والتشرد لن يكون ببث األناشيد الحماسية في المدارس والجامعات والمستشفيات والنوادي .فالمواطنة شعور فطري تغذيه التنشئة والرعاية في شتى صورها .كيف يشعر طفل بالحنين ألم لم تلقمه صدرها طفال أو توفر له أدنى متطلبات الرعاية شابا وكهال؟ تحتاج أزمتنا الوجودية الطاحنة إلى عقول كبيرة تخرج عن المألوف في التعامل مع القضايا الشائكة التي وضعها التاريخ أمام طاولة حكام هذه األمة دفعة واحدة .ولن يعفينا الصمت من المواجهة ،ولن يعفينا انتظار المهدي من مشاركة كعكة الخيبة إذا سقطت -ال قدر هللا -القلعة األخيرة في مواجهة قوى الشر ،وساعتها لن يستطيع مسيح وال ألف غوردو إخراجنا من قاع التهلكة الذي سبقتنا إليه الكثير من شعوب المنطقة.
28