١٦
األحد - 201٩/١٠/١٣السنة السادسة عشرة -العدد ٥٥٩٩ Al Masry Al Youm - No. 5599 - Sunday 13/10/2019
بعد الحديث عن مقبرتها
قصة «النص الحلو» فى حياة توت عنخ آمون
«حواس» :تزوجا فى سن 9أعوام وجمعتهما غراميات وثقتها الجدران ..وارتبطت بعده بكاهن ليصبح ملكً ا
كتب -محمود عبدالوارث:
مؤخ ًرا ،ترقب علماء املصريات كشفني أثريني فى منطقة وادى امللوك ووادى القرود فى البر الغربى ملدينة األقصر ،عقب توجه الدكتور خالد العنانى ،وزير اآلثار ،إلى هناك حتى يشهد إعالن الدكتور زاهى حواس عن مقبرتني. ورجحت مصادر بأن يتعلق االكتشاف مبقبرة «عنخ إس إن آمــون» زوجة امللك توت عنخ آمون، لكن «حواس» أعلن أن البعثة األثرية ،التى يقودها، ال تــزال تعمل للعثور على مقبرة امللكة نفرتيتى وابنتها عنخ إس إن آمون ،وما وجدوه فى منطقة وادى امللوك الغربى ،املعروفة بوادى القرود ،هو 30 ورش ًة متخصصة لتصنيع وجتهيز األثاث اجلنائزى قبل وضعها داخــل املقبرة ،باإلضافة إلى مقبرة أُطلق عليها رقم ،KV 65والتى اُستعملت حلفظ بعض األدوات واألثاث اجلنائزى. ورغــم عــدم الكشف عــن مقبرة «عنخ إس إن آمون» ،كما توقع البعض ،إال أن تردد اسم زوجة توت عنخ آمون ،أشهر امللوك ،يُعد فى حد ذاته با ًبا جديدًا يُفتح للجمهور ،واستمرا ًرا لطرح التساؤالت حول حياة الصغير الذى ال يزال الغموض يطارده. وللتعرف على زوجة امللك الذهبى ،يقول الدكتور زاهى حواس ،عالم اآلثار ،إنها ابنة امللكة نفرتيتى وامللك إخناتون ،وتوت عنخ آمون هو ابن إخناتون من زوجة أخرى ،وفى سن 9سنوات تزوجا ،وعاشا فى قصر مبدينة منف (البدرشني اآلن) ،وبعد وفاته ال يعرف سبب إرسالها جلــواب إلــى ملك احليثيني ،وقالت له« :ال أريد الزواج من مصرى، بل أريد االرتباط بابنك». ويعتبر «حواس» ،فى تصريحه لـ«املصرى اليت»، هذه الرسالة بأنها صعبة ،ألن الرجل فى مصر
«الشماع» :أخته من أم أخرى ..وقد يثبت خيانتها لمصر بسبب رسالة الفرعونية بإمكانه الزواج من أجنبية ،لكن املرأة ال ترتبط بأجنبى ،فملك احليثيني عقب االطالع عن ً رسول وأكد له صدق ما الرسالة لم يقتنع ،فأرسل أفصحت له عنه ،وبنا ًء عليه أرسل جنله ليتزوجها، لكن حور محب قتله فى الطريق. ويــردف «ح ــواس»« :مــا نعلمه عن عنخ إس إن آمون أنها تزوجت من (آى) وال نعرف عنها أى شىء آخــر ،ونحن نبحث عن مقبرتها فى وادى امللوك
الغربى ،وهو املكان الذى ُدفن فيها زوجها الثانى (آى) ،ومن املناظر التى عثر عليها بداخلها أنها حتب توت عنخ آمون ،فتظهر وهى ممسكة بكتفه، وحينما توفى تركت وردة على املومياء اخلاصة به، فيبدو أنه جمعتهما قصة غرامية». فيما يوضح الدكتور بسام الشماع ،أستاذ علم املصريات ،أن هــذه السيدة اسمها فى األصل «عنخ إس إن با إيتني» ،ثم
حتول مع الناس فى العالم ليكون «عنخ إس إن با آتون» ،وهى واحدة من الست بنات الالئى ولدتهن نفرتيتى من زوجها إخناتون ،وتوت عنخ آمون جنل زوجة ثانية إلخناتون ،ووالدته تُدعى «كيا» ،وحتى يصل الصغير إلى العرش تزوج واحدة من األخوات الست ،فتزوج أخته من أم أخرى. ويشير «الشماع» ،لـ«املصرى اليت»، إلــى أن اسمها حتــول إلــى «عنخ
إس إن آمون» بعد الزواج من «توت» نتيجة تغيير الديانة من آتون إلى آمون ،وحكم الصغير حتى سن 18عا ًما ،واالثنان توفيا فى سن صغيرة. ويتابع «الــشــمــاع»« :هــنــاك رســالــة مت رصدها مترجمة تقول( :مات زوجى ،ليس لى ابن ،وعلمت أن لديك كثيرا من األبناء الذكور ،لو أعطيتنى أحد زوجا لى ،لن آخذ أبدًا واحدًا من أبنائك سأجعله ً خدمى وأجعله زوجى ،أنا خائفة)».
«هدية» كانت سب ًبا فى اكتشاف موهبته
«أسامة» يغزل لوحاته بخيوط على المسامير
شركة طيران تنزانية طلبت منه تنفيذ شعارها على «تابلوه» ..وأسعار أعماله تتراوح بين 200و 250جنيهً ا
كتب -محمد هالل:
منذ نحو عــامــن ،رغــب الــشــاب العشرينى ،أسامة جمال ،فى تقدمي تذكار غير مألوف ألحــد األشخاص القريبني لقلبه ،يعبر به له عن مدى امتنانه لدعمه خالل أصعب فترات حياته ،على حد وصفه ،إال أنه بات فى حيرة من أمره بعدما خاب أمله فى العثور على هدية غير تقليدية، لتشابه كافة الهدايا التذكارية املوجودة فى األسواق. رفض «أسامة» أن يستسلم لفكرة شراء هدية تقليدية، ليبدأ فى البحث عن شىء جديد عبر اإلنترنت ،حتى اهتدى إلى فكرته أخيرا ،حيث عثر على إحدى اللوحات الفنية غير العادية من املسامير واخليط على موقع تبادل الصور «إنستجرام» ،نالت إعجابه. يحكى «أسامة» ،لـ«املصرى اليت» ،بعض األزمــات التى واجهته عقب ذلك ،فعلى الرغم من عثوره على هدية غير مألوفة ،إال أنه صدم بندرة تداول هذا الفن فى مصر والذى
يعرف بـ«استرينج أرت» ،لذلك «قررت تعلم هذا الفن من خالل الدروس املتاحة على موقع يوتيوب ،وبدأ التنفيذ». يستخدم «أســامــة» مطرقة صغيرةّ ، يعشق بها مسامير مختلفة األحجام على سطح قطع خشبية مبساحة ورقة الرسم العادية ،حيث يفصل بني املسمار واآلخــر مسافة ً خيوطا ملونة بحركات منتظمة لتخرج واحدة ،ثم ينسج بها فى النهاية لوحات بأشكال مختلفة ،مضيفا« :بقضى حوالى 12ساعة متواصلة ما بني دسر املسامير أو تشبيك اخليوط لتخرج بعدها القطعة الفنية للنور». تعلق «أسامة» بهذا الفن ،وأتقن أدواته ،وصار رفيق رحلته طوال عامني حتى اآلن ،لتصل أعماله حتى اآلن إلى 150 «تابلوه» ،قائال« :تعلمت هذا الفن مخصوص عشان أمنح شخص عزيز عليا هدية ،وملا قدمتها له أعجب بيها جدا، وكانت سبب فى إن ناس كتير تطلب منى بعد كده لوحات مشابهة بنفس التكنيك» ،ليبدأ من هنا مشروعه اخلاص.
قرر صاحب الـ 21عا ًما ،عقب ذلك ،التوسع فى نشر أعماله الفنية بشكل أكبر ،ليؤسس صفحة على موقع «فيسبوك» حتمل اسم «استرينج أرت» ،لتتجاوز أعماله حدود مدينة املنصورة ،التى يعيش فيها ،وحتى مصر ،قائال: «شركة طيران تنزانية طلبت منى تنفيذ لوجو الشركة على تابلوه ،ووفد رسمى جاء الستالمه». تتراوح أسعار اللوحات التى يعدها «أسامة» من 200 إلى 250جني ًها ،وحتوى رسو ًما من الفن اليونانى القدمي، وأهم املزارات السياحية فى العالم ،ورموزًا للمهن املختلفة أو شعارات األندية ،باإلضافة لطلبات خاصة من العمالء وإهـ ــداءات متنح لألصدقاء واألحــبــة ،ورغــم كــل هــذا ال يعتبر نفسه فنا ًنا محتر ًفا ،ويكتفى بوصفه هاو ًيا حتولت غرفته إلى معرض فنى ،ويطمح فى تطوير مهاراته لتنفيذ بورتريهات شخصية باستخدام املسامير. * ينشر هذا املحتوى بالتعاون مع مركز املصرى اليوم للتدريب
يوضح «الشماع» أنها املرة األولى التى يعثر فيها العلماء على رسالة ملكية بهذا املضمون ،ولم يُذكر فيها اسم امللكة الراسلة وامللك املقصود ،منوهً ا بأن الترجيحات تشير إلى أنها مرسلة مللك آسيوى، وهو قائد احليثيني ،أعداء مصر اللدودين. يكشف «الشماع» أن املقصود من اخلــدم ،فى الرسالة سالفة الذكر ،هو الكاهن «آى» ،وحتى يحكم لزا ًما عليه الزواج من أرملة امللك ،وهى عنخ إس إن آمــون ،ومقبرته تتواجد فى وادى القرود محل البحث عن مدفنها. امللك الذى بلغته الرسالة من السيدة املصرية، والتى رمبا تكون عنخ إس إن آمون على حد قول «الشماع» ،لم يجب عليها ،وما أن اقتنع باملضمون أرسل ابنه ً فعل للزواج منها ،لكن فى مصر علموا باألمر وقتلوه فى الطريق. بالعودة إلــى نقطة مقبرة عنخ إس إن آمــون، يلتقط الــدكــتــور زاهـــى حـــواس ط ــرف احلــديــث ً قائل مجد ًدا ،باعتباره قائد البعثة االستكشافية، إنه يشعر بوجودها فى وادى القرود ،ألنها نفس املنطقة التى ُدفن فيها األب الكبير للعائلة أمنحتب الثالث« :احتمال نالقى مدفنها واحتمال أل ،نحن غدا أو بعد 3 فى النهاية نبحث ،وقد نعثر عليها ّ أعوام ،أو ال» .من جانبه ،يرى «الشماع» أن مقبرتها قد تكون فى سقارة ،ألن احلكم كان فى منف ،ولو كانت خائنة ،إذا أثبت العلماء أن الرسالة صادرة منها إلى ملك احليثيني ،ال ميكن أن يكون لها مقبرة ملكية ،فى حني يشير إلى أنه توجد سيدات ُدفن فى وادى القرود مثل امللكة «تى» جدة توت عنخ آمون« :ممكن تكون مقبرة عنخ إس إن آمون بجوار عائلتها األسرة الـ 18فى وادى القرود ،لكن أعتقد هذا بنسبة قليلة».