3534 AlmashriqNews

Page 3

‫‪10‬‬

‫الأحد املوافق ‪ 17‬من متوز ‪ 2016‬العدد ‪ 3534‬ـ ال�سنة الثالثة ع�شرة‬

‫ثقافية‬

‫‪Sunday , 17 July. 2016 No. 3534 Year 13‬‬

‫العراق يشارك في فعاليات ملتقى بصمات الفنانين التشكيليين العرب‬

‫الت�شكيلية �أي�سر البياتي‪ :‬غياب الدعم املادي‬ ‫والإعاقة مل تقف حائ ًال �أمام م�شاركتي‬ ‫وسام قصي‬

‫َ‬ ‫�شارك العراق �ضمن فعاليات ملتقى ب�صمات الفنانني‬ ‫الت�شكيلني العرب يف دورت��ه احل��ادي��ة ع�شرة‪ ،‬والذي‬ ‫�أقيم حتت عنوان «م�صر يف عيون الفنانني»‪ ،‬ب�أتيلية‬ ‫ال��ق��اه��رة ‪ -‬ق��اع��ة ال��زع��ي��م ج��م��ال ع��ب��د ال��ن��ا���ص��ر و�سط‬ ‫القاهرة يف جمهورية م�صر العربية‪ .‬ومن امل�شاركات‬ ‫�ضمن فعاليات امللتقى الفنانة الت�شكيلية اي�سر البياتي‬ ‫والتي قالت يف ت�صريح هاتفي للمحرر الفني لدائرة‬ ‫الفنون الت�شكيلية يف وزارة الثقافة‪ّ �» :‬إن املهرجان‬ ‫انطلق م�ساء يوم الثالثاء املوافق ‪ 12‬وي�ستمر لغاية‬ ‫‪/ 28‬مت��وز‪/‬ي��ول��ي��و‪ 2016/‬اجل���اري‪� ،‬شارك فيه ‪250‬‬ ‫فنان ًا‪ ،‬افتتحه وزي��ر الثقافة امل�صري الأ�سبق الدكتور‬ ‫�شاكر عبد احلميد‪ ،‬وعُر�ضت من خالل املهرجان اعمال‬ ‫م��ن خمتلف ف���روع ال��ف��ن الت�شكيلي للفنانني العرب‬ ‫م��ن ‪ 17‬دول��ة عربية‪ ،‬كما و�ضم ‪ 250‬لوحة فنية من‬ ‫ت�صوير ونحت وخزف‪ ،‬ف�ض ًال عن �أعمال من فن اخلط‬

‫رحيل إيف بونفوا آخر الشعراء الفرنسيين الكبار‬

‫للبحر‬ ‫ج�سر‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫د‪ .‬عدنان الظاهر‬ ‫اجل�سر)‬ ‫عبور‬ ‫ِ‬ ‫‪ 1‬ـ (قب َل ِ‬ ‫ْ‬ ‫الق�ضبان‬ ‫ام�سك ر� َأ�س َك بني‬ ‫ِ‬ ‫الروح وقودا‬ ‫َج ِّه ْز فح َم‬ ‫ِ‬ ‫للهارب ع َْظما‬ ‫الرب ُد القاد ُم ال يرح ُم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّاك وبر َد ا ُ‬ ‫�إي َ‬ ‫ر�س‬ ‫خل‬ ‫ا‬ ‫دران‬ ‫ِ‬ ‫جل ِ‬ ‫الريحُ حوا�س ُم �شنعا ُء‬ ‫تقل ُع يف بغدا َد قِالع ًا‬ ‫لعرو�ش ِّ‬ ‫ح�صون‬ ‫أبراج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلن و� ِ‬ ‫«اخل�ضراءِ «‬ ‫ج�سور املنفى‬ ‫آهات فوق‬ ‫واه ًا بغدا ُد و� ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َق ْ�سرا‬ ‫َك ْ�س ٌر يف ال�س ِّد يلوحُ قريبا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الطوفان‬ ‫يطغى‬ ‫فت�صرخ بغدا ُد وي�صرحُ‬ ‫ّمنْ فيها‬ ‫ال « ُف ْل ٌك« ينف ُع ال «نوحُ «‬ ‫موج يعلو �أمواج ًا ّ‬ ‫اب‬ ‫�صخ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يفرت�ش ال�ساح َل َر ْمال‬ ‫يحم ُل �أج�سا َد الغرقى‬ ‫يقل ُع مك�سو َر ال�صاري‬ ‫ما جدوى �أنْ تبقى‬ ‫�أعال ٌم َ‬ ‫فوق ال�صاري حالتْ لونا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫عات‬ ‫املوجة قر�صانٌ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ويلفظ �أج�سا َد الغرقى‪.‬‬ ‫يفرت�س الأحيا َء‬ ‫ُ‬ ‫‪ 2‬ـ عاب ُر اجل�سر‬ ‫ال يتوانى‬ ‫ال ي�أب ُه َ‬ ‫كيف ُ‬ ‫اجل�سر‬ ‫يكون عبو ُر‬ ‫ِ‬ ‫الظهر‬ ‫ال يخ�شى �أنْ يهوي مك�سو َر‬ ‫ِ‬ ‫ال يتقهق ُر ال ين�أى‬ ‫ِذر‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫نب ت�أخ َ‬ ‫يتجّ ُ‬ ‫ري َ�سدا ِد ِ‬ ‫احلوت الف ّتاكِ �شموعا‬ ‫عني‬ ‫ِ‬ ‫يوق ُد يف ِ‬ ‫قندي ًال قنديال‬ ‫ري البح َر ويغدو البح ُر طريق ًا مي�سورا‬ ‫ِل ُتن َ‬ ‫يُح�صي �أعدا َد الغرقى‬ ‫ال يُخفي ِ�س ّرا‬ ‫الباطن م�ؤودا‬ ‫الظاه ُر منها يف‬ ‫ِ‬ ‫ج ّر ْب َ‬ ‫الطابور‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫حظك‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫رب ج�سرا ليال‬ ‫ج ّر ْب �أنْ تع َ‬ ‫ُف�صحُ عمّا �أخفى من قتلى ؟‬ ‫هل ي ِ‬ ‫ً‬ ‫طف ٌل يطفو ج�سدا ّ‬ ‫ب�ضا‬ ‫�آخ ُر ُ‬ ‫أر�ض �آُخرى‬ ‫يغرق بحث ًا عن � ٍ‬ ‫ً‬ ‫بَ�ش ٌر يتم ّد ُد مقتوال منفوخا‬ ‫أعالم ال يدري ك ْم لون ًا �أو جنماً‬ ‫ُّ‬ ‫يلتف ب� ٍ‬ ‫فيها‬ ‫املوتُ ز�ؤا ُم‬ ‫املوتُ مُقامُ!‬

‫العربي»‪ .‬و�أ�ضافت البياتي‪ :‬وينظم امللتقى الفنان وحيد‬ ‫البلقا�سي‪ ،‬القوم�سري العام وم�ؤ�س�س ب�صمات الفنانني‬ ‫الت�شكيلني العرب‪ ،‬وهو ملتقى غري حكومي يعمل لإثراء‬ ‫احل��ي��اة الثقافية باجلهود بالذاتية‪ .‬وع�برت الفنانة‬ ‫الت�شكيلية عن �سعادتها الغامرة بهذه امل�شاركة والتي‬ ‫قالت �إنها امل�شاركة الثانية لها �ضمن هذا امللتقى بعد‬ ‫ان كانت هنالك م�شاركة �سابقة عام ‪� ،2015‬إذ �شاركت‬ ‫بعملني احدهما �أكرلك على الكارتون ر�سمت فيه �شعار‬ ‫رابطة املر�أة العراقية التي حتمل ر�سالة وحمامة بي�ضاء‬ ‫حتمل غ�صن زيتون‪ ،‬مو�ضحة‪ :‬حملت راية العراق على‬ ‫كتفي وبيدي عكازتي وبيدي اخرى علم العراق‪ ،‬وانا‬ ‫افتخر بنف�سي‪ ،‬لأنني ابنة دجلة والفرات‪ ،‬وابنة الذهب‬ ‫اال�سود‪� ،‬شرف كبري يل ان �أقف مع اروع املبدعني من‬ ‫ال���دول العربية امل�����ش��ارك��ة‪ .‬و�أردف����ت‪ :‬لقد مت تكرميي‬ ‫بجائزة االو�سكار العربية وق�لادة الإب��داع مع �شهادة‬ ‫التقديرية على هام�ش املعر�ض ك�ضيفة �شرف‪ ،‬من جماعة‬

‫ب�صمات الفنانني الت�شكيليني ال��ع��رب احل���ادي ع�شر‪،‬‬ ‫ل��دوري يف متثيل بلدي العراق اجلريح‪ ،‬فنحن اقوى‬ ‫من كل ال�صعاب‪ ،‬رغم كوين امر�أة من ذوي االحتياجات‬ ‫اخلا�صة احت���دى ال�صعاب بطيئة احل��رك��ة ك�سلحفاة‬ ‫ولكنني ا�سابق �أرنب ب�إرادتي و�صربي وحبي ملواهبي‪،‬‬ ‫بل ع�شقي من عدم االحباط لبلدي العراق‪ ،‬كما مت تكرمي‬ ‫الفنان ح�سني علي البلداوي وحممود العاود بجائزة‬ ‫الأو�سكار العربية و�شهادة تقديرية‪ ،‬يف حني ُ كرم كل‬ ‫من الفنانني‪� :‬صالح النجار وعبد الر�ضا علي حممد‪،‬‬ ‫ورجاء غاىل عبد الكاظم‪ ،‬و�شيماء مو�سى املقيمات يف‬ ‫م�صر بقالدات مع ال�شهادات التقديرية‪ .‬و�أ�شارت اىل � ّإن‬ ‫الهدف من امل�شاركة هو‪�» :‬أن ي�ستمر �إبداعنا يف العطاء‬ ‫الفني والثقايف‪ ،‬فالفن غايتنا؛ للتوا�صل مع الأجيال‬ ‫وتناقل اخل�برات هدفنا واحالمنا تتحقق يف �إظهار‬ ‫االم‪ .‬وطالبت‬ ‫مواهبنا‪ ،‬فمن خالل املهرجانات ترتقي مّ‬ ‫الفنانة الت�شكيلية اجلهات الر�سمية ب�ضرورة ت�سليط‬

‫غــادر ومل يحقــق حـلمه بنـيـل جـائزة نـوبـل‬ ‫أيمن حسن‬

‫ول َد �إيف بونفوا يوم ‪ 24‬يونيو ‪ 1923‬يف مدينة تور‬ ‫الفرن�سية وتويف بباري�س يوم غ ّرة يوليو ‪،2016‬‬ ‫وهو يعترب مبثابة �أهم �شاعر فرن�سي اليوم‪ ،‬فمنذ‬ ‫�إ�صداره � ّأول كتاب �شعري �سنة ‪ ،1953‬حتت عنوان‬ ‫“عن حركة وثبات دوف”‪ ،‬ما ّ‬ ‫انفك بونفوا ي�سائل‬ ‫ال�شعر‪ ،‬حتديدا ما يجعل من ال�شعر فعال‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل ق�صائد و�أبحاث ون�صو�ص عن الفنّ واملو�سيقى‬ ‫وت��رج��م��ات وم��ع��اج��م‪ .‬وه��ي �أع��م��ال جت���اوزت املئة‬ ‫عنوان وهي وليدة ع�صرها و�أزماتها وت�سا�ؤالتها‬ ‫لأنّ �إي��ف بونفوا من الأدب��اء الذين يعون �أنّ الأدب‬ ‫التزام حقيقي فما عادت الكتابة نف�سها بعد احلرب‬ ‫العاملية الثانية وبعد معارك التحرير واال�ستقالل‬ ‫ومايو ‪ 1968‬وغريها من الأحداث التاريخية‪ .‬وهذا‬ ‫م��ا جعله يكتب �أنّ “جذور ال�شعر �سيا�سية‪� .‬إ ّنها‬ ‫ا�ستعادة ح�ضور الآخر يف حياتنا‪ ،‬وذلك احل�ضور‬ ‫هو عمود الدميقراطية‪ .‬ال وجود للدميقراطية �إ ّال يف‬ ‫حت ّملنا م�س�ؤولية كا ّفة جتل ّيات وجود الآخر”‪.‬‬ ‫حلم نوبل‬ ‫هذا الكالم وغريه جعل الكثريين يحلمون ب�أن يطول‬ ‫يتح�صل على جائزة نوبل للآداب‪.‬‬ ‫عمر ال�شاعر كي‬ ‫ّ‬ ‫�إذ �أنّ املطلعني على الأدب الفرن�سي ّ‬ ‫يف�ضلون �إيف‬ ‫بونفوا على الروائيني لوكليزيو وبرتيك موديانو‬ ‫الفائزين باجلائزة �سنة ‪ 2008‬و‪ .2014‬ال �س ّر يف‬ ‫ذلك‪ ،‬لأنّ بونفوا مي ّثل الفكر والأدب وخا�صة ال�شعر‬ ‫الفرن�سي ب���أ ّ‬ ‫مت معنى الكلمة وهو يف احلقيقة �إرث‬ ‫فرن�سي يجعل‪ ،‬منذ هوغو وبودلري م��رورا برامبو‬

‫ومالرمي و�صوال �إىل بول فالريي‪ ،‬من ال�شاعر رمزا‬ ‫�إن�سانيا‪ ،‬فهو قدوة فكرية و�إبداعية و�سيا�سية من‬ ‫خاللها ميكن احلكم على الع�صر وعلى ما فيه من‬ ‫حما�سن ومن م�ساوئ يف الآن نف�سه‪ .‬كان بونفوا‬ ‫ميثل كل هذا‪ ،‬فقد در�س الريا�ضيات والفل�سفة كما‬ ‫نتخب‬ ‫مم��ا مكّنه م��ن �أن ُي‬ ‫ا�ضطلع بتاريخ الفنون ّ‬ ‫َ‬ ‫ملن�صب �أ�ستاذ يف “كوليج دو فران�س” �سنة ‪،1981‬‬ ‫وه��ي م�ؤ�س�سة عريقة بعثت يف ال��ق��رن ال�ساد�س‬ ‫ع�شر يف ف�ترة ع�صر النه�ضة الفرن�سية لت�شجيع‬

‫تدري�س الريا�ضيات والعلوم واللغات بغية جتويد‬ ‫التعامل مع الن�صو�ص الدينية‪ .‬كان انتخاب بونفوا‬ ‫مه ّما لأ ّن���ه �أ�سـ ـ ـ ـّ�س لكر�سي “الدرا�سات املقارنة‬ ‫يف الوظيفة ال�شعر ّية”‪ ،‬وبف�ضل ذلك مكّن ال�شاعر‬ ‫م��ن ب��ل��ورة درو����س ون���دوات وحلقات تفكري حول‬ ‫ال�شعر وال�شعرية والفنون واجلماليات بني اللغات‬ ‫والثقافات‪ .‬املطلعون على الأدب الفرن�سي يف�ضلون‬ ‫�إي��ف بونفوا على الروائيني لوكليزيو وموديانو‪،‬‬ ‫وغالبية النقاد انتظروا فوزه بنوبل‪.‬‬

‫ال�����ض��وء على اب��داع��ات ذوي االح��ت��ي��اج��ات اخلا�صة‪،‬‬ ‫وتوفري الت�سهيالت‪ ،‬وتقدمي الدعم املادي لهم‪ ،‬قائلة‪� :‬إن‬ ‫من �أكرث امل�صاعب التي واجهتي هي ت�أمني ثمن تذاكر‬ ‫الطائرة لغر�ض التوجه وامل�شاركة؛ لرفع العلم العراقي‬ ‫يف االو�ساط الثقافية والفنية العربية والدولية‪ ،‬كما �إن‬ ‫ذوي الإعاقة لديهم قدرات خالقة‪ ،‬وهناك مناذج عديدة‬ ‫لذلك منها �أن الكثري من ذوي الإعاقة ا�ستطاعوا حتقيق‬ ‫�أرق��ام قيا�سية اذا ما مت مقارنتها بالأرقام التي حققها‬ ‫من لديهم �صحة �أف�ضل منهم‪ .‬بدوره قال الفنان ح�سني‬ ‫البلداوي‪ :‬جاءت م�شاركتي بامللتقى الإبداعي لب�صمات‬ ‫الفنانني الت�شكيلني العرب احلادي ع�شر بلوحتني من‬ ‫االكريلك على الكانف�س وهما بعنوان (نزوح) و(الثعبان‬ ‫املقد�س) م�ستوحاة من ق�صيدة لأب��ي القا�سم ال�شابي‬ ‫وبقيا�س ‪� 80 * 60‬سم‪ .‬و�أ�ضاف ح�صلت على الأو�سكار‬ ‫من اللجنة التح�ضريية ولل�سنة الثانية‪ ،‬بعد ح�صويل‬ ‫على الأو�سكار يف امللتقى العا�شر العام املا�ضي �أي�ض ًا‪.‬‬

‫(مـن مي�سح الدمعة والآالم‪..‬؟)‬ ‫محمد سعيد القريشي‬

‫َمن مي�سح الدمعة عن عني طفل فقد �أبويه؟‬ ‫من مي�سح الدمعة عن عني امر�أة فقدت وحيدها‪ ،‬من مي�سح الدمعة عن عني ذلك‬ ‫ال�شيخ وهو ينظر بح�سرة و�أمل اىل اطالل بيته املهدم من جراء الق�صف اجلوي‬ ‫واملدفعي؟‬ ‫من يعيد الفرحة لذلك الطفل وي�صلح لعبته التي كان يلعب بها قبل قليل؟‬ ‫ومن يعيد ا�صالح تلك االرجوحة يف مدينة االطفال؟‬ ‫من �سيبني املدر�سة وامل�ست�شفى واماكن العبادة التي دمرتها الطائرات ويعيدها‬ ‫اىل �سابق عهدها؟‬ ‫من ي�سرتجع الب�سمة لتلك العائلة الفرحة بليلة زفاف ابنهم الوحيد الذي خطفه‬ ‫املوت على اثر انفجار غري م�س�ؤول؟‬ ‫من �سي�سري خلف النع�ش حتى مثواه االخري ويقر�أ الفاحتة؟‬ ‫من ي�سجل الدموع ويدونها يف عامل الذكريات وكتب التاريخ ويطلع عليها‬ ‫االجيال القادمة وما حتمله لهم من امل�آ�سي؟‬ ‫من �سريفع الأنقا�ض والنفايات املرتاكمة عند كل حملة و�شارع وزقاق؟‬ ‫من يعيد اخلدمات الأخرى من ماء وكهرباء؟‬ ‫من ومتى يظهر ذلك الرجل الر�شيد‪،‬‬ ‫ويعالج كل هذه االمور بحكمة وامانة واخال�ص؟‬ ‫من منكم له اجل��ر�أة ويقول ل�سا�ستنا انكم انتم ال�سبب لكل املا�سي واالحزان‬ ‫واملذلة؟‬ ‫من منكم يا �سيا�سينا يقول لدول العدوان‪ ...‬عفو ًا (ال�صديقة) �شكر ًا لكم؟‪...‬‬ ‫حررمتونا؟‪ ...‬اخرجوا من بالدنا ونحن �سن�سوي االمور ما بيننا بديننا ال�سمح‬ ‫وب�أيدينا؟ من له اجلر�أة ويقول لدول الع�صابات انتم مزقتمونا وحطمتمونا؟!!‬ ‫من‪ ..‬ومن‪..‬؟‬ ‫من �سيقا�ضي دول العدوان ودميقراطيتهم اجلوفاء؟‬ ‫لقد بنوا ح�ضارتهم وعلومهم وثقافتهم على ح�ساب خراب الدول النامية عفوا‬ ‫(الدول النامية)‪.‬‬

‫لبنان يرق�ص «الدبكة» يف حقل �ألغام‬ ‫غادة السمان‬

‫�إمنا لل�صرب حدود‬ ‫بريوت تنب�ض �إبداع ًا كما بقية املدن واملناطق اللبنانية‪..‬‬ ‫م�صرة على املهرجانات وال تدري هل �ستنفجر الألغام حتت‬ ‫�أقدام الراق�صني ام ان املوعد ملا يتم حتديده من قبل املندوب‬ ‫ال�سامي هنا والآخر هناك‪ ..‬يرغب اللبناين يف �إلقاء القب�ض‬ ‫على م�صريه وانتخاب رئي�س للجمهورية على الأق��ل‪ ،‬لكنه‬ ‫ممنوع من ذل��ك فمن �شروط احلياة يف حقول الأل��غ��ام �أال‬

‫بريوت و«�صرب �أيوب»!‬ ‫ً‬ ‫َي�شعر عا�شق لبنان احلرية مثلي ب�إيقاع قلبه متوزعا بني‬ ‫الن�شوة والهلع‪ ..‬الن�شوة مث ًال كيوم ا�صطحبتني �إحدى‬ ‫�صديقاتي �إىل «�أرب��ع��اء �أي��وب»‪ ،‬والهلع من انفجار �سيارة‬ ‫مفخخة ه��ن��اك‪ .‬ففي «�أرب��ع��اء �أي����وب» م��ن ك��ل ع��ام يجتمع‬ ‫(ال��ب��ي��ارت��ة‪� :‬أب��ن��اء ب�ي�روت) وي���أك��ل��ون «امل��ف��ت��ق��ة» ـ ن��وع من‬ ‫احللوى ـ و�سواها ويتوافدون �إىل �شاطئ البحر وبالذات‬ ‫«الرملة البي�ضاء» وه��و تقليد �شعبي م��ت��وارث م��ن قائمة‬ ‫العادات البريوتية اجلميلة‪ ..‬وثمة رواي��ة �شبه �أ�سطورية‬ ‫عن اغت�سال «�أي���وب» عليه ال�سالم يف بحر ب�يروت‪� .‬أيوب‬ ‫�أمري ال�صابرين! املهم �أن (البيارتة) وجدوا منا�سبة لرق�ص‬ ‫الدبكة الروحية للحنني ولالنتماء ولإبداء م�شاعر االلت�صاق‬ ‫بالفرح والبهجة والتقاليد ال�شعبية‪ ..‬و�صرب �أي��وب!! لي�س‬ ‫«ف��ل��وري��اد» �أم�����س�تردام ولكن… �أت��اب��ع ذك��ري��ات زيارتي‬ ‫البريوتية الأخ�ي�رة‪ ..‬رافقت �صديقة �أخ��رى �إىل «معر�ض‬ ‫احلدائق والزهور» ويقام يف ميدان «�سباق اخليل» بعدما‬ ‫توقفت بع�ض اخليول العربية الأ�صيلة يف لبنان عن الرك�ض‬ ‫�صوب هدف حترير فل�سطني كما انتهى تقليد «�سباق اخليل»‬ ‫هنا‪ ،‬وحل حملهما معر�ض لطيف وهو هذه ال�سنة بعنوان‬ ‫«�صباح الفل واليا�سمني»‪ .‬وكانت جولة ممتعة بني الزهور‬ ‫والورود وين�صب االهتمام على الفل واليا�سمني‪� ..‬صحيح‬ ‫�أنه يقل كثري ًا عن معر�ض (الفلورياد) ال�شا�سع للتيوليب لكنه‬ ‫يحملني �إىل م�سقط قلبي يف دم�شق و�إىل «زقاق اليا�سمني»‬ ‫خلف اجل��ام��ع الأم���وي ال�شامي حيث بيت ج��دت��ي‪ .‬وهكذا‬ ‫غ��ادرت املعر�ض ثملة بعطور �ألفتها منذ الطفولة‪ ،‬وتابعنا‬ ‫اجلولة ويف مكان معني هبت علينا رائحة «القمامة»‪ ..‬تالل يكون املرء �سيد م�صريه وحرياته‪ .‬وهكذا حني رافقت �صديقة‬ ‫من القمامة ملّا يتم االتفاق بعد على �أ�سلوب التخل�ص منها‪ ،‬بريوتية �إىل حانوت يف «���ش��ارع احل��م��را» لأ���ش�تري بع�ض‬ ‫ويقال ان ال�سبب يعود �إىل �صفقات مالية و�أخ��رى م�ضادة الهدايا املحلية لل�صديقات واجلارات الفرن�سيات‪ ،‬نظر �إ ّ‬ ‫يل‬ ‫من فريق �آخر وريثما يتم االتفاق حول تقا�سم الأرب��اح من البائع بريبة غري ودية لأنني ال �أحتدث باللهجة «البريوتية»‬ ‫«جتارة القمامة» يظل حقل الألغام اللبناين يزخر بالروائح بل ن�صف ال�شامية والحظت �صديقتي حذره فقالت له �إنني‬ ‫«ال�سيدة فالنة‪ »..‬وا�سم زوجي جزء من «الأ�سر البريوتية‬ ‫غري العطرة للج�شع‪ ،‬والف�ساد‪ :‬اللغم الأكرب!‬

‫ال�سبع» وهنا تهلل وجهه ورح��ب ب��ي‪ ،‬ومل ي�سعدين ذلك‪.‬‬ ‫خفت من ظاهرة �إق�صاء الآخر والنفور منه ولكن كردة فعل‬ ‫على زارعي الألغام‪ ..‬وحم�صلة ذلك يف نظري االنق�سام…‬ ‫وكدت �أ�صرخ يف وجه البائع‪� :‬أنا الجئة �سورية من زمان!‬ ‫ولكن يبدو �أنه لل�صرب حدود عند �أهل بريوت‪ ،‬ومن يلومهم؟‬ ‫ذاكرة احلرب و�شهوة ال�سالم‬ ‫�أت�سكع يف بريوت يف دروب املا�ضي‪ .‬ثمة جيل جديد مل يعرف‬

‫�أه��وال احلرب الأهلية يف بريوت ويهدد بها يف كل حلظة‬ ‫كما يحلف احلمقى بالطالق لأ�سباب تافهة‪ ..‬ووجدتني �أمام‬ ‫ذلك املبنى يف (�ساحة حرب ال�سوديكو) يومئذ‪ ،‬حيث كان‬ ‫الفا�صل بني حروب بريوت ال�شرقية والغربية‪ ..‬ذلك املبنى‬ ‫اال�صفر الذي كنا منر به‪� ،‬صديقتي الراحلة فاطمة ناعورة‬ ‫ال�سردوك و�أنا يف طريقنا �إىل (اال�سبوع العربي) مقر عملنا‬

‫مقابل (متحف �سر�سق اليوم) وكان الر�صا�ص ينهمر علينا‬ ‫والقذائف تنخر املبنى الأ�صفر‪� ،‬أمامنا‪ .‬توقفت ب�سيارتي‬ ‫�أت�أمل املبنى املثقوب ب�آثار احلروب وارحتت كثري ًا لفكرة‬ ‫«ذاك���رة ب�يروت» حيث �سيتم حتويل «املبنى الأ�صفر» من‬ ‫�شاهد على احلرب �إىل معلم ثقايف يختزن «ذاكرة بريوت»‪.‬‬ ‫اتركوه كما يف برلني‬ ‫ومتنيت لو ُيرتك «املبنى الأ�صفر» على حاله وعدم �إ�صالحه‪.‬‬ ‫ويف برلني �شاهدت و�أن��ا ات�سكع‪ ،‬كني�سة نخرتها القنابل‬ ‫واملتفجرات ودمغها الر�صا�ص ه��ي «ك��اي��زر فيلهلم غيدا‬ ‫�ستيني�سكرب�ش» وقد عرت جراحها امل�سودة بهباب احلرائق‬ ‫لعيون امل���ارة‪ ،‬وتركها �أه��ل برلني على حالها ك�شاهد على‬ ‫ب�شاعة احل��رب و�شيدوا �إىل جانبها كني�سة جديدة حتمل‬ ‫اال�سم ذاته ك�أنها �صرخة ا�ستغفار عن خطيئة احلرب‪ .‬وليتنا‬ ‫نتعلم من ذل��ك‪ ،‬نحن والذين يثابرون على زراع��ة لبنان ال‬ ‫بالفل واليا�سمني ب��ل ب��الأل��غ��ام‪ ..‬ويحرمونه م��ن انتخاب‬ ‫رئي�س للجمهورية ويبالغون يف تخويفه بلغة التهديد‬ ‫والوعيد وهز اال�صابع يف وجهه كالع�صي من الديناميت‪..‬‬ ‫والنا�س ت�صرخ بال �صوت‪ :‬كفى‪ .‬نريد ان نحيا‪..‬‬ ‫غ�سان كنفاين و«الهدف»‬ ‫منذ اليوم الذي �سمعنا فيه �أحد الأ�صوات ينادي ب�أن الطريق‬ ‫�إىل فل�سطني متر من «جونية» امل�سيحية عرفت اننا �ضيعنا‬ ‫الطريق… ومن يومها والطريق �إىل فل�سطني متر من كل‬ ‫مكان �إال من الدرب املبا�شر‪ .‬لقد �أ�ضعنا البو�صلة‪ ..‬وندفع‬ ‫غالي ًا ثمن زرع الألغام يف لبنان بد ًال من زرعها يف حقول‬ ‫عربدة ا�سرائيل يف فل�سطني املحتلة‪ ..‬لقد ا�ضعنا الهدف‬ ‫احلقيقي العروبي «الهدف»‪ ..‬مل يكن غ�سان كنفاين ـ ليدعو‬ ‫جملته التي �أ���ص��دره��ا با�سم «ال��ه��دف» ع��ن ع��ب��ث‪ ..‬ب��ل كان‬ ‫يحذرنا منذ عقود مما نحن فيه اليوم‪ .‬غ�سان كنفاين مات من‬ ‫�أجل وطنه فل�سطني �أما اليوم فقد قام االلتبا�س وزرع الألغام‬ ‫يف املكان اخلط�أ‪ ..‬وال�سطو على لقب «�شهيد» بعدما �أ�ضعنا‬ ‫«بو�صلة» ال��ه��دف‪ .‬ولكن لبنان م�صر على رق�صة الإب��داع‬ ‫والعطاء واحلرية حتى يف حقل �ألغام‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.