3391 AlmashriqNews

Page 3

‫‪10‬‬ ‫حممد ن�صيف‪ :‬ق�صيدة النرث لي�ست �شعر ًا‬ ‫الأحد املوافق ‪ 17‬من كانون الثاين ‪ 2016‬العدد ‪ 3391‬ـ ال�سنة الثالثة ع�شرة‬

‫ثقافية‬

‫‪Sunday ,17 January. 2016 No. 3391 Year 13‬‬

‫آية الخوالدة‬

‫انتق َل ال�شاعر العراقي حممد ن�صيف �إىل‬ ‫الأردن حامال معه هموم العراق وجروحه‪،‬‬ ‫وتبنى ال��دف��اع ع��ن ال��وط��ن يف الق�صيدة‬ ‫العمودية وال�شعر الف�صيح ملا يحمله من‬ ‫ب�ساطة يف التعبري وجزالة يف املعنى‪.‬‬ ‫ن�صيف الذي ي�ؤمن ب�أن الق�صيدة العمودية‬ ‫�صعبة للغاية‪ ،‬وجدها اللون الأدبي الأجدر‬ ‫بتناول ال��ع��راق وم��ا عا�شه ويعي�شه من‬ ‫م��ع��ان��اة وت��ه��ج�ير ومت�����زق‪ ،‬ح��ي��ث �صدر‬ ‫ديوانه الأول بعنوان «الأزه��ار متوت يف‬ ‫�آذار» و�أعاد ن�شره يف طبعة جديدة‪ ،‬فيما‬ ‫حمل ديوانه الثاين عنوان «على �أجنحة‬ ‫اجل����راح»‪ ،‬ويعمل ال��ي��وم مذيع ًا ومقدم ًا‬ ‫ل��ل�برام��ج يف ق��ن��اة ال��راف��دي��ن الف�ضائية‪،‬‬ ‫جامعا بني الهم ال�سيا�سي والعامل الإبداعي‬ ‫يف ال�شعر‪.‬‬ ‫■ دي��وان��ك ال�شعري يف طبعته الثانية‬ ‫«الأزه������ار مت���وت يف �آذار» ي����دور حول‬ ‫جت���ارب���ك ال�����ش��خ�����ص��ي��ة م���ع امل�������ر�أة‪ ،‬فيما‬ ‫مت��ح��ور دي����وان «ع��ل��ى �أج��ن��ح��ة اجل���راح»‬ ‫ح��ول ال��وط��ن‪ ،‬ه��ل ي�ستطيع ال�شاعر ان‬ ‫يف�صل بني كليهما؟!‬ ‫ بالطبع ال‪ ،‬الن ال�شاعر حينما يحب يقول‬‫ال�شعر‪� ،‬سواء �أكان هذا احلب موجها نحو‬ ‫ام��ر�أة �أو وطن �أو جمتمع �أو مدينة‪ ،‬وال‬ ‫ي�ستطيع الف�صل بينها‪ ،‬هو يحب بغ�ض‬ ‫النظر ع��ن هوية ذل��ك امل��ح��ب��وب‪ .‬وهنالك‬ ‫الكثري م��ن ق�صائدي التي اجتمعت فيها‬ ‫امل����ر�أة وال��وط��ن‪ ،‬ففي ق�صيدة «�أ�سماء»‬ ‫حتدثت عن معاناة بغداد‪ ،‬وق�صيدة «خطاب‬ ‫�إىل جريحة» وجهتها �إىل زميلة �صحافية‬ ‫�أ�صيبت ب�شظية يف مع�صمها‪ ،‬وتناولت من‬ ‫خالل حكايتها جراح الوطن‪.‬‬ ‫كما ان املر�أة تعترب �أي�ضا وطن‪ ،‬فال�شاعر‬ ‫يعترب امل���ر�أة املتكاملة والذكية والأنثى‬ ‫العطوفة وطنا له‪ ،‬واحيانا �أخ��رى نكتب‬ ‫عن مدينة وك�أننا نخاطب امر�أة‪.‬‬ ‫■ مل������اذا �أن������ت م���ق���ل يف �إ�����ص����دارات����ك‬ ‫ال�شعرية؟!‬ ‫ ا�شتغل كثريا على الق�صائد التي ان�شرها‪،‬‬‫ولي�س بال�ضرورة ان ي�صدر ال�شاعر ديوانا‬ ‫حتى يُعرف انه �شاعر‪ ،‬فبع�ضهم ال نعرف‬ ‫من �إبداعهم �إال ق�صيدة واحدة او جمموعة‬ ‫�صغرية منها‪ ،‬مثل ابن زي��دون وق�صيدته‬ ‫«�أ���ض��ح��ى ال��ت��ن��ائ��ي ب��دي�لا ع��ن تدانينا»‪،‬‬ ‫وق�صائد ابن زريق البغدادي‪ ،‬والذي حني‬ ‫يُذكر حت�ضر ق�صيدته «ا�ستودع الله يف‬ ‫بغداد يل قمرا»‪.‬‬ ‫وهنالك �أي�ضا ق�صيدة ابن يزيد بن معاوية‬ ‫وت�سمى «اليتيمة» لأن��ه عُ��رف �شاعرا من‬ ‫خاللها‪ ،‬وهذا ال يعني ان ال ي�صدر ال�شاعر‬ ‫ال��دواوي��ن فهي تقدم له هوية وحتقق له‬

‫ب�صمة وا�ضحة يف امل�شهد الثقايف‪.‬‬ ‫بينما الأ���س��ب��اب الأخ����رى لقلة ا�صداري‬ ‫ال���دواوي���ن‪ ،‬فهو عملي يف حقل الإع�ل�ام‬ ‫وال�����س��ي��ا���س��ة وواج����ب����ي جت�����اه ال���وط���ن‬ ‫واالح���ت�ل�ال وال��ق�����ض��اي��ا ال��ع��ام��ة‪ ،‬جميعها‬ ‫ت�ؤجل م�شروع الطباعة‪ .‬لكن لدي ق�صائد‬ ‫تكفي �أرب��ع��ة دواوي����ن‪ ،‬ج��زء منها جاهز‬ ‫للن�شر و�آخ�����ر يف ح��اج��ة �إىل ت��ت��م��ة �أو‬ ‫مراجعة‪.‬‬ ‫■ ملاذا مل تكتب ق�صيدة النرث‪ ،‬وهل تعتقد‬ ‫�أنها ت�صنف �شعرا؟!‬ ‫ ال �أظ��ن اين �س�أكتب ق�صيدة ال��ن�ثر‪ ،‬اذ‬‫اعتربها جن�سا �أدبيا ي�ضم خياالت حاملة‬ ‫و�صورا جميلة‪ ،‬لكنها لي�ست �شعرا‪ ،‬نحن‬ ‫ورثنا الق�صيدة �ضمن معايري وخ�صائ�ص‬ ‫م��ع��ي��ن��ة‪ ،‬واه���م���ه���ا ال������وزن �أي الإي���ق���اع‬ ‫املو�سيقي‪.‬‬ ‫حينما ن�سمع ال��ن�����ص الأدب�����ي‪ ،‬من��ي��ز من‬ ‫الوهلة الأوىل ان كان �شعرا �أم نرثا‪ ،‬فلماذا‬ ‫اخللط ‪ ،‬ال�شعر يُكتب على ميزان �شعري‪،‬‬ ‫ثم ت�أتي اللغة واخليال والت�صوير؛ هذا‬ ‫اخللط املتق�صد من البع�ض‪ ،‬يهدف لتقدمي‬ ‫�شعراء ال يعرفون �شيئا حول ال�شعر‪.‬‬ ‫ب��اال���ش��ارة �إىل ق�صائد ال�شعر احل���ر �أو‬ ‫التفعيلة‪ ،‬فكتابها �أنف�سهم اعرتفوا ب�أنهم‬ ‫ي���ري���دون ال���ه���روب م���ن ق��ي��ود الق�صيدة‬ ‫العمودية من �أج��ل التعبري ب�شكل او�سع‬ ‫وم��ن��ح ال��ف��ك��رة ف�����ض��اء او����س���ع وم���ع ذلك‬ ‫فال�شعر احلر يكتب على وزن �أي�ضا‪ ،‬ومنهم‬ ‫نزار قباين‪.‬‬ ‫الق�صيدة العمودية �صعبة للغاية‪ ،‬فعلى‬ ‫ال�شاعر �أن ي�ضع الفكرة يف اطار حمدود‪،‬‬ ‫وعدد تفعيالت وقافية واحدة وحرف روي‬ ‫واح��د وبع�ض ال�شعراء وق��ع��وا يف خط�أ‬

‫تكرار القافية �أو اال�ستعانة بكلمات ال تفيد‬ ‫املعنى ب�سبب القافية‪.‬‬ ‫■ هل ا�صبح ال�شاعر الذي ي�ؤمن اليوم‬ ‫ب��ال��ع��روب��ة وامل���ق���اوم���ة‪ ،‬حم���ارب���ا؟ وكيف‬ ‫ميكن للكاتب ان يك�سر القيود على عمله‬ ‫ومنها الأحزاب؟!‬ ‫ بالطبع‪ ،‬فامل�شاريع ال��ت��ي ت��ق��ود البالد‬‫يف ال��داخ��ل واخل���ارج هي الطائفية التي‬ ‫ت�صطدم مع القومية التي لطاملا اعتربت‬ ‫عنوانا �شامال‪ ،‬على ان ال ت��ع��ادي الدين‬ ‫وال��ع��ق��ي��دة‪ ،‬وه��و م��ا مل يعد م��ت��واف��را يف‬ ‫م�شروع القومية‪ ،‬لذلك �أ�صبحت احلياة‬ ‫فا�شلة يف العراق ب�سبب املنهج الطائفي‪.‬‬ ‫لذلك �أمام الكاتب العراقي ثالثة خيارات‪،‬‬ ‫وهي �إما ان ين�ضم مع الأح��زاب الطائفية‬ ‫الفا�شية �أو ي�صمت �أو يغادر العراق‪ ،‬وهم‬ ‫الن�سبة الأك�بر‪ ،‬فحتى من يريد ان يكون‬ ‫حمايدا �سيُقتل‪ ،‬بع�ضهم بقي يف العراق‬ ‫ل�صعوبة ظ��روف��ه امل��ادي��ة وي��ح��اول قدر‬ ‫امل�ستطاع ان يتجنبهم‪.‬‬ ‫■ كيف ت�صف ال�ساحة الأدبية العراقية‬ ‫اليوم بعد االحتالل وزوال��ه؟ هل حقا زال‬ ‫االحتالل؟!‬ ‫ امل�شهد ال�سيا�سي ينعك�س على كل زوايا‬‫احلياة وعلى كافة امل�شاهد‪ ،‬ف�إذا كان امل�شهد‬ ‫ال�سيا�سي مربكا متلأه الفو�ضى و�صاحب‬ ‫ال��ق��رار ع��ب��ارة ع��ن زع��ي��م ع�صابة‪ ،‬فماذا‬ ‫نتوقع من باقي امل�شاهد‪.‬‬ ‫للأ�سف امل�شهد دام��ي يف وج��ود االحتالل‬ ‫وت�شكيل عملية �سيا�سية �سيئة وعرجاء‬ ‫وانعكا�س �إدارة احلكومة احلالية على‬ ‫ال���و����ض���ع‪ ،‬ف��ط��غ��ى ال��ق��ت��ل وامليلي�شيات‬ ‫والإج���رام‪ ،‬وال �أظ��ن �أن يف مقدور ه�ؤالء‬ ‫�أن يفهموا معنى بيت ال�شعر والزهور‬

‫أمرسون يتذكر غوته‬

‫وال�ساحر واملُحبب وال�ضرورة‬ ‫الغريب ّ‬

‫قيس مجيد المولى‬

‫َيقع ال�شاعر �أحيانا وبدون �إرادته بني �أمرين‪ ،‬فهو �أما يكون وجها‬ ‫لواقعة من جتربته احلياتية‪� ،‬أي �أن ال�شعر �سيكون عق َل ال�شاعر‬ ‫وبالتايل ‪ -‬وبتعبري �أمر�سون ‪� -‬سيكون �صوتا �شفاهيا للأمكنة‬ ‫والأح���داث وجممل ال���ر�ؤى التي تقع حتت ت�أثري العقل �أو من‬ ‫�إختال�ساته‪� ،‬أو �أنه يقع حتت ت�أثري التبلور الفجائي حيث ي�صنع‬ ‫الإلهام �صنعته‪ .‬تلك الإلهامية التي ال يعيقها غر�ض ما للبوح الغيبي‬ ‫مبا ت�ستح�ضره اللحظة من عوامل الالوعي حيث تكون فر�صة‬ ‫اال�ستبدال واال�ستدالل على موجودات املخيلة ذات �أثر بعيد‪ ،‬قد ال‬

‫يقع حتت هدف معني �أو حدود دنيا وحدود ق�صوى‪ ،‬بل بفعل ذلك‬ ‫الأثر يتجز�أ ال�شاعر �إىل كيانات ويحتفي باملجهول لي�أتي بكل ما‬ ‫هو �ساحر وغريب وغام�ض وحمبب و�ضرورة‪� .‬أمر�سون يتذكر‬ ‫غوته الذي يرى �أن ما من �شيء معزول عن اجلمال‪ ،‬فال�شاعر لديه‬ ‫�أ�شياء كثرية من الأ�شكال واملكعبات وهو خارج لعبة املنظور لأنه‬ ‫دائما يقيم حاجزا بني احلياة وماورائيتها‪.‬‬ ‫�أن كل �شيء منظو ٌم لي�س يف احلياة و�إمن��ا يف الأب��دي��ة‪ .‬وتلك‬ ‫الأب��دي��ة ال��ت��ي ُتب�صر م��ن خ�لال ج���ودة احل��ي��اة ال��ت��ي ت�ستدعي‬ ‫التناق�ض امل�ستمر م��ا ب�ين املتخيالت وك��ون��ه��ا املُ��رع��ب �ضمن‬ ‫�أطروحات وتنويعات ال ح�صر لها وتكون‬ ‫داالت��ه��ا يف الغالب بقوة رم��زه��ا‪ ،‬ولي�ست‬ ‫بقوة حرفية معناها كما هو احلال يف واقع‬ ‫التجربة احلياتية‪.‬‬ ‫�أن املُ����رك����ب احل���دي���ث ال�����ذي ب��ن��ى عليه‬ ‫�أمر�سون‪:‬‬ ‫�أن العامل �أخف من النور‬ ‫وال�����ش��اع��ر ي��رى ك��ل ���ش��يء بالعيون التي‬ ‫يرغب بها‪ ،‬وبد�أ �أمر�سون بتطوير مثاليته‬ ‫تلك �إىل‪:‬‬ ‫�أن العامل زورق‬ ‫والعامل �ضباب و�شرك عنكبوت‪.‬‬ ‫ورغم انفتاحه فقد احتفظ بقدرة املوجودات‬ ‫�إن متكن ال�شاعر من تخيل �أ�ضدادها لتغيري‬ ‫ال���ع���امل‪ .‬م��ن ه���ذا ال��ب��اب �أدخ����ل �أمر�سون‬ ‫معا�صريه بجدل احلداثة للإيقاع بتزكية‬ ‫ال��واق��ع‪ ،‬ال��واق��ع ال��ذي يتحكم باحلريات‪،‬‬ ‫وي���غ���ري ع��ل��ى ���ض��رب الأم���ث���ال والأف���ك���ار‬ ‫امل�سبقة‪� .‬إن كل �شيء يبنى على �شيء �آخر‬ ‫ويدعو �إىل �شيء لي�س ب�شبيهه‪ ،‬ويف ظل‬ ‫تلك اجلدلية تقبع فر�صة ال�شاعر خللق �أي‬ ‫لل�سيح بني الأ�صابع لفك‬ ‫عامل يرا ُه �صاحلا ِّ‬ ‫�شفرات الكون وبالتايل اكت�شاف جغرافية‬ ‫�أخرى فيها روح ت�ست�أن�س العقبات‪.‬‬

‫والطيور‪ ،‬كما ال �أظن ان احلكومة اجلديدة‬ ‫ق��ادرة على تقدمي م�شهد ثقايف يرقى �إىل‬ ‫م�ستوى الطموح‪.‬‬ ‫ ال���رواي���ات نقلت �إىل ح��د كبري معاناة‬‫ال�شعب العراقي يف الداخل واخلارج و�أمل‬ ‫الغربة‪ ،‬هل نقله ال�شعر �أي�ضا‪� ،‬أم مل يحظ‬ ‫بذلك االهتمام؟!‬ ‫ تعد كل الأ�صناف الأدبية ب�شتى �أنواعها‬‫و�صفا مل�شهد معني يعي�شه الكاتب‪ .‬فالرواية‬ ‫�إىل ح��د م��ا‪ ،‬ج��زء منها م��ن اخل��ي��ال‪ ،‬لكن‬ ‫الكاتب ال ي�ستطيع ان يتجاوز فيها الواقع‪،‬‬ ‫بينما يتحدث ال�شعر عن الواقع برمزية‬ ‫ومبا�شرة وا�ضحة‪.‬‬ ‫هناك من يتبنى وجهة نظر ب���أن الرواية‬ ‫ه��ي اجلن�س الأدب����ي ال��رائ��ج وامل�سيطر‪،‬‬ ‫لكن يبقى ال�شعر الأقوى يف العامل العربي‬ ‫مقارنة بالرواية التي حتظى باالهتمام‬ ‫يف الغرب‪ ،‬ويف الغالب يبحث املهتم عن‬ ‫الق�صيدة وبيت ال�شعر‪ ،‬والدليل على ذلك‬ ‫���ش��دة احل�ضور يف الأم�����س��ي��ات ال�شعرية‬ ‫مقارنة ببقية الأجنا�س الأدبية الأخرى‪،‬‬ ‫باال�ضافة �إىل تفاوت ن�سبة اجلمهور ن�سبة‬ ‫�إىل �شهرة الكاتب وعالقاته االجتماعية‬ ‫وح�ضوره يف امل�شهد الثقايف؛ ومن الأمور‬ ‫الدالة على اهمية ال�شعر توجه الكثري من‬ ‫الروائيني والق�صا�صني لكتابته‪.‬‬ ‫■ لكن املالحظ يف ال�ساحة الثقافية هو‬ ‫العك�س‪ ،‬توجه ال�شعراء �إىل كتابة الرواية‬ ‫طمعا يف احل�صول على اجلوائز؟‬ ‫ نعم �صحيح‪ ،‬لي�س لكتابة الرواية نف�سها‬‫ب��ل �سعيا وراء احل�����ص��ول ع��ل��ى املنافع‪،‬‬ ‫لكن ال�شاعر املبدع يبقى �شاعرا و�إن كتب‬ ‫الرواية‪� ،‬سيقدم نف�سه على �أنه �شاعر‪ ،‬مثل‬ ‫جتربة نزار قباين و�إ�صداره «ال�شعر قنديل‬

‫اخ�ضر» ن�صو�ص نرثية حت��دث فيها عن‬ ‫عالقته مع ال�شعر ونظرته جتاهه‪ ،‬كما �أن‬ ‫الروائي �أي�ضا لن يكتب ال�شعر واذا جرب‬ ‫كتابته �سيع ّرف بنف�سه على انه روائي‪.‬‬ ‫�أما بالن�سبة للجوائز املمنوحة �إىل ال�شعر‬ ‫وال�شعراء فهي كثرية‪ ،‬فهنالك يف ال�ساحة‬ ‫العربية جوائز �شعرية كبرية تتبناها دول‬ ‫مثل �أمري ال�شعراء و�شاعر املليون وجائزة‬ ‫كتارا يف قطر‪ ،‬ق�صيدة مدح الر�سول‪ ،‬فيما‬ ‫تقت�صر جوائز ال��رواي��ة على املهرجانات‬ ‫ومعار�ض الكتب وامل�سابقات‪.‬‬ ‫■ م��ا دور البيت ال��ع��راق��ي ال��ث��ق��ايف يف‬ ‫الأردن؟!‬ ‫ ت���أ���س�����س ال��ب��ي��ت ال��ع��راق��ي ال��ث��ق��ايف منذ‬‫عامني‪ ،‬وهو بيت دافئ يجمع العراقيني يف‬ ‫الأردن‪ ،‬نحاول عربه تقدمي ما يعزز دعائم‬ ‫�إمياننا بوجوب حترير العراق اقت�صاديا‬ ‫و�سيا�سيا وع�سكريا‪ ،‬لذلك يتجمع الأدباء‬ ‫واملثقفني واملهتمني يف �أم�سيات وندوات‬ ‫ّ‬ ‫ون�سخر قدراتنا الثقافية جلمعهم‬ ‫ثقافية‬ ‫على وجهة واحدة قدر امل�ستطاع‪.‬‬ ‫■ كيف جتد حال املثقف والكاتب العراقي‬ ‫يف الغربة؟!‬ ‫ ل�ل�أ���س��ف ال�����ش��دي��د‪ ،‬امل��ث��ق��ف ال��ع��رب��ي يف‬‫غالب الأح��ي��ان يكون حماربا ومغمورا‪.‬‬ ‫وهنا �أدع��و الإع�ل�ام وال�صحافة الثقافية‬ ‫�إىل حتفيز املجتمع و�إع�����ادة الق�صيدة‬ ‫والهاج�س الثقايف �إىل املجتمع ب�شكل عام‪،‬‬ ‫اذ يف الغالب ت�سلط ال�صحافة الأ�ضواء‬ ‫على ال�شاعر وال��ك��ات��ب ال���ذي ال ي�ستحق‬ ‫ب�سبب وجود �أجندات خا�صة‪ ،‬بينما هناك‬ ‫�أدباء فحول بارعون لكن ال ن�سمع عنهم �إال‬ ‫�ضمن دائرة اجتماعية �صغرية وال يجدون‬ ‫فر�صتهم م��ن ال�شهرة‪ ،‬علما ب����أن القراء‬ ‫ي�سعون �إىل متابعة كل ما يكتب ال�شعراء‬ ‫والكتاب املعروفني‪ ،‬وهنا ت�ضمن ال�صحافة‬ ‫ان يتلقى ال��ق��ارئ م�ضمونا جيدا‪ ،‬كونها‬ ‫�أولت اهتماما بالكاتب الذي ي�ستحق‪.‬‬ ‫■ ي�شكو كثري م��ن ال��ك��ت��اب‪ ،‬م��ن طغيان‬ ‫العالقة امل��ادي��ة بني املبدع والنا�شر‪ ،‬فما‬ ‫ر�أيك؟!‬ ‫ يفكر النا�شرون يف الربح واخل�سارة‪،‬‬‫لكن بع�ضهم يلتزم �أخالقيا جت��اه الوطن‬ ‫وال��ق�����ض��ي��ة ول���ذل���ك ي��ت��ع��ام��ل م���ع الكاتب‬ ‫امل��غ�ترب معاملة خ��ا���ص��ة‪� ،‬أو م��ع الكاتب‬ ‫امل��ق��اوم وال��ع��روب��ي‪ ،‬وي��ق��در ظرفه املادي‬ ‫وظروف حياته يف الغربة‪.‬‬ ‫لكن ال �شك ان امل��ادي��ات تخلق ح�سا�سية‪،‬‬ ‫خ�صو�صا حينما ال يكون النا�شر وا�ضحا‬ ‫يف الك�شف ع��ن ارق���ام املبيعات و�إخفاء‬ ‫الأرب���اح عن امل��ب��دع‪ ،‬ف��دور الن�شر تتباكى‬ ‫دائما حول غياب الأرباح‪.‬‬

‫دبلوما�سيون لكنهم �شعراء‬ ‫�صد َر كتاب بعنوان “�شعراء �سفراء”‪� ،‬ضمن �سل�سلة جملة دب��ي الثقافية يف عددها‬ ‫اجلديد (‪ ،)128‬مل�ؤلفه الأديب ال�سعودي �إبراهيم الأملعي‪ .‬يحتوي الكتاب‪ ،‬الذي يقع يف‬ ‫‪� 124‬صفحة‪ ،‬على عدد من الق�صائد العائدة لأبرز الأدباء العرب الذين مار�سوا العمل‬ ‫الدبلوما�سي‪ ،‬كما يربز الكتاب حياة بع�ض ال�شعراء ال�سفراء‪ ،‬وب�أقالمهم �أي�ضا‪ .‬ي�ستهل‬ ‫الأملعي كتابه مبقـولة لوديع فل�سطني‪ :‬متنيتُ لو �أن ال�سلك الـدبلوما�سي كله �أ�سند �إىل‬ ‫رجال فكر و�أدب و�شعـراء‪ ،‬لأنهـم �أقدر من �سواهم على تقدمي القيم الروحية الأ�صيلة‬ ‫التي توثق ال�صالت بني ال�شعـوب‪ ،‬وتعني على حتقيق التفـاهم العميـق بني الثقافات‬ ‫واحل�ضارات‪ .‬يبد�أ الأملعي الكتاب بالإ�شارة �إىل �أن مواكبة النه�ضة العلميـة والأدبيـة‬ ‫لن�ش�أة عدد من الدول العـربية‪� ،‬أو ا�ستقـاللهـا‪ ،‬هـو ما جعل الكثري من الأدباء يتقلـدون‬ ‫م�س�ؤولـيات �سيا�سية ودبلوما�سية خالل القرن الع�شرين‪ ،‬مبينا �أنهم مثلما كانوا جنوما‬ ‫يف �سماء الدبلوما�سية يف مراحل من حياتهم كانوا �أي�ضـا جنومـا يف �سمـاء ال�شعـر طيلـة‬ ‫حيـاتهم وظلوا كذلك حتى بعـد رحيلهم‪ .‬ويقدم كتاب “�شعراء �سفراء” ملحات عن حياة كل‬ ‫منهم و�شيئا من �شعره‪ ،‬حيث يتوقف الكتاب على �إبداعات ال�شعراء ف�ؤاد اخلطيب‪ ،‬خري‬ ‫الدين ال ِّز ِرلكي‪ ،‬عبدالوهاب عزام‪� ،‬إبراهيم العري�ض‪ ،‬عمر �أبوري�شة‪ ،‬حممد ح�سن فقي‪،‬‬ ‫عمر بهاء الدين الأمريي‪� ،‬أحمد بن علي �آل مبارك‪ ،‬عبداملنعم رفاعي‪ ،‬بديع حقي‪ ،‬نا�صر‬ ‫الدين الأ�سد‪ ،‬نزار قباين‪ ،‬حممد فهد العي�سى‪ ،‬ح�سن عبدالله القي�شي‪ ،‬يعقوب الر�شيد‪،‬‬ ‫حممد الفيتوري‪ ،‬حممد �صالح با خطمة‪ ،‬غازي الق�صيبي‪ ،‬عبدالعزيز خوجة‪ ،‬عبدالويل‬ ‫ال�شمريي‪ ،‬وعمر حممد الكردي‪ .‬ويرى الكاتب �أن ال�شاعر وال�سفري الأردين عبداملنعم‬ ‫الرفاعي اكت�سب ال�شرف الرفيع بكتابته الن�شيد الوطني وال�سالم امللكي الأردين‪ ،‬وكان‬ ‫يقتفي �أثر �أ�سالفه ك�أحمد �شوقي ومهدي اجلواهري متميزا بلغة من�سابة وخيال ممتد‪،‬‬ ‫حيث يثبت الكاتب له ق�صيدتني هما “جنوى النيل” و“امل�سافر”‪ .‬وعن ال�شاعر الأردين‬ ‫نا�صر الدين الأ�سد يبني الكاتب �أن الق�صيدة عنده �أ�شبه بتمثال �إغريقي �إذ يقف على‬ ‫مرتفع من الأر�ض ليتطلع �إىل الأزمنة‪ ،‬و�أنه كان �أول �أردين ينال �شهادة الدكتوراه من‬ ‫جامعة القاهرة‪ ،‬وكانت حماولته ال�شعرية املكتملة الأوىل عام ‪ 1939‬بق�صيدته املعنونة‬ ‫“فكرة حائمة”‪ ،‬وهو يرى �أن ال�شعر ذروة الفنون‪ ،‬ومل ينقطع عن قول ال�شعر‪ ،‬وقد‬ ‫جمعت �أ�شعاره يف ديوان بعنوان “هم�س وبوح” �صدر عام ‪.2007‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الر َم ِادي َل َها يف َقل ِب َنا �أَ َل ُق‬ ‫�ض‬ ‫ر‬ ‫�أ ْ‬ ‫َّ‬ ‫�أَ ْر ُ‬ ‫�ض ال َّر َمادِي َلـهَا فـي َق ْل ِبـ َنا �أَ َل ُق‬ ‫َ‬ ‫�أَ ْر ُ‬ ‫�ض ال َّر َمادِي �أ َتتْ ع َْط َ�شى ُيعَا ِن ُقهَا‬ ‫وال�سدِ يمْ ُ جـَوً ى‬ ‫تمَ ْ ِ�شي ال ُّنجُ و ُم �إِ َل ْيهَا َّ‬ ‫ْ‬ ‫ـال َيـ�أ َتلـ ُِق‬ ‫ُنـ ْو ٌر عَـلى َد ْو َحـةِ الآ َم ِ‬ ‫َت ْ�س ِري َك َما ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الظ ِل يف �أَكمَامِ هَا ت ِل ُد‬ ‫َ‬ ‫َيا َ�سيِّدِ ي َيا ْبنَ �أ ْر ِ�ض ال ُك ْو َفةِ ال َع ِب ُق‬ ‫فـي َم ْـط َل ِع الـ َف ْج ِر �أَ ْنوَ ا ًرا ُي َ�ؤ ِاز ُرها‬ ‫َ�سا ُروا َ�س َرا َيا ِبهَا الآ َما ُل َق ْد ُ�س ِر َجتْ‬ ‫ُك ٌّل َيحـِ ْي ُ‬ ‫�ض ع َِـن الأَ ْر ِ�ض ا َّلتِي ِو ِلدَتْ‬ ‫�أَ ْر ٌ‬ ‫�ض ِبهَا َر ْف َر َفتْ َ�أ ْقـوَا ُل َمنْ َ�س َل ُفوا‬ ‫هَ ـذِ ي ال ِّد َيا ُر ِد َيا ٌر ال َت ِـح ْي ُد هَ ـوً ى‬ ‫َففِي َّ‬ ‫ال�شدَائِدِ َما َخابُوا وَ َمـا َق َعدُوا‬ ‫َ‬ ‫اج ِت ال ِّريْحُ يف �أ ْ�ضلاِ عِ ِه ْم وَ دَوَ تْ‬ ‫َب ْل هَ َ‬ ‫ال�صبْحُ يف �إِيمْ َ ـاءَةٍ فـ�إذا‬ ‫َي ْر ُنو ل ـهَا ُّ‬ ‫احلق ِ�إنْ ع َِر ُفوا‬ ‫ال�س َرا َيا َ�س َرا َيا‬ ‫ِت ْل َك َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هُ‬ ‫َ�سـا ُروا وَ ِ�إيمْ َ ـان ُه ْم ِبالله َ�س ْر َم ُد ْم‬ ‫هُ ُم ال ِّر َجا ُل ِج َبا ٌل فِـي الوَ َغى ِق َم ٌم‬ ‫َيا َ�سيِّدِ ي َما ِلهَذا الـدَّهْ ِر مُـ ْم َت ِ�ش ٌق‬ ‫َقـ ْرنٌ ِل َقـ ْر ٍن َز َر ْع َنا الأَ ْر َ‬ ‫�ض َمع ِْـر َف ًة‬ ‫ِت ْل َك ال ُعلُـ ْو ُم ا َّلـتي ُك َّنـا َم َرا ِب َعهَـا‬ ‫َمـ َّرتْ عَـ ِل ْي َنا َل َي ٍال َطـا َل َم ْـجل ُِ�سهَا‬ ‫ـام َيـ ْل َت ِف ـ ُع‬ ‫َل ْيـ ٌل عَـلى هَ ـامَةِ الأي ِ‬ ‫جـَـاءُوا ِ�إ َلـ ْي َنا َ�س َرابًا َقـاتمِ ً ا َح ِن ًقا‬ ‫هَ مُوَ ا بمِ َ ا �أَ َخ ُذوا مِ َّنا وَ َق ْد وَ ِث ُقوا‬ ‫هُ ْم َيبْذِ ُرونَ الوَ بَا فِـي ُك ِّل ُم ْنع َ​َط ٍف‬ ‫َخ ُّطـوا ِب�أَ ْرجُ ل ِ​ِه ْم ُك َّل احلـ ُ ُد ْو ِد َل َنـا‬ ‫ِباللهِ َك ْي َف ِلهَذِ ي الأَ ْر ِ�ض َق ْد َن ِ�سيَتْ‬ ‫�أبْكِ ي ِل َن ْف ِ�سي �أَ ْم �أَبْكِ ي َلهَا وَ َلهَا‬ ‫َف َ‬ ‫ا�ضتْ ُعيُونيِ ُدمُوعً ا فيِ َ�ش َو ِارعِ هَا‬ ‫ال�سال ُم َلهَا َمـا َظ َّل ِبـي َن َف ٌ�س‬ ‫مِ ِّن ِي َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َما ليِ عَلى ال ُبعْدِ مِ نهـَا غيرْ ُ ُم ْر َت ِـج ٍي‬ ‫َيا َم ْن َبـ َع الـحُ ِّب َيا َب ْي ًتا �أَلُـو ُذ ِبـهِ‬ ‫َ‬ ‫َح ْ�س ِبي هُ وَ الله يف �أَهْ لِـي وَ يف وَ طنِي‬ ‫هَ بُّوَ ا َم َع ال َف ْج ِر ال حُ ْلمًا يمَ ُ ُّر ِب ِه ْم‬

‫وح َت ْ�ش َقى ُث َّم َت ْن َعت ُِق‬ ‫َي ْ�س ِري ك َما ال ُّر ِ‬ ‫ات َف ِف ْيهَا َت ْل َتقِي الطـ ُّ ُر ُق‬ ‫َما ُء ال ُف َر ِ‬ ‫جل َما ُل ِ�ض َّيـا ٌء َ�ساطِ ـ ٌع َطـلِقُ‬ ‫ِفيْـهِ ا َ‬ ‫ُق ْط ُب ال َكوَاكِ ِب َ�ش ْم ٌ�س ظِ لُّهَا َّ‬ ‫ال�ش َف ُق‬ ‫�أَ ْم َـجا ُد ُقـ ْو ٍم ِبهـَا الأَ َّيـا ُم َت ْل َت ِ�صقُ‬ ‫هَ ذِ ي ا َ‬ ‫جلمُوعُ ِخ َيا ُر الأَهْ ِل َق ْد َب َر ُقوا‬ ‫ـال وَ َ�س ْي ٌف َ�شـ َّب ُه احل َنقُ‬ ‫َب� ُأ�س ال ِّر َج ِ‬ ‫َتهَا ُب ُه ْم عَا ِد َياتُ الدَّهْ ِر ِ�إنْ َن َـط ُقوا‬ ‫ال�ص وَ ا ُ‬ ‫خلـلُ ُق‬ ‫ِف ْيهَا الـ َم َح َّب ُة وَ الإِ ْخ ُ‬ ‫ات وَ �أَ ْعلاَ ُم ال ُهدَى َ�ص َد ُقـوا‬ ‫مِ نَ ال ِّث َق ِ‬ ‫ُ‬ ‫عَنْ َ�ساكِ ِن ْيهَا وَ �إِنْ يف دَهْ ِرهَ ـا ُر ِزقوا‬ ‫وَ َما �أَ َن ُ‬ ‫اخوا وَ َما فيِ ظِ ِّل ِه ْم َغ َر ُقـوا‬ ‫َ‬ ‫َبـينْ َ الأ ُك ِّـف ُ�سي ٌ‬ ‫ُوف ُكلُّهَا بَـ َر ُق‬ ‫ِف ْي َنا الب ُ​ُطوالتُ َك�أْ ُ�س َ�ش َرا ِب َنا ال َع ِبقُ‬ ‫َقامُوا ِلإ ْح َق ِاق َح ٍق ِفيْهِ َق ْد ب َ​َ�س ُقوا‬ ‫وَ ال ُي َغالُونَ ِفيْهِ ال َق ْو َل �إِنْ ُ�صعِ ُقوا‬ ‫َت ْ�س ِري َك َما ال َّن ْج ِم يف َع ْل َيا ِئهَا ُّ‬ ‫الط ُر ُق‬ ‫َ�س ْي ًفا َع ِل ْي َنا وَ َي ْ�سجُ و َق ْل َب َنا ال َغ َ�سقُ‬ ‫ِف ْيهَا ال ِّر َجاالتُ مِ نْ �أَ ْنه َِارهَ ا َ�س َم ُقوا‬ ‫َ�صا َرتْ َ�س َرابًا َل َنا َ�صا َرتْ َل َنا الأَ َر ُق‬ ‫َح َّتى بَـدَا ال َّل ْي ُل ُ�صبْحً ا ِفيْهِ َن ْل َت ِ�ص ُق‬ ‫ِفيْهِ ال َغ ِر ْي ُب ا َّلذِ ي فيِ َق ْلـ ِبهِ َن َز ُق‬ ‫َي ْد َفعْـ ُه ُم الـ َغ ُّي وَ الأَ ْح َقـا ُد وَ ا َ‬ ‫خل َر ُق‬ ‫َح َّتى ِب�أَ ْر َق ِام هَ َذا ا َ‬ ‫حل ْر ِف َق ْد َع َل ُقوا‬ ‫ِفيْهِ �أَ َقامُـوا وفيِ �أَ ْح َيــائِهِ َن َع ُقـوا‬ ‫َـات َلـهَا فِـ َر ُق‬ ‫َحـ َّتى َغـ َد ْو َنا َج َماع ٍ‬ ‫خللُـقُ‬ ‫�أَ َّيـا َم ِف ْيهَا َ�سمَتْ �آدَا َبهَـا ا ُ‬ ‫ال�سال ُم َف ِف ْيهَا َت ْن َت ِهي ُّ‬ ‫الط ُر ُق‬ ‫مِ ِّني َّ‬ ‫َي ْو َم الـ َّر ِح ْي ِل وَ َي ْو َم ال َّن�أيِّ َيا َر َمـقُ‬ ‫َي ْ�سعَى ِ�إ ِل ْيهَا وَ ِف ْيهَا ال ُّروْحُ َت ْل َت ِ�ص ُق‬ ‫الو َ�صا َل وَ ِف ْيهَا ال َق ْل ُب َي ْحترَ ِ ُق‬ ‫ِف ْيهَا ِ‬ ‫ِفد َ‬ ‫َاك ُر ْو ِحي وَ �أَيَّامِ ـي وَ َمـا َخ َل ُقوا‬ ‫ال�س َرا َيا ا َّلتِي يف ظِ ِّلهَا َنثِـقُ‬ ‫وَ فـي َّ‬ ‫ِ�إال ِوكـَانَ َلـ ُه ْم َب ْي ًتـا َلـ ُه ِا ْن َط َل ُقـوا‬

‫نابويل– �إيطاليا‬

‫مالك الواسطي‬

‫هَ ذِ ي ِر َجا ُل ِبال ِد � َّ‬ ‫الت َلهَا ُخ ِل ُقـوا‬ ‫ألط ِف َما َع َر َفتْ‬ ‫�أَ َّيـا ُم ُه ْم َغيرْ َ َ�صـ ْو ٍ‬ ‫َح َّتى بَـدَا ال َب ْح ُر َخـوَ ا ًفا ِبـهِ َر َن ُـق‬ ‫َ�سا ُقوا املَ َنا َيا وَ َ�سا ُقوا ال َغ ْي َث يف َد َع ٍة‬ ‫وَ فيِ املَ َيا ِد ْي ِن َكـا َد ال َّل ْي ُل َي ْـخ َتنِقُ‬ ‫َجاءُوا َج َحا ِف َل فيِ �أَ ْر ِ�ض الوَ َغى َث َب ُتوا‬ ‫َح َّتى َغدَا ال َّل ْي ُل ُ�صبْحً ا ِفيْهِ يمَ ْ َت ِ�ش ُق‬ ‫ال�س َما َ�ض َّجتْ َج َحا ِفلُ ُه ْم‬ ‫ون َّ‬ ‫َففِي ب ُ​ُط ِ‬ ‫اب ظِ ِّلـهَا الـ َف َلقُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ�س ُروا ِج َباال ت ُ�ص ُّد الـ ِّر ْي َح َ�ص ْرخت ُه ْم‬ ‫وَ َي ْـحتمِ ي فيِ َروَ ِ‬ ‫ِ�إال وَ َكادَتْ ُغيُو ُم ال ـ َف ْج ِر َت ْن َفل ُِق‬ ‫َكا ُنوا َك َما البرَ ْ ُق ال َت ْه ُفو َمدَامِ َع ُه‬ ‫وَ تمَ ْ َ�سحُ ال َّد ْم َع عَنْ عَينْ ٍ ِبهَا �أَ َرقُ‬ ‫ُوع ِد َي ٍار َ�شاخَ َم ـ ْن َظ ُرهَ ا‬ ‫َت ْ�سقِي ُرب ِ‬ ‫�أَ ْر َ‬ ‫�ض ال َن ِخ ْي ِل وَ َ�شمْ�سً ا هَ ا َلهَا ال َغ َر ُق‬ ‫َ�ش ُّجوا ِب�أَ ْذرُعِ ِه ْم َل ْي َل الد َُّجى وَ َحمُوا‬ ‫ِريْحُ الوَ َغى َق ْد َبدَتْ يف ظِ ِّل ِه ْم َن َفقُ‬ ‫َح َّتى ال ُّنجُ و ُم ا َّلتِي �أَ ْب َكتْ َم َ�ض ِاج َعهَا‬ ‫َف ْج ًرا ِب ِه ْم َقـ َد بَـدَا فِـي ُط ْولِهِ ُع ُن ُق‬ ‫َا�ش َق ًة‬ ‫َ�سعَتْ ِ�إ َل ْي ِه ْم ع ُ​ُطو ُر املُ ْ�سكِ ع ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُون الدَّهْ ِر َما َر َمقوا‬ ‫َت َق َّحمُوا وَ ْح َ�ش َة ال َّت ِار ْي ِخ وَ ِا ْن َت َ�صبُوا‬ ‫َ�شوَامِ َخ فِـي ُعي ِ‬ ‫َكا ُنوا ِث َقاتا َي ِ�ش ُّد الـ ِّد ْي ُن عِ ْ�ص َم َت ُه ْم‬ ‫وَ َت ْ�س َت ِجيرْ ُ ِب ِه ْم �أَ ْق َوا ُل َمنْ لحَ َ ـ ُقوا‬ ‫َ‬ ‫وَ فـي ال ُف�ؤا ِد ُ�شم َ‬ ‫ُوخا َظـ َّل َي�أ َتل ُِـق‬ ‫َكا ُنوا عِ ـ َرا ًقا ِب َد ْم ِع الـعَينْ ِ َم ْن َب ُع ُه‬ ‫َاب وَ ا ُ‬ ‫خللُ ُق‬ ‫ـوَار ْي ُخ �أَهْ ـلِي هَ ـذِ هِ وَ َطنِي‬ ‫َثالُو ُث ُه ‪ :‬الــعِ ْل ُم وَ الآد ُ‬ ‫هَ ذِ ي َت ِ‬ ‫َ‬ ‫َح َّتى َبدَتْ فِـي َف َيا ِفيْهِ َلـهَا َحد َُق‬ ‫اب فيِ َخ َـج ٍل‬ ‫�أَ ْم َ�ستْ ِبهِ ُ�أ َّم ُة الأ ْع َر ِ‬ ‫َما َبينْ َ �أَ ْنـه ُِرهِ فـي ا َ‬ ‫خليرْ ِ َت ْن َز ِلـ ُـق‬ ‫�أَ ْر َختْ ِبهِ ُك َّل َت ِار ْي ٍخ َلـهَا وَ َغـدَتْ‬ ‫َ‬ ‫َن ْـح َو ال ِف َر ِاق َف�أ ْغ َنى َما َجال ال َغ َ�س ُق‬ ‫َلكِ نَّ دَهْ َرهُ ُم َما ِا ْن َف َك َي ْد َف ـ ُع ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َما َحل ِف ْي ِه ْم وفيِ �أقد َِارهِ ْم َعلقوا‬ ‫َك ْم مِ نْ َعت ٍِّي َط َغى فيِ �أَ ْر ِ�ض ِه ْم فنبُوا‬ ‫َ‬ ‫َبينْ َ الـ َّد َنانِيرْ ِ فِـي �أ ْط َباق ِ​ِه ْم م ُِر ُقوا‬ ‫َراحُ وا َي ُ�صو ُغونَ �أَ ْقوَاال َلـ ُه ْم ُنثرِ َ تْ‬ ‫َ�ش ْمـ ٌل َت َفـ َّر َق ِفيْـهِ الـ ُق ْو ُل وَ الأُ ُف ُق‬ ‫ال�ص َبا وَ َخ َبا‬ ‫َ�ضاعُوا وَ َماتَ ِب ِه ْم َزهْ ُو ِّ‬ ‫ِ�إ َذا َت َـج َلتْ ِبهِ الأَ ْحكـَا ُم وَ ا ُ‬ ‫خل ـلُ ُق‬ ‫َيا َ�سيِّدِ ي ِ�إنَّ َزهْ ـ َو ال ُق ْو ِم َقا ِئ ُدهُ ْم‬ ‫تـَا َه اجلـَمِ ْي ُع وَ َحـ َّل احلـ ُ ْز ُن وَ الأَ َرقُ‬ ‫َان َكا َنـا �إِ َذا َقا َمـا وَ �إِنْ َقعِ دَا‬ ‫ِ�ص ْنـو ِ‬ ‫ُد ُم ال َّ‬ ‫ـ�ض َحـا َيا َك َ�س ْي ٍف ِفيْهِ يمَ ْ َت ِ�ش ُق‬ ‫َي ْـحـلُو ِبـ َك َّفيْهِ َح ٌـق فِـيْهِ يمَ ْ َت ِـزجُ‬ ‫الظاهِ ُر ا َ‬ ‫َات وَ كَانَ َّ‬ ‫حلذِ ُق‬ ‫َقـ ْد بَا َركـ َ ْت ُه جُ مـُوعٌ كَـانَ َطلـ ْ َع َتهَا‬ ‫فيَ الوَا ِقع ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ِ�إنْ َمـا َل فـي ظِ ـ ِّله �أَ ْو اَل َقـه ال َفـ َل ُق‬ ‫اب فـي َتـ َل ُّفتِه‬ ‫ِلك ال ُّنجُ ـو ُم َ�سـ َر ٌ‬ ‫ـات ِبهَـا َن َط ُقوا‬ ‫وَ �أَ ْنتَ َخيرْ ٌ َلـ َنا مِ ـنْ عِ ترْ َ ةٍ ُغ ِر َ�ستْ‬ ‫ِف ْيهَـا ال َـح َقائ ُِق �آ َي ٍ‬ ‫املَ ْج ُد ِف ْي َك َي ِ�ضي ُء ال ـ َي ْو َم وَ ال َف َل ُق‬ ‫َيا َمنْ وَ ِر ْثتَ ع َِن الآبَاءِ َم ْـج َدهُ ُم‬ ‫ْ‬ ‫وَ ْنـ َد ْه عَلى الكون َي�أتِي والهوى َر َم ُق‬ ‫ُق ْم فـي الثرُّ َ َيا َف�أَ ْنتَ ل َِ�ض ْو ِئهَا الأَ َل ُق‬ ‫ـــــــــــــــــــ‬ ‫معان بع�ض الكلمات الواردة يف هذه الق�صيدة‪:‬‬ ‫احلنق‪ :‬الغ�ضب ‪ /‬الثقات‪ :‬جمع لثقة (املوثوق به )‪ /‬ب�سق‪ :‬طال �أو ارتفع ‪� /‬سمق‪ :‬طال‪.‬‬ ‫منا ‪ /‬ال َن َز ُق‪ :‬العجلة يف جهل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪/‬ا َ‬ ‫حلن ُِق ‪� :‬شديد الغ�ضب‪ . /‬اخل َرق‪ :‬اجلهل ‪ /‬الوبا‪ :‬يراد به الوباء ‪ /‬الرنق‪ :‬الكدر �أو‬ ‫ال�ضيق‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.