إذن فقد شهد لها الرسول ـ صلى ا عليه وسلم ـ بصدق إيمانها ،وصدق عاطفتها نحوه ،أما ما يشهد بصدق صفية وحلمها مًعا فهو موقفها مع جاريتها التي أتت أمير المؤمنين عمر لتشي بها عنده ,فقالت :إن صفية تحب السبت وتصل اليهود ،فبعث إليها فسألها عن ذلك ،فقالت :أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني ا به الجمعة وأما اليهود فإن لي فيهم رحًما فأنا أصلها .ثم قالت للجارية :ما حملك على هذا؟ ،قالت :الشيطان ،قالت :إذهبي فأنت حرة).(8 أما تلك العاطفة الجميلة النبيلة الصادقة التي نشأت بين صفية وزوجها رسول ا ـ صلى ا عليه وسلم ـ فل يكاد المرء يخطكئها حين يتلمسها فى أكثر من موضع ،بل يكاد يجزم أنه يحس بدفء تلك المشاعر حين يقرأها، وذلك حين دخل عليها النبي ـ صلى ا عليه وسلم ـ وقد بلغها عن عاكئشة وحفصة أنهما قالتا :نحن أكرم على رسول ا منها نحن أزواجه وبنات عمه ،فذكرت له ذلك ،فقال’’:أل قلت وكيف تكونان خيًرا مني وزوجي محمد ،وأبي هارون ،وعمي موسى’’) ..(9أي أن الرسول ل يهدأ خاطرها وحسب بل ينصرها على بنات أحب الناس إليه الصديق والفاروق ،بل ويلقنها ما تقوله لهما إذا ما كررا قوليهما ..بل تشهد بسمو تلك العاطفة الحارة في نصرته لصفية على زينب بنت جحش بنت عمته إلى الحد الذى يقاطعها ما يقارب الثلثة أشهر وذلك حين حج ـ صلى ا عليه وسلم ـ بنساكئه ،فبرك بصفية جملها فبكت وجاء رسول ا لما أخبروه ،فجعل يمسح دموعها بيده ،وهى تبكي ،وهو ينهاها فنزل رسول ا بالناس ،فلما كان عند الّرَواةِ ح ،قال لزينب بنت جحش’’ :أَْفةِقةِري ]أى :أعطى[ أ ُْخَتةِك صفية َجَملً’’ – و كانت من أكثرنساكئه ظهًرا ـ فقالت :أََنا أ ُْفةِقُر َيُهْوةِدّيَتَك .فغضب رسول ا صلى ا عليه وسلم حين سمع ذلك منها ،فهجرها ،فلم ُيكّلْمها حتى قدم مكة وأيام ةِمنى من سفره حتى رجع إلى المدينة والمحّرم وصفر، سْت منه ،فلّما كان شهر ربيع الول دخل عليها فلم يأتها ولم يقسم لها ،فأ َةِي َ رسول ا صلى ا عليه وسلم ،فرأت ظّله ،فقالت :إن هذا الظلّ ظل ّ رجل، وما يدخل عَلّي النبي صلى ا وسلم ،فلما رأته قالت :رسول ا ،ما أدري ما أصنع حين دخلَت عَلّي .وكانت لها جارية تخّبكئها من رسول ا صلى ا عليه وسلم ،فقالت :فلنة لَك).(10 150