Khayal20

Page 15

‫فى مالحمهن الق�سمات امل�صرية الأ�صيلة‪ ..‬كما‬ ‫جتلى نقدها االجتماعى فى ت�صوير و�ضع املر�أة فى‬ ‫لوحتها «الزوجتان»‪ ..‬فقد �صرخت اللوحة مبالمح‬ ‫احل��زن البادية على الزوجة الأوىل التى �أعطاها‬ ‫الزوج ظهره هى و�أوالدها‪ ،‬وت�صدرت اللوحة الزوجة‬ ‫الثانية الدلوعة املقربة مع وليدها ‪.‬‬ ‫ولوحاتها هنا تطالب بتغيري اجتماعى حقيقى ‪.‬‬ ‫ثم انطلقت فر�شاتها مع الثورة‪ ..‬ت�صور و�ضع‬ ‫امل��ر�أة اجلديد‪ ،‬ور�سمت العازفة التى تعزف حلن‬ ‫ال��ث��ورة‪ ،‬واملعلمة حتيط بها الطالبات‪ ،‬وحررتهن‬ ‫من املنظور والن�سب‪ ،‬وانطلقت حتلق وتر�سم �آمال‬ ‫الوطن‪ ،‬و�آم��ال املواطن امل�صرى و�آالم��ه‪ ..‬وجاءت‬

‫وف��ى الرحلة التاريخية �إىل النوبة �سافرت‬ ‫جاذبية مع من �سافروا من فنانى م�صر ومثقفيها‪،‬‬ ‫عام ‪ : 1962‬حبيب جورجى‪ ،‬فنان املائيات‪ ،‬و�صاحب‬ ‫جتربة النحت التلقائى مع الأطفال‪ ،‬واملعمارى ح�سن‬ ‫فتحى‪ ،‬والدكتور لوي�س عو�ض‪ ،‬واملفكر الفنان حامد‬ ‫�سعيد رائد مدر�سة الفن واحلياة‪ ،‬وحتية حليم‪ ،‬و�أدم‬ ‫حنني‪ ،‬ورم�سي�س يونان‪ ،‬وحامد ندا‪ ..‬وظهرت النوبة‬ ‫بكل مكنوناتها ومالحمها البيئية ‪..‬م��ث�يرا كبريا‬ ‫جلاذبية �أ���ض��اف الكثري �إىل تعبرياتها‪ ..‬وقدمت‬ ‫العديد من الأعمال من وحى �إلهامها مثل «�شروق‬ ‫فى النوبة» و «ا�ست�شهاد بالد النوبة» و�صورتها فى‬ ‫جمموعة لوحات ‪.‬‬

‫لوحتها املراجيح ‪ 1956‬بداية للتغريات االجتماعية‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬فقد ر�سمتها من زاوية عليا‪ ،‬مع الإيحاء‬ ‫ب�أنها تر�سمها من املقدمة‪ ،‬وبعدها بثالث �سنوات‬ ‫عام ‪ 1959‬ر�سمت لوحتها «الطيارة الورقية» التى‬ ‫رم��زت فيها �إىل االن��ط�لاق والتحليق‪ ،‬وال��ط�يران‬ ‫�إىل �أعلى‪ ..‬خا�صة وقد انطلقت الطائرة بعيدا عن‬ ‫الأر���ض ت�شق عنان ال�سماء‪ ،‬داخل منطقة خمتلفة‬ ‫جدا عن الواقع‪ ،‬وعن الطفلة املم�سكة بها بعيدا عن‬ ‫كل قواعد املنظور‪ ..‬حيث نرى ال�سماء مفتوحة‪ ،‬وكل‬ ‫�شىء اليخ�ضع للمنطق الأر�ضى ‪.‬‬

‫ولوحات الأمل واحلزن‬ ‫وعندما جاءت النك�سة فى يونيو من عام ‪1967‬‬ ‫�أ���ص��اب��ت الفنانة الكبرية ب�إ�صابة ب��ال��غ��ة‪ ..‬كانت‬ ‫مبثابة �صفعة قوية‪ ،‬جعلتها تعزف عن احلياة لفرتة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫وم��ا �أبلغ تلك اللوحة التى �صورت فيها فتاة‬ ‫منكفئة من �شدة ال�سقوط ‪ ،‬مع نوافذ مغلقة ‪.‬‬ ‫�إال �أن �أعمالها فيما بعد تغنى مل�صر‪ ،‬وتتغنى‬ ‫ب�سحرها فى كل مكان‪ ،‬حيث متزج البيوت بالب�شر‬ ‫ب�صخب احلياة‪ ،‬من الواقع �إىل الرمز‪ ،‬ومن التجريد‬

‫‪v‬‬

‫‪12‬‬

‫�إىل التعبري‪ ،‬فى خ�صو�صية الزمان واملكان فى بقاع‬ ‫م�صر ‪.‬‬ ‫وتكمن قيمة �أعمال جاذبية احلديثة‪ ،‬لي�س فقط‬ ‫من �أجل تكثيف مراحلها الفنية بلغة ت�شكيلية تعتمد‬ ‫على الرمز والإيحاء‪ ،‬والتلميح ببالغة �شديدة مع‬ ‫التحرر الأكادميى‪ ،‬وتعبريية اللون الذى ينطلق فى‬ ‫قوة‪ ،‬جتمع بني الوعى وحكمة الت�شكيل‪ ،‬والتلقائية‬ ‫وهى تف�سر �أحدث �أعمالها ‪ :‬البيوت عبارة عن رموز‬ ‫لبيوت‪ ،‬جمرد �إ�شارات جتمع بني ال�شكل الهند�سى‬ ‫املتمثل فى ال�شرائط‪ ،‬وال�شكل الع�ضوى للبيوت‪ ،‬وما‬ ‫ت�ضم من ب�شر ‪..‬وال�شرائط هنا موجودة فى كل‬ ‫مكان‪ ،‬فى ال�شارع من �إ�شارات وعالمات ‪ ،‬والتى‬ ‫تعنى التوقف واحلركة‪ ،‬وحتديد االجتاهات ‪.‬‬ ‫ولقد جاء معر�ضها «جت�سيد» والذى �ضم �أحدث‬ ‫�أعمالها فى ثالثية من البحر والوادى والنا�س ‪..‬وهو‬ ‫م�ساحة مت�سعة‪ ،‬متثل تراكما لعاملها املت�سع بالحدود‬ ‫ممتدا باللم�سة وامل�شاعر والأحا�سي�س‪ ..‬كما فى‬ ‫لوحتها امل���ر�أة وال��رج��ل على خلفية جتريدية من‬ ‫الأزرق ال�صافى الذى ميتزج بالأخ�ضر الزرعى ‪.‬‬ ‫كما يتوحد الب�شر مع البيوت فى لوحتها التى‬ ‫ت�ضم ث�لاث��ة �شخو�ص‪ ،‬م��اب�ين ال��وج��وه اجلانبية‪،‬‬ ‫والوجه الأمامى ‪ ،‬مع بوابة عتيقة رمزا للبيت ‪.‬‬ ‫لقد اختزلت الفنانة عاملها ولغتها الت�شكيلية‬ ‫ولكن باحت �أي�ضا بدنيا ت�شخي�صية‪ ..‬متوج بالنا�س‬ ‫فى بالدى‪ ..‬والبحر والوادى‪ ..‬وت�شرق بالبيوت ذات‬ ‫الفتحات‪ ،‬والتى تطل بعيون �شاخ�صة ‪.‬‬ ‫وف��ى لوحة جاذبية «الأم و�أطفالها» تلخ�ص‬ ‫الفنانة بكثافة تعبريية‪ ،‬ام��ر�أة بطول اللوحة‪ ،‬وفى‬ ‫�أماميتها �أرب��ع��ة �أط��ف��ال‪ ،‬مع م�ساحة من الأحمر‬ ‫ال��ن��ارى‪ ،‬وت��ع��د تعبريا رم��زي��ا ع��ن الأم �أو الوطن‬ ‫والأبناء ‪.‬‬ ‫وجاذبية �سرى ح�صلت على درا�سات عليا مع‬ ‫مار�سيل جرومري فى باري�س‪ ،‬ودرا�سات �أخرى بروما‬ ‫‪ ،‬وكلية �سلني بجامعة لندن ‪.‬‬ ‫ك��م��ا ح�صلت ع��ل��ى ج��ائ��زة روم����ا‪ ،‬واجل��ائ��زة‬ ‫ال�شرفية لبيناىل فيني�سيا‪ ،‬واجل��ائ��زة الأوىل من‬ ‫بيناىل الإ���س��ك��ن��دري��ة‪ ،‬واجل��ائ��زة ال��ك�برى الرابعة‬ ‫للفن العاملى مبوناكو ‪ ،1998‬و�أخريا جائزة الدولة‬ ‫التقديرية عام ‪. 2000‬‬ ‫حتية �إىل مل�سة توهجت ب�سحر الإب���داع‪ ،‬بعمق‬ ‫�ستني عاما من الفن اجلميل ‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.