محــمد ب��ن ق �ل�اوون ،ع�ل��ى ب�ن��ت األم �ي��ر بكتمر فتشجعها أحياناً– لألسف – على اإلفطار في الساقي ،نجد أن أعلى صداق وصل عن طــــريق رمضان ،خشية أن يتغير جسمها «عن الحسن عقود الزواج المحفوظة بمتحف الفن اإلسالمي ،والسمن» ،حيث كانت معايير الجمال آنذاك ،أن لطبقة أفراد الشعب ( )500درهم المــعجـــل منها تكون العروس سمينة (ناصحة) ،أما إذا كانت نحيفة ،فهذا يعني أنها عروس تفتقد أحد أهم
100درهم (وليس ديناراً)(.)18
وبعد االنتهاء من عقد القران ،تأتي الخطوة معايير الجمال عند ال��رج��ال ف��ي تلك الفترة، التالية ،وهى إع��داد وتجهيز الشوار ،ويبدو أن فنالحظ أن المرأة بعد الزواج كانت تحرص على
ن����������������������������������واف����������������������������������ذ
كما حدث في زواج آنوك ابن السلطان النـــــاصر أن تحافظ ابنتها دائماً على حسنها و«سمنتها»،
والد العروس كان يتحمل مسئولية إعداد شوار العناية بزيادة وزنها ،ليعجب بها زوجها ،فتلجأ (جهاز) ابنته وتجهيزها ،ما كان يشكل عبئاً عليه ،إلى تفتيت الخبز وبلعه قبل أن تأوي إلى فراشها، وربما كررت ذلك في الليل(.)21
ونجد البوصيري يؤكد لنا ذلك ،قائالً:
وبعد أن يتم إعداد الشوار ،تأتي مرحلة نقله
وف��ت��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��اة م���ا ج��ه��زت بجه ـ ـ ــاز
خ��ط��ب��ت ل���ل���دخ���ول ب��ع��د ش��ه��ور إلى منزل العريس على رؤوس الحمالين والبغال، في حفل يشترك فيه األقارب والمعارف كما هي
واقتضتني الشوار بغي ًا على من بيته ليس فيه غير ح��ص��ي��ر
()19
ع��ادة المصريين ،حينذاك ،أما إذا كان الجهاز
ولقد تخصصت بعض األماكن في مصر لبيع خ��اص �اً ب��أب�ن��اء ال�س�لاط�ي��ن واألم � ��راء ،ف�ق��د ك��ان ج�ه��از النساء وش��واره��ن ،وف��ي بعض األح�ي��ان ،يحمله م��ا يزيد على ثالثمائة ح�م��ال ،وأحياناً
ك��ان المصريون يكتبون ف��ي عقود ال ��زواج على تستمر البغال في حمله ثالثة أيام ،ويكن ذلك في أن الجهاز ليس باسم العروس ،وإنما هو باسم موكب يسير فيه األمراء في أفخر ثيابهم ومعهم أمها أو جدتها أو والدها ،بقصد حرمان الزوج الشموع(.)22 أو أوالدها منه إذا ماتت ،وطلبوا إرث أمهم(.)20
بعد ذلك ،تكون ليلة الزفاف حيث تقام وليمة
وه��ذه تجاوزات سلوكية وقف كثير من الفقهاء كبيرة للمدعوين ،وقد تكون في بيت العروس، والعلماء ضدها وبحزم.
أو في بيت العريس ،أو البيتين معاً ،وقد جرت
وينبغي أن نشير إل��ى أن أم ال �ع��روس كانت العادة على أن يتم تزيين منزل العروس بالبسط تمارس دورها التقليدي «كحماة» ،وكانت في كثير والمقاعد والدكك والقناديل ،استعداداً لقدوم
من األحيان تقرر على العريس نفقات زائدة كما العريس وإتمام الزفاف ،وكان يتم أحياناً استعارة يقول الشعراني «وكذلك ننهي أم العروس عن القناديل م��ن المساجد إلح�ي��اء ال�ف��رح بنورها، التعنت على الزوج في مصطلح النساء» ،ويبدو أن هذا في الوقت الذي يكون قد تم فيه االستعانة أم العروس كانت حريصة في بعض األحيان على بالماشطة ،لتجميل ال�ع��روس لتظهر ف��ي أبهى
اجلوبة -خريف 1429هـ 105