إن قصائد ألكسندر بوشكين مثال ومسرحياته كانت تصل إلى قلوب الناس قبل كلمات القيصر ،وكانت تفعل فيهم م��ا ال يفعله ط��اب��ور ط��وي��ل م��ن الجنود، إن روايته «دوبرفسكي» التي ال تتجاوز مئة صفحة ،والتي تصنف ك��واح��دة من أهم التحف في خزانة األدب الروسي، أسهمت بشكل واسع في تحويل الهادئ والراكد في النفس البشرية إلى جَ يَشان؛ لقد جعلت شباب روسيا يعيد النظر إلى عالقته بالطبقة اإلقطاعية ،وإلى التفكير في إعادة ترتيب أثاث الغرفة الروسية.. وتغيير بنية هذا المجتمع المغلف بالظلم واالستبداد. ول��ذل��ك ،ح��ي��ن ب���دا ل�لإم��ب��راط��ور أن بوشكين سيجعل الشعب يثور ضد نظامه القمعي ..فكر ف��ي نفيه إل��ى سيبيريا، وتدخل وسطاء ومقربون ليحولوا دون هذا النفي ،غير أنه سيتم التخلص من بوشكين عبر ال��م��ؤام��رة الشهيرة التي دُبرت له سنة 1838م. ثمة أمثلة كثيرة لشعراء وكتاب كان مصيرهم ال��م��وت أو السجن أو النفي بسبب الخوف من كلماتهم ،والخوف أكثر من تأثير هذه الكلمات. دع��ون��ا ن��ع��ود إل���ى ك��اف��ك��ا ،ب��ع��ي��دا عن األدب ال����ذي ك���ان ي��وج��د ف���ي مواجهة السياسة ..ثمة أدب مهمته هي مواجهة اآلخ��ر« ،رس��ال��ة إل��ى ال��وال��د» هي واحدة م��ن رواي�����ات ك��اف��ك��ا ينتقد فيها تسلط األب ،وي��ح��اك��م��ه ل��ك��ون��ه س��ب��ب��ا ف���ي ما يحمله من عقد وأم���راض داخلية ،فهو الذي جعله يشعر دائما بالفشل والعجز والضعف والدونية ،إن قارئ هذا العمل 118اجلوبة -شتاء 1432هـ
سيستحضر ب���ال���ض���رورة تاريخ ع�ل�اق���ت���ه ب��ال��م��ؤس��س��ة األب����وي����ة، وس��ت��ك��ون ب��ال��ت��ال��ي «رس���ال���ة إلى ال��وال��د» سببا في ث��ورة الكثيرين على آبائهم وأفكارهم الميتة.
إدوارد سعيد
محمود درويش
أرنستو كاردينال
أنييس نن
هذه الرواية ستساعدنا على ف��ه��م رواي����ة أخ���رى للكاتب أكثر ش��ه��رة منها-أقصد طبعا عمله الرهيب «مسخ» -التي كتبها في ع��ام��ه ال��ث��ال��ث وال��ع��ش��ري��ن ،والتي ي���ري���د ف��ي��ه��ا ال��ب��ط��ل غريغوري س��ام��س��ا أن ي��ت��ح��ول إل���ى حشرة، لقد ص��ارت الرغبة ف��ي التحول إل���ى ح��ش��رة م��وض��ة ورغ���ب���ة فئة كبيرة من شباب العالم في القرن ال����م����اض����ي ،ب��س��ب��ب اإلح���س���اس بالالجدوى جرّاء ما يعانيه الفرد من إهمال وتخ ّل وتهميش ونكران من طرف الجماعة. إن رواي�����ة «ال��م��ط��ر األس����ود» للكاتب الياباني ماسوجي إيبوزي ع���ن ه��ي��روش��ي��م��ا س��ت��ك��ون أكثر ت��أث��ي��را ف��ي النفس البشرية من كل التقارير الصحفية التي كتبت ع��ن ه��ذه الكارثة اإلنسانية ،إذا استثنينا طبعا ما كتبه الصحافي األم��ري��ك��ي ج���ون ه��ي��رس��ي الذي اس��ت��ف��اد ف��ي ك��ت��اب��ة تحقيقه من تقنيات السرد. تحكي رواية «المطر األسود» قصة الفتاة «ياسوكو» التي اعتقد أهلها أنها نجت من إشعاع القنبلة بسبب وج��وده��ا بعيدا ع��ن مكان الحدث ،غير أن أمطارا مسمومة