ﻳﻀﻢ ﻟﻮﺣﺎت ﻣﺎﺋﻴﺔ ورﺳﻮم ﻣﺤﱪة و إﺳﻜﺘﺸﺎت ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ و ﺑﻌﺾ اﻵﺑـﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ اﳌﻜﺘﻮب ﰲ ﻛﺮاﺳﺔ اﻹﺳﻜﺘﺸﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ .ﻋﺮﺿﺖ إﺣﺪى اﻟﺼﻮر اﳌﻨﺸﻮرة ﺑﺪاﺧﻞ ﻋﺪد اﳌﻮﺳﻮﻋﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء اﻟﻮزارات و وﻣﻤﺜﲇ اﻟﴩﻛﺎت اﻟﺮاﻋﻴﺔ و اﳌﻌامري اﻟﻔﺎﺋﺰ و ﺑﻌﺾ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ وﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻨﻜﺒني ﻋﲆ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أﺣﺪ اﻟﻨامذج اﳌﻌامرﻳﺔ .اﻟﻨﻤﻮذج اﳌﺼﻐﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ .و ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أرﻛﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﺳﻂ ﻫﺬا اﻟﻨﺴﻴﺞ اﳌﺘﺠﺎﻧﺲ اﳌﻨﺨﻔﺾ اﻻرﺗﻔﺎع ,ﺗﺮﺗﻔﻊ أرﺑﻌﺔ أﺑﺮاج ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ﻫﺮﻣﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ اﻟﺮأس. ﻋﲆ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺑﺮاج و ﻋﲆ ارﺗﻔﺎع ﻣﻮﺣﺪ ,ﺣﻔﺮت ﻋﲆ اﻟﻮاﺟﻬﺔ ﺷﻌﺎر اﻟﻮزارات :اﻟﺤﺮب ﺳﻼم ،اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻋﺒﻮدﻳﺔ ،اﻟﺠﻬﻞ ﻗﻮة.
اﻟﻨﻘﺪ
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﻟﻠﻘﺼﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ; ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ أن ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻟﻴﺲ ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﳌﻌامري ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﺬاﺟﺘﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ .ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻫﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﺑني اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ و اﻟﻜﻮاﺑﻴﺲ اﻻﺟﺘامﻋﻴﺔ اﳌﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﺮاﺋﻌﺔ ﺟﻮرج أوروﻳﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، (١٩٤٩) ١٩٨٤واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻜﺸﻒ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﳌﺜﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻷي ﻣﻌامري و ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ أﺧريا ً اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺴﺪ اﻟﻔﺠﻮة ﺑني اﻟﺸﻬﺮة و اﻷﺑﺪﻳﺔ و ﺑﻨﺎء أﻫﻢ اﳌﺒﺎين ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺪﻣﺮ أﺳﺲ اﳌﻌﺎﻳري اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﻣﻜﻨﺖ ﺗﺤﻔﺘﻪ اﳌﻌامرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻴﺰ ﰲ اﳌﻘﺎم اﻷول .ﻣﺜﻠام ﺟﺎء ﰲ ،١٩٨٤ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌامرة ﴍﻳﻜﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﻟﺒﻌﺾ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻷﺑﺸﻊ ﰲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﻓﻘﻂ ،ﺗﺤﻮﻟﺖ إﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎزﻳﺔ إﱃ اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ إﱃ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ إﱃ اﻟﺮأﺳامﻟﻴﺔ ,و ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﻛﻤﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻮز اﳌﻌامرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺬﺑﺬب ﻣﺎ ﺑني اﻟﻔﻦ اﻟﻬﺎﺑﻂ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎً إﱃ اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﳌﺪﻗﻌﺔ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻳﻜﺸﻒ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑني اﻟﻌامرة واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻦ أن »أﻳﻮﻓﻦ« و »ﺳﺒري« و »ﺗﺮاﺟﻨﻲ« مل ﻳﻜﻮﻧﻮا اﺳﺘﺜﻨﺎءات ﻧﺎدرة ﰲ ﻣﻬﻨﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أدوات ﻟﺘﺤﺴني ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة وﻟﻜﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض اﻟﻔﻈﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﻬﻨﺔ ﻣﻊ ﺧﻄﻮرة ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﻳﺎن اﻟﺘﻌﺎﱄ ﺑﺄي مثﻦ .ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ ﳌﻬﻨﺔ -ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و اﳌامرﺳﺔ ﻋﲆ ﺗﺮوﻳﺞ اﳌﺸﺎرﻳﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ اﻟﺒﴫي و اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻐري ﺳﻴﺎﳼ اﻟﻐري ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻦ ﺣﺪه -أن ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﳌﻮﻗﻒ اﻟﻨﻘﺪي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻇﺮوف اﻟﻌﺎمل ﻣﻜﺪﺳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ؟ ﻫﻞ اﻟﻌامرة ﻫﻲ أﻗﻮى ﻣﺨﺪر أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ؟
ﺳﺎﺧﺮ
ﰲ ﻫﺬه اﳌﻘﺪﻣﺔ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻟﺮواﻳﺔ ,١٩٨٤ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺼﺪﻓﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻬﻨﺪﺳني اﳌﻌامرﻳني ﻛﺄدوات ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ واﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .ﻣﻊ ﺗﺤﻮل اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ إﱃ ﺟﺰءا ً ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ذﺧرية اﳌﻬﻨﺪس اﳌﻌامري اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ أﻳﺎﻣﻪ اﻷﻛﺎدميﻴﺔ ,ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺸﻌﺎر اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ أن »اﻟﻌامرة ﻫﻲ اﻟﻌامرة ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤﺎﻛﻢ ﻋﲆ أﻧﻬﺎ ﻋامرة« ﻫﻮ اﻟﺬي أﻇﻬﺮ اﻟﻌامرة ﻛﺄداة ﻏري ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻐﺎﻳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺸﺤﻮﻧﺔ .ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،إذا مل ﻧﻜﻦ ﻋﲆ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﺤﺪي اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻠﻢ و ﻧﺘﺪﺑﺮ و منﺎرس ﺑﻬﺎ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﳌﻌامرﻳﺔ وﻧﻜﺘﺸﻒ ﺑﻮﻋﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﺒﻬﺮﻳﻦ وﻣﻨﺪﻓﻌني ﺑﺄي ﻣﴩوع ﺳﻴﺊ و ﺿﺎر ﺗﻢ ﺗﺨﻄﻴﻄﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳني واﻟﺨﱪاء واﻟﺴﻴﺎﺳﻴني و أن ﻧﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ أﺧريا ﻹﺣﻼل اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة اﻟﻼواﻋﻴﺔ ﺑـﺴﺨﺮﻳﺔ »ﺳﻠﻮﺗﺮداﻳﻚ« ) (Sloterdijkean kynicismاﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎوم و ﺗﺴﺘﻔﺰ و ﺗﻔﺴﺪ ،ﻓﻠﺴﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﻧﺴﺘﻤﺮ ﰲ اﻹﺳﻬﺎم ﰲ أﻛرث اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺧﻄﻮرة ﰲ اﻟﻌﺎمل ،وﻟﻜﻨﻨﺎ أﻳﻀﺎً ﺳﻨﻜﻮن اﳌﻬﻨﺪﺳني اﳌﻌامرﻳني اﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ مبﴩوع ﻋﺎم ١٩٨٤
٤٩
49
’ﻛﻴﻒ ميﻜﻦ ﳌﻬﻨﺔ -ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ و اﳌامرﺳﺔ ﻋﲆ ﺑﻴﻊ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ اﻟﺒﴫي و اﻹﺗﺠﺎه اﻟﻐري ﺳﻴﺎﳼ اﻟﻐري ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻦ ﺣﺪه -أن ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﳌﻮﻗﻒ اﻟﻨﻘﺪي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻇﺮوف اﻟﻌﺎمل ﻣﻜﺪﺳﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ؟ ﻫﻞ اﻟﻌامرة ﻫﻲ أﻗﻮى ﻣﺨﺪر أﻳﺪوﻟﻮﺟﻲ؟ ‘ ﻣﴩوع .١٩٨٤ﻧﺎﺗﺎﱃ ﻓﺮاﻧﻜﻮﻓﺴىك و ﻛﺮوز ﺟﺎرﺳﻴﺎ.