أس��ــبوعية | تصــ��در عن ش��ــباب إدل��ب األحرار الس��نة األول��ى | الع��دد (2013 / 1 / 10 | )2
| زيتون الثورة |
3
تفتناز ..بلدة �أ�شباح وعنوان للدمار ب�سوريا ال رائحة س��وى رائح��ة الموت ف��ي بلدة تفتناز الس��ورية إح��دى بل��دات ري��ف إدل��ب المنكوب��ة كم��ا يصفها ناش��طون، وجريمتها بحس��بهم أنها تقع إلى جانب مطار عس��كري يحاول النش��طاء إعاقة الطائ��رات التي تقلع منه لتس��اهم في قصف مناطق عدة بإدلب وحلب والريف التابع لهما. ف��ي البل��دة المنكوبة يلح��ظ الزائ��ر غياب الن��اس عنها، فم��ن بين حوالي 18ألفا -هم عدد س��كانها -لم يتبق س��وى بضع عش��رات ال يش��كلون س��وى أقل من 30عائلة والنشطاء والمقاتلين ال سيما من لواء الحق الذي يسيطر على البلدة. تعرضت تفتناز -حسب نشطاء رافقوا الجزيرة نت -لثالثة اقتحام��ات كبيرة خ�لال عمر الثورة الس��ورية ،كان آخرها في أبريل / نيسان الماضي عندما حدثت مجزرة راح ضحيتها 65من أهالي البلدة معظمهم من عائلة غزال حيث أعدم الكثيرون منهم ميدانيا. لك��ن البلدة من��ذ ذلك التاريخ تع��د خارجة عن س��يطرة النظام السوري الذي لم يغب قصفه للبلدة يوما واحدا.
�إحراق منازل:
وأثن��اء االقتحام��ات المتواصلة أح��رق في البلدة 680منزال حس��ب إحصاءات المركز اإلعالمي لتفتناز ،عوضا عن مئات المنازل التي تعرضت لله��دم بفعل القصف الذي ال يتوقف س��واء بالمدفعية أو الطيران ،وعبر القذائف أو الصواريخ أو البراميل التي تلقيها المروحيات من الجو فتحدث دمارا كبيرا شاهدته الجزيرة نت أثناء جولتها في البلدة. االقتراب من المطار العسكري في تفتناز مغامرة كبرى كما قال نشطاء ومقاتلون من الجيش السوري الحر. وعند االقتراب يالحظ الزائر حجم الدمار الذي لحق بالمنازل التي تقع على مس��افة كيلومتر واحد من المطار ،وقد أظهرت المش��اهدة بالعين المجردة وجود عش��رات المروحيات ف��ي المطار وحركة دائمة بداخله لسيارات من أحجام مختلفة فسرها نشطاء بأنها تظهر حجم العتاد الذي تحمله الطائرات وتنقله إما إلمداد الجيش الذي يقاتل في حلب ،أو المشاركة بالجهد القتالي هناك وفي مناطق عدة. حرك��ة الطائرات من وإلى المطار ال تتوق��ف ،والالفت أن اإلنارة ف��ي المط��ار ال تنطفئ ليال أو نهارا ،رغم أن تفتن��از ال ينعم الباقون من سكانها بالكهرباء إال ما ندر. ل��م يخل س��ماء تفتناز طيلة ي��وم االثنين م��ن الطائرات ،وكان الحذر واضحا على حركة النش��طاء وبعض األهال��ي الذين ال يزالون ف��ي البلدة ،وعندما كانت الطائ��رة المروحية تقترب أكثر من األرض كان الجمي��ع يخلي المكان خوف��ا من إلقائها برميال من الـ"تي أن تي" الذي يخلف دمار كبيرا.
�ساحة معركة:
بع��ض األطف��ال كان��و يلهون ف��ي أحد الش��وارع داخ��ل البلدة الصغي��رة لكنهم غ��ادروا عندم��ا ش��اهدوا غريبا يقت��رب ،وقال أحد
النش��طاء إنه��م يخاف��ون الغرب��اء ألن االقتحامات الس��ابقة للجيش أحدثت في نفوسهم هلعا من كل من ال يعرفونه. أب��و عمر التفتنازي -قائد لواء الحق -قال للجزيرة نت إن البلدة ه��ي عب��ارة عن بيوت مهج��ورة ال يوجد فيها أي مظه��ر للحياة ،ألنها تعي��ش من دون كهرب��اء أو اتصاالت باعتبارها س��احة معركة وخط مواجه��ة أماميا مع الجي��ش النظامي الذي يفضل أبو عمر تس��ميته "بعصابات األسد". تح��دث القائ��د العس��كري ع��ن القص��ف اليوم��ي والمناوش��ات واالعت��داءات اليومية بالطائرات والدبابات مما يؤدي لمزيد من الدمار للبلدة وبيوتها. وع��ن مهمة لواء الح��ق في البلدة ،قال أبو عم��ر "مهمتنا حماية الث��وار بالخطوط التي خلفنا م��ن أي اقتحامات قد تتحرك من المطار والتص��دي للطائ��رات الت��ي تقص��ف األهال��ي ف��ي الق��رى والبلدات المجاورة". ل��م يخف أبو عمر األخبار عن فش��ل هجوم الث��وار على المطار قب��ل فت��رة وجيزة ،لكنه ق��ال إن المحاولة س��تتكرر وس��يُخطط لها لتكون أكثر نجاحا ،لكنه اشتكى من ضعف التسليح واإلمكانات إلدامة تعطيل المطار. وألق��ى أبو عمر باللوم على غياب الدعم عن الثوار وقيام العالم بـ"التفرج" على الش��عب الس��وري فقط ونقل أخب��ار المجازر وأعداد الضحايا والالجئين. المكتب اإلعالمي في تفتناز بدا واحدا من أكثر المكاتب نش��اطا في توثيق ونقل ما تتعرض له البلدة ،وظهر أن أرشيف المكتب زاخر بصور الدمار والقتلى وما تعرضت له في سنوات الثورة السورية. والتق��ت الجزيرة نت الناش��ط اإلعالمي إبراهي��م الخطيب الذي ق��ال إن المكتب يوث��ق القصف والقت��ل اليومي في تفتن��از وينقلها للعالم. وب��دا الخطيب عاتبا على غي��اب تفتناز عن اإلع�لام رغم حجم الدم��ار اليوم��ي الذي يلحق به��ا كما قال ،غير أنه ق��ال إن هذا العتب ال يتس��لل ليصب��ح إحباطا ألن مهم��ة اإلعالمي في الثورة الس��ورية رسالية وليست وظيفية وال تقل عن أهمية المقاتل بالبندقية. محمد النجار -تفتناز | المصدر:الجزيرة