛﺠﻤﺎﻋﺔ وأدوارﻫـﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، واﻟﺴـﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻦ ﻋﻠﻴﻬﻦ اﻟﺘﺤﲇ ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮى )ﻋـﺰة ﺑﻴﻀﻮن( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻬـﺎ )اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ وﺗﻐﺮ أﺣﻮال اﻟﻨﺴـﺎء( .وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫـﺬا اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤـﻊ إﱃ آﺧﺮ ﺣﺴـﺐ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ،ﻓﺎﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺘﻔﻜﺮ ﺳـﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺗﺘﺸـﻜﻞ إﺣﺪاﺛﻴﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻣـﻦ ﻣﺤـﺪدات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬـﺎ ،وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬـﺎ اﻤـﻮروث اﻟﺜﻘـﺎﰲ واﻤﺤﻴﻂ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﻨﻈﺮة إﱃ اﻤﺴﺘﻘﺒﻞ واﻟﻜﻮن واﻹﻧﺴﺎن. وﺗﺬﻛﺮ ﻋﺰة ﺑﻴﻀﻮن ﻋﻦ )ﺳﺎﻧﺪرا ﺑﻢ( اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﺠﻨـﺪر أو اﻟﻨﻮع ،أن اﻟﺘﻌﺼـﺐ ﺿﺪ اﻤﺮأة ﻣﺤﺼﻠﺔ أﻃﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺛﻼﺛﺔ :أوﻻً :اﻟﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺣﻮل اﻟﺮﺟﻞ ،ﺛﺎﻧﻴﺎً: اﻟﺘﻘﺎﻃﺐ اﻟﻨﻮﻋﻲ ،ﺛﺎﻟﺜﺎً :اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .واﻟﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺣﻮل اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ اﻤﻌﻴﺎر اﻟﺬي ﻳﺘﻢ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ اﻟﻨﺴﺎء ﰲ ﺿﻮﺋﻪ .أو ﺗﺒﻌﺎ ً ﻻﺑﺘﻌﺎدﻫﻦ أو ﻗﺮﺑﻬﻦ ﻣﻨﻪ ،أي أن اﻷﻧﺜﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى اﻧﺤﺮاف ﻋﻦ اﻟﺬﻛﺮ .وﻋﲆ
ﻣـﺪى اﻟﻘﻴـﺎم ﺑﺄدوارﻫﻦ ﺗﺠﺎه اﻟﺮﺟـﻞ .واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻷﻧﺜﻮﻳﺔ ّ ﺗﺘﺄﺳـﺲ ﻋﲆ ﻣﺸـﺎﻋﺮ اﻟﺪوﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﺑﺪ ﻟﻬـﺎ أن ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ وﺗﺮﴇ ﺑﻬﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ »ﺑﻨﺘﺎ ً وﻟﻴﺴـﺖ وﻟﺪاً« ،وأن ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ أﻗـﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ،وﻛﺄن ﻛﻞ اﻟﺮﺟﺎل ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺼﻔﺎت. »أﺳـﻮأ رﺟﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻓﻀﻞ اﻣـﺮأة« ،ﺑﻬﺬا ﺗﻜﻮن اﻤﺮأة اﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ً ﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ اﻟﺮﺟﻞ وإﺳـﻘﺎﻃﺎﺗﻪ وﺗﱪﻳﺮاﺗﻪ ،وﻛﻤﺎ ﻳﺮى )ﺣﺠـﺎزي( أن اﻤﺮأة ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﻴﺶ ﰲ وﺿﻌﻴﺔ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﻞ ،وﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌ ّﺮض اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻮﺿﻌﻴﺎت ﺳﻴﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻠﻂ واﻟﻘﻬﺮ اﻧﻌﻜﺲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺘﻨﻔﻴﺲ ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻘﻬﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸـﻬﺎ ،وﺑﻬﺬا ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸـﻬﺎ اﻤﺮأة ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﺑﺎﻤﺴـﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻗﺪراﺗﻬﺎ وإﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ وﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ. أﻣﺎ اﻟﺘﻘﺎﻃﺐ اﻟﺠﻨﴘ ،ﻓﻴﺸﺮ إﱃ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﲆ أﺳـﺎس ﻗﻄﺒـﻦ ﻣﺘﻀﺎدﻳـﻦ ،أو ﺑُﻌﺪﻳـﻦ ﻣﺘﻨﺎﻓﺮﻳﻦ )اﻟﺬﻛـﻮرة واﻷﻧﻮﺛﺔ( ﻓﻴﻌـﺮف أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﺄﻧـﻪ ﻣﺨﺎﻟﻒ أو ﺿـﺪ ﻟﻶﺧـﺮ ،وﺗﻨﺎول اﻟﺸـﺨﺼﻴﺔ ﻋـﲆ ﻣﻔﻬـﻮم اﻷﺑﻌﺎد ﻣﺜـﻞ اﻟﺬﻛﻮرة اﻷﻧﻮﺛﺔ )اﻟﺬﻛـﻮرة اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻷﻧﻮﺛﺔ اﻟﺴـﻠﺒﻴﺔ( ،ﻣﻊ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟـﴬورة أن اﻻﺧﺘﻼف ﻳﻌﻨﻲ
اﻟﺘﻀﺎد أو اﻤﻌﺎﻛﺴـﺔ ،وﻳﻨﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻤﻨﻈﻮر ﻋﲆ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ ،ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﺪرك ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺑﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻴﺎر ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺳـﻠﻮك اﻷﻧﺜﻰ أو ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺴـﻠﻮك اﻷﻧﺜﻰ وﺑُﻌـﺪه ﻋﻦ اﻟﻘﻄﺐ اﻵﺧـﺮ ،ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻮﻟﻨـﺎ إن اﻟﺮﺟﻞ ﻗـﻮي ﻫﺬا ﻳﻌﻨـﻲ أﻧﻪ أﻗﻮى ﻣـﻦ اﻤﺮأة وﻟﻴـﺲ أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت اﻷﺧﺮى ﻣﺜـﻞ اﻷرﻧﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﺮى )ﺑﻴﻀﻮن( ،وإذا أﻇﻬﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﺿﻌﻔﻪ ﻓـﺈن ذﻟﻚ ﻣﺆﴍ ﻟﻮﺻﻔﻪ ﺑﺎﻷﻧﺜﻮي. وﺑﺎﻟﻌﻜﺲ اﻟﻨـﺰوع ﻧﺤﻮ اﻟﺬﻛﻮرة ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ اﻤﺮأة ،ﻓﺘﻮﺻﻢ ﺑﻮﺻﻤﺔ ﻋﻴﺐ إذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ،وﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻬـﺎ ﻗﻠﻴﻠـﺔ أﻧﻮﺛﺔ ،ﻣﻤـﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﻻﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻣﻦ ﻗِ ﺒﻞ اﻟﺮﺟﻞ. أﻣـﺎ اﻷﺻﻮﻟﻴـﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﺘﻌﻨـﻲ أن اﻟﻔﺮوق ﺑﻦ اﻟﺮﺟـﺎل واﻟﻨﺴـﺎء ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻘـﻂ ﻋﲆ اﻟﻔـﺮوق اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ، ُ وﻏﻴّﺒـﺖ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، وﻳﺴﺘﺸﻬﺪ اﻤﺘﻌﺼﺒﻮن ﺑﺎﻟﻔﺮوق اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ وﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮن اﻹﻧﺠـﺎزات ﻋﲆ اﻤﺴـﺘﻮﻳﺎت اﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺗﺒﻘـﻰ ﰲ ﺣﺪود اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ .أو ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻤﺮأة ﻻ ﺗُﻘﻴﻢ إﻻ ﰲ إﻃﺎر ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ.