الراحلون #إليك كتابي

Page 41

‫ً‬ ‫تاركة زوجها وحي ًدا يلملم شتات نفسه ويلعن هذا الولد الذي‬ ‫تجرَّ أ على الوقوف في وجهه‪..‬‬ ‫استيقظت أحًلم في السادسة صباحً ا كعادتها‪ ،‬ذهبت إلى‬ ‫المطبخ كي تع َّد طعام اإلفطار قبل خروجها إلى عملها‪ ،‬وجدت‬ ‫بن عليها آثار الخبز‪ ،‬باب‬ ‫طب ًقا من العسل األبيض وقطعة ج ٍ‬ ‫خال ودافئ‪ ،‬أين ذهب مبكرً ا هكذا‬ ‫غرفة ابنها مفتو ٌح وسريره ٍ‬ ‫ولم لم يخبرها لي ً​ًل بعزمه على الخروج صباحً ا؟ ولم ولم؟ ألف‬ ‫لم دارت برأسها‪ ،‬عادت من عملها بحير ٍة أكثر من تلك التي‬ ‫ذهبت بها‪ ،‬دخلت عليه غرفته لتجده يجهز حقيبته‪ ،‬بمنتهى‬ ‫الدهشة واالستغراب سألته‪:‬‬ ‫ بتعمل إيه يا محمد؟ ورايح فين الساعة دي يا ابني؟‪..‬‬‫لم يجبها ولم يلتفت إليها كيًل تلتقي عيونهما‪ ،‬نمت هواجسها‬ ‫بسرع ٍة رهيبة‪ ،‬يبدو أنه عاز ٌم على السفر‪ ،‬ما الذي سيفعله‬ ‫غير ذلك وهو يعد حقيبته رافضًا اإلفصاح عن نيته؟ وجهت‬ ‫عينيها نحو عينيه مباشر ًة وقالت‪:‬‬ ‫الراحلون – أحمد إبراهيم موسى‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.