عدد الثلاثاء 14/1/2020

Page 5

‫زيارة أمير قطر إلى ‪#‬إيران ال ميكن وصفها إال بغير املوفقة‪ ،‬وت ّ‬ ‫ُعطل أى فكرة‬ ‫مصاحلة مع الدوحة‪ ،‬وتؤكد أن الدوحة تبحث عن أى دور عبر االستعراض‬ ‫اإلعالمى والتريند ع السوشيال ميديا‪ ،‬ال أكثر وال أقل‪ .‬الزيارة لتلميع وجه‬ ‫إيران وتخفيف الضغوط الدولية عليها‪ ،‬وكأنها تساند ال تنتقد دور إيران‪.‬‬

‫يستحيل وجود من هو أكذب من زعيم ‪#‬حزب_إيران_فى_لبنان عندما‬ ‫يقول إن على دول اخلليج أن تشكر قاسم سليمانى‪ ،‬فلواله لكان اخلليج بخطر‪.‬‬ ‫تصريحاته مقرفة وأصبح مكروهً ا كلما نطق‪ .‬رمبا سيكون مصيره نفس مصير‬ ‫قاسم سليمانى وبئس املصير‪.‬‬

‫محمد حامد (باحث مصرى فى القانون الدولى والعالقات الدولية)‬

‫‪١٨‬‬

‫عندما كتبت عن االضطهاد الذى ُيارس فى اليمن على أصحاب البشرة‬ ‫السوداء‪ ،‬كان السؤال دائ ًما «هل تقبلني الزواج من أسود البشرة؟»‪ ،‬سؤال‬ ‫ثلى؟!!‬ ‫عنصرى وغريب‪ ،‬ولكن األغرب سؤالى‪ :‬هل تتزوجني من رجل مِ ّ‬

‫هند اإلريانى (كاتبة وناشطة يمنية)‬

‫عبدالخالق عبدالله (أستاذ علوم سياسية إماراتى)‬

‫مساحة رأى‬

‫فصل الخطاب‬ ‫حمدى رزق‬

‫بعضى يمزق بعضى!‬

‫الغالبة غالبة‪ ،‬ويستحقوا العطف‪ ،‬لكن‬ ‫ليه بعض الغالبة بقوا وحشني مع بعض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بيقطعوا فى بعض‪ ،‬بعضى ميزق بعضى‪،‬‬ ‫بياكلوا فى بعض زى السمك‪ ،‬أظنها لعنة‬ ‫ً‬ ‫رجل‪ ،‬زمان كانوا‬ ‫الغلب‪ ،‬ولو كان الفقر‬ ‫الغالبة طيبني‪ ،‬غالبة بشرف وكــرامــة‪،‬‬ ‫عندهم ذمة وضمير‪.‬‬ ‫الغالبة كانوا عفوفني‪ ،‬حتسبهم أغنياء‬ ‫مــن التعفف‪ ،‬نظيفى اليد والضمائر‪،‬‬ ‫رقــيــقــى احل ــال لكنهم أغــنــيــاء النفس‪،‬‬ ‫الغِ نَى ِغنَى النفس‪ ،‬كان عندهم احلرام‬ ‫حراماً واحلــال حـ ً‬ ‫ـال‪ ،‬مفطورين على‬ ‫احل ــال‪ ،‬حتــرم عليهم اللقمة مغمسة‬ ‫بالذل والهوان‪.‬‬ ‫قانونهم الــشــرف‪ ،‬ويــاكــلــوهــا بشرف‪،‬‬ ‫ِح َرم‬ ‫بكرامة‪ ،‬ال يأكلون نا ًرا فى بطونهم‪ ،‬ي ْ‬ ‫ـح ـ َرم على السامعني‪،‬‬ ‫عليهم احلــرام‪ ،‬و ِيـ ْ‬ ‫ص ــاروا يحللون ويــحــرمــون على كيفهم‪،‬‬ ‫يحومون حول احلمى‪ ،‬كان احلــال ب ّينًا‬ ‫واحلرام ب ّينًا وكانت بينهما أمور مشتبهات‪،‬‬ ‫صــار اشــتــهــاء احلـــرام واقــ ًعــا‪ ،‬وانحسر‬ ‫تصحرت حيواتنا‪ ،‬حاللنا بقعة‬ ‫احلــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جــرداء فى زمن استوى احلــرام فيه على‬ ‫سوقه يعجب الفجار‪.‬‬ ‫الكبير بيسرق الصغير عادى وبتحصل‪،‬‬ ‫لكن ليه الصغير يسرق اللى أصغر منه‪،‬‬ ‫ودوالــيــك‪ ،‬متوالية لصوصية ال حتدها‬ ‫جنح وال جنايات‪ ،‬ال تسع اللصوص فى‬ ‫هــذا البلد سجون وال حتدهم قضبان‪،‬‬ ‫مشاعا‪ ،‬صار احلرام‬ ‫اللصوصية صارت‬ ‫ً‬ ‫حالالً بالالً!‪.‬‬ ‫العنت وضيق ذات اليد وشظف العيش‬ ‫ال تؤهلنا إلى ما نحن عليه من لصوصية‬ ‫وارتــشــاء وأك ــل سحت وانــتــهــاز للفرص‬ ‫الشاردة‪ ،‬يأكلون فى بطونهم نا ًرا‪ ،‬بيشربوا‬ ‫«سفن أب» لتبرد نار احلرام فى جوفهم‪،‬‬ ‫يعب «اجلعة» ع ًبا ليخدر الضمير‪.‬‬ ‫بعضهم ّ‬ ‫يغتابون الغائب‪ ،‬وميشون بني الناس‬ ‫بنميم‪ ،‬يأكلون حلم أخيهم وأبيهم وأمهم‬ ‫وخالتهم ميتًا‪ ،‬وبــعــد امل ــوت يتقاسمون‬ ‫اجلثة قبل أن تبرد أطرافها‪ ،‬إعالم وراثة‬ ‫قبل شهادة الوفاة‪ ،‬والتركة يا ولداه‪ ،‬عشة‪،‬‬ ‫خص البوص صار محل نزاع‪.‬‬ ‫حتى املتسول وهــو أغلب مــن الغلب‪،‬‬ ‫يتسول بالعافية‪ ،‬ويشمأنط إن صرفته‬ ‫باحلسنى‪ ،‬ويستنكف قبول القليل‪ ،‬ويقلب‬ ‫اجلــنــيــه املــعــدنــى عــلــى الــوجــهــن‪ ،‬وكــأنــه‬ ‫يــطــالــب بــحــق اســتــكــثــرتــه عــلــيــه‪ ،‬ماسح‬ ‫األحذية يكاد يخلعها من قدميك فى عز‬ ‫البرد غصب عنك‪ ،‬وبائع املناديل يضعها‬ ‫فى التابلوه مباشرة‪ ،‬ومنادى السيارات‬ ‫يحتجزك رهينة حتى تدفع اإلتاوة‪ ،‬وجتارة‬ ‫األعـ ــراض والـــذمم اتــســعــت‪ ،‬واالرتــشــاء‬ ‫والعموالت صارا تقلي ًدا‪ ،‬غار ماء الشرف‬ ‫فى آبار بعيدة‪.‬‬ ‫أرى وجوهً ا شاهت كــد ًرا‪ ،‬أرى عيونا‬ ‫يأسا‪ ،‬ال أسمع ذك ًرا‪ ،‬وال حم ًدا وال‬ ‫زاغت ً‬ ‫شك ًرا‪ ،‬األلسنة تيبست‪ ،‬بخلت عن ذكر‬ ‫اهلل‪ ،‬غفلت عن الشكر واحلمد قناعة‪..‬‬ ‫وال حول وال قوة إال باهلل!‪.‬‬

‫د‪ .‬منصور اجلنادى‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫«أنا أسير على نفس النظام منذ ثالثني عا ًما‪،‬‬ ‫ولن أُغ ِّيره‪ .‬نعم لست أعرف ما هو هذا النظام‪،‬‬ ‫ولكنه جلب لــى املــايــن»‪ .‬هــكــذا قــال الــرســام‬ ‫العبقرى سلفادور دالى‪.‬‬ ‫تعجب دال ــى كثي ًرا مــن أح ــوال علماء الــذرة‬ ‫َّ‬ ‫وغيرهم ألنهم بَ َشر يفهمون‪ ،‬ولكن دون مشاعر‪،‬‬ ‫فى حني كان يستمتع هو بالتعبير فى لوحاته عن‬ ‫مشاعر ال يفهمها‪.‬‬ ‫«الــفــهــم وال ــش ــع ــور»‪ ،‬وم ــا أدراك مــا «الفهم‬ ‫والشعور»‪ .‬ثقافات تُقدم الفهم وأخــرى تُعلى من‬ ‫املشاعر‪ .‬أحزاب سياسية تتحمس للعلم والتعقل‬ ‫(الفهم)‪ ،‬وأخرى للعواطف واألحاسيس (املشاعر)‪.‬‬ ‫األحزاب املحافظة فى أوروبا (يُرمز لها باللون‬ ‫األس ــود) كانت دائـ ًمــا موتور الــثــورات الصناعية‬ ‫املتوالية‪ ،‬والتى تقدمت بفضلها الــدول الغربية‬ ‫وســيــطــرت على الــعــالــم‪ ،‬ولــكــن يــبــدو أن صعود‬ ‫األحزاب اخلضراء مؤخ ًرا‪ ،‬هو صيحة لسلك دروب‬ ‫أخرى‪ ،‬أقل مادية ورأسمالية‪ ،‬وأكثر إنسانية‪.‬‬ ‫أكــاد أسمع الفيلسوف املصرى حسن حنفى‬ ‫يقول «ألم أقل لكم منذ عقود مضت إن الغرب قد‬ ‫وصل إلى طريق مسدود‪ ،‬فبعد إعالنه موت اإلله‬ ‫(بتعبير نيتشه)‪ ،‬مات اإلنسان‪ ،‬بل حطم الطبيعة‬ ‫قبل موته‪ .‬ولم ي ُعد لديه حلول»‪.‬‬ ‫قد يصح هذا أو ال يصح‪ .‬فالواقع حال ًيا مازال‬ ‫فى صف التقدم الغربى‪ ،‬أما املستقبل فقد أصبح‬ ‫التنبؤ به أكثر صعوبة‪ ،‬بسبب تسارع اإلبداعات‬ ‫التكنولوجية االنقطاعية (الطفرات)‪ .‬لكن تبقى‬ ‫حقيقة أن الدميقراطية الغربية مازالت تتمتع‬ ‫بحيوية ُمبهرة‪ .‬فبسرعة مدهشةـ بعد أن أدرك‬ ‫الناس أخطار تغ ُّير البيئةـ بدا فى األفــق حت ُول‬

‫الثالثاء ‪ - ٢٠٢٠/١/١٤‬السنة السادسة عشرة ‪ -‬العدد ‪٥٦٩٢‬‬ ‫‪Al Masry Al Youm - No. 5692 - Tuesday 14/1/2020‬‬

‫د‪ .‬عبد املنعم سعيد‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫معالجة األمر ربما تحتاج بعضا من الجهد خارج الصندوق الخاص بالتعامل مع ممارسة‬ ‫األعمال والعقبات الواقفة أمام «ميكانيكا االستثمار» وحدها وإنما بفتح المجال‬ ‫للتكنولوجيات الجديدة لكى تنقل التنمية المصرية ليس بخطوات وإنما بقفزات‪.‬‬

‫من االستثمار إلى التكنولوجيا!‬

‫اهتمام الدولة كبير للغاية باالستثمار‪ ،‬وما نشر‬ ‫عن سعى مجلس الوزراء بقيادة الدكتور مصطفى‬ ‫مدبولى لتحفيز القطاعات املختلفة االقتصادية‬ ‫جل ــذب االســتــثــمــارات اخلــارجــيــة والــتــوســع فى‬ ‫االستثمارات الداخلية أيضا محمود ومشكور‪ .‬هذا‬ ‫االهتمام رمبا ال يكون استجابة للنداءات املختلفة‬ ‫لدعم االستثمار فقط‪ ،‬واالستخدام األمثل للبنية‬ ‫األساسية احلالية‪ ،‬وإمنا أيضا لتصحيح االنكماش‬ ‫اجلــــارى فــى الــقــطــاع اخلـ ــاص خـ ــارج مــجــاالت‬ ‫النفط والــغــاز‪ .‬معاجلة األمــر رمبــا حتتاج بعضا‬ ‫من اجلهد خــارج الصندوق اخلــاص بالتعامل مع‬ ‫ممارسة األعمال والعقبات الواقفة أمام «ميكانيكا‬ ‫االستثمار» وحدها وإمنا بفتح املجال للتكنولوجيات‬ ‫اجلديدة لكى تنقل التنمية املصرية ليس بخطوات‬ ‫وإمنــا بقفزات‪ .‬فما يبدو أننا نسير فيه يقتصر‬ ‫على حتسني ما هو موجود‪ ،‬ومن ثم فإن معدالت‬ ‫النمو الراهنة مبشرة مبزيد من التقدم خاصة لو‬ ‫حافظت على معدالت ارتفاعها احلالية‪ .‬ولكن‬ ‫ما نراه حاليا من قفزات جارية رمبا يحذرنا أننا‬

‫أسرار من الرمال‬

‫زاهى حواس‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫عندما نصل إلى أهدافنا فى عام ‪ ٢٠٣٠‬فإن الفارق‬ ‫بيننا وبني العالم رمبا يبقى على ما هو عليه‪.‬‬ ‫ما يلفت النظر إلــى املوضوع هو أن اهتمامنا‬ ‫خالل السنوات اخلمس األخيرة بأجيال جديدة من‬ ‫املدن كان اهتماما حميدا برز فى العاصمة اإلدارية‬ ‫اجلديدة‪ .‬واملدن بشكل عام قدمية وحديثة هى التى‬ ‫تظهر فى النهاية نتاج عملية التنمية الشاملة للدولة‬ ‫واملجتمع‪ ،‬ألنه عندها تتجمع كل مالمح «التقدم»‬ ‫التى حدثت لألمة بأكملها‪ .‬ولعل ذلك كان السبب‬ ‫الذى دفع الشركات الصناعية الكبرى فى العالم إلى‬ ‫بناء مدن حديثة متاما؛ وفيما أعلم كان أولها شركة‬ ‫آبل التى وضعت خطتها لبناء مدينة فى كندا‪ ،‬أما‬ ‫آخرها فكان شركة «تويوتا» للسيارات لتى قررت‬ ‫بناء مدينة «املستقبل» عند قاعدة جبل «فوجى» فى‬ ‫اليابان‪ .‬مفهوم هذه املدينة يأتى من عالم الصناعة‬ ‫أيضا ألن التصور هو أن تكون املدينة «مغزولة» أو‬ ‫«منسوجة» ‪ Woven City‬أى متشابكة الشبكات‬ ‫الــتــى تــبــدأ مــع أشــكــال جــديــدة مــن طــاقــة خاليا‬ ‫وقود «الهيدروجني»‪ ،‬وكمعمل الستخدام السيارات‬

‫«املستقلة» أى التى بدون سائق‪ ،‬والبيوت الذكية‪،‬‬ ‫والذكاء االصطناعى والتكنولوجيات األخرى‪.‬‬ ‫املــدهــش فــى األمــر أن كثيرا مــن هــذه األمــور‬ ‫اطلعت عليها أثناء زيارة لليابان قبل عشر سنوات‬ ‫حيث كان جانبا من الرحلة مشاهدة «متحف» شركة‬ ‫«باناسونيك» للمستقبل‪ ،‬حيث كان «املنزل الذكى» هو‬ ‫ذلك الذى يقوم على حلقة كاملة من استخدامات‬ ‫الطاقة الشمسية التى يجرى منها تخزين الطاقة‬ ‫التى ال يكتفى بوجودها للحصول على خدمات‬ ‫اإلضــاءة وتشغيل األجــهــزة‪ ،‬وإمنــا إلــى دوران هذه‬ ‫الطاقة داخــل املنزل بحيث يعاد استخدامها مرة‬ ‫أخــرى طاملا أن البيت بكامله قد جــرى حتصينه‬ ‫من فقدانها‪ .‬بعض املخترعات التى شاهدتها قبل‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬لم تظهر بعد‪ ،‬مثل التلفزيون الذى‬ ‫يتحكم اإلنسان فى حجم شاشته التى أصبحت أى‬ ‫حائط متاح‪ ،‬واملرجح أنها سوف تبدأ فى الظهور‬ ‫خالل العقد احلالى الذى بدأ قبل أيام‪ .‬ولكن األمر‬ ‫الذى يبدو أنه يشكل اختراقا فى التكنولوجيا فإنه‬ ‫يكمن فى موضوع تخزين الطاقة بحيث ال يفقد منها‬

‫■ مصطفى مدبولى‬ ‫يبهرنى د‪ .‬مصطفى مدبولى رئيس الوزراء‬ ‫بــالــقــرارات الــتــى يتخذها مجلس الـــوزراء‬ ‫مــن أجــل السياحة والثقافة واآلثـــار‪ ،‬وأول‬ ‫هــذه الــقــرارات تطويره القاهرة اإلسالمية‬ ‫والقاهرة اخلديوية‪ ،‬وسوف نرى اليوم الذى‬ ‫توضع فيه وبقوة هذه املواقع على اخلريطة‬ ‫السياحية‪ -‬ال يوجد مكان فى الدنيا أجمل‬ ‫من القاهرة اخلديوية‪ -‬وكذلك تطوير املنطقة‬ ‫املحيطة مبتحف احلضارة وأصبحنا نشاهد‬ ‫متحف احلضارة وســط بحيرة رائعة ويطل‬ ‫على املــســاجــد والــكــنــائــس‪ ،‬وهــنــاك اهتمام‬ ‫عامليا باملتحف الكبير ولكن متحف احلضارة‬ ‫حتفة فنية رائعة سوف يصبح من أهم املعالم‬ ‫السياحية والثقافية فى مصر‪ ،‬وكذلك تطوير‬ ‫املنطقة الواقعة بني هضبة األهرام واملتحف‬ ‫الكبير‪ -‬سوف تصبح منطقة عاملية وسوف‬ ‫تبهر الــســائــح وهــو ميــشــى بــن األهــرامــات‬ ‫واملتحف وأخيرا القرار العظيم الذى صدر‬ ‫بتشكيل جلــنــة وزاريـ ــة بــرئــاســتــه لالهتمام‬ ‫بالسياحة واآلثـــار مــن عضوية العديد من‬ ‫ال ــوزراء ومنهم الوزير املسؤول عن الصحة‬ ‫واإلسكان ألن هذه الوزارة هامة جدا لضرورة‬ ‫تواجد أماكن إلسعاف أى مصاب من زائرى‬ ‫البالد‪ ،‬وفى النهاية أقول إننى كنت أمتنى من‬ ‫د‪ .‬مصطفى مدبولى أن يطرح ميدان التحرير‬ ‫فى مسابقة معمارية محدودة وتشكل جلنة‬ ‫برئاسته الختيار أهم هذه املشروعات حتى‬ ‫يتمكن أن يصبح هذا التطوير مستمرا مدى‬

‫احلياة بدال من العشوائيات التى متت بامليدان‬ ‫منذ عام ‪ ،١٩٥٢‬وعموما نرجو أن يطرح لنا‬ ‫املهندس املسؤول عن امليدان تصوره ألن هذا‬ ‫امليدان هو أهم ميدان ليس ملصر فقط بل‬ ‫للعالم كــلــه‪ .‬شــكــرا للدكتور مصطفى على‬ ‫اهتمامه بجمال القاهرة واهتمامه بالسياحة‬ ‫واآلثار‪ .‬وأعتقد أن تخصصه كمهندس جعله‬ ‫أول رئــيــس وزراء مهتم بــالــتــراث وتطوير‬ ‫املناطق األثرية والسياحية التى لم ميتد إليها‬ ‫أى أعمال تطوير أو اهتمام‪ .‬شكرا مرة ثانية‬ ‫للرجل الذى يعمل من أجل مصر‪.‬‬ ‫■ خالد العنانى‬ ‫كنت قد كتبت مقال عن د‪ .‬خالد العنانى‬ ‫وزير اآلثار قبل التشكيل الوزارى األخير‪ ،‬وقد‬ ‫أشدت مبا قدمه لآلثار من أعمال ترميم فى‬ ‫كل مكان سواء الفرعونى من معبد األقصر‪،‬‬ ‫أو اإلسالمى والعديد من املواقع اإلسالمية‪،‬‬ ‫وأخيرا املعبد اليهودى باإلسكندرية وقلت إنه‬ ‫عرف كل مقومات النجاح من تواضع وحبه‬ ‫ملساعدة اآلخرين وسماع نصيحة زمالئه‪.‬‬ ‫قد يكون هناك العديد من األصدقاء الذين‬ ‫فرحوا بتولى د‪ .‬خالد حقيبة السياحة واآلثار‬ ‫معا وقــد أك ــون أنــا الوحيد ال ــذى لــم يفرح‬ ‫لهذا التعيني ألن وزارة السياحة حتتاج إلى‬ ‫مجهود جبار ســواء على مستوى اخلدمات‬ ‫ومــشــروعــات التنمية السياحية واالرتــقــاء‬ ‫بــاملــواقــع األثــريــة ومــشــاكــل احلــج والــعــمــرة‪،‬‬ ‫وكــذلــك خطة الترويج السياحى ألن مصر‬ ‫بها كل املقومات السياحية‪ ،‬ولكن أخاف أن‬

‫يعطى كل مجهوده للسياحة ويترك اآلثــار‪،‬‬ ‫إننى أريــد أن أرى كــل املــشــروعــات األثرية‬ ‫تظهر إلى الوجود وأن يتابعها د‪ .‬خالد بعشق‬ ‫وبصفة دائمة وأن يعدل بني السياحة واآلثار‪.‬‬ ‫وهنا أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى‬ ‫الهتمامه باملتحف املصرى الكبير الذى يعتبر‬ ‫أهم مشروع ثقافى عاملى فى القرن الواحد‬ ‫والعشرين‪ ،‬وهذا املتحف هدية الرئيس للعالم‬ ‫كله فى القرن الواحد والعشرين ونتمنى من‬ ‫الرئيس أن يعلن عن يوم االفتتاح حتى يستعد‬ ‫العالم كله للحضور‪.‬‬ ‫■ أحمد راشد‬ ‫الــلــواء أحمد راشــد محافظ اجلــيــزة أرى‬ ‫بصماته واضحة فى املحافظة‪ .‬وقد كان شارع‬ ‫شهاب باملهندسني مليئا باملطبات والزبالة‬ ‫وقد تغير الشارع بني يوم وليلة‪ ،‬ومت رصفه‬ ‫بالكامل ويعمل عمال النظافة فى هذه املنطقة‬ ‫مبكرا فى الصباح‪ .‬أشكر اللواء أحمد راشد‬ ‫وأمتنى أن يعمل كل املحافظني بنفس هذا‬ ‫النشاط‪ .‬وقد أطلب من اللواء أحمد راشد أن‬ ‫يعطى تعليماته لرئيس احلى املسؤول أن يزيل‬ ‫أكــوام الزبالة املــجــاورة للسور الغربى الذى‬ ‫يحيط باألهرامات قبل الوصول ملقابر العمال‬ ‫والتى مير بها العديد من السائحني وأن يكون‬ ‫هناك طريقة لوضع صناديق للقمامة فى هذا‬ ‫املكان‪ ..‬سمعة مصر تهمنا جميعا‪.‬‬ ‫هذه نظرة لبعض الشخصيات التى تعمل‬ ‫من أجل مصر وبال شك هناك آخرون يعملون‬ ‫فى همة وحب من أجل هذا البلد العظيم‪.‬‬

‫هل سيعثر الساسة الجدد على الخلطة‬ ‫السحرية من «الفهم والشعور»؟‪ .‬ال نعرف‪..‬‬ ‫لكن هناك بصيص أمل فى أن العالم « َي ْخ َض ّر»‪.‬‬

‫العالم َي ْخ َض ّر‬

‫لالجتاه السياسى‪ ،‬من األزرق إلى األخضر‪ ،‬أى‬ ‫من ميني قومى ينظر حتت أقدامه‪ ،‬إلى شباب‬ ‫«فكره أخضر»‪ ،‬حــدود نظره ليست االنتخابات‬ ‫القادمة والعناوين الشعبوية‪ ،‬وإمنا مصير الكرة‬ ‫األرضية؛ توليفة سياسية جديدة تنظر للحياة‬ ‫نظرة تكاد تكون شرقية كونية تكاملية‪ ،‬وليست‬ ‫غربية ميكروسكوبية تفكيكية‪.‬‬ ‫بدأ هذه «التحول» بالنمسا‪ ،‬حيث جنح النجم‬ ‫السياسى‪ ،‬النمساوى الشاب سباستيان كورتس‬ ‫(‪ 33‬عــا ًمــا)‪ ،‬رئــيــس احل ــزب األســـود (اليمينى‬ ‫املحافظ) فى اإلطاحة باحلزب األزرق (اليمينى‬ ‫املتطرف)‪ ،‬بعد أن توالت فضائحه‪ ،‬واستبدل به‬ ‫احلــزب األخضر (حــزب البيئة) حلي ًفا يحكم به‬ ‫البالد‪ ،‬وف ًقا لنتائج االنتخابات األخــيــرة‪ .‬تنظر‬ ‫أوروبـ ــا لــهــذا التحالف باهتمام بــالــغ‪ ،‬ويتمنى‬ ‫الكثيرون للتجربة النجاح‪ ،‬وأن تصبح ً‬ ‫مثال يُحتذى‪.‬‬ ‫فاللون األخضر (سياس ًيا) أصبح رمزًا‪ ،‬ليس فقط‬ ‫للحد من انبعاثات ضارة بالبيئة وتفادى االحتباس‬ ‫احلـ ــرارى‪ ،‬ولــكــن للحفاظ على البيئة مبعناها‬ ‫األوسع‪ ،‬والذى يشمل االرتقاء بجودة معيشة البشر‬ ‫فى عالم الضغوط الرأسمالية والتكنولوجية‪،‬‬ ‫والتى أدت إلى زيادة معدالت القلق واالضطرابات‬ ‫النفسية واالجتماعية مبا فيها التطرف اليمينى‪.‬‬ ‫يقول الكاتب يوفال هرارى «عاش اإلنسان فى عالم‬ ‫حقيقى مكون من أنهار وأشجار وحيوانات‪ ،‬وعالم‬ ‫آخر خيالى مكون من أفكار ومصانع وأيديولوجيات‪.‬‬ ‫ولكن العالم اخليالى أوصلنا اآلن ألن يكون العالم‬ ‫احلقيقى من أنهار وأشجار وحيوانات حتت رحمة‬ ‫العالم املُتَخ َّيل للرئيس ترامب وجوجل»‪.‬‬ ‫ساد «العلم» حتى اآلن على «اإلنسانيات»‪ ،‬أو‬

‫عاطف بشاى‬ ‫يكتب‪:‬‬

‫هذه نظرة لبعض الشخصيات التى تعمل من أجل مصر وبال شك‬ ‫هناك آخرون يعملون فى همة وحب من أجل هذا البلد العظيم‪.‬‬

‫شخصيات تعمل من أجل مصر‬

‫شــىء‪ ،‬ومن املقدر أن اإلنفاق على هذا األمــر قد‬ ‫تعدى سبعة مليارات من الدوالرات فى العام الواحد‪.‬‬ ‫السيارة هى األخرى جرت فيها اختراقات متعددة لم‬ ‫حتدث فقط فى مجال إنتاج السيارات الكهربائية‪،‬‬ ‫أو تلك التى بال سائق‪ ،‬أو حتى التى تطير‪ ،‬وإمنا فى‬ ‫تغيير ترتيب الشركات الكبرى للسيارات فى العالم‪،‬‬ ‫وقبل أيام فإن القيمة السوقية لشركة «تسيال» (‪٨٩‬‬ ‫مليار دوالر) فاقت القيمة املركبة لشركتى جنرال‬ ‫موتورز وفورد معا (‪ ٨٧‬مليارا)‪.‬‬ ‫بالعودة إلى مدينة املستقبل لشركة «تيوتا» فإن‬ ‫املدينة كما يــقــول مصمموها ســوف تظل تقدم‬ ‫اخلدمات األساسية‪ ،‬فسوف يكون فيها شرطة‪،‬‬ ‫وإسعاف‪ ،‬ومدارس؛ ولكنها سوف تكون أكثر نظافة‬ ‫ومرحا وتسلية وصداقة ملوظفى الشركة وأطفالهم‬ ‫واملحالني على املعاش منها الذين سوف يحصلون‬ ‫على نوع من «احلياة اجلديدة» فيها‪ .‬هى نوع من‬ ‫التطور النوعى ال ــذى يــجــرى فيه االخــتــراق فى‬ ‫مجاالت كثيرة‪ ،‬والكلمة الشائعة فى قياس هذا‬ ‫االختراق هى أنها «تقوض» ‪ Disruptive‬أشكاال‬ ‫للحياة قدمية‪ ،‬بالقدر الــذى غيرت فيه الكهرباء‬ ‫والسيارة من أشكال احلياة‪ .‬يضرب املحللون فى‬ ‫األمر مثال التطور الذى يغير إلى األفضل فى أشكال‬ ‫احلياة احلالية ولكنه يبقى على جوهرها كما هو‪.‬‬ ‫الغاز الطبيعى هو نقلة أكثر نظافة وأقل تلوثا‪ ،‬ولكن‬ ‫الطاقة تظل فى نطاق الوقود األحــفــورى‪ .‬واملثال‬ ‫اآلخر هو أن التليفون اجلــوال «بالك بيرى» الذى‬ ‫أنتجته شركة كندية كان تطويرا ملموسا فى شكل‬ ‫واستخدام ما بات تقليديا «نوكيا»‪ ،‬وكالهما لم يعد‬ ‫له وجود اآلن‪ .‬النقلة النوعية جاءت مع منتج شركة‬ ‫«آبل» «اآلى فون» الذى قاد إلى الكمبيوتر الشخصى‬ ‫واملحمول واجلــوال لكى يكون بحجم كف اإلنسان‬

‫‪Atef.beshay@windowslive.com‬‬

‫الذى أصبح نوعا من الطاقة اإلنتاجية املتحركة‪.‬‬ ‫املــدهــش أكثر أن ال ــدول املتقدمة والصناعية‬ ‫جنحت فى خلق الكثير من حلقات االعتماد املتبادل‬ ‫بني شركاتها الصناعية الكبرى بحيث يرى التنافس‬ ‫فى إطار واسع من التكامل‪ .‬فالذائع أن منتجات «آبل»‬ ‫تنتج فى الصني‪ ،‬وكذلك إنتاج السيارات الكهربائية‬ ‫بدون سائق لشركة «تسيال» وغيرهما من الشركات؛‬ ‫وعندما أعلنت شركة «تيوتا» عن مدينتها للمستقبل‬ ‫جرى ذلك فى مدينة «الس فيجاس» األمريكية‪ .‬وفى‬ ‫العالم العربى فإن هناك بعض اجلهود اجلارية فى‬ ‫مجال اإلبداع واالبتكار إن لم يكن فى مجاالت العلوم‬ ‫األساسية وإمنا فى مجال التطبيقات‪ .‬ومن زار دولة‬ ‫اإلمــارات العربية فإن مدينة «مصدر» هى مدينة‬ ‫صغيرة تدار كلها بالطاقة الشمسية التى ال تهتم بها‬ ‫اإلمارات فقط وإمنا أيضا اململكة العربية السعودية‬ ‫التى أعلنت مؤخرا اختراعا جديدا يسهم فى رفع‬ ‫كــفــاءة عمل األل ــواح الشمسية فــى توليد الطاقة‬ ‫لتتناسب مع أجــواء اململكة بنسبة تصل إلى ‪،٪٢٥‬‬ ‫ويزيد من كفاءة اخلبرات الشمسية الكهروضوئية‪.‬‬ ‫وكــا البلدين ال يهتمان بالطاقة املتجددة فقط‬ ‫(أبو ظبى هى مقر الوكالة الدولية للطاقة املتجددة‬ ‫«أرينا») وإمنــا أيضا يبذالن جهدا كبيرا فى تبنى‬ ‫البحث العلمى الذى يجعل النفط صديقا هو اآلخر‬ ‫للبيئة عن طريق نزع «الكربون» منه أو ما يسمى ‪DE‬‬ ‫‪ .carbonization‬مصر حاليا فتحت األبواب للكثير‬ ‫من اجلامعات األجنبية لكى تفتح فروعا لها‪ ،‬كما‬ ‫أنه يجرى حاليا إنشاء جامعة امللك سلمان بن عبد‬ ‫العزيز فى سيناء‪ ،‬فهل ميكن أن يكون لهذه اجلامعات‬ ‫مكون تكنولوجى ال يحسن فقط فيما هو موجود‪،‬‬ ‫وإمنا يشكل مغادرة ومفارقة وجتاوزا ملا هو موجود‪،‬‬ ‫أم أن هذه أحالم يقظة؟!‪.‬‬

‫تطرف نيتشه وغرق فى العدمية‬ ‫والتشاؤم والراديكالية‪ ..‬فصار‬ ‫وحيدا بال أصدقاء‪ ..‬ولم يتزوج‪.‬‬ ‫ً‬

‫«نيتشه»‪ ..‬و«البارانويا»‬

‫«لست مــن أولــئــك الــذيــن يعيشون وميــوتــون دون أن‬ ‫يتركوا شهادة أو أث ًرا على مرورهم فوق هذه األرض‪..‬‬ ‫هــنــاك تــفــاوت هــائــل بــن عظمة مهمتى واإلمكانيات‬ ‫العقلية املــحــدودة للصغار املعاصرين لــى‪ ..‬أنــا أعيش‬ ‫فقط على الرصيد الــذى أوليه لنفسى‪ ..‬على إميانى‬ ‫الكبير بذاتى»‪ ..‬هذه العبرات كتبها عن نفسه‪« ..‬فردريك‬ ‫نيتشه» الذى يعد أحد أهم الفالسفة فى تاريخ الفكر‬ ‫اإلنسانى‪ ..‬وهى عبارات تعكس «بارانويا جنون العظمة»‬ ‫الذى جعله يتحدث دائما عن عبقريته وتفرده كفيلسوف‬ ‫فذ ليس له مثيل‪ ..‬ويبرز األستاذ «مجدى كامل» مؤلف‬ ‫كتاب «شيطان الفلسفة االكبر» أسباب ذلك الشطط‬ ‫واجلموح الذى انتهى به إلى مصلحة عقلية أنه لم يعرف‬ ‫الشهرة فى حياته على عكس ما نظن‪ ..‬فكتاب الدرجة‬ ‫الثانية كانوا معروفني ويحظون بالتكرمي بينما كان هو‬ ‫مغمو ًرا متا ًما‪.‬‬ ‫والبارانويا أو هذاء العظمة هى حالة مرضية ذهانية‪..‬‬ ‫يعتقد املريض مبوجبها أنه شخص عظيم وأذكى من أى‬ ‫مخلوق فى العالم‪ ..‬وقد يتصور أنه نبى من األنبياء‪..‬‬ ‫ولديه قوة خارقة أو سحرية لتغيير العالم‪ ..‬وترضى هذه‬ ‫الهذاءات بشكلها الفاضح الشعور بالنقص لدى املريض‪.‬‬ ‫ولعل جنون العظمة الذى حدا بـ «نيتشه» إلى التطرف‬ ‫فى كتاباته التى يحتقر فيها الشعب ويصفه بالقطيع بينما‬ ‫ميجد األرستقراطية والنخبة ويؤكد أن الهدف من احلياه‬ ‫اإلنسانية كلها ظهور «السوبرمان»‪ -‬اإلنسان األعلى‪-‬‬ ‫أنبل النبالء الذى لن يظهر إال من اخلاصة وبالتالى فإن‬ ‫كل دعــوة إلــى املــســاواة هى دعــوة ظاملة حتط من شأن‬ ‫العظماء‪ ..‬و«نيتشه» يشك فى كل العقائد التى مرت على‬ ‫البشرية إلى درجة تأكيده أن التدين املسيحى التقليدى‬ ‫قد انتهى فى أوروبا بعد انتصار العلم والفلسفة الوضعية‬

‫فى القرن التاسع عشر‪ ..‬أى فى عصر «نيتشه» نفسه‪.‬‬ ‫جنون العظمة ذلك هو الذى أدى إلى أن يحاول هتلر‬ ‫بكل الطرق السطو على شهرة نيتشه بعد موته‪ ..‬فزار‬ ‫بيته‪ ..‬وانحنى أمام صورته‪ ..‬وأهدته أخته عصاه التى‬ ‫كان يستخدمها فى نزهاته‪ ..‬واستلهم اجتاهه إلى النزعة‬ ‫النخبوية وتركيزه على األقوياء واألصحاء وكرهه للضعفاء‬ ‫واملرضى‪ ..‬حيث إن نيتشه لم يكن يتردد فى فلسفته عن‬ ‫التضحية مباليني البشر إذا لم يكونوا أصحاء وأقوياء‪..‬‬ ‫وهــذا مــا فعله هتلر متــا ًمــا‪ ..‬اإلع ــاء مــن إرادة القوة‬ ‫وأخالق السادة فى مواجهة أخالق العبيد املستضعفني‪.‬‬ ‫إنــه أحــد أنبياء النازية‪ .‬ولكن ألن اإلنــســان حيوان‬ ‫«يقينى» وحيد وبحاجة إلى اعتقاد معني أو إميان راسخ‬ ‫يعصمه من الضياع واجلنون فهو بالتالى ال بد أن يشعر‬ ‫باالطمئنان والثقة دون أن يتحول ذلك اإلميان الراسخ‬ ‫إلى نوع من التعصب املذهبى‪ ..‬والتطرف الدينى‪ ..‬لكن‬ ‫لألسف الشديد هذا ما يحدث غال ًبا‪ ..‬وخير دليل على‬ ‫ذلك حالة «األصوليني» أصحاب اليقني املطلق الذين ال‬ ‫يقبلون االختالف فى الرأى وال يعترفون بالدميقراطية‪..‬‬ ‫ويكفرون «اآلخر» ويحلون دمه‪.‬‬ ‫ت ــط ــرف نــيــتــشــه وغـــــرق فـــى الــعــدمــيــة وال ــت ــش ــاؤم‬ ‫والراديكالية‪ ..‬فصار وحيدًا بال أصدقاء‪ ..‬ولم يتزوج‪..‬‬ ‫وفى كل مرة كان يتقرب فيها إلى امرأة كانت ترفضه‪..‬‬ ‫ووصل إلى مرحلة أعلن فيها حر ًبا شعواء على كل الناس‪..‬‬ ‫وكل األفكار‪ ..‬فاقدًا احلد األدنــى للتكيف مع البشر‪..‬‬ ‫ونسى كيف يصبح إنسا ًنا فصار يأكل فى وحدته وعزلته‬ ‫نفسه بنفسه‪ ..‬وعبر عن ذلك فى رسائله إلى أخته قبل‬ ‫جنونه مرد ًدا‪« ..‬إنى أشتاق إلى الكائنات البشرية وأبحث‬ ‫عنهم‪ ..‬ولكنى دائ ًما ال أجد غير نفسى‪ ..‬اآلن لم يعد أحد‬ ‫يحبنى‪ ..‬فكيف أحب احلياة؟!»‪.‬‬

‫رأى دولى‬ ‫مورين دواد‬

‫ً‬ ‫نقل عن صحيفة «نيويورك تاميز» األمريكية‬ ‫«الفهم» على «الشعور»‪ .‬ففى عالم اليوم يتردد‬ ‫اسم أينشتاين أكثر من اسم سلفادور دالى‪ .‬دالى‬ ‫يسكن املتاحف اآلن‪ ،‬أما أينشتاين فهو فى جيب‬ ‫كل منا (حتديد موقعنا على جوجل ماب باملوبايل‬ ‫ً‬ ‫مثل لم يكن ممكنا دون نظرية النسبي ًة)‪.‬‬ ‫ولكنه سلفادور دالى ً‬ ‫أيضا الذى قال ما معناه إن‬ ‫العالم لو تك َّون فقط من عباقرة‪ ،‬فحتما سيكون‬ ‫«عاملًا كارث ًيا ال ميكن العيش فيه»‪ .‬فعالم العباقرة‬ ‫املثالى الذى ال يعرف للطموح حــدو ًدا‪ ،‬لن يكون‬ ‫ً‬ ‫محتمل ولن يكون إنسان ًيا‪ .‬ولكن هذا لألسف‬ ‫هو حال النظرية االقتصادية التى يعيش عليها‬ ‫العالم بأثره اليوم‪ :‬السعى نحو النمو املطرد الذى‬ ‫ال نهاية له‪.‬‬ ‫بدأ البعض فى الصياح‪ :‬أبشروا‪ ،‬حان عصر‬ ‫املشاعر‪ .‬ا ُ‬ ‫خلضر قادمون‪ .‬هم األمل اآلن فى أن‬ ‫يعود اإلنسان رمبا إلى حجمه الطبيعى‪ ،‬ويتراجع‬ ‫عــن مــا طالب بــه فرانسيس بيكون فــى القرن‬ ‫السابع عشر‪ :‬حتكم اإلنــســان فى الطبيعة عن‬ ‫طريق العلم والعقالنية‪.‬‬ ‫ولكن يرد آخــرون‪ :‬ال تهللوا‪ ،‬فأتباع األحــزاب‬ ‫اخلضراء هم ً‬ ‫أيضا أبناء القرن الواحد والعشرين‪،‬‬ ‫وحملة التراث األوروبــى التنويرى‪ .‬عدم رضاهم‬ ‫التحضر ال يعنى أنهم سوف يرتدون إلى‬ ‫مبساوئ‬ ‫ُّ‬ ‫فكر أسطورى‪ ،‬أو مشاعر بدائية‪.‬‬ ‫صراع «الفهم والشعور» ُمستمر‪ ،‬ولكن التاريخ‬ ‫ال يرجع إلى الوراء‪.‬‬ ‫فــهــل سيعثر الــســاســة اجلـــدد عــلــى اخللطة‬ ‫السحرية من «الفهم والشعور»؟‪.‬‬ ‫ال نــعــرف‪ ..‬لكن هناك بصيص أمــل فــى أن‬ ‫العالم «يَخْ َ‬ ‫ض ّر»‪.‬‬

‫هل يتعين على هارى وميجان االنتقال للعيش فى قبو؟‬

‫ـدى الكثير من اإلعــجــاب بشؤون‬ ‫لم يكن لـ ّ‬ ‫العائلة املالكة فى بريطانيا‪ ،‬رمبا يكون ذلك‬ ‫بسبب كــونــى أيــرلــنــديــة‪ ،‬فكما قــال ونستون‬ ‫تشرشل‪« :‬لطاملا وجدنا األيرلنديني غريبني‬ ‫بعض الشىء‪ ،‬فهم يرفضون أن يكونوا إجنليزًا»‪.‬‬ ‫ولكن بعد أن أمضيت حياتى املهنية فى‬ ‫تغطية ‪ ٤‬سالالت سياسية غير كفء‪ ،‬فأنا اليوم‬ ‫أمت ّرد أكثر من أى وقت مضى على فكرة تأهل‬ ‫شخص للحكم بالوراثة‪.‬‬ ‫ويخيم شبح األميرة الراحلة ديانا على قصة‬ ‫هــارى وميجان‪ ،‬ومحاولتهما احلثيثة لكسر‬ ‫القواعد التى استمرت لقرون‪ ،‬واالنفصال عن‬ ‫العائلة املالكة‪ ،‬فقد أكد هارى مؤخ ًرا أن كل‬ ‫صورة كانت تُنشر له مع ميجان كانت تعيد له‬ ‫ذكريات موت والدته‪.‬‬ ‫وقد قمت بتغطية رحلة ديانا األولى كأميرة‬ ‫لويلز إلــى أمريكا فى عــام ‪ ،١٩٨٥‬وقــد بدت‬ ‫سعيدة فى ذلك العام‪ ،‬قبل أن يستأنف األمير‬ ‫تشارلز عالقته مع كاميال باركر‪.‬‬ ‫وحينها‪ ،‬تــســاءلــت‪ :‬كيف سيتعامل األمير‬ ‫تشارلز مع زوجة شابة تشبه النجوم‪ ،‬وحتظى‬ ‫بالكثير من االهتمام مِ ن كل َمن يراها؟ وكان‬ ‫اجلواب‪ :‬إنه لم يكن يتعامل معها بشكل جيد‪،‬‬ ‫فبعد مضى ‪ ١٢‬عا ًما‪ ،‬عندما حدثت مأساة‬

‫موت ديانا بدا حينها أن أعضاء العائلة املالكة‬ ‫ال يتعاطفون مع املــرأة التى صورتهم بشكل‬ ‫علنى على أنهم أشخاص بال روح وأنها كانت‬ ‫أسيرة ويلز‪.‬‬ ‫ولكن اليوم كيف ميكن للملكة واألمير فيليب‬ ‫واألمير تشارلز أن يفهموا رغبة هارى وميجان‬ ‫فى االستقالل‪ ،‬فهل ميكنك ح ًقا أن تطلق على‬ ‫ً‬ ‫«مستقل على املستوى املالى» عندما‬ ‫نفسك‬ ‫تنفق من أموال العائلة؟‬ ‫وبالنظر إلى حال العالم وانهيار اإلمبراطورية‬ ‫البريطانية فإنه من الصعب الشعور باألسف‬ ‫على دوقــة ساسيكس عندما تشكو مــن كون‬ ‫ً‬ ‫ثقيل عليها‪ ،‬فمن السهل‬ ‫املــاس الــذى ترتديه‬ ‫على أفــراد العائلة املالكة القدوم إلى أمريكا‬ ‫الشمالية‪ ،‬حيث سيعيشون حياة املشاهير‪ ،‬ولكن‬ ‫دون كل تلك القيود املزعجة حول الطبقة التى‬ ‫ينتمون إليها والدور الذى يتعني عليهم لعبه‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك فإننى أرى أنــه كــان يجب على‬ ‫ميجان أن متــارس قوتها حني تشتد احلاجة‬ ‫إليها فى قصر باكنجهام‪ ،‬فكان بإمكانها السير‬ ‫على خطوات الرئيس األمريكى السابق باراك‬ ‫أوباما‪ ،‬الذى قام بعمل رائع فى املضى قد ًما‪،‬‬ ‫رغم التهكم العنصرى الذى عانى منه‪ ،‬كما أنه‬ ‫عمل داخل املؤسسة األمريكية من أجل رسم‬

‫صورة مختلفة عن العنصرية فى بالده‪.‬‬ ‫لقد رأيــت تلك القدرة على تغيير املشاعر‬ ‫واآلراء عندما غطيت زيارة امللكة إلى أيرلندا‬ ‫فى عام ‪ ،٢٠١١‬وهى الزيارة األولى التى قام‬ ‫بها ملك بريطانى منذ ق ــرن‪ ،‬فقد كــان من‬ ‫املستحيل أال تشعر باإلعجاب عند مشاهدتها‬ ‫وهى تتحدث اللغة الكلتية‪ ،‬وتعرب عن أسفها‬ ‫للمعاناة التى تسببت فيها بريطانيا أليرلندا‪،‬‬ ‫ففى البداية بدا األيرلنديون متشككني‪ ،‬ولكن‬ ‫بحلول نهاية زيارتها‪ ،‬كانوا معجبني بها للغاية‪.‬‬ ‫وترى ملكة إجنلترا أنها وأسرتها يتمتعون‬ ‫بنوع من السلطة األخالقية‪ ،‬ولكن يبدو من‬ ‫خالل تورط األمير أندرو فى قضية جيفرى‬ ‫إبستني‪ ،‬وهــروب األمير هارى إلى هوليوود‪،‬‬ ‫أن الكثيرين فى عائلتها غير مهتمني بهذه‬ ‫السلطة األخالقية‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك فإننى أرى أنــه حتى لو كــان دور‬ ‫العائلة املالكة فى الثقافة اآلن يشبه دور آل‬ ‫كارديشيان‪ ،‬فإنه لم يكن من اجليد بالنسبة‬ ‫لــهــارى ومــيــجــان أن يقوما بتحدى تعليمات‬ ‫امللكة‪ ،‬البالغة من العمر ‪ ٩٣‬عا ًما‪ ،‬وإحداث هذا‬ ‫االنشقاق احلزين بني اإلخوة‪.‬‬

‫ترجمة‪ -‬فاطمة زيدان‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.