Mag csct

Page 8

‫المركز الصحراوي للثقافة والفكر‬

‫الناثر ‪:‬‬ ‫العياشي محمد‬

‫ابداعات صحراوية‬

‫دفاعا عن شهريار‬

‫‪...‬مسافر ‪...‬دونما حراك‬ ‫‪..‬ياشمس ‪ .‬من أين لي خطاك‬ ‫أدونيس‬ ‫‪..‬وكان أن جاء زمن مقفر ‪..‬نفقت فيه اإلبل‪ ..‬واصفرت فيه األعين ‪ ..‬واشتهيت الحجر‬ ‫وكان أن جاء زمن القحط ‪ ..‬ابتلعت فيه الرمال سحنة وجهي واثار مداد في قلمي ‪ ..‬سمعت نداءا‪..‬‬ ‫فحملت جلديعلى كتفي ‪ ،‬وسريت محموال على عطشي ‪ ،‬أبحث ‪ ،‬عن شئ ‪ ،‬عن أسر له‬ ‫‪.‬محنتي أستأمنه ‪ ..‬شظايا أمل ظل يسن أفقي‬ ‫و إذا أشرقت ذات صباح تموزي دافئ ‪..‬وجدتني على رصيف أرض سقطت سهوا لحظة صفو كهنوتي‪ ،‬وسط هذا ‪».‬المحيط الجبار ‪ ..‬هادئة‬ ‫دونما حراك ‪ ..‬اسميتها « تموز‬ ‫وصلتها بعد أن ولت عنها رطوبة األماسي الخرفية الحقود ‪ ..‬جبت تاللها ‪ .‬متماسكا ‪ ..‬فأدركت حجم االنفصام الذي تعانيه «تموز»‪،‬كان‬ ‫المكان هالميا ‪،‬ضجرا رغم جماله ‪ ..‬عبقا ببقايا الضحالة واألسى ‪ ..‬الوحدة كانت تجوب دون تعب أشجارها وجبالها ‪ ..‬وتسكن كهوف‬ ‫أعاليها ‪،‬دون ان تملك محو اثار شبابها بقايا جمال مدبر الح أثره في تجاعيد ‪ ..‬وجهها‬ ‫مشيت حتى كلت قدماي ‪ ..‬والح في األفق بيت انتصب كالسراب ‪ ..‬وحيدا شريدا ‪ ..‬وسط كل هذا الشتات ‪ ..‬يممت نحوه ‪ ..‬غير مصدق انه‬ ‫كل ما ألقي على «تموز» العجوز‬ ‫كان مقهى بحجم المكان ‪ ...‬في العمق الحت طاولة وحيدة وزبون وحيد يشبهني أنا ‪ ...‬القادم من تالفيف الزمن الصعب‪ ،‬اسرعت الخطى‬ ‫أللقي همي على الكرسي الوحيد و الطاولة الوحيدة ‪ ..‬وأطلقت تنهيدة راحة طويلة ‪،‬طويلة ‪ ..‬بحجم كل تلك المسافات ‪ ..‬ثم التفت الى رفيقي‬ ‫‪ ..‬ألول وهلة لم أعرفها ‪ ..‬بكل ذلك الضجر المطل ‪ ..‬من العينين ‪،‬كمن ينتظر ما ال ينتظر ‪ ..‬كل ذلك الصمت المصم الذي يسكن الوجه‬ ‫والخدين المحترقتين‬ ‫‪ ..‬تأملت ‪،‬جبت الشعر والوجه والجبين‬ ‫‪...‬إسترح أوال‬ ‫‪ ..‬واصل الصمت واسترخ‬ ‫كان الصوت يخدرني‪ ،‬ينيمني‪ ،‬اعمضت عيني ‪ ..‬لم ادر كم مضى من الزمن‪ ،‬لكن أظن اني فتحتهما بعد لحظات ألدرك‬ ‫‪.‬ان الشمس التزال في كبد السماء ‪ ..‬مذ وصلت وهي معلقة كاللعنة في كبد السماء‬ ‫‪ ..‬االن احس بشدة اني اعرف جليستي ‪ ..‬حدقت اليها مستحضرا «تموز» ‪ ..‬وكل هذا المكان‬ ‫كيف لكل هذا الجمال أن يسكن وحيدا «تموز» العجوز ؟‬ ‫‪ :‬ماأدري كيف خرجت‪ ،‬فجأة‪ ،‬الكلمات االثالث كالقديفة من فمي‬ ‫!أنت ‪ ..‬هنا‪ ،‬شهرزاد ؟‬ ‫! نعم ‪ ..‬أجابت ‪ ..‬هنا‪ ،‬شهريار‬ ‫*‪*..............‬‬ ‫محذوف لالختصار‬ ‫*‪*..............‬‬ ‫ما زلت اسيرا ‪ ..‬اذن‬ ‫‪ ..‬أما عني فقد نسيت كل تلك االسماء‬ ‫حررت نفسي من القبيلة‬ ‫غيرت عنواني‪ ،‬هاتفي و تاريخي ميالدي‬

‫‪8‬‬

‫‪CSCT2014 @ GMAIL.COM‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.