صحيفة الشرق - العدد 355 - نسخة الرياض

Page 11

‫محمد محمود‬

‫م ��ن �ض ��ارك ي اأحداث �ض ��ارع حمد حم ��ود بالقاهرة ي العام اما�ض ��ي ‪-‬ولو‬ ‫بالفرج ��ة‪ -‬ي�ض ��تطيع اأن ينق ��ل ل ��ك وجهة نظ ��ر ختلفة جذري� � ًا مع كل خ ��راء الأمن‬ ‫واحكماء ال�ضراتيجين الذين تعج بهم ال�ضحف والقنوات الف�ضائية‪.‬‬ ‫ولو ك ّلف النظام احاي ي م�ضر نف�ضه عناء درا�ضة حالة حمد حمود ي اإطار‬ ‫�ض ��يكولوجي لأراح نف�ض ��ه من عناء تكرار احدث ومنع ال�ض ��دام بن الثوار ووزارة‬ ‫الداخلية‪ .‬لن اأن�ض ��ى منظر الأطفال وهم يتقدمون �ضفوف امواجهات‪ ،‬يحمل الواحد‬ ‫منهم على ظهره حقيبته امدر�ض ��ية‪ ،‬يلتقط حجر ًا �ضغر ًا يقذف به قوات الأمن‪ ،‬فرد‬ ‫عليه باخرطو�ش وقنابل الغاز ام�ض ��يلة للدموع‪ ،‬ليعود حمو ًل على الأعناق ويغادر‬ ‫ال�ض ��ارع ي �ضيارة اإ�ضعاف �ضهيد ًا اأو م�ضاب ًا‪ .‬م�ض ��اعفة اأعداد الأطفال يوم ًا بعد اآخر‬ ‫و�ض ��جاعة اأج�ضادهم ال�ضغرة ي ا�ض ��طياد الر�ضا�ش لغز م ي�ض ��ع اأحد لفك �ضفرته‬ ‫ليدرك مقدار كراهية ال�ض ��عب لل�ض ��رطة‪ .‬كراهية عر عنها الأطفال ممار�ض ��ة ال�ضباق‬ ‫للح�ضول على موت ي اعتقادهم اأنه جرد رمز لهذه الكراهية‪ .‬وزارة الداخلية (على‬

‫عبدالصبور بدر‬

‫و�ضعها احاي) هي وجه مبارك القبيح الذي م تخف ماحه عمليات التجميل‪ ،‬ولن‬ ‫ي�ضدق الثوار ي م�ضر طيبته التي ظهر عليها بعد تخلي �ضاحبه عن ال�ضلطة‪ .‬يتحمل‬ ‫جل�ش طنطاوي اخطاأ حن اأعاد ال�ضباط ممار�ضة عملهم ‪-‬بعد الثورة‪ -‬بدون اإجراء‬ ‫تطهر �ض ��امل كان باإمكانه اأن يخيف كل من ت�ضول له نف�ضه ا�ضتخدام �ضلطته لإرهاب‬ ‫امواطن ��ن‪ .‬ووقع مر�ض ��ي ي نف�ش الفخ حن اأبقى مل ��ف الداخلية على حاله وم يقم‬ ‫بهيكل ��ة للجهاز وتقدم كل من تورط ي دم الث ��وار محاكمات ناجزة كان الرئي�ش قد‬ ‫وعد بها �ض ��عبه ي حملته النتخابية‪ .‬عام م�ض ��ى على اأحداث حمد حمود م يجد‬ ‫اأهاي ال�ض ��هداء من ين�ض ��فهم‪ ،‬وم يعر اأ�ض ��دقاوؤهم من الثوار عل ��ى قاتل واحد نال‬ ‫اجزاء‪ .‬فذهبوا اإى نف�ش ال�ض ��ارع يبكون قلة حيلتهم ويكررون نف�ش ام�ض ��اهد على‬ ‫اأمل اأن ينقذهم اأحد من الياأ�ش! كان اإخفاء الأدلة بهدف براءة (كل) ال�ضباط امتورطن‬ ‫ي قتل ام�ضرين اأثناء الثورة هدف عمدت الداخلية على بلوغه وجحت فيه باقتدار‬ ‫وه ��و الأمر ال ��ذي يجعل الواحد منهم مطمئن ًا مام ًا وهو ي�ض ��وب بندقيته ليقتل من‬

‫ثقافة المقاومة بين‬ ‫اليساري واإسامي‬ ‫محمد الحرز‬

‫اأي ��ام امد القومي وال�ض ��يوعي ي اخم�ض ��ينيات وال�ض ��تينيات م ��ن القرن‬ ‫امن�ض ��رم كان امثق ��ف العربي ي دفاعه عن الق�ض ��ية الفل�ض ��طينية ل يحمل من‬ ‫الثقافة التي ينظر من خالها اإى هذه الق�ضية �ضوى الثقافة القومية وال�ضيوعية‪،‬‬ ‫فهي التي تاأ�ض�ض ��ت ي ظلها الأحزاب الي�ض ��ارية التي اأخذت على عاتقها الدفاع‬ ‫عن حق ال�ض ��عب الفل�ضطيني وحاربة اإ�ض ��رائيل‪ .‬وهناك اأ�ضماء عديدة جاهدت‬ ‫و�ض ��حت ي �ضبيل هذه الق�ض ��ية العادلة ل يكفي امقال هنا ح�ض ��ر اأ�ضمائها اأو‬ ‫ت�ض ��حياتها‪ .‬بع ��د التحولت امف�ض ��لية التي طال ��ت النظام العامي بعد �ض ��قوط‬ ‫جدار برلن‪ ،‬و�ضعود الإ�ضام ال�ضيا�ضي اإى واجهة الأحداث ي العام العربي‪،‬‬ ‫بداأ امثقف الي�ض ��اري ينح�ض ��ر دوره �ض ��يئ ًا ف�ضيئ ًا مقارنة ب�ض ��عود جم امثقف‬ ‫الإ�ض ��امي‪ ،‬وكاأنه قد تا�ض ��ت مرحلة تاريخية من امنطق ��ة والعام العربي بكل‬ ‫ثقافتها وروؤاها وت�ضوراتها واأحامها‪ ،‬وجاءت مرحلة اأخرى مغايرة ل�ضابقتها‬ ‫ي التوجه الثقاي والأهداف ال�ض ��راتيجية والغايات والطموح‪ ،‬اإنها مرحلة‬ ‫مثل فيها الإخوان ام�ضلمون قطب الرحى بعدما تغلغلوا كتنظيم ي اأغلب العام‬ ‫العربي من امحيط اإى اخليج‪ ،‬وبداأت اأفكارهم جد لها �ضدى عند عامة النا�ش‪،‬‬ ‫بحيث كان تاأثرها كبر ًا منذ ال�ضتينيات‪ .‬ثم جاء �ضعودهم اإى �ضدة احكم ي‬ ‫تون�ش وم�ضر مثابة تتويج م�ضرة طويلة من التنظيم والعمل احزبي امثابر‪،‬‬ ‫اإ�ض ��افة اإى عوامل �ضيا�ض ��ية اأخرى تت�ض ��ل باخيار ال�ض ��راتيجي ال�ضيا�ض ��ي‬ ‫الأمريكي والغربي ي دعم الإ�ض ��ام ال�ضيا�ضي ي ن�ضخته «الإخوانية» والرغبة‬ ‫ي و�ض ��وله لل�ض ��لطة‪ ،‬ومن ثم التعامل معه على هذا الأ�ضا�ش‪ .‬امثقف الي�ضاري‬ ‫ي امرحلة الأوى كان يدافع عن الق�ض ��ية الفل�ض ��طينية‪ ،‬وعن حق ال�ضعوب ي‬ ‫تقرير م�ضرها‪ ،‬وعن العدالة الجتماعية من منطلقات قومية متجاوزة ي اأغلب‬ ‫الأحيان الأديان والطوائف ل�ض ��الح قوة الدولة‪ ،‬اإذ مفردات الن�ض ��ال عنده كانت‬

‫تزخر م�ضطلحات مارك�ضية لينينية بالدرجة الأوى‪ .‬هذا الأموذج من امثقفن‬ ‫وقتئذ كانت ثقافته تتغذى على ثقافة احزب ما مثله من �ض ��لطة بروقراطية‬ ‫�ض ��اغطة على �ضخ�ضيته‪ .‬لكن مقاومته م ت�ضنف على اأ�ضا�ش مذهبي اأو طائفي‬ ‫اأو ديني‪ ،‬بل كان الت�ضنيف احزبي ي الثقافة ال�ضيا�ضية العامية هو الغالب على‬ ‫ما عداه من ت�ضنيفات‪ .‬بينما اأموذج امثقف الإ�ضامي ي امرحلة التالية كانت‬ ‫منطلقاته ي الدفاع عن الق�ض ��ية الفل�ضطينية ترتكز ب�ضكل اأ�ضا�ضي على مفهوم‬ ‫الأمة باعتباره الت�ض ��ور العام الذي ت�ض ��تظل به جميع التيارات الإ�ضامية على‬ ‫ختلف توجهاتها وم�ض ��اربها‪ .‬لذلك م�ض ��طلح اجهاد ب ��كل حمولته التاريخية‬ ‫والتبا�ض ��اته الدللي ��ة كان حا�ض ��ر ًا بقوة ي الأدبيات الن�ض ��الية عن ��د الأحزاب‬ ‫الإ�ضامية كحما�ش واجهاد وحزب الله والقاعدة‪ .‬وهنا اأتوقف قلي ًا عند دللت‬ ‫مثل هذا اح�ض ��ور واأثره على ثقافة امقاومة كما ت�ض ��نعها مث ��ل هذه الأحزاب‪،‬‬ ‫لأنها ي ظني تف�ضر كثر ًا من الت�ضرفات التي تتغلف تارة بال�ضيا�ضة وام�ضالح‬ ‫وت ��ارة باجه ��اد �ض ��د الطاغوت وال�ض ��يطان‪ ،‬وه ��ي ي كلتا احالت ��ن تعر من‬ ‫العمق على ماأزق الثقافة امقاومة‪ .‬اإحياء فكرة اجهاد حق م�ض ��روع لكل مقاومة‬ ‫ت�ض ��تدعي موروثها كي ترتكز عليه ي جهادها �ض ��د امحت ��ل‪ .‬اإى هنا ل خاف‪.‬‬ ‫اخاف يبداأ عندما ل ننتبه اإى اأن ا�ضتخدام الفكرة ثم توظيفها ل ينه�ش معزل‬ ‫عن �ضياقه التاريخي‪ ،‬وهذا يعني فيما يعنيه‪ ،‬اأن فكرة اجهاد ل تاأتي جردة من‬ ‫التاريخ‪ ،‬ثم تلت�ض ��ق بثقافة امقاومة دون اأن يرتبط ذلك كله‪ ،‬بالنتائج‪ ،‬الأهداف‬ ‫الت ��ي تاأ�ض ���ش عليها اجه ��اد ي التاريخ الإ�ض ��امي‪ ،‬والأحداث التي �ض ��احبته‬ ‫والقي ��م التي ارتبطت به‪ .‬اإنه ��ا بالتاي منظومة من القيم ولي�ش اجهاد �ض ��وى‬ ‫خ ��رزة واح ��دة ل تنفرط من العقد‪ .‬نقول هذا ال ��كام لنوؤكد على حقيقة مفادها‪:‬‬ ‫اأنه بقدر ما حقق اجهاد للعرب وام�ض ��لمن ي اما�ض ��ي امجد‪ ،‬و�ضاهم اأي�ضا ي‬

‫حصيلة عام على تقرير اللجنة‬ ‫البحرينية لتقصي الحقائق‬ ‫رضي الموسوي‬

‫ي�ض ��ادف اليوم اجمعة مرور عام على �ض ��دور تقرير اللجنة البحرينية لتق�ض ��ي‬ ‫احقائق‪ ،‬التي ت�ضكلت باأمر من جالة ملك البحرين وتراأ�ضها الروف�ضور حمود �ضريف‬ ‫ب�ضيوي وع�ضوية اأربعة من اخراء القانونين واحقوقين الدولين‪ ،‬و�ضكلت اللجنة‬ ‫له ��ا فرق عمل حققت فيما جرى ي البحرين خال �ض ��هري فراي ��ر ومار�ش ‪ .2011‬وقد‬ ‫احت ��وى التقرير على جملة من التو�ض ��يات كثفها رئي�ض ��ها اأمام عاه ��ل البحرين ي بث‬ ‫مبا�ض ��ر على التلفزة والف�ض ��ائيات ي مثل هذا اليوم من العام اما�ضي‪ ،‬وقال فيها كثر ًا‬ ‫عن انتهاكات حقوق الإن�ضان‪ ،‬وقد قبلت القيادة ال�ضيا�ضية البحرينية التقرير وتو�ضياته‬ ‫واأعلنت اأنها ب�ض ��دد تنفيذ التو�ض ��يات‪ ،‬وكذلك فعلت قوى امعار�ضة التي عدت التقرير‬ ‫وثيقة تاريخية مهمة وثقت ور�ضدت بدقة جزء ًا ل باأ�ش به عما جرى خال تلك الفرة‪.‬‬ ‫اأوى تو�ضيات تقرير جنة تق�ضي احقائق ن�ضت على ت�ضكيل جنة وطنية يتمثل‬ ‫فيها �ضخ�ض ��يات مرموقة من احكومة وامعار�ضة وموؤ�ض�ضات امجتمع امدي‪ .‬ت�ضكلت‬ ‫اللجنة برئا�ضة رئي�ش جل�ش ال�ضورى البحريني ال�ضيد علي �ضالح ال�ضالح‪ ،‬وع�ضوية‬ ‫ثماي ع�ض ��رة �ضخ�ضية‪� ،‬ضتة ع�ضر ع�ضوا منها ح�ضوبون على اجانب احكومي ما‬ ‫اأثار ردود فعل اجمعيات ال�ضيا�ضية امعار�ضة التي عدت اأن التو�ضية م تنفذ كما ن�ضت‪،‬‬ ‫اإذ م يجر الت�ضاور معها وخاطبتها‪.‬‬

‫حامد بن عقيل‬

‫‪abadr@alsharq.net.sa‬‬

‫الجمعة ‪ 9‬محرم ‪1434‬هـ ‪ 23‬نوفمبر ‪2012‬م العدد (‪ )355‬السنة اأولى‬

‫‪11‬‬

‫قصف غزة‪ ..‬ا جديد‬

‫ي�ض ��اء ي الوق ��ت ال ��ذي يخت ��اره دون اأن يجد من يعاقب ��ه بعد ذلك‪ .‬الو�ض ��ع لن يهداأ‬ ‫بام�ض ��كنات‪ ،‬وعلى النظام اإدراك اأن الداخلية التي من امفر�ش اأن حميه اأ�ض ��بحت‬ ‫عبئ ًا عليه‪ ،‬وحتاج من يحميها‪ ،‬واإذا كانت القوات ام�ضلحة تقوم بهذه امهمة فاإن اأمن‬ ‫ام�ض ��رين يحتاج من ي�ض ��هر عليه‪ .‬تفاقم الأمور لي�ش من م�ض ��لحة اأحد واتهام طرف‬ ‫ثالث بالتحري�ش م يعد مقبو ًل‪ ،‬ومن يتواطئ مع القاتل ويدافع عن حريته فهو �ضريك‬ ‫ي اجرمة‪ ،‬واإذا كان النظام احاي بكل ما متلك من �ض ��لطان غر قادر على حمل‬ ‫م�ض� �وؤولية الق�ض ��ا�ش لل�ض ��هداء فعلى الأقل باإمكانه األ يتورط ي تقدم �ضهداء جدد‬ ‫وي�ضع نف�ضه ي دائرة التهام‪.‬‬ ‫اآخر �ضطر‪:‬‬ ‫ي بادي ليل يظلم النهار‪ ،‬يقتطع من م�ضاحته كل يوم مقدار ًا من الوقت‪ ،‬حتى‬ ‫�ضار يومنا كله لي ًا‪.‬‬

‫طريقة ت�ض ��كيل جنة التق�ض ��ي‪ ،‬التي عرفت فيما بعد بلجنة ب�ض ��يوي ن�ض ��بة اإى‬ ‫رئي�ض ��ها‪ ،‬قدمت موؤ�ض ��رات عن الكيفية التي كان اجانب الر�ض ��مي يفكر فيها اإزاء تنفيذ‬ ‫التو�ضيات التي كانت فر�ضة مهمة لإخراج الباد من الأزمة ال�ضيا�ضية‪-‬الد�ضتورية التي‬ ‫تع�ض ��ف بالباد‪ .‬وبذات القدر كانت فر�ض ��ة مهمة لنت�ض ��ال الو�ض ��ع احقوقي ‪ -‬الأمني‬ ‫م ��ن اماأزق الذي كانت البحري ��ن تعاي منه‪ .‬لكن الأمور م جر كم ��ا اأراد البحرينيون‪،‬‬ ‫وم تتحق ��ق توقعاتهم للخروج م ��ن الأزمة‪ ،‬فجاءت ي مايو ‪ 2012‬تو�ض ��يات امجل�ش‬ ‫العامي حقوق الإن�ض ��ان ي جنيف والبالغ عددها ‪ 176‬تو�ض ��ية وافقت احكومة على‬ ‫‪ 145‬تو�ضية ب�ضكل كلي وع�ضرين تو�ضية ب�ضكل جزئي‪ ،‬وم الإعان عن ذلك مع اقراب‬ ‫موعد امراجعة الدورية ي �ضهر �ضبتمر من العام اجاري‪ ،‬حيث احتوت على عديد من‬ ‫التو�ضيات التي طالبت بتنفيذ تو�ضيات جنة ب�ضيوي‪.‬‬ ‫لي ��زال ام�ض ��هد البحريني يعي� ��ش ي نف�ش الدائ ��رة التي قادت اإى ت�ض ��كيل جنة‬ ‫التق�ضي‪ ،‬وكاأن الزمن جمد عند امرحلة التي �ضبقت عملية ت�ضكيل اللجنة‪ ،‬فرغم تنفيذ‬ ‫بع� ��ش تو�ض ��يات التقرير‪ ،‬فاإن هناك كثر ًا م ��ن اجهد الذي ينبغي بذل ��ه لإخراج الباد‬ ‫م ��ا هي عليه‪ ،‬حيث تنت�ض ��ب ا�ض ��تحقاقات كرى ليجب اإ�ض ��احة الوج ��ه عنها‪ ،‬ومنها‬ ‫ال�ضتحقاقات الإقليمية الكرى‪ ،‬كما هو احال مع الو�ضع ال�ضوري الذي طال اأمده اأكر‬

‫ل جدي ��د فع ًا‪ ،‬فغزة كانت جرد �ض ��حية انتخابية اإ�ض ��رائيلية‪ ،‬كما كانت‬ ‫�ض ��وريا �ض ��حية النتخابات الأمريكي ��ة‪ ،‬فالتعالق بن ذهني ��ة الدولة اليهودية‬ ‫وذهنية اأمريكا تعالق اأبدي‪ ،‬والعاقة بن الدولتن عاقة ا�ضتثنائية كما اأ�ضار‬ ‫روجيه جارودي ذات م ّرة‪« :‬هذا التحريف للتاريخ‪ ،‬مع النتائج الدامية الناجمة‬ ‫عنه‪� ،‬ض ��ببها العاق ��ة الوثيقة وال�ض ��تثنائية الأمريكية ‪ -‬الإ�ض ��رائيلية‪ ،‬والتي‬ ‫مت منذ بداية اخم�ضن عام ًا التي انق�ضت‪ ،‬والتي بقلبها ميزان القوى جعلت‬ ‫من الوليات امتحدة‪ ،‬اليوم‪ ،‬م�ض ��تعم َرة اإ�ض ��رائيلية»‪ .‬ولعل ال�ضر ي �ضعوبة‬ ‫فه ��م هذه العاقة ه ��و كونها عاقة متغ ��رة‪ ،‬فمن احذر التاريخ ��ي من اليهود‬ ‫ل ��دى موؤ�ض�ض ��ي الوليات امتح ��دة اإى الدعم الكامل للق�ض ��ية اليهودية‪« :‬هناك‬ ‫بن الآباء اموؤ�ض�ض ��ن من كت ��ب ح ّذر ًا من خطر اليهود عل ��ى الدولة اجديدة‪،‬‬ ‫وطال ��ب منعه ��م من دخولها»‪ ،‬وه ��و اموقف الذي ح ��وّل اإى تاأييد ول�ض ��يما‬ ‫بعد العدوان الثاثي على م�ض ��ر!‪ ،‬لهذا م يكن من ام�ضتغرب اأن ماثل الذهنية‬ ‫اموؤ�ض�ض ��ة لدولة اليهود ذات العقلية الأمريكية القائمة على الإبادة‪ ،‬وا�ضتغال‬ ‫احروب امفتعلة لأغرا�ش انتخابية‪ ،‬فقد ات�ض ��حت عقلية الإبادة اليهودية ي‬ ‫اأك ��ر من مائة وثاثن جزرة �ض ��د العرب ي فل�ض ��طن خ ��ال ‪ 73‬عام ًا حتى‬ ‫الآن‪ ،‬بدءا من جزرة حيفا �ض ��نة ‪ ،1937‬ولي�ش انتهاء بالعدوان على غزة عام‬ ‫‪ ،2009‬ال ��ذي يق ��ول عنه الكاتب الريطاي باتريك �ض ��يل‪« :‬على رغم اأن معظم‬ ‫الع ��ام نظ ��ر اإى احرب ي غزة على اأنها عمل اإجرامي �ض ��د مدنين ع ّزل‪ ،‬فقد‬ ‫نتجت عنها موجة مغالة ي القومية ي اإ�ض ��رائيل»‪ ،‬وهذا ما ي�ض ��به رغبة ربع‬ ‫الأمري ��كان ي اإلقاء مزيد من القنابل على اليابان قبل ا�ضت�ض ��امها ي احرب‬ ‫العامية الثانية! وي�ض ��يف �ض ��يل‪« :‬اأراد كثرون اأن يُ�ض ��تكمل الهجوم ال�ضاري‬

‫شيء من حتى‬

‫�ض ��نع ح�ض ��ارتهم وتفوقهم‪ ،‬فاإنه ي نف�ش الوقت اأدخلهم ي عاقة التبا�ش مع‬ ‫باقي ال�ض ��عوب والدول التي طالها �ض ��يف اجهاد من ع�ض ��ر الدولة الأموية اإى‬ ‫ع�ضر الدولة العثمانية‪.‬‬ ‫اأحيان� � ًا يك ��ون ال�ض ��راع داخلي ًا طائفي� � ًا‪ ،‬وي اأحي ��ان اأخرى يك ��ون العدو‬ ‫خارجي ًا حيث �ض ��رعان ما ت�ض ��تدعى اأحكام اجزية ام�ضاحبة ي النظر اإى هذا‬ ‫العدو عدا عن النظرة التبخي�ضية التي ترافق عادة مثل هذه احروب �ضد اأي عدو‬ ‫خارجي مهما كان انتماوؤه‪ .‬هذه الثقافة الن�ض ��ية ل تعرف بالوقائع والأحداث‪،‬‬ ‫ب ��ل ما يقول ��ه الن�ش هو الذي يع ��اد اإنتاجه ي عقول امقاوم ��ن‪ .‬وما اأعنيه هنا‬ ‫بالوقائع والأحداث هي جمل العاقات الجتماعية والقت�ض ��ادية وال�ضيا�ضية‬ ‫حدي ��د ًا تل ��ك التي تقوم ب ��ن النا�ش وهم ي �ض ��راعهم الطائف ��ي اإذا كان العدو‬ ‫داخلي� � ًا‪ ،‬اأو بن جتمع واآخر وهم ي حروبهم وعداواتهم القائمة‪ .‬انطاق ًا من‬ ‫هذا الو�ضع اأجد اأن اأموذج امثقف الإ�ضامي امقاوم رما يحقق انت�ضاراته على‬ ‫�ض ��عيد مقاومة العدو الإ�ض ��رائيلي‪ .‬لكنه ي نف�ش الوقت ل ي�ضنع ثقافة تنتمي‬ ‫اإى ام�ضتقبل‪ ،‬بل هو يعيد اإنتاج اما�ضي بكل اأبعاده ال�ضلبية‪ .‬هو يعيد ي كثر‬ ‫من �ض ��لوكياته ثقافة ال�ض ��تبداد بينما نحن بحاج ��ة اإى الدمقراطية‪ .‬ل يوجد‬ ‫بالت ��اي قرار ا�ض ��راتيجي حر للمقاومة‪ ،‬ومعزل عن ام�ض ��روعات ال�ضيا�ض ��ية‬ ‫امرتبطة بامنطق ��ة‪ ،‬وكما نعلم القرار ال�ض ��راتيجي مدعوم منظومة متكاملة‬ ‫بدء ًا من القوة الع�ضكرية‪ ،‬ومرور ًا باموؤ�ض�ضات احديثة ي امجتمع والقت�ضاد‬ ‫واحياة ال�ضيا�ضية‪ .‬ل اأريد هنا اأن اأظهر مظهر امت�ضائم ودماء غزة م تن�ضف من‬ ‫العدوان الإ�ضرائيلي‪ .‬لكن ما يختبئ خلف �ضتار الأحداث هو ما ينبغي الركيز‬ ‫علي ��ه والك�ض ��ف ع ��ن اأبجدياته‪ .‬ف ��كا الأموذجن خ�ض ��ر مواقعه ي الن�ض ��ال‪،‬‬ ‫الأول م يحرر فل�ض ��طن‪ ،‬و�ض ��قط ب�ضقوط الحاد ال�ض ��وفييتي‪ ،‬الثاي مجرد‬ ‫ما ت�ض ��لم ال�ضلطة واحكم خ�ضر جزء ًا كبر ًا منه‪ ،‬والباقي على حبل اجرار كما‬ ‫اأظن‪ .‬واحل ما هو؟ هل هناك درب اآخر مكن للمثقف امنا�ض ��ل اأن ي�ض ��لكه �ض ��د‬ ‫ال�ض ��تبداد من جهة و�ضد الحتال من جهة اأخرى‪ ،‬ول يكون طائفي ًا ول حزبي ًا‬ ‫مغلق ًا؟ هذا �ض� �وؤال م�ض ��روع وملح ي نف� ��ش الوقت‪ .‬فالبحث ع ��ن اأموذج كهذا‬ ‫للمثقف ل ي�ضتع�ض ��ي عل ��ى الباحث‪ ،‬هناك كثر منهم‪ .‬لكنه ��م ل يجدون داعمن‬ ‫لهم يرفعون من خالهم اأ�ض ��واتهم واآراءهم غر ال�ض ��تقطابية وغر امح�ضوبة‬ ‫على هذا التيار اأو ذاك‪ .‬م�ضروعهم اإنتاج ثقافة ام�ضتقبل امعتمدة بالدرجة الأوى‬ ‫عل ��ى احرية والدمقراطية ودولة القانون واموؤ�ض�ض ��ات واإظه ��ار روح الراث‬ ‫والتم�ض ��ك به كهوية للجميع‪ .‬تفا�ض ��يل و�ض ��مات هذا الأموذج نراه ي العقول‬ ‫التي اأخذت باأ�ضباب الفل�ضفة من جانب وبالقيم الدينية التنويرية من جانب اآخر‪.‬‬

‫باإنابة‪ :‬خالد اأنشاصي‬

‫كن دكتاتور ًا يرحمك اه!‬

‫ما كان يتوقع بع�ض ��هم‪ ،‬ودخ ��ول احالة الأردنية والكويتية على خط ال�ض ��تحقاقات‪،‬‬ ‫ف�ض ًا عن الو�ضع الإيراي وملفه النووي امعقد‪.‬‬ ‫الأو�ض ��اع الإقليمية امعقدة ل تخدم اأي من اأطراف اللعبة ال�ضيا�ضية ي البحرين‪،‬‬ ‫وتاأخر احل ال�ضيا�ضي ي�ضتنزف كثر ًا من اجهد والوقت ويعقد الو�ضول اإى خا�ضات‬ ‫متوافق عليها‪ ،‬و�ض ��يكون على ح�ضاب الو�ضع القت�ضادي والجتماعي الذي يعاي هو‬ ‫الآخر من ا�ضطفافات اأخذت اأبعاد ًا مذهبية اأثرت على الن�ضيج امجتمعي الداخلي‪ .‬لذلك‬ ‫يرى كثرون اأن الفر�ض ��ة لتزال �ضانحة لإ�ضدال ال�ض ��تار على اأزمة م�ضتفحلة من خال‬ ‫و�ض ��ع اأجندة وا�ض ��حة امعام حوار ذي مغزى ينطلق من تنفيذ تو�ض ��يات ب�ض ��يوي‬ ‫وجنيف‪ ،‬الأمر الذي من �ض� �اأنه اإبعاد الباد عن التجاذبات امتزايدة وامتداخلة ي كثر‬ ‫من عنا�ض ��رها‪ .‬ويحتاج احل اإى تهيئة اأجواء وتنظيف م�ض ��احات من حالت ال�ضحن‬ ‫والت�ضنج وخ�ضو�ض ًا ي و�ضائل الإعام وال�ضحافة التي يبدو اأنها لعبت اأدوار ًا �ضلبية‬ ‫ي التمر�ش واأطلقت العنان مخيات مر�ض ��لة ول اأ�ض ��ا�ش لها من امو�ضوعية وجاي‬ ‫احقيقة‪ .‬وبامنا�ض ��بة فقد كان الإعام اأحد امفا�ض ��ل الذي ر�ضدت جنة التق�ضي حركته‬ ‫وخل�ض ��ت اإى اأنه م يكن مو�ض ��وعي ًا ول حايد ًا واأ�ض ��هم ي تاأزم الو�ض ��ع ال�ضيا�ضي‬ ‫والأمني والحتقان الطائفي ودعت لإ�ضاحه اإى جانب اإ�ضاح عديد من اأجهزة الدولة‪.‬‬ ‫رما يتطلب الو�ض ��ع مبادرات �ض ��جاعة حتوي على تنازلت �ضيا�ضية موجعة ي‬ ‫اأغلب الأحيان من اأجل اأن يتم قطع الطريق على �ض ��لبيات النتظار التي ل يبدو اأنها ي‬ ‫م�ض ��لحة اأحد‪ ،‬خ�ضو�ض� � ًا واأن ع�ض ��رات امنظمات احقوقية الدولية والإقليمية تراقب‬ ‫ام�ض ��هد البحريني وهو يعر ال�ض ��نة الأوى على �ض ��دور تقرير جنة تق�ضي احقائق‪،‬‬ ‫ويرى اأغلبها اأن ما م تنفيذه ليزال متوا�ضع ًا اإذا ما عرفنا اأن التو�ضيات ت�ضمل تدريب‬ ‫اأجهزة الأمن والنيابة العامة والق�ض ��اء وم�ض ��اءلة امت�ضببن ي النتهاكات وغرها من‬ ‫التو�ضيات ذات ال�ضلة بحقوق الإن�ضان وام�ضاحة الوطنية ومغادرة مربعات الت�ضنج‬ ‫واإ�ضاعة مكانها الت�ضامح وال�ضتقرار الجتماعي وال�ضلم الأهلي الذي حتاجه البحرين‬ ‫الآن اأكر من اأي وقت م�ضى‪ .‬فهل ن�ضهد تطورات دراماتيكية لتريد ال�ضاحة امحلية؟‬

‫م ��ا يح ��دث ي م�ص ��ر �اآن ا معنى ل ��ه �إ ّا �أننا‬ ‫�أم ��ام ع�صابة من �متثاقف ��ن‪ ،‬و�اأفاقن‪ ،‬و�لدجالن‪،‬‬ ‫و�متلون ��ن‪ ،‬عل ��ى درب �ل�صيا�صة ت ��ارة‪ ،‬وعلى درب‬ ‫�لعد�ل ��ة ت ��ارة �أخ ��رى‪ ،‬يري ��دون �أن تظ ��ل م�صر على‬ ‫حالها من �لفو�صى‪.‬‬ ‫كلما �قربت م�صر من حقيق �ا�صتقر�ر على‬ ‫�صعيد ما هب �أولئ ��ك �منافقون عر و�صائل �اإعام‬ ‫�لعميل ��ة للنظام �لبائ ��د لت�صويه �حقائ ��ق وبث �مزيد‬ ‫من �ل�صائعات �لتي تنخر ي ج�صد �مجتمع �لذي م‬ ‫يتعاف بعد من �آثار �نتفا�صته �لكرى �لتي و�صعت‬ ‫�أقد�م ��ه عل ��ى بد�ي ��ة طري ��ق �لدمقر�طي ��ة و�حري ��ة‬ ‫وحقوق �اإن�صان‪.‬‬ ‫�آخر هذه �لت�صويهات ما يردده هوؤاء �منافقون‬ ‫من �أكاذيب عن �لد�صتور �جديد‪ ،‬بغية �إف�صال طرحه‬ ‫لل�صع ��ب لا�صتفتاء عليه‪ ،‬وحاولة «بلطجية» �صارع‬ ‫حم ��د حمود جر �لد�خلية �إى م�صتنقع �لدماء من‬ ‫جدي ��د ي هذ� �لتوقيت �لذي حت ��اج فيه م�صر �إى‬ ‫كل دقيقة عمل للخروج من �أزماتها �اقت�صادية‪.‬‬ ‫هن ��ا �أق ��ول للرئي� ��س حم ��د مر�ص ��ي‪« :‬ك ��ن‬ ‫دكتاتور ً� يرحمك �لله»!‬ ‫تق�صر طريق‬ ‫نع ��م فللث ��ورة دكتاتوريتها �لت ��ي ّ‬ ‫�لنج ��اح‪ ،‬وحق ��ق �مزي ��د م ��ن �ا�صتق ��ر�ر لل�صع ��ب‬ ‫�لظامئ للحرية منذ عقود‪.‬‬ ‫و�أق ��ول‪ :‬تعل ��م ي ��ا فخام ��ة �لرئي� ��س �أن �لف�صاد‬ ‫متج�ص ��د ي رم ��وز بعينه ��ا‪ ،‬وي قن ��و�ت ف�صائي ��ة‬ ‫بعينه ��ا‪ ،‬وي ق�صاة باأعينهم‪ ،‬فلم ��اذ� ا تتخذ قر�ر ً�‬ ‫باعتقال كل هوؤاء؟‬ ‫�صدقني �صوف ي�صفق لك �ل�صعب حينما ير�ك‬ ‫قوي ًا ي مو�جهة �مف�صدين‪ ،‬ودع عنك قول �اأفاقن‪:‬‬ ‫«يج ��ب �أن تك ��ون دمقر�طي ًا وتتقبل �ل ��ر�أي و�لر�أي‬ ‫�اآخ ��ر»!‪ ،‬فه� �وؤاء ا هم دمقر�طي ��ون وا يحزنون‪،‬‬ ‫�إنهم خونة ا يهمهم �إا م�صاحهم �خا�صة ولتحرق‬ ‫م�صر من فيها!‬ ‫�أوجه هذ� �لن ��د�ء للرئي�س مر�صي قبل �صاعات‬ ‫م ��ن �تخاذه قر�ر�ت قي ��ل �إنها �صت�صب ي م�صلحة‬ ‫�ل�صعب و�لث ��ورة‪ ،‬وا �أدري �إن كانت هذه �لقر�ر�ت‬ ‫�صتك ��ون كما ياأمل �ل�صعب فع � ً�ا �أم �صتكون �أقل من‬ ‫طموح �لنا�س‪.‬‬ ‫�صاع ��ة ق ��ر�ءة هذ� �مقال �صتك ��ون �لقر�ر�ت قد‬ ‫�تخ ��ذت بالفعل‪ ،‬وهنا ا �أملك �إ ّا �أن �أ�صفق للرئي�س‬ ‫عل ��ى م ��ا �تخذه من ق ��ر�ر�ت �إن كان ��ت على م�صتوى‬ ‫طموح �ل�صعب‪� ،‬أو �أن �أن�صم فور ً� للمطالبن برحيله!‬

‫‪almosawi@alsharq.net.sa‬‬

‫‪alanshasi@alsharq.net.sa‬‬

‫‪alherz@alsharq.net.sa‬‬

‫اإى اأن يتم الق�ض ��اء على حركة حما�ش وحو قطاع غزة عن اخريطة»‪ .‬بل اإن‬ ‫الدولة اليهودية اأكر تطرف ًا وعن�ضرية من الوليات امتحدة لتكائها ي ترير‬ ‫جرائمها على بعد ديني ينظر لاآخرين على اأنهم اأغيار كما تقرر كتبهم امقد�ضة‪،‬‬ ‫وكما ي�ض ��ر فا�ض ��فتهم ومن اأبرزهم «بن ميمون» الذي يو�ض ��ي ي �ض ��رائعه‪:‬‬ ‫«باإبادة الكفرة»‪ ،‬وهي الو�ضية التي تاأتي بهذا ال ّن�ش‪« :‬من واجب امرء اإبادتهم‬ ‫باأيديه»‪ ،‬وترد لفظة «التدمر» ي الرجمة الإجليزية لو�ضية بن ميمون‪« :‬من‬ ‫واجب امرء اأن يتخذ اإجراءات فعلية لتدمرهم»‪ ،‬وي كتابه «دليل احائرين»‪،‬‬ ‫الذي يعد من اأكر الكتب انت�ض ��ار ًا بن اليهود كما يذكر اإ�ض ��رائيل �ضحاك‪ ،‬يقرر‬ ‫اأن‪« :‬بع�ش الأتراك (اأي العن�ضر امغوي) والبدو ي ال�ضمال‪ ،‬وال�ضود والبدو‬ ‫ي اجنوب‪ ،‬واأولئك الذين ي�ضبهونهم ي اأقاليمنا‪ ،‬فطبيعة هوؤلء الب�ضر كمثل‬ ‫طبيعة احيوانات البكماء‪ ،‬وهم بح�ض ��ب راأيي‪ ،‬لي�ض ��وا ي م�ض ��توى الب�ض ��ر‪،‬‬ ‫وم�ضتواهم بن اأ�ضياء الوجود هو دون م�ضتوى الإن�ضان‪ ،‬واأعلى من م�ضتوى‬ ‫القرد‪ ،‬لأن لهم اأكر ما للقرد‪� ،‬ضورة الإن�ضان وال�ضبه له»‪.‬‬ ‫لهذا لي�ش من ام�ض ��تغرب اأن تتوافق الذهنية الأمريكية القائمة على اأفعال‬ ‫الإبادة والختطاف وال�ض ��حق وقتل الأطفال وقطع اآذان العدو‪ ،‬كما يف�ضل ي‬ ‫ذلك روجيه جارودي ي كتابه «ال�ضتعمار الثقاي وال�ضهيونية»‪ ،‬مع الذهنية‬ ‫اليهودية اموؤ�ض�ض ��ة لدولة اإ�ض ��رائيل على اأر�ش فل�ض ��طن‪ ،‬فالدولتان مار�ضان‬ ‫الإرهاب بامتياز‪« :‬اإن كل غزو اأو عدوان ا�ضتعماري هو م�ضروع با�ضم امدنية‪،‬‬ ‫اأما مقاومة ال�ض ��عوب امُ�ضتعمَرة وام�ضطهدة وامعر�ض ��ة لاإبادة فتحمل‪ ،‬وبا‬ ‫هوادة‪ ،‬ا�ضم الإرهاب»‪.‬‬ ‫اأم ��ا ا�ض ��تخدام اح ��رب ي الأغرا� ��ش النتخابي ��ة فيمكن تاأم ��ل اخطاب‬

‫الأمريكي نحو ق�ض ��ية �ض ��وريا بعد انته ��اء النتخابات مبا�ض ��رة‪ ،‬فمن اموقف‬ ‫ال�ضلبي الراف�ش لأي تدخل اإى موقف اأكر اإيجابية من قبل اأمريكا وحلفائها‪،‬‬ ‫الأمر كذلك ي غزة‪ ،‬حتى واإن �ض ��رح رئي�ش دولة اإ�ض ��رائيل �ض ��معون بري�ش‬ ‫موقع «اإ�ضرائيل بدون رقابة» حول العدوان الأخر على غزة بقوله‪« :‬ل اأظن باأن‬ ‫الأ�ض ��باب التي دعت للحملة �ضيا�ضية اأو تتعلق بالنتخابات‪ .‬ل يوجد اأي رجل‬ ‫�ضيا�ضة ي اإ�ضرائيل يخاطر باأبنائنا من اأجل اح�ضول على مقعد ي الكني�ضت‪.‬‬ ‫لق ��د خرجنا للحمل ��ة ‪-‬وم يكن اأمامنا خي ��ار اآخر‪ -‬من اأج ��ل حماية مواطنينا‪،‬‬ ‫كم ��ا لو كانت �ض ��تفعل اأي دولة اأخ ��رى حت تهديد اإطاق �ض ��واريخ‪ .‬يجب اأن‬ ‫نتذك ��ر باأن اإ�ض ��رائيل م تب ��ادر اإى توقيت الت�ض ��عيد احاي‪ .‬حما�ش‪ ،‬ب�ض ��كل‬ ‫متوا�ض ��ل‪ ،‬وم ��ع جاهل عامات الإن ��ذار والتحذير امتكررة‪ ،‬هي من �ض ��عدت‬ ‫اإطاق ال�ض ��واريخ على اإ�ضرائيل‪ ،‬و�ضمحت للمنظمات امختلفة اأن تطلق النار‬ ‫وال�ضواريخ على اإ�ضرائيل من داخل القطاع‪ ،‬وكاأننا نتحدث عن غرب الوليات‬ ‫امتحدة ي الزمن الغابر»‪.‬‬ ‫ا ّإن ما يحدث ي فل�ضطن اليوم حدث بالأم�ش ي غزة وي غرها من باد‬ ‫الدنيا‪ ،‬كما �ض ��يحدث غد ًا برعاية اأمريكية ويهودية من اأجل فر�ش الهيمنة على‬ ‫العام بفعل اإبادة منهجي ومنظم‪ ،‬مع ا�ضتخدام قذر للحروب‪ ،‬ب�ضور واأ�ضكال‬ ‫متع ��ددة‪ ،‬لتحقيق مكا�ض ��ب انتخابية‪ ،‬فدماء الأطفال و�ض ��يلة ناجعة ل�ض ��تمالة‬ ‫الناخبن‪ ،‬وهي الو�ض ��يلة الأكر وح�ض ��ية ي التاريخ والتي ل ي�ض ��تطيع اأحد‬ ‫ا�ضتخدامها بفاعلية �ضوى الأمريكان وربيبتهم دولة ام�ضخ اليهودي‪.‬‬ ‫‪haqail@alsharq.net.sa‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.