على خيوط العنكبوت > ليلى آيت سعيد
<
بداية مؤلمة ال يراها إال حين تودعه آخر أيام األسبوع ..أو حين ينقضي الشهر ،وال يجرؤ أن يسألها شيئا ..تقطعت به األسباب أو ك��ادت ..هو ال يعرف من أمرها شيئا خ��ارج زاويته التسعين.. وبالمثل هي..
النهاية ألف فكرة وفكرة راودت��ه ..تأخذه من حاضره لترميه خلف قضبان السنين الماضية ،التي جعلت من آبائه وأجداده رجاال يذكرهم التاريخ ..وما صنعت منه؟ رجال لينساه التاريخ!! حتما هذا ما فكر به وهو ينظر إلى الزاوية التسعين في غرفته ،أثاره منظر العش الكبير لعنكبوت تائه اختار زاوية منسية ..مالذا من تقلبات أحوال بني البشر الهستيرية.. _ أيها العنكبوت ..لن يذكرك التاريخ ها هنا.. هجس لنفسه ..ساخرا؟ ساخطا؟ أو حتى معاتبا ..تلك أحاسيس ذهبت مع الريح يوم حملت الريح كل شيء سواه.. لم يكن األمر بمنتهى السهولة كما تصور ،أو تبادر إلى ذهنه أول األمر ..فكر كثيرا كما لم يفكر من قبل ..وفجأة وجد أن كل ما فكر به لم يعد مجديا ..صفعته فكرة تائهة وضعها في خانة فارغة من شبكة أيامه المتقاطعة ..ليست صحيحة ..عليه أن يجد حال أو فكرة أخرى يسد بها فراغ عمره.. تساءل: كم عنكبوتا عاش ومات في زاويته هذه؟ باستئذان أو بدون استئذان.ابتسم ..تطلع -بعينين آسفهما منظره الراكد في الزاوية كحلزون أعرج -إلى العش من
اجلوبة -ربيع 1429هـ 51