Joba-21

Page 106

‫محــمد ب��ن ق �ل�اوون‪ ،‬ع�ل��ى ب�ن��ت األم �ي��ر بكتمر فتشجعها أحياناً– لألسف – على اإلفطار في‬ ‫الساقي‪ ،‬نجد أن أعلى صداق وصل عن طــــريق رمضان‪ ،‬خشية أن يتغير جسمها «عن الحسن‬ ‫عقود الزواج المحفوظة بمتحف الفن اإلسالمي‪ ،‬والسمن»‪ ،‬حيث كانت معايير الجمال آنذاك‪ ،‬أن‬ ‫لطبقة أفراد الشعب (‪ )500‬درهم المــعجـــل منها تكون العروس سمينة (ناصحة)‪ ،‬أما إذا كانت‬ ‫نحيفة‪ ،‬فهذا يعني أنها عروس تفتقد أحد أهم‬

‫‪100‬درهم (وليس ديناراً)(‪.)18‬‬

‫وبعد االنتهاء من عقد القران‪ ،‬تأتي الخطوة معايير الجمال عند ال��رج��ال ف��ي تلك الفترة‪،‬‬ ‫التالية‪ ،‬وهى إع��داد وتجهيز الشوار‪ ،‬ويبدو أن فنالحظ أن المرأة بعد الزواج كانت تحرص على‬

‫ن����������������������������������واف����������������������������������ذ‬

‫كما حدث في زواج آنوك ابن السلطان النـــــاصر أن تحافظ ابنتها دائماً على حسنها و«سمنتها»‪،‬‬

‫والد العروس كان يتحمل مسئولية إعداد شوار العناية بزيادة وزنها‪ ،‬ليعجب بها زوجها‪ ،‬فتلجأ‬ ‫(جهاز) ابنته وتجهيزها‪ ،‬ما كان يشكل عبئاً عليه‪ ،‬إلى تفتيت الخبز وبلعه قبل أن تأوي إلى فراشها‪،‬‬ ‫وربما كررت ذلك في الليل(‪.)21‬‬

‫ونجد البوصيري يؤكد لنا ذلك‪ ،‬قائالً‪:‬‬

‫وبعد أن يتم إعداد الشوار‪ ،‬تأتي مرحلة نقله‬

‫وف��ت��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اة م���ا ج��ه��زت بجه ـ ـ ــاز‬

‫خ��ط��ب��ت ل���ل���دخ���ول ب��ع��د ش��ه��ور إلى منزل العريس على رؤوس الحمالين والبغال‪،‬‬ ‫في حفل يشترك فيه األقارب والمعارف كما هي‬

‫واقتضتني الشوار بغي ًا على من‬ ‫بيته ليس فيه غير ح��ص��ي��ر‬

‫(‪)19‬‬

‫ع��ادة المصريين‪ ،‬حينذاك‪ ،‬أما إذا كان الجهاز‬

‫ولقد تخصصت بعض األماكن في مصر لبيع خ��اص �اً ب��أب�ن��اء ال�س�لاط�ي��ن واألم � ��راء‪ ،‬ف�ق��د ك��ان‬ ‫ج�ه��از النساء وش��واره��ن‪ ،‬وف��ي بعض األح�ي��ان‪ ،‬يحمله م��ا يزيد على ثالثمائة ح�م��ال‪ ،‬وأحياناً‬

‫ك��ان المصريون يكتبون ف��ي عقود ال ��زواج على تستمر البغال في حمله ثالثة أيام‪ ،‬ويكن ذلك في‬ ‫أن الجهاز ليس باسم العروس‪ ،‬وإنما هو باسم موكب يسير فيه األمراء في أفخر ثيابهم ومعهم‬ ‫أمها أو جدتها أو والدها‪ ،‬بقصد حرمان الزوج الشموع(‪.)22‬‬ ‫أو أوالدها منه إذا ماتت‪ ،‬وطلبوا إرث أمهم(‪.)20‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬تكون ليلة الزفاف حيث تقام وليمة‬

‫وه��ذه تجاوزات سلوكية وقف كثير من الفقهاء كبيرة للمدعوين‪ ،‬وقد تكون في بيت العروس‪،‬‬ ‫والعلماء ضدها وبحزم‪.‬‬

‫أو في بيت العريس‪ ،‬أو البيتين معاً‪ ،‬وقد جرت‬

‫وينبغي أن نشير إل��ى أن أم ال �ع��روس كانت العادة على أن يتم تزيين منزل العروس بالبسط‬ ‫تمارس دورها التقليدي «كحماة»‪ ،‬وكانت في كثير والمقاعد والدكك والقناديل‪ ،‬استعداداً لقدوم‬

‫من األحيان تقرر على العريس نفقات زائدة كما العريس وإتمام الزفاف‪ ،‬وكان يتم أحياناً استعارة‬ ‫يقول الشعراني «وكذلك ننهي أم العروس عن القناديل م��ن المساجد إلح�ي��اء ال�ف��رح بنورها‪،‬‬ ‫التعنت على الزوج في مصطلح النساء»‪ ،‬ويبدو أن هذا في الوقت الذي يكون قد تم فيه االستعانة‬ ‫أم العروس كانت حريصة في بعض األحيان على بالماشطة‪ ،‬لتجميل ال�ع��روس لتظهر ف��ي أبهى‬

‫اجلوبة ‪ -‬خريف ‪1429‬هـ ‪105‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.