نفسه ،بمعنى أن يتحرر اإلن �س��ان العراقي من قيوده هو أي�ض�اً ،مثلما تحرر من قيود الطغيان المسلطة عليه .بمعنى آخ��ر أن ال يمارس قهره وطغيانه على اآلخر .أن ال يفهم الحرية مكسباً فردياً ينعم بها هو ،بينما يضن > الكثير من أصدقائي الشعراء والروائيين بها على اآلخر أو يمنحها وقت ما يشاء.. هنا وهناك في المغرب وأوروبا وأمريكا، ك���ان���وا ي���ع���ول���ون ك��ث��ي��را ع��ل��ى عودتكم إن التحرر ينبغي أن يؤسس لمفهوم الحرية النهائية للوطن ،وس��د ال��ف��راغ الثقافي األعمق ،أن يشيع مفردات الجمال والعدالة هناك ف��ي مجال ال��ت��واص��ل ال��ف��ك��ري ،إن والمعرفة والعمل وال�ح��ق وال�ح��ب ،أن يفتح كان على مستوى اإلص��دارات الثقافية. نافذة حرة على العالم ،ليرى ويتحاور ،ويتعلم أو ع��ل��ى األق����ل ت��أس��ي��س ق��ن��اة عراقية ويستشرف ،ويتأثر ويؤثر. ثقافية. > بعد زيارتك مؤخرا لبغداد ..كيف كان ش��ع��ورك ب��ع��د ف��ت��رة المنفى الطويلة < ،من ناحيتي أرى أن الشاعر قادر على تأسيس م �ش��روع��ه ال�ج�م��ال��ي واإلن �س��ان��ي والثقافي وك���ي���ف ت��ع��ام��ل��ت م���ع ال���واق���ع الجديد، ومواصلته أينما ك��ان وي �ك��ون ..وم��ن تالقح ول����م����اذا ل���م ت��ف��ك��ر ف���ي ت��أس��ي��س مشهد هذه المشاريع وتحاورها يمكن بناء المشروع ثقافي يتالءم مع المتغيرات الجديدة، الثقافي العام ،وتأسيس ثقافة وط��ن قادرة سيما وأنتم تحملون رؤي��ا جديدة بعد ع�ل��ى ف�ت��ح ك��وى خ �ض��راء مضيئة ف��ي جدار ت��ج��رب��ة ال��غ��رب��ة ،ب��ع��د اإلن��ه��ي��ارات التي الظالم السميك ال��ذي بناه الطغاة وأعداء طالت المشهد الثقافي العراقي. الحرية.. < لم تمهلنا االنفجارات أن نرتوي من لحظة
ال �ف��رح ب�س�ق��وط ال �ط��اغ �ي��ة .أن ن�ت��أم��ل تلك اللحظة ،أن نستوعبها ،أن نقومها ..أن نراجع ما لها وم��ا عليها وم��ا لنا وم��ا لها .وم��ن ثم ل��م نتمكن حتى م��ن فتح حقائبنا وأحالمنا التي حملناها معنا لنحط رحالنا بعد سنوات النفي والشتات. ولم نتمكن من ايجاد أي فسحة للتأسيس، أو حتى للحلم بالتأسيس وسط واقع منهك، زادت ��ه المطامع السياسية ال�ج��دي��دة نهشاً وانهاكاً..
م������������������واج������������������ه������������������ات
المشاريع الثقافية والحضارية والعمرانية والتربوية تحتاج الى استقرار ،وهذا االستقرار يحتاج الى أرض غير رجراجة ،يمكن أن تقف عليها لبنات البناء..
ومشروعي يندرج في هذا االطار مبتعداً عن التدافع بالمناكب والخطابات التي أرهقتنا كثيرا بصخبها وعجاجها طيلة عقود طويلة، مؤمناً أن «م��ا يبقى يؤسسه الشعراء» ،كما يقول الشاعر األلماني هولدرلن. ال عودة نهائية وال بقاء نهائي ،هكذا وضعتنا أق� ��دار ال��وط��ن وال�م�ن�ف��ى أو أق� ��دار الشعر، وبينهما أجدني منهمكاً بنصي الجديد «نرد النص» ،الذي أحاول أن أفتح به نفقاً مغايراً، لمشروع الكتابة الجديدة.
اجلوبة -صيف 1430هـ 91