محمد محمود
م ��ن �ض ��ارك ي اأحداث �ض ��ارع حمد حم ��ود بالقاهرة ي العام اما�ض ��ي -ولو بالفرج ��ة -ي�ض ��تطيع اأن ينق ��ل ل ��ك وجهة نظ ��ر ختلفة جذري� � ًا مع كل خ ��راء الأمن واحكماء ال�ضراتيجين الذين تعج بهم ال�ضحف والقنوات الف�ضائية. ولو ك ّلف النظام احاي ي م�ضر نف�ضه عناء درا�ضة حالة حمد حمود ي اإطار �ض ��يكولوجي لأراح نف�ض ��ه من عناء تكرار احدث ومنع ال�ض ��دام بن الثوار ووزارة الداخلية .لن اأن�ض ��ى منظر الأطفال وهم يتقدمون �ضفوف امواجهات ،يحمل الواحد منهم على ظهره حقيبته امدر�ض ��ية ،يلتقط حجر ًا �ضغر ًا يقذف به قوات الأمن ،فرد عليه باخرطو�ش وقنابل الغاز ام�ض ��يلة للدموع ،ليعود حمو ًل على الأعناق ويغادر ال�ض ��ارع ي �ضيارة اإ�ضعاف �ضهيد ًا اأو م�ضاب ًا .م�ض ��اعفة اأعداد الأطفال يوم ًا بعد اآخر و�ض ��جاعة اأج�ضادهم ال�ضغرة ي ا�ض ��طياد الر�ضا�ش لغز م ي�ض ��ع اأحد لفك �ضفرته ليدرك مقدار كراهية ال�ض ��عب لل�ض ��رطة .كراهية عر عنها الأطفال ممار�ض ��ة ال�ضباق للح�ضول على موت ي اعتقادهم اأنه جرد رمز لهذه الكراهية .وزارة الداخلية (على
عبدالصبور بدر
و�ضعها احاي) هي وجه مبارك القبيح الذي م تخف ماحه عمليات التجميل ،ولن ي�ضدق الثوار ي م�ضر طيبته التي ظهر عليها بعد تخلي �ضاحبه عن ال�ضلطة .يتحمل جل�ش طنطاوي اخطاأ حن اأعاد ال�ضباط ممار�ضة عملهم -بعد الثورة -بدون اإجراء تطهر �ض ��امل كان باإمكانه اأن يخيف كل من ت�ضول له نف�ضه ا�ضتخدام �ضلطته لإرهاب امواطن ��ن .ووقع مر�ض ��ي ي نف�ش الفخ حن اأبقى مل ��ف الداخلية على حاله وم يقم بهيكل ��ة للجهاز وتقدم كل من تورط ي دم الث ��وار محاكمات ناجزة كان الرئي�ش قد وعد بها �ض ��عبه ي حملته النتخابية .عام م�ض ��ى على اأحداث حمد حمود م يجد اأهاي ال�ض ��هداء من ين�ض ��فهم ،وم يعر اأ�ض ��دقاوؤهم من الثوار عل ��ى قاتل واحد نال اجزاء .فذهبوا اإى نف�ش ال�ض ��ارع يبكون قلة حيلتهم ويكررون نف�ش ام�ض ��اهد على اأمل اأن ينقذهم اأحد من الياأ�ش! كان اإخفاء الأدلة بهدف براءة (كل) ال�ضباط امتورطن ي قتل ام�ضرين اأثناء الثورة هدف عمدت الداخلية على بلوغه وجحت فيه باقتدار وه ��و الأمر ال ��ذي يجعل الواحد منهم مطمئن ًا مام ًا وهو ي�ض ��وب بندقيته ليقتل من
ثقافة المقاومة بين اليساري واإسامي محمد الحرز
اأي ��ام امد القومي وال�ض ��يوعي ي اخم�ض ��ينيات وال�ض ��تينيات م ��ن القرن امن�ض ��رم كان امثق ��ف العربي ي دفاعه عن الق�ض ��ية الفل�ض ��طينية ل يحمل من الثقافة التي ينظر من خالها اإى هذه الق�ضية �ضوى الثقافة القومية وال�ضيوعية، فهي التي تاأ�ض�ض ��ت ي ظلها الأحزاب الي�ض ��ارية التي اأخذت على عاتقها الدفاع عن حق ال�ض ��عب الفل�ضطيني وحاربة اإ�ض ��رائيل .وهناك اأ�ضماء عديدة جاهدت و�ض ��حت ي �ضبيل هذه الق�ض ��ية العادلة ل يكفي امقال هنا ح�ض ��ر اأ�ضمائها اأو ت�ض ��حياتها .بع ��د التحولت امف�ض ��لية التي طال ��ت النظام العامي بعد �ض ��قوط جدار برلن ،و�ضعود الإ�ضام ال�ضيا�ضي اإى واجهة الأحداث ي العام العربي، بداأ امثقف الي�ض ��اري ينح�ض ��ر دوره �ض ��يئ ًا ف�ضيئ ًا مقارنة ب�ض ��عود جم امثقف الإ�ض ��امي ،وكاأنه قد تا�ض ��ت مرحلة تاريخية من امنطق ��ة والعام العربي بكل ثقافتها وروؤاها وت�ضوراتها واأحامها ،وجاءت مرحلة اأخرى مغايرة ل�ضابقتها ي التوجه الثقاي والأهداف ال�ض ��راتيجية والغايات والطموح ،اإنها مرحلة مثل فيها الإخوان ام�ضلمون قطب الرحى بعدما تغلغلوا كتنظيم ي اأغلب العام العربي من امحيط اإى اخليج ،وبداأت اأفكارهم جد لها �ضدى عند عامة النا�ش، بحيث كان تاأثرها كبر ًا منذ ال�ضتينيات .ثم جاء �ضعودهم اإى �ضدة احكم ي تون�ش وم�ضر مثابة تتويج م�ضرة طويلة من التنظيم والعمل احزبي امثابر، اإ�ض ��افة اإى عوامل �ضيا�ض ��ية اأخرى تت�ض ��ل باخيار ال�ض ��راتيجي ال�ضيا�ض ��ي الأمريكي والغربي ي دعم الإ�ض ��ام ال�ضيا�ضي ي ن�ضخته «الإخوانية» والرغبة ي و�ض ��وله لل�ض ��لطة ،ومن ثم التعامل معه على هذا الأ�ضا�ش .امثقف الي�ضاري ي امرحلة الأوى كان يدافع عن الق�ض ��ية الفل�ض ��طينية ،وعن حق ال�ضعوب ي تقرير م�ضرها ،وعن العدالة الجتماعية من منطلقات قومية متجاوزة ي اأغلب الأحيان الأديان والطوائف ل�ض ��الح قوة الدولة ،اإذ مفردات الن�ض ��ال عنده كانت
تزخر م�ضطلحات مارك�ضية لينينية بالدرجة الأوى .هذا الأموذج من امثقفن وقتئذ كانت ثقافته تتغذى على ثقافة احزب ما مثله من �ض ��لطة بروقراطية �ض ��اغطة على �ضخ�ضيته .لكن مقاومته م ت�ضنف على اأ�ضا�ش مذهبي اأو طائفي اأو ديني ،بل كان الت�ضنيف احزبي ي الثقافة ال�ضيا�ضية العامية هو الغالب على ما عداه من ت�ضنيفات .بينما اأموذج امثقف الإ�ضامي ي امرحلة التالية كانت منطلقاته ي الدفاع عن الق�ض ��ية الفل�ضطينية ترتكز ب�ضكل اأ�ضا�ضي على مفهوم الأمة باعتباره الت�ض ��ور العام الذي ت�ض ��تظل به جميع التيارات الإ�ضامية على ختلف توجهاتها وم�ض ��اربها .لذلك م�ض ��طلح اجهاد ب ��كل حمولته التاريخية والتبا�ض ��اته الدللي ��ة كان حا�ض ��ر ًا بقوة ي الأدبيات الن�ض ��الية عن ��د الأحزاب الإ�ضامية كحما�ش واجهاد وحزب الله والقاعدة .وهنا اأتوقف قلي ًا عند دللت مثل هذا اح�ض ��ور واأثره على ثقافة امقاومة كما ت�ض ��نعها مث ��ل هذه الأحزاب، لأنها ي ظني تف�ضر كثر ًا من الت�ضرفات التي تتغلف تارة بال�ضيا�ضة وام�ضالح وت ��ارة باجه ��اد �ض ��د الطاغوت وال�ض ��يطان ،وه ��ي ي كلتا احالت ��ن تعر من العمق على ماأزق الثقافة امقاومة .اإحياء فكرة اجهاد حق م�ض ��روع لكل مقاومة ت�ض ��تدعي موروثها كي ترتكز عليه ي جهادها �ض ��د امحت ��ل .اإى هنا ل خاف. اخاف يبداأ عندما ل ننتبه اإى اأن ا�ضتخدام الفكرة ثم توظيفها ل ينه�ش معزل عن �ضياقه التاريخي ،وهذا يعني فيما يعنيه ،اأن فكرة اجهاد ل تاأتي جردة من التاريخ ،ثم تلت�ض ��ق بثقافة امقاومة دون اأن يرتبط ذلك كله ،بالنتائج ،الأهداف الت ��ي تاأ�ض ���ش عليها اجه ��اد ي التاريخ الإ�ض ��امي ،والأحداث التي �ض ��احبته والقي ��م التي ارتبطت به .اإنه ��ا بالتاي منظومة من القيم ولي�ش اجهاد �ض ��وى خ ��رزة واح ��دة ل تنفرط من العقد .نقول هذا ال ��كام لنوؤكد على حقيقة مفادها: اأنه بقدر ما حقق اجهاد للعرب وام�ض ��لمن ي اما�ض ��ي امجد ،و�ضاهم اأي�ضا ي
حصيلة عام على تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق رضي الموسوي
ي�ض ��ادف اليوم اجمعة مرور عام على �ض ��دور تقرير اللجنة البحرينية لتق�ض ��ي احقائق ،التي ت�ضكلت باأمر من جالة ملك البحرين وتراأ�ضها الروف�ضور حمود �ضريف ب�ضيوي وع�ضوية اأربعة من اخراء القانونين واحقوقين الدولين ،و�ضكلت اللجنة له ��ا فرق عمل حققت فيما جرى ي البحرين خال �ض ��هري فراي ��ر ومار�ش .2011وقد احت ��وى التقرير على جملة من التو�ض ��يات كثفها رئي�ض ��ها اأمام عاه ��ل البحرين ي بث مبا�ض ��ر على التلفزة والف�ض ��ائيات ي مثل هذا اليوم من العام اما�ضي ،وقال فيها كثر ًا عن انتهاكات حقوق الإن�ضان ،وقد قبلت القيادة ال�ضيا�ضية البحرينية التقرير وتو�ضياته واأعلنت اأنها ب�ض ��دد تنفيذ التو�ض ��يات ،وكذلك فعلت قوى امعار�ضة التي عدت التقرير وثيقة تاريخية مهمة وثقت ور�ضدت بدقة جزء ًا ل باأ�ش به عما جرى خال تلك الفرة. اأوى تو�ضيات تقرير جنة تق�ضي احقائق ن�ضت على ت�ضكيل جنة وطنية يتمثل فيها �ضخ�ض ��يات مرموقة من احكومة وامعار�ضة وموؤ�ض�ضات امجتمع امدي .ت�ضكلت اللجنة برئا�ضة رئي�ش جل�ش ال�ضورى البحريني ال�ضيد علي �ضالح ال�ضالح ،وع�ضوية ثماي ع�ض ��رة �ضخ�ضية� ،ضتة ع�ضر ع�ضوا منها ح�ضوبون على اجانب احكومي ما اأثار ردود فعل اجمعيات ال�ضيا�ضية امعار�ضة التي عدت اأن التو�ضية م تنفذ كما ن�ضت، اإذ م يجر الت�ضاور معها وخاطبتها.
حامد بن عقيل
abadr@alsharq.net.sa
الجمعة 9محرم 1434هـ 23نوفمبر 2012م العدد ( )355السنة اأولى
11
قصف غزة ..ا جديد
ي�ض ��اء ي الوق ��ت ال ��ذي يخت ��اره دون اأن يجد من يعاقب ��ه بعد ذلك .الو�ض ��ع لن يهداأ بام�ض ��كنات ،وعلى النظام اإدراك اأن الداخلية التي من امفر�ش اأن حميه اأ�ض ��بحت عبئ ًا عليه ،وحتاج من يحميها ،واإذا كانت القوات ام�ضلحة تقوم بهذه امهمة فاإن اأمن ام�ض ��رين يحتاج من ي�ض ��هر عليه .تفاقم الأمور لي�ش من م�ض ��لحة اأحد واتهام طرف ثالث بالتحري�ش م يعد مقبو ًل ،ومن يتواطئ مع القاتل ويدافع عن حريته فهو �ضريك ي اجرمة ،واإذا كان النظام احاي بكل ما متلك من �ض ��لطان غر قادر على حمل م�ض� �وؤولية الق�ض ��ا�ش لل�ض ��هداء فعلى الأقل باإمكانه األ يتورط ي تقدم �ضهداء جدد وي�ضع نف�ضه ي دائرة التهام. اآخر �ضطر: ي بادي ليل يظلم النهار ،يقتطع من م�ضاحته كل يوم مقدار ًا من الوقت ،حتى �ضار يومنا كله لي ًا.
طريقة ت�ض ��كيل جنة التق�ض ��ي ،التي عرفت فيما بعد بلجنة ب�ض ��يوي ن�ض ��بة اإى رئي�ض ��ها ،قدمت موؤ�ض ��رات عن الكيفية التي كان اجانب الر�ض ��مي يفكر فيها اإزاء تنفيذ التو�ضيات التي كانت فر�ضة مهمة لإخراج الباد من الأزمة ال�ضيا�ضية-الد�ضتورية التي تع�ض ��ف بالباد .وبذات القدر كانت فر�ض ��ة مهمة لنت�ض ��ال الو�ض ��ع احقوقي -الأمني م ��ن اماأزق الذي كانت البحري ��ن تعاي منه .لكن الأمور م جر كم ��ا اأراد البحرينيون، وم تتحق ��ق توقعاتهم للخروج م ��ن الأزمة ،فجاءت ي مايو 2012تو�ض ��يات امجل�ش العامي حقوق الإن�ض ��ان ي جنيف والبالغ عددها 176تو�ض ��ية وافقت احكومة على 145تو�ضية ب�ضكل كلي وع�ضرين تو�ضية ب�ضكل جزئي ،وم الإعان عن ذلك مع اقراب موعد امراجعة الدورية ي �ضهر �ضبتمر من العام اجاري ،حيث احتوت على عديد من التو�ضيات التي طالبت بتنفيذ تو�ضيات جنة ب�ضيوي. لي ��زال ام�ض ��هد البحريني يعي� ��ش ي نف�ش الدائ ��رة التي قادت اإى ت�ض ��كيل جنة التق�ضي ،وكاأن الزمن جمد عند امرحلة التي �ضبقت عملية ت�ضكيل اللجنة ،فرغم تنفيذ بع� ��ش تو�ض ��يات التقرير ،فاإن هناك كثر ًا م ��ن اجهد الذي ينبغي بذل ��ه لإخراج الباد م ��ا هي عليه ،حيث تنت�ض ��ب ا�ض ��تحقاقات كرى ليجب اإ�ض ��احة الوج ��ه عنها ،ومنها ال�ضتحقاقات الإقليمية الكرى ،كما هو احال مع الو�ضع ال�ضوري الذي طال اأمده اأكر
ل جدي ��د فع ًا ،فغزة كانت جرد �ض ��حية انتخابية اإ�ض ��رائيلية ،كما كانت �ض ��وريا �ض ��حية النتخابات الأمريكي ��ة ،فالتعالق بن ذهني ��ة الدولة اليهودية وذهنية اأمريكا تعالق اأبدي ،والعاقة بن الدولتن عاقة ا�ضتثنائية كما اأ�ضار روجيه جارودي ذات م ّرة« :هذا التحريف للتاريخ ،مع النتائج الدامية الناجمة عنه� ،ض ��ببها العاق ��ة الوثيقة وال�ض ��تثنائية الأمريكية -الإ�ض ��رائيلية ،والتي مت منذ بداية اخم�ضن عام ًا التي انق�ضت ،والتي بقلبها ميزان القوى جعلت من الوليات امتحدة ،اليوم ،م�ض ��تعم َرة اإ�ض ��رائيلية» .ولعل ال�ضر ي �ضعوبة فه ��م هذه العاقة ه ��و كونها عاقة متغ ��رة ،فمن احذر التاريخ ��ي من اليهود ل ��دى موؤ�ض�ض ��ي الوليات امتح ��دة اإى الدعم الكامل للق�ض ��ية اليهودية« :هناك بن الآباء اموؤ�ض�ض ��ن من كت ��ب ح ّذر ًا من خطر اليهود عل ��ى الدولة اجديدة، وطال ��ب منعه ��م من دخولها» ،وه ��و اموقف الذي ح ��وّل اإى تاأييد ول�ض ��يما بعد العدوان الثاثي على م�ض ��ر! ،لهذا م يكن من ام�ضتغرب اأن ماثل الذهنية اموؤ�ض�ض ��ة لدولة اليهود ذات العقلية الأمريكية القائمة على الإبادة ،وا�ضتغال احروب امفتعلة لأغرا�ش انتخابية ،فقد ات�ض ��حت عقلية الإبادة اليهودية ي اأك ��ر من مائة وثاثن جزرة �ض ��د العرب ي فل�ض ��طن خ ��ال 73عام ًا حتى الآن ،بدءا من جزرة حيفا �ض ��نة ،1937ولي�ش انتهاء بالعدوان على غزة عام ،2009ال ��ذي يق ��ول عنه الكاتب الريطاي باتريك �ض ��يل« :على رغم اأن معظم الع ��ام نظ ��ر اإى احرب ي غزة على اأنها عمل اإجرامي �ض ��د مدنين ع ّزل ،فقد نتجت عنها موجة مغالة ي القومية ي اإ�ض ��رائيل» ،وهذا ما ي�ض ��به رغبة ربع الأمري ��كان ي اإلقاء مزيد من القنابل على اليابان قبل ا�ضت�ض ��امها ي احرب العامية الثانية! وي�ض ��يف �ض ��يل« :اأراد كثرون اأن يُ�ض ��تكمل الهجوم ال�ضاري
شيء من حتى
�ض ��نع ح�ض ��ارتهم وتفوقهم ،فاإنه ي نف�ش الوقت اأدخلهم ي عاقة التبا�ش مع باقي ال�ض ��عوب والدول التي طالها �ض ��يف اجهاد من ع�ض ��ر الدولة الأموية اإى ع�ضر الدولة العثمانية. اأحيان� � ًا يك ��ون ال�ض ��راع داخلي ًا طائفي� � ًا ،وي اأحي ��ان اأخرى يك ��ون العدو خارجي ًا حيث �ض ��رعان ما ت�ض ��تدعى اأحكام اجزية ام�ضاحبة ي النظر اإى هذا العدو عدا عن النظرة التبخي�ضية التي ترافق عادة مثل هذه احروب �ضد اأي عدو خارجي مهما كان انتماوؤه .هذه الثقافة الن�ض ��ية ل تعرف بالوقائع والأحداث، ب ��ل ما يقول ��ه الن�ش هو الذي يع ��اد اإنتاجه ي عقول امقاوم ��ن .وما اأعنيه هنا بالوقائع والأحداث هي جمل العاقات الجتماعية والقت�ض ��ادية وال�ضيا�ضية حدي ��د ًا تل ��ك التي تقوم ب ��ن النا�ش وهم ي �ض ��راعهم الطائف ��ي اإذا كان العدو داخلي� � ًا ،اأو بن جتمع واآخر وهم ي حروبهم وعداواتهم القائمة .انطاق ًا من هذا الو�ضع اأجد اأن اأموذج امثقف الإ�ضامي امقاوم رما يحقق انت�ضاراته على �ض ��عيد مقاومة العدو الإ�ض ��رائيلي .لكنه ي نف�ش الوقت ل ي�ضنع ثقافة تنتمي اإى ام�ضتقبل ،بل هو يعيد اإنتاج اما�ضي بكل اأبعاده ال�ضلبية .هو يعيد ي كثر من �ض ��لوكياته ثقافة ال�ض ��تبداد بينما نحن بحاج ��ة اإى الدمقراطية .ل يوجد بالت ��اي قرار ا�ض ��راتيجي حر للمقاومة ،ومعزل عن ام�ض ��روعات ال�ضيا�ض ��ية امرتبطة بامنطق ��ة ،وكما نعلم القرار ال�ض ��راتيجي مدعوم منظومة متكاملة بدء ًا من القوة الع�ضكرية ،ومرور ًا باموؤ�ض�ضات احديثة ي امجتمع والقت�ضاد واحياة ال�ضيا�ضية .ل اأريد هنا اأن اأظهر مظهر امت�ضائم ودماء غزة م تن�ضف من العدوان الإ�ضرائيلي .لكن ما يختبئ خلف �ضتار الأحداث هو ما ينبغي الركيز علي ��ه والك�ض ��ف ع ��ن اأبجدياته .ف ��كا الأموذجن خ�ض ��ر مواقعه ي الن�ض ��ال، الأول م يحرر فل�ض ��طن ،و�ض ��قط ب�ضقوط الحاد ال�ض ��وفييتي ،الثاي مجرد ما ت�ض ��لم ال�ضلطة واحكم خ�ضر جزء ًا كبر ًا منه ،والباقي على حبل اجرار كما اأظن .واحل ما هو؟ هل هناك درب اآخر مكن للمثقف امنا�ض ��ل اأن ي�ض ��لكه �ض ��د ال�ض ��تبداد من جهة و�ضد الحتال من جهة اأخرى ،ول يكون طائفي ًا ول حزبي ًا مغلق ًا؟ هذا �ض� �وؤال م�ض ��روع وملح ي نف� ��ش الوقت .فالبحث ع ��ن اأموذج كهذا للمثقف ل ي�ضتع�ض ��ي عل ��ى الباحث ،هناك كثر منهم .لكنه ��م ل يجدون داعمن لهم يرفعون من خالهم اأ�ض ��واتهم واآراءهم غر ال�ض ��تقطابية وغر امح�ضوبة على هذا التيار اأو ذاك .م�ضروعهم اإنتاج ثقافة ام�ضتقبل امعتمدة بالدرجة الأوى عل ��ى احرية والدمقراطية ودولة القانون واموؤ�ض�ض ��ات واإظه ��ار روح الراث والتم�ض ��ك به كهوية للجميع .تفا�ض ��يل و�ض ��مات هذا الأموذج نراه ي العقول التي اأخذت باأ�ضباب الفل�ضفة من جانب وبالقيم الدينية التنويرية من جانب اآخر.
باإنابة :خالد اأنشاصي
كن دكتاتور ًا يرحمك اه!
ما كان يتوقع بع�ض ��هم ،ودخ ��ول احالة الأردنية والكويتية على خط ال�ض ��تحقاقات، ف�ض ًا عن الو�ضع الإيراي وملفه النووي امعقد. الأو�ض ��اع الإقليمية امعقدة ل تخدم اأي من اأطراف اللعبة ال�ضيا�ضية ي البحرين، وتاأخر احل ال�ضيا�ضي ي�ضتنزف كثر ًا من اجهد والوقت ويعقد الو�ضول اإى خا�ضات متوافق عليها ،و�ض ��يكون على ح�ضاب الو�ضع القت�ضادي والجتماعي الذي يعاي هو الآخر من ا�ضطفافات اأخذت اأبعاد ًا مذهبية اأثرت على الن�ضيج امجتمعي الداخلي .لذلك يرى كثرون اأن الفر�ض ��ة لتزال �ضانحة لإ�ضدال ال�ض ��تار على اأزمة م�ضتفحلة من خال و�ض ��ع اأجندة وا�ض ��حة امعام حوار ذي مغزى ينطلق من تنفيذ تو�ض ��يات ب�ض ��يوي وجنيف ،الأمر الذي من �ض� �اأنه اإبعاد الباد عن التجاذبات امتزايدة وامتداخلة ي كثر من عنا�ض ��رها .ويحتاج احل اإى تهيئة اأجواء وتنظيف م�ض ��احات من حالت ال�ضحن والت�ضنج وخ�ضو�ض ًا ي و�ضائل الإعام وال�ضحافة التي يبدو اأنها لعبت اأدوار ًا �ضلبية ي التمر�ش واأطلقت العنان مخيات مر�ض ��لة ول اأ�ض ��ا�ش لها من امو�ضوعية وجاي احقيقة .وبامنا�ض ��بة فقد كان الإعام اأحد امفا�ض ��ل الذي ر�ضدت جنة التق�ضي حركته وخل�ض ��ت اإى اأنه م يكن مو�ض ��وعي ًا ول حايد ًا واأ�ض ��هم ي تاأزم الو�ض ��ع ال�ضيا�ضي والأمني والحتقان الطائفي ودعت لإ�ضاحه اإى جانب اإ�ضاح عديد من اأجهزة الدولة. رما يتطلب الو�ض ��ع مبادرات �ض ��جاعة حتوي على تنازلت �ضيا�ضية موجعة ي اأغلب الأحيان من اأجل اأن يتم قطع الطريق على �ض ��لبيات النتظار التي ل يبدو اأنها ي م�ض ��لحة اأحد ،خ�ضو�ض� � ًا واأن ع�ض ��رات امنظمات احقوقية الدولية والإقليمية تراقب ام�ض ��هد البحريني وهو يعر ال�ض ��نة الأوى على �ض ��دور تقرير جنة تق�ضي احقائق، ويرى اأغلبها اأن ما م تنفيذه ليزال متوا�ضع ًا اإذا ما عرفنا اأن التو�ضيات ت�ضمل تدريب اأجهزة الأمن والنيابة العامة والق�ض ��اء وم�ض ��اءلة امت�ضببن ي النتهاكات وغرها من التو�ضيات ذات ال�ضلة بحقوق الإن�ضان وام�ضاحة الوطنية ومغادرة مربعات الت�ضنج واإ�ضاعة مكانها الت�ضامح وال�ضتقرار الجتماعي وال�ضلم الأهلي الذي حتاجه البحرين الآن اأكر من اأي وقت م�ضى .فهل ن�ضهد تطورات دراماتيكية لتريد ال�ضاحة امحلية؟
م ��ا يح ��دث ي م�ص ��ر �اآن ا معنى ل ��ه �إ ّا �أننا �أم ��ام ع�صابة من �متثاقف ��ن ،و�اأفاقن ،و�لدجالن، و�متلون ��ن ،عل ��ى درب �ل�صيا�صة ت ��ارة ،وعلى درب �لعد�ل ��ة ت ��ارة �أخ ��رى ،يري ��دون �أن تظ ��ل م�صر على حالها من �لفو�صى. كلما �قربت م�صر من حقيق �ا�صتقر�ر على �صعيد ما هب �أولئ ��ك �منافقون عر و�صائل �اإعام �لعميل ��ة للنظام �لبائ ��د لت�صويه �حقائ ��ق وبث �مزيد من �ل�صائعات �لتي تنخر ي ج�صد �مجتمع �لذي م يتعاف بعد من �آثار �نتفا�صته �لكرى �لتي و�صعت �أقد�م ��ه عل ��ى بد�ي ��ة طري ��ق �لدمقر�طي ��ة و�حري ��ة وحقوق �اإن�صان. �آخر هذه �لت�صويهات ما يردده هوؤاء �منافقون من �أكاذيب عن �لد�صتور �جديد ،بغية �إف�صال طرحه لل�صع ��ب لا�صتفتاء عليه ،وحاولة «بلطجية» �صارع حم ��د حمود جر �لد�خلية �إى م�صتنقع �لدماء من جدي ��د ي هذ� �لتوقيت �لذي حت ��اج فيه م�صر �إى كل دقيقة عمل للخروج من �أزماتها �اقت�صادية. هن ��ا �أق ��ول للرئي� ��س حم ��د مر�ص ��ي« :ك ��ن دكتاتور ً� يرحمك �لله»! تق�صر طريق نع ��م فللث ��ورة دكتاتوريتها �لت ��ي ّ �لنج ��اح ،وحق ��ق �مزي ��د م ��ن �ا�صتق ��ر�ر لل�صع ��ب �لظامئ للحرية منذ عقود. و�أق ��ول :تعل ��م ي ��ا فخام ��ة �لرئي� ��س �أن �لف�صاد متج�ص ��د ي رم ��وز بعينه ��ا ،وي قن ��و�ت ف�صائي ��ة بعينه ��ا ،وي ق�صاة باأعينهم ،فلم ��اذ� ا تتخذ قر�ر ً� باعتقال كل هوؤاء؟ �صدقني �صوف ي�صفق لك �ل�صعب حينما ير�ك قوي ًا ي مو�جهة �مف�صدين ،ودع عنك قول �اأفاقن: «يج ��ب �أن تك ��ون دمقر�طي ًا وتتقبل �ل ��ر�أي و�لر�أي �اآخ ��ر»! ،فه� �وؤاء ا هم دمقر�طي ��ون وا يحزنون، �إنهم خونة ا يهمهم �إا م�صاحهم �خا�صة ولتحرق م�صر من فيها! �أوجه هذ� �لن ��د�ء للرئي�س مر�صي قبل �صاعات م ��ن �تخاذه قر�ر�ت قي ��ل �إنها �صت�صب ي م�صلحة �ل�صعب و�لث ��ورة ،وا �أدري �إن كانت هذه �لقر�ر�ت �صتك ��ون كما ياأمل �ل�صعب فع � ً�ا �أم �صتكون �أقل من طموح �لنا�س. �صاع ��ة ق ��ر�ءة هذ� �مقال �صتك ��ون �لقر�ر�ت قد �تخ ��ذت بالفعل ،وهنا ا �أملك �إ ّا �أن �أ�صفق للرئي�س عل ��ى م ��ا �تخذه من ق ��ر�ر�ت �إن كان ��ت على م�صتوى طموح �ل�صعب� ،أو �أن �أن�صم فور ً� للمطالبن برحيله!
almosawi@alsharq.net.sa
alanshasi@alsharq.net.sa
alherz@alsharq.net.sa
اإى اأن يتم الق�ض ��اء على حركة حما�ش وحو قطاع غزة عن اخريطة» .بل اإن الدولة اليهودية اأكر تطرف ًا وعن�ضرية من الوليات امتحدة لتكائها ي ترير جرائمها على بعد ديني ينظر لاآخرين على اأنهم اأغيار كما تقرر كتبهم امقد�ضة، وكما ي�ض ��ر فا�ض ��فتهم ومن اأبرزهم «بن ميمون» الذي يو�ض ��ي ي �ض ��رائعه: «باإبادة الكفرة» ،وهي الو�ضية التي تاأتي بهذا ال ّن�ش« :من واجب امرء اإبادتهم باأيديه» ،وترد لفظة «التدمر» ي الرجمة الإجليزية لو�ضية بن ميمون« :من واجب امرء اأن يتخذ اإجراءات فعلية لتدمرهم» ،وي كتابه «دليل احائرين»، الذي يعد من اأكر الكتب انت�ض ��ار ًا بن اليهود كما يذكر اإ�ض ��رائيل �ضحاك ،يقرر اأن« :بع�ش الأتراك (اأي العن�ضر امغوي) والبدو ي ال�ضمال ،وال�ضود والبدو ي اجنوب ،واأولئك الذين ي�ضبهونهم ي اأقاليمنا ،فطبيعة هوؤلء الب�ضر كمثل طبيعة احيوانات البكماء ،وهم بح�ض ��ب راأيي ،لي�ض ��وا ي م�ض ��توى الب�ض ��ر، وم�ضتواهم بن اأ�ضياء الوجود هو دون م�ضتوى الإن�ضان ،واأعلى من م�ضتوى القرد ،لأن لهم اأكر ما للقرد� ،ضورة الإن�ضان وال�ضبه له». لهذا لي�ش من ام�ض ��تغرب اأن تتوافق الذهنية الأمريكية القائمة على اأفعال الإبادة والختطاف وال�ض ��حق وقتل الأطفال وقطع اآذان العدو ،كما يف�ضل ي ذلك روجيه جارودي ي كتابه «ال�ضتعمار الثقاي وال�ضهيونية» ،مع الذهنية اليهودية اموؤ�ض�ض ��ة لدولة اإ�ض ��رائيل على اأر�ش فل�ض ��طن ،فالدولتان مار�ضان الإرهاب بامتياز« :اإن كل غزو اأو عدوان ا�ضتعماري هو م�ضروع با�ضم امدنية، اأما مقاومة ال�ض ��عوب امُ�ضتعمَرة وام�ضطهدة وامعر�ض ��ة لاإبادة فتحمل ،وبا هوادة ،ا�ضم الإرهاب». اأم ��ا ا�ض ��تخدام اح ��رب ي الأغرا� ��ش النتخابي ��ة فيمكن تاأم ��ل اخطاب
الأمريكي نحو ق�ض ��ية �ض ��وريا بعد انته ��اء النتخابات مبا�ض ��رة ،فمن اموقف ال�ضلبي الراف�ش لأي تدخل اإى موقف اأكر اإيجابية من قبل اأمريكا وحلفائها، الأمر كذلك ي غزة ،حتى واإن �ض ��رح رئي�ش دولة اإ�ض ��رائيل �ض ��معون بري�ش موقع «اإ�ضرائيل بدون رقابة» حول العدوان الأخر على غزة بقوله« :ل اأظن باأن الأ�ض ��باب التي دعت للحملة �ضيا�ضية اأو تتعلق بالنتخابات .ل يوجد اأي رجل �ضيا�ضة ي اإ�ضرائيل يخاطر باأبنائنا من اأجل اح�ضول على مقعد ي الكني�ضت. لق ��د خرجنا للحمل ��ة -وم يكن اأمامنا خي ��ار اآخر -من اأج ��ل حماية مواطنينا، كم ��ا لو كانت �ض ��تفعل اأي دولة اأخ ��رى حت تهديد اإطاق �ض ��واريخ .يجب اأن نتذك ��ر باأن اإ�ض ��رائيل م تب ��ادر اإى توقيت الت�ض ��عيد احاي .حما�ش ،ب�ض ��كل متوا�ض ��ل ،وم ��ع جاهل عامات الإن ��ذار والتحذير امتكررة ،هي من �ض ��عدت اإطاق ال�ض ��واريخ على اإ�ضرائيل ،و�ضمحت للمنظمات امختلفة اأن تطلق النار وال�ضواريخ على اإ�ضرائيل من داخل القطاع ،وكاأننا نتحدث عن غرب الوليات امتحدة ي الزمن الغابر». ا ّإن ما يحدث ي فل�ضطن اليوم حدث بالأم�ش ي غزة وي غرها من باد الدنيا ،كما �ض ��يحدث غد ًا برعاية اأمريكية ويهودية من اأجل فر�ش الهيمنة على العام بفعل اإبادة منهجي ومنظم ،مع ا�ضتخدام قذر للحروب ،ب�ضور واأ�ضكال متع ��ددة ،لتحقيق مكا�ض ��ب انتخابية ،فدماء الأطفال و�ض ��يلة ناجعة ل�ض ��تمالة الناخبن ،وهي الو�ض ��يلة الأكر وح�ض ��ية ي التاريخ والتي ل ي�ض ��تطيع اأحد ا�ضتخدامها بفاعلية �ضوى الأمريكان وربيبتهم دولة ام�ضخ اليهودي. haqail@alsharq.net.sa