Joba-19

Page 52

‫على خيوط العنكبوت‬ ‫> ليلى آيت سعيد‬

‫<‬

‫بداية مؤلمة‬ ‫ال يراها إال حين تودعه آخر أيام األسبوع‪ ..‬أو حين ينقضي الشهر‪ ،‬وال يجرؤ أن يسألها‬ ‫شيئا‪ ..‬تقطعت به األسباب أو ك��ادت‪ ..‬هو ال يعرف من أمرها شيئا خ��ارج زاويته التسعين‪..‬‬ ‫وبالمثل هي‪..‬‬

‫النهاية‬ ‫ألف فكرة وفكرة راودت��ه‪ ..‬تأخذه من حاضره لترميه خلف قضبان السنين الماضية‪ ،‬التي‬ ‫جعلت من آبائه وأجداده رجاال يذكرهم التاريخ‪ ..‬وما صنعت منه؟ رجال لينساه التاريخ!!‬ ‫حتما هذا ما فكر به وهو ينظر إلى الزاوية التسعين في غرفته‪ ،‬أثاره منظر العش الكبير‬ ‫لعنكبوت تائه اختار زاوية منسية‪ ..‬مالذا من تقلبات أحوال بني البشر الهستيرية‪..‬‬ ‫_ أيها العنكبوت‪ ..‬لن يذكرك التاريخ ها هنا‪..‬‬ ‫هجس لنفسه‪ ..‬ساخرا؟ ساخطا؟ أو حتى معاتبا‪ ..‬تلك أحاسيس ذهبت مع الريح يوم حملت‬ ‫الريح كل شيء سواه‪..‬‬ ‫لم يكن األمر بمنتهى السهولة كما تصور‪ ،‬أو تبادر إلى ذهنه أول األمر‪ ..‬فكر كثيرا كما لم‬ ‫يفكر من قبل‪ ..‬وفجأة وجد أن كل ما فكر به لم يعد مجديا‪ ..‬صفعته فكرة تائهة وضعها في‬ ‫خانة فارغة من شبكة أيامه المتقاطعة‪ ..‬ليست صحيحة‪ ..‬عليه أن يجد حال أو فكرة أخرى‬ ‫يسد بها فراغ عمره‪..‬‬ ‫تساءل‪:‬‬ ‫ كم عنكبوتا عاش ومات في زاويته هذه؟ باستئذان أو بدون استئذان‪.‬‬‫ابتسم‪ ..‬تطلع ‪ -‬بعينين آسفهما منظره الراكد في الزاوية كحلزون أعرج ‪ -‬إلى العش من‬

‫اجلوبة ‪ -‬ربيع ‪1429‬هـ ‪51‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.