فى مالحمهن الق�سمات امل�صرية الأ�صيلة ..كما جتلى نقدها االجتماعى فى ت�صوير و�ضع املر�أة فى لوحتها «الزوجتان» ..فقد �صرخت اللوحة مبالمح احل��زن البادية على الزوجة الأوىل التى �أعطاها الزوج ظهره هى و�أوالدها ،وت�صدرت اللوحة الزوجة الثانية الدلوعة املقربة مع وليدها . ولوحاتها هنا تطالب بتغيري اجتماعى حقيقى . ثم انطلقت فر�شاتها مع الثورة ..ت�صور و�ضع امل��ر�أة اجلديد ،ور�سمت العازفة التى تعزف حلن ال��ث��ورة ،واملعلمة حتيط بها الطالبات ،وحررتهن من املنظور والن�سب ،وانطلقت حتلق وتر�سم �آمال الوطن ،و�آم��ال املواطن امل�صرى و�آالم��ه ..وجاءت
وف��ى الرحلة التاريخية �إىل النوبة �سافرت جاذبية مع من �سافروا من فنانى م�صر ومثقفيها، عام : 1962حبيب جورجى ،فنان املائيات ،و�صاحب جتربة النحت التلقائى مع الأطفال ،واملعمارى ح�سن فتحى ،والدكتور لوي�س عو�ض ،واملفكر الفنان حامد �سعيد رائد مدر�سة الفن واحلياة ،وحتية حليم ،و�أدم حنني ،ورم�سي�س يونان ،وحامد ندا ..وظهرت النوبة بكل مكنوناتها ومالحمها البيئية ..م��ث�يرا كبريا جلاذبية �أ���ض��اف الكثري �إىل تعبرياتها ..وقدمت العديد من الأعمال من وحى �إلهامها مثل «�شروق فى النوبة» و «ا�ست�شهاد بالد النوبة» و�صورتها فى جمموعة لوحات .
لوحتها املراجيح 1956بداية للتغريات االجتماعية وال�سيا�سية ،فقد ر�سمتها من زاوية عليا ،مع الإيحاء ب�أنها تر�سمها من املقدمة ،وبعدها بثالث �سنوات عام 1959ر�سمت لوحتها «الطيارة الورقية» التى رم��زت فيها �إىل االن��ط�لاق والتحليق ،وال��ط�يران �إىل �أعلى ..خا�صة وقد انطلقت الطائرة بعيدا عن الأر���ض ت�شق عنان ال�سماء ،داخل منطقة خمتلفة جدا عن الواقع ،وعن الطفلة املم�سكة بها بعيدا عن كل قواعد املنظور ..حيث نرى ال�سماء مفتوحة ،وكل �شىء اليخ�ضع للمنطق الأر�ضى .
ولوحات الأمل واحلزن وعندما جاءت النك�سة فى يونيو من عام 1967 �أ���ص��اب��ت الفنانة الكبرية ب�إ�صابة ب��ال��غ��ة ..كانت مبثابة �صفعة قوية ،جعلتها تعزف عن احلياة لفرتة طويلة. وم��ا �أبلغ تلك اللوحة التى �صورت فيها فتاة منكفئة من �شدة ال�سقوط ،مع نوافذ مغلقة . �إال �أن �أعمالها فيما بعد تغنى مل�صر ،وتتغنى ب�سحرها فى كل مكان ،حيث متزج البيوت بالب�شر ب�صخب احلياة ،من الواقع �إىل الرمز ،ومن التجريد
v
12
�إىل التعبري ،فى خ�صو�صية الزمان واملكان فى بقاع م�صر . وتكمن قيمة �أعمال جاذبية احلديثة ،لي�س فقط من �أجل تكثيف مراحلها الفنية بلغة ت�شكيلية تعتمد على الرمز والإيحاء ،والتلميح ببالغة �شديدة مع التحرر الأكادميى ،وتعبريية اللون الذى ينطلق فى قوة ،جتمع بني الوعى وحكمة الت�شكيل ،والتلقائية وهى تف�سر �أحدث �أعمالها :البيوت عبارة عن رموز لبيوت ،جمرد �إ�شارات جتمع بني ال�شكل الهند�سى املتمثل فى ال�شرائط ،وال�شكل الع�ضوى للبيوت ،وما ت�ضم من ب�شر ..وال�شرائط هنا موجودة فى كل مكان ،فى ال�شارع من �إ�شارات وعالمات ،والتى تعنى التوقف واحلركة ،وحتديد االجتاهات . ولقد جاء معر�ضها «جت�سيد» والذى �ضم �أحدث �أعمالها فى ثالثية من البحر والوادى والنا�س ..وهو م�ساحة مت�سعة ،متثل تراكما لعاملها املت�سع بالحدود ممتدا باللم�سة وامل�شاعر والأحا�سي�س ..كما فى لوحتها امل���ر�أة وال��رج��ل على خلفية جتريدية من الأزرق ال�صافى الذى ميتزج بالأخ�ضر الزرعى . كما يتوحد الب�شر مع البيوت فى لوحتها التى ت�ضم ث�لاث��ة �شخو�ص ،م��اب�ين ال��وج��وه اجلانبية، والوجه الأمامى ،مع بوابة عتيقة رمزا للبيت . لقد اختزلت الفنانة عاملها ولغتها الت�شكيلية ولكن باحت �أي�ضا بدنيا ت�شخي�صية ..متوج بالنا�س فى بالدى ..والبحر والوادى ..وت�شرق بالبيوت ذات الفتحات ،والتى تطل بعيون �شاخ�صة . وف��ى لوحة جاذبية «الأم و�أطفالها» تلخ�ص الفنانة بكثافة تعبريية ،ام��ر�أة بطول اللوحة ،وفى �أماميتها �أرب��ع��ة �أط��ف��ال ،مع م�ساحة من الأحمر ال��ن��ارى ،وت��ع��د تعبريا رم��زي��ا ع��ن الأم �أو الوطن والأبناء . وجاذبية �سرى ح�صلت على درا�سات عليا مع مار�سيل جرومري فى باري�س ،ودرا�سات �أخرى بروما ،وكلية �سلني بجامعة لندن . ك��م��ا ح�صلت ع��ل��ى ج��ائ��زة روم����ا ،واجل��ائ��زة ال�شرفية لبيناىل فيني�سيا ،واجل��ائ��زة الأوىل من بيناىل الإ���س��ك��ن��دري��ة ،واجل��ائ��زة ال��ك�برى الرابعة للفن العاملى مبوناكو ،1998و�أخريا جائزة الدولة التقديرية عام . 2000 حتية �إىل مل�سة توهجت ب�سحر الإب���داع ،بعمق �ستني عاما من الفن اجلميل .