ً تاركة زوجها وحي ًدا يلملم شتات نفسه ويلعن هذا الولد الذي تجرَّ أ على الوقوف في وجهه.. استيقظت أحًلم في السادسة صباحً ا كعادتها ،ذهبت إلى المطبخ كي تع َّد طعام اإلفطار قبل خروجها إلى عملها ،وجدت بن عليها آثار الخبز ،باب طب ًقا من العسل األبيض وقطعة ج ٍ خال ودافئ ،أين ذهب مبكرً ا هكذا غرفة ابنها مفتو ٌح وسريره ٍ ولم لم يخبرها لي ًًل بعزمه على الخروج صباحً ا؟ ولم ولم؟ ألف لم دارت برأسها ،عادت من عملها بحير ٍة أكثر من تلك التي ذهبت بها ،دخلت عليه غرفته لتجده يجهز حقيبته ،بمنتهى الدهشة واالستغراب سألته: بتعمل إيه يا محمد؟ ورايح فين الساعة دي يا ابني؟..لم يجبها ولم يلتفت إليها كيًل تلتقي عيونهما ،نمت هواجسها بسرع ٍة رهيبة ،يبدو أنه عاز ٌم على السفر ،ما الذي سيفعله غير ذلك وهو يعد حقيبته رافضًا اإلفصاح عن نيته؟ وجهت عينيها نحو عينيه مباشر ًة وقالت: الراحلون – أحمد إبراهيم موسى