صحيفة القدس العربي , الإثنين 28.10.2013

Page 9

‫السنة اخلامسة والعشرون ـ العدد ‪ 7575‬االثنني ‪ 28‬تشرين االول (اكتوبر) ‪ 2013‬ـ ‪ 23‬ذو احلجة ‪1434‬هـ‬

‫صحف عبرية‬

‫‪AL-QUDS AL-ARABI‬‬

‫‪9‬‬

‫االنتفاضة ميكنها أن تنشأ بالتدريج أو تنال الزخم حني تفشل احملادثات في هذه اللحظة ال يشخص اجليش االسرائيلي اي مؤشرات على االنفجار‬

‫لنمنع انفجار انتفاضة جديدة‬ ‫‪ ‬عمير ربابورت‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫■ بع�د س�تة عمليات ف�ي املناطق‪ ،‬ف�ي جهاز االم�ن يقدرون‬ ‫بان االسبوع القريب القادم سيكون حاسما بالنسبة ملسألة هل‬ ‫سيبقى الوضع يتدهور باجتاه انتفاضة؟‬ ‫ف�ي مرك�ز ه�ذا االس�بوع س�يتصدر حتري�ر ‪ 26‬س�جينا‬ ‫فلسطينيا‪ ،‬فاحلكومة ستقر اليوم قائمة السجناء التي ستنشر‬ ‫أغلب الظن في س�اعات الليل‪ ،‬اما التحرير نفسه فسيتم بعد ‪48‬‬ ‫س�اعة‪ ،‬في ظلمة اللي�ل هو ايضا‪ :‬فليس الس�رائيل مصلحة في‬ ‫صور اجلموع الفلس�طينية التي تس�تقبل الس�جناء احملررين‪.‬‬ ‫وس�يصل السجناء الى رام الله في ظل ضباب شديد‪ ،‬ولكن ابو‬ ‫مازن س�يحرص عل�ى أن يعقد على ش�رفهم مهرجان�ا كبيرا في‬ ‫اليوم التالي‪ .‬وميكن للتحرير أن يستقبل بفرح منضبط العقال‬ ‫في الش�ارع الفلسطيني‪ ،‬أو كبديل أن يحدث استياء حني تتبني‬ ‫االسماء التي ليست في القائمة‪.‬‬ ‫فضال عن ذل�ك‪ ،‬بالتوازي مع التحرير من املتوقع الس�رائيل‬ ‫أن تعلن عن قرارات بالبناء خلف اخلط االخضر‪.‬‬ ‫في مستهل االسبوع املتوتر لم تسجل في اجليش االسرائيلي‬ ‫اس�تعدادات خاص�ة‪ ،‬فحج�م القوات ف�ي املناطق بق�ي كما هو‪.‬‬ ‫وجول�ة االج�ازات العادية لم تل�غ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�ي اجليش وفي‬ ‫اخملاب�رات يعرف�ون ان�ه بعد اح�داث الفت�رة االخي�رة الوضع‬ ‫ف�ي املناط�ق متفجر جدا‪ ،‬س�واء من اجلانب الفلس�طيني أم من‬ ‫اجلانب االسرائيلي‪ .‬ويصعب على اجليش االسرائيلي أن يقرر‬ ‫ما ه�و امليل الذي في ضوئه تتطور االم�ور‪ ،‬وذلك الن املعطيات‬ ‫الت�ي تأتي من املي�دان هي بقدر كبير معطي�ات متضاربة‪ ،‬فمثال‬ ‫ف�ي نهاي�ة االس�بوع املاضي م�رت الصل�وات في قضي�ة «حياة‬ ‫س�ارة» في احلاضرة اليهودية في اخللي�ل من دون أي احتكاك‬ ‫مع اجلمه�ور الفلس�طيني‪ ،‬ولكن في الس�امرة كان هن�اك توتر‬ ‫كبي�ر عقب عبوة محلية القيت نحو باص اس�رائيلي قرب قرية‬ ‫يعبد‪.‬‬ ‫‪ ‬وف�ي مراجعة للش�هر االخير ايضا من الصعب االش�ارة الى‬ ‫امليل‪ ،‬فمن جهة سلس�لة من ست عمليات قاسية‪ ،‬مبا فيها اعمال‬ ‫قت�ل واطالق ن�ار نحو طفلة في بلدة بس�اغوت‪ ،‬ت�دل بوضوح‬ ‫على موجة ارهاب؛ ولكن من اجلهة االخرى‪ ،‬في اثناء االس�ابيع‬ ‫الثالثة االخيرة‪ ،‬س�جل انخفاض ثابت في ع�دد اعمال االخالء‬

‫بالنظام في املناطق‪ .‬وفي جهاز االمن قدروا في نهاية االس�بوع‬ ‫بانه تس�ود املي�دان «اجواء ارهاب» تس�هل على أعم�ال القتل‪،‬‬ ‫حت�ى عندم�ا تك�ون الني�ة االصلي�ة هي عل�ى االطلاق جنائية‬ ‫(بعض من العمليات االخيرة لم يحل لغزها متاما بعد)‪.‬‬ ‫ف�ي كل االحوال يب�دو أنه خلف موجة العملي�ات ال توجد يد‬ ‫موجه�ة‪ .‬الس�لطة الفلس�طينية غير معني�ة مبوج�ة ارهاب في‬ ‫الوق�ت احلالي‪ ،‬وحماس‪ ،‬التي توجد في ضائقة كبرى في قطاع‬ ‫غزة‪ ،‬ال تنجح في اشعال مناطق الضفة من هناك‪.‬‬ ‫‪ ‬ف�ي اس�رائيل يأخ�ذون االنطب�اع ب�ان اعم�ال ق�وات االمن‬ ‫الفلس�طينية ف�ي الفت�رة االخي�رة ناجع�ة ج�دا‪ .‬فمن�ذ نح�و‬ ‫اس�بوعني تخوض االجه�زة حمل�ة اعتقاالت حازم�ة في مخيم‬ ‫جنين لالجئين‪ ،‬والتع�اون مع ق�وات االم�ن االس�رائيلية يتم‬ ‫كاملعتاد‪ .‬وفي نهاية االس�بوع نش�ر بان الفلس�طينيني اعتقلوا‬ ‫ايض�ا خلية ارهاب في منطقة اخلليل‪ ،‬حاولت تطوير آلة طائرة‬ ‫حتمل مادة متفجرة‪ .‬في السطر االخير يبدو أن االسبوع القريب‬ ‫القادم سيمر من دون دراما كبرى في املناطق‪ ،‬وفي املدى الزمني‬ ‫القصير ال «نشم» رائحة انتفاضة‪.‬‬ ‫‪ ‬ولكن في مدى بضعة اش�هر يوجد مكان لقلق كبير‪ .‬ثمة عدد‬ ‫من الس�يناريوهات الت�ي ميكنها أن تؤدي ال�ى وضع جديد في‬ ‫املناط�ق‪ ،‬لن تش�به بالض�رورة االنتفاضة االول�ى (التي كانت‬ ‫ش�عبية ف�ي اساس�ها) او الثاني�ة (التي متيزت باره�اب مكثف‬ ‫ومنظ�م)‪ .‬الوض�ع اجلدي�د س�يكون أغل�ب الظ�ن ش�يئا م�ا في‬ ‫الوس�ط – مثل صعود في كمية اعمال االخالل بالنظام‪ ،‬تترافق‬ ‫وعمليات هنا وهناك‪.‬‬ ‫‪ ‬االنتفاض�ة الثالث�ة ميكنه�ا أن تتط�ور بب�طء وبالتدري�ج‪،‬‬ ‫أو تن�ال الزخ�م اذا م�ا وصل�ت احملادث�ات الى طريق مس�دود‪.‬‬ ‫عمليات اخرى أو اعمال اس�تفزاز من املس�توطنني‪ ،‬مثل احراق‬ ‫مس�اجد‪ ،‬ميكنها أن حتث العملية هكذا ايضا‪ .‬الس�يناريو الذي‬ ‫يخش�اه جهاز االمن أكثر من أي شيء آخر هو ان تنجح واحدة‬ ‫من عشرات املبادرات في الضفة وفي القطاع في اختطاف جنود‬ ‫أو مواطنني اسرائيليني‪.‬‬ ‫في السنتني االخيرتني احبطت عشرات محاوالت االختطاف‪،‬‬ ‫ولكن الدافع الفلسطيني في هذا اجملال تعاظم‪ ،‬وينبغي التقدير‬ ‫بانه في مرحلة معينة ما ستنجح هذه احملاوالت‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫معاريف ‪2013/10/27‬‬

‫العالقة بني البناء في املناطق‬ ‫وحترير السجناء‪ ‬‬

‫‪ ■ ‬حتري�ر ‪ 25‬س�جينا فلس�طينيا‪ ،‬كج�زء من اس�تجابة رئي�س الوزراء لش�روط‬ ‫الفلسطينيني لبدء املفاوضات السياسية‪ ،‬يترافق‪ ،‬كما هو متوقع‪ ،‬مع احتجاج سياسي‬ ‫وجماهيري‪ .‬ومن أجل تهدئة املعارضني من اليمني س�ارعت احلكومة الى االعالن بانه‬ ‫الى جانب التحرير الذي من املتوقع أن يتم هذا االسبوع‪ ،‬ستنشر عطاءات لبناء مئات‬ ‫الشقق اجلديدة في املناطق‪.‬‬ ‫ملاذا هناك حاجة على االطالق الن تكون هناك عالقة بني البناء في املناطق وحترير‬ ‫الس�جناء؟ مل�اذا ال تك�ون خطوة يفترض به�ا أن تدفع الى االمام املس�يرة السياس�ية‬ ‫وتش�كل اساس�ا لبناء الثقة مع الفلسطينيني؟ وال تس�تدعي على الفور عملية احباط‬ ‫خطيرة من ش�أنها أن متس باملفاوضات؟ ولكن في اسرائيل‪ ،‬التي تبنت منذ زمن بعيد‬ ‫املعادلة التي مبوجبها كل عملية تس�تدعي «ردا صهيونيا مناس�با» في ش�كل بناء في‬ ‫املس�توطنات‪ ،‬فان حترير الس�جناء‪ ،‬مثل املس�يرة السياس�ية بأس�رها‪ ،‬يعتبر عملية‬ ‫مضادة تستدعي ردا‪.‬‬ ‫تتمسك اسرائيل مببرر شرعي مزعوم مبوجبه لم تتعهد احلكومة بتجميد البناء في‬ ‫املس�توطنات‪ ،‬كش�رط الدارة املفاوضات‪ .‬هذا مبرر صحيح‪ ،‬ولك�ن يجدر ايضا بالذكر‬ ‫ان محم�ود عب�اس هو الذي وافق عل�ى التنازل عن هذا الش�رط انطالقا من افتراض‪،‬‬ ‫مغلوط على نحو ظاهر‪ ،‬في أن حكومة اس�رائيل س�ترغب على االقل في أن تظهر كمن‬ ‫هي معنية بالدفع الى االمام باملفاوضات‪ ،‬وعدم املس بها بالذات في مثل هذا املوضوع‬ ‫احلس�اس جدا‪ .‬ولكن اس�رائيل‪ ،‬التي تخرج عن طورها ضد خطوات احادية اجلانب‬ ‫تنفذها الس�لطة الفلسطينية‪ ،‬تعمل بنفسها بشكل احادي اجلانب وتثبت حقائق على‬ ‫االرض في مجال حله يفترض أن يوجد في ذات املفاوضات‪.‬‬ ‫ميكن اخلالف في قرار حترير الس�جناء‪ ،‬كما أنه مس�موح االعتراض عليه او العمل‬ ‫ف�ي اط�ار القانون الحباطه‪ ،‬ولكن توج�د فجوة هائلة بني قرار ال ميكن�ه أن يؤثر على‬ ‫نتائج املفاوضات‪ ،‬وبناء بيوت كل هدفها هو تكثيف الس�ور املنيع ضد االنس�حاب من‬ ‫املناط�ق‪ .‬غري�ب بالتالي ايض�ا الصمت الذي فرضت�ه على نفس�ها االدارة االمريكية‪،‬‬ ‫عراب املس�يرة‪ ،‬الت�ي اطلعت على النية لنش�ر العط�اءات وتعاطت مع ذلك كحس�اب‬ ‫االرنونا الذي يجب دفعه مقابل السجناء‪.‬‬ ‫ال يحتم�ل أن تك�ون هن�اك أي حجة ش�رعية لبناء ش�قق جديدة في املس�توطنات‪،‬‬ ‫طاملا ال يوجد اتفاق مع الفلس�طينيني على مس�تقبلها‪ ،‬فان املستوطنات هي مزروعات‬ ‫غي�ر قانوني�ة وتوس�يعها يضي�ف خطيئة عل�ى اجلرمية‪ .‬يج�ب على رئي�س الوزراء‬ ‫بنيامني نتنياهو أن يس�توعب حقيق�ة أن املفاوضات يديرها مع الفلس�طينيني وليس‬ ‫مع املستوطنني‪.‬‬ ‫أسرة التحرير‬ ‫هآرتس‪2013/10/27‬‬

‫التنازل االسرائيلي مقابل التنازل الفلسطيني‬ ‫إيزي لبالر‬ ‫‪ ‬‬

‫■ إن حكوم�ة اس�رائيل مش�غولة اآلن باملرحل�ة الثاني�ة م�ن‬ ‫املس�ار‪ ،‬وهو االفراج عن فلسطينيني‪ .‬ومع ذلك لم نشهد الى اآلن‬ ‫أية اشارات الى استعداد السلطة الفلسطينية الى التصالح على‬ ‫موضوعات ما‪ ،‬والتحريض علينا مستمر بال انقطاع‪.‬‬ ‫يتاب�ع وزير اخلارجي�ة االمريكي جون كي�ري وقادة غربيون‬ ‫آخ�رون‪ ،‬رغم املش�كالت الكبي�رة التي تواجه الوالي�ات املتحدة‬ ‫ف�ي اي�ران وفي الش�رق االوس�ط‪ ،‬على نح�و س�ريالي محموم‪،‬‬ ‫ب�ذل طاقة في اس�تعمال الضغط على اس�رائيل لتقوم بتنازالت‪.‬‬ ‫فق�د أبلغ كي�ري رئيس الوزراء نتنياهو أن�ه اذا انتهت محادثات‬ ‫السلام الى ازمة فس�يفضي ذلك الى حملة دولية ضخمة لس�لب‬ ‫اس�رائيل ش�رعيتها‪ .‬وميك�ن فق�ط أن ُنخمن في خ�وف مضمون‬ ‫رس�ائل اخرى ُتنقل الى اس�رائيل كاش�ارات تقول‪ ،‬إن الواليات‬ ‫املتحدة س�تمتنع أو رمبا تؤيد في املس�تقبل تنديدات ومقاطعات‬ ‫مع اسرائيل في مجلس االمن‪.‬‬ ‫وهناك ما هو أكثر إقالقا‪ ،‬وهو الضغط االمريكي غير االخالقي‬ ‫ال�ذي اضطر حكومتنا ال�ى املوافقة على االفراج ع�ن قتلة‪ ،‬وذلك‬ ‫«لرفع الروح املعنوية الفلسطينية» و»تشجيعهم» على املشاركة‬ ‫ف�ي احملادثات‪ .‬ول�م ُترغم قط ف�ي التاريخ دولة هزم�ت أعداءها‬ ‫الذين أرادوا تدميرها على القيام «ببادرة حسن نية» ُمذلة كهذه‪.‬‬ ‫وحقيقة أن هذا الطلب وقع قبل بدء التفاوض ُتش�كك في مسيرة‬ ‫السلام كلها وجتعل التصور الذي ي�رى أنه يجب علينا أن نقوم‬ ‫بتنازالت‪ ،‬انعطافة كبيرة‪.‬‬ ‫لم تؤدي تنازالت اس�رائيل قط الى نتائج ايجابية‪ :‬ال اتفاقات‬ ‫اوس�لو وال االقتراحات املنقطعة النظير لرئيس�ي الوزراء باراك‬ ‫واومل�رت اخالء كل املناط�ق املتنازع عليها تقريب�ا‪ ،‬وال االنفصال‬ ‫عن قطاع غزة‪ ،‬وقد رفعت هذه التنازالت من طرف واحد املقادير‪،‬‬ ‫بحي�ث أصبح االمريكيون يقترح�ون اآلن بالفعل أن تكون نقطة‬ ‫االنطالق الى اتفاق السالم هي خطوط وقف اطالق النار‪ ،‬التي ال‬ ‫ميكن الدفاع عنها في ‪ 1949‬مع زيادة «تبادل اراض»‪.‬‬ ‫اذا كان الرئي�س اوبام�ا ق�د جن�ح ف�ي أن يهزم اس�رائيل الى‬ ‫درج�ة التخل�ي ف�ي ه�ذا الش�أن احلس�اس واخملتلف في�ه جدا‪،‬‬ ‫كاالف�راج عن فلس�طينيني – وهو ش�يء ما كان ليخط�ر ببال أية‬ ‫دولة ذات سيادة‪ ،‬وال سيما امريكا‪ ،‬فان التنبؤات املتعلقة بنجاح‬

‫مسيرة السالم تثير القشعريرة‪ .‬إن تراجع نتنياهو أمام الضغط‬ ‫االمريكي س�يجعل االس�رائيليني ينسون سريعا س�يره الناجح‬ ‫على احلبل الدبلوماسي الدقيق مع اوباما‪ ،‬اثناء واليته السابقة‪،‬‬ ‫ويثير تعبيرات عدم الثقة والدعوة الى استقالته‪.‬‬ ‫لك�ن من الس�هل تفس�يرها من امل�كان غير املع�رض للضغوط‬ ‫ُ‬ ‫اس�تعملت على نتنياهو‪ ،‬ومن املكان الذي ال يُ حتاج فيه الى‬ ‫التي‬ ‫اتخاذ قرارات تؤثر في أمن الدولة‪ .‬مطلوب التنديد بهذا التنازل‪،‬‬ ‫لك�ن من املمك�ن أن نقتنع ف�ي وقت ما ف�ي املس�تقبل حينما تظهر‬ ‫احلقائق بأنه لم يكن لقادتنا خيار‪.‬‬ ‫لك�ن حتى لو اضط�ر رئيس ال�وزراء الى القيام به�ذا التنازل‬ ‫اخلطي�ر م�ن ط�رف واح�د‪ ،‬ف�ان مخاوفن�ا املتعلق�ة باحملادث�ات‬ ‫الس�رية الت�ي ُ‬ ‫س�تجرى ف�ي االش�هر التس�عة القريبة‪ ،‬م�ا زالت‬ ‫على حق‪ُ .‬‬ ‫س�تجري وزيرة القضاء تس�يبي ليفن�ي احملادثات من‬ ‫اجلان�ب االس�رائيلي‪ ،‬وهي التي وصف�ت االفراج عن الس�جناء‬ ‫بأن�ه «خطوة ش�جاعة»‪ .‬وقد يستس�لم نتنياهو م�ن دون ضغط‬ ‫ع�ام كبي�ر لالمريكيني‪ ،‬وقد نواج�ه آخر االمر حقيق�ة منتهية هي‬ ‫سيناريو «كل شيء أو ال شيء»‪.‬‬ ‫يجب أن ننشر على املأل حقيقة أن الفلسطينيني بعد أن فشلوا‬ ‫في ضعضع�ة صمودن�ا باس�تخدام االرهاب والعن�ف‪ ،‬أصبحوا‬ ‫يطمح�ون الى نق�ض ُعرانا عل�ى مراحل بوس�ائل دبلوماس�ية‪.‬‬ ‫فيجب علينا أن ُنبني أننا لس�نا مثل تشيكوسلوفاكيا‪ ،‬وأنه يوجد‬ ‫ح�د الس�تعدادنا للتصالح في ه�ذا احمليط غي�ر املتكافئ‪ ،‬ويجب‬ ‫عل�ى حكومتنا أن تؤك�د أنه في حين يُ خلص أكثر االس�رائيليني‬ ‫للدفع بالسلام قدما‪ ،‬يجب على جيراننا أن يكفوا عن التحريض‬ ‫علينا‪.‬‬ ‫ل�ن نراهن على حياة أبنائنا باملصاحلة على احلاجات االمنية‬ ‫في وقت تس�يطر فيه حماس على نصف الس�كان الفلس�طينيني‪.‬‬ ‫وعلين�ا أن ندع�و اصدقاءنا وحلفاءنا‪ ،‬وال س�يما الق�ادة اليهود‬ ‫االمريكيين‪ ،‬ال�ى أن يطلب�وا م�ن الوالي�ات املتح�دة أن تواج�ه‬ ‫الفلسطينيني في الشؤون احليوية التي متنع مسار سالم حقيقيا‬ ‫وه�ي‪ :‬االعتراف بالدول�ة اليهودي�ة‪ ،‬والتخلي عن ح�ق العودة‬ ‫العرب�ي‪ ،‬وانهاء الدعاي�ة الداخلي�ة املعادية للس�امية واملعادية‬ ‫السرائيل‪ ،‬وتربية ناسهم على التعايش والسالم‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫اسرائيل اليوم ‪2013/10/27‬‬

‫الرئيس االمريكي أسير الرئيس االيراني روحاني وهذا يقلق االسرائيليني والدول العربية السنية‬

‫السحر االيراني يتحدى اوباما والعاملني معه‬ ‫سمدار بيري‬ ‫‪ ‬‬

‫■ ُأتي�ح ل�ي ف�ي امل�دة االخي�رة أن‬ ‫أش�ارك ف�ي سلس�لة مباحث�ات مغلق�ة‬ ‫ف�ي «التح�ول» االيران�ي‪ .‬كان بعضه�ا‬ ‫مبش�اركة أفضل العقول عندنا‪ ،‬وبعضها‬ ‫مع خبراء ذوي تقدير من العالم العربي‪،‬‬ ‫وبعضها مبشاركة أفرقة مشتركة‪ .‬ويبرز‬ ‫القاس�م املش�ترك فورا‪ ،‬وه�و أن اجلميع‬ ‫يقلقهم هجوم سحر رئيس ايران اجلديد‬ ‫حسن روحاني‪ .‬وال يؤمن أحد بأن ايران‬ ‫ستوافق على التخلي عن اخليار الذري‪.‬‬ ‫ج�اءت طه�ران ال�ى التف�اوض ف�ي‬ ‫جني�ف بريئ�ة م�ن النواي�ا البريئ�ة‪.‬‬ ‫ويصع�ب أال نالح�ظ الصل�ة الوثيقة بني‬ ‫العقوبات االقتصادية على ايران واملهمة‬ ‫التي ألقاها احلاكم خامنئي على روحاني‬ ‫ومجموعت�ه وه�ي أن يُ خلص في أس�رع‬ ‫وق�ت ممك�ن «خط�وات تبني الثق�ة» من‬ ‫اجلانب االمريكي‪ ،‬تفضي الى حل الرباط‬ ‫اخلان�ق االقتص�ادي بس�رعة‪ .‬وم�ا ه�و‬ ‫مقابل ذلك؟ تنازالت صغيرة على طريقة‬ ‫باعة الب�ازار‪ .‬فهن�ا س�يقترحون تعميقا‬ ‫للرقاب�ة عل�ى املنش�آت الذري�ة‪ ،‬وهن�اك‬ ‫س�يهتمون مبالش�اة اخلط�ط واخف�اء‬ ‫مختبرات التخصيب‪.‬‬ ‫وق�د اهت�م روحان�ي نفس�ه باظه�ار‬ ‫أوراق اللعب‪ ،‬حينما بيّ ن أنه ال توجد نية‬ ‫جلعل علم�اء ال�ذرة عاطلني ع�ن العمل‪،‬‬ ‫وأن التطوير الذري ه�و حق اجلمهورية‬ ‫االسلامية ال�ذي ال يتزع�زع‪ .‬ف�اذا كانت‬ ‫ه�ذه ه�ي احل�ال فم�اذا بق�ي الج�راء‬ ‫التف�اوض؟ ف�ي امل�دة التي يس�تطيعون‬ ‫فيها االنطالق نحو القنبلة الذرية‪ .‬تشير‬

‫الرئيس االمريكي باراك اوباما‬ ‫اس�رائيل الى سنة تقريبا‪ ،‬أما االدارة في‬ ‫واشنطن فسخية – بني ثالث سنوات الى‬ ‫خمس س�نوات‪ .‬فاذا ضغطوا على الوفد‬ ‫االيراني في جنيف فسيستخرجون منه‬ ‫رزمة «تنازالت» لكن طهران لن تنكمش‪.‬‬ ‫إن اخلب�راء م�ن اجلان�ب العرب�ي‬ ‫ممتعض�ون‪ ،‬مثل القلقني عندنا بالضبط‪.‬‬ ‫فأنا منذ وق�ت لم احلظ خيبة أمل وعجزا‬

‫كهذي�ن ف�ي الس�عودية ومص�ر واالردن‬ ‫وام�ارات اخللي�ج‪ .‬ولي�س االم�ر أم�ر‬ ‫خيانة الرئي�س اوباما حللفائ�ه القدماء‬ ‫فقط‪ ،‬ب�ل إنه ليس عندهم م�ن يعتمدون‬ ‫علي�ه حينم�ا يتحم�س «األخ الكبير» في‬ ‫واشنطن على حسابهم‪.‬‬ ‫‪ ‬لم يع�د العالم العربي فجأة منقس�ما‬ ‫الى معس�كر معتدل ومعسكر متطرف‪ .‬إن‬

‫التح�والت احلادة مدت خط�ا فاصال بني‬ ‫ميدانني‪ :‬امليدان الس�ني ال�ذي يبدو مثل‬ ‫ام�رأة ذاوية مغضن�ة البش�رة‪ ،‬وامليدان‬ ‫االيراني – الشيعي وتوابعه الذي أصبح‬ ‫م�راودا ومتحدي�ا دفع�ة واح�دة‪ .‬واذا‬ ‫صرف�وا عنه النظر حلظة فس�يصيبنا رد‬ ‫خطير جدا‪.‬‬ ‫ف�ي معه�د الدراس�ات االس�تراتيجية‬

‫يريد العالم العربي حاكما قويا ونزيها‬ ‫بالق�رب م�ن جامعة تل ابيب أف�ردوا هذا‬ ‫االس�بوع يوما دراسيا للش�أن االيراني‪،‬‬ ‫وكان ذل�ك تباحث�ا عميق�ا موضوعي�ا‬ ‫ُخصص لتحلي�ل عميق لص�ورة الوضع‬ ‫والنواي�ا وم�ا بق�ي ليُ فع�ل‪ .‬ويؤي�د عدد‬ ‫م�ن املتحدثني تفاوضا «ال خي�ار فيه» مع‬ ‫االيرانيني‪ ،‬ويُ صر عدد على أن االيرانيني‬ ‫جاءوا ليكس�بوا وقتا وليذروا الرماد في‬ ‫العي�ون‪ .‬فضغ�ط العقوب�ات أخطر على‬ ‫النظ�ام مم�ا يب�دو‪ .‬واذا لم يص�د حرس‬ ‫الثورة ماليني الشباب الذين ليس لهم ما‬ ‫يخسرونه‪ ،‬فان خامنئي وحرس الثورة‬ ‫تنتظرهم زعزعة‪.‬‬ ‫‪ ‬إن الرحل�ة ال�ى اجمله�ول في الش�أن‬ ‫االيران�ي – في حني ق�د يتفجر التفاوض‬ ‫ايضا – تفض�ي الى اس�تنتاج وتوصية‪.‬‬ ‫لقد زال فعل صيغة «القنبلة أو القصف»؛‬ ‫وواش�نطن ال حتلم وال تن�وي أن تهاجم‬ ‫اي�ران‪ ،‬أم�ا ت�ل ابي�ب ُ‬ ‫فتح�ذر م�ن أنه�ا‬ ‫«س�تتخذ خطواتها»‪ ،‬لكننا لن نس�تطيع‬ ‫أن نهاج�م اي�ران م�ن وراء ظه�ر االدارة‬ ‫االمريكي�ة‪ .‬فم�اذا بقي لنفعل�ه؟ التعاون‬ ‫مع املعسكر السني الذي ُفتح لنا من وراء‬ ‫الس�تار‪ ،‬والضغط بال كل�ل كي ال يربطوا‬ ‫عجلة التفاوض ف�ي جنيف أمام اخليول‬ ‫االيراني�ة‪ .‬اذا كان�ت العقوب�ات والعزلة‬ ‫الدولية قد أثبتت جدواها فيجب االهتمام‬ ‫بأن يستمر الس�يد من البيت االبيض في‬ ‫االمساك بالسوط‪ ،‬وأن يبرهن على أنه ال‬ ‫يهرب عن حلفائه‪.‬‬ ‫وليس ذلك س�هال‪ .‬فالس�حر االيراني‬ ‫يتحدى اوبام�ا والعاملني معه ويجب أن‬ ‫ُنذكرهم مبا يُ فعل مبن يجيئك بحيل‪.‬‬ ‫يديعوت ‪2013/10/27‬‬

‫أمنون شاموش‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫■ تعلن مصر زعيمة العالم العربي‪،‬‬ ‫أن الدميقراطي�ة الغربي�ة الكالس�يكية‬ ‫ال تناس�بها كم�ا ه�ي‪ .‬أم�ا انتخاب�ات‬ ‫مجل�س الش�عب فنعم‪ ،‬لكن بش�رط أال‬ ‫يوج�د مجلس ش�عب ك�ذاك ال�ذي في‬ ‫بريطانيا‪ ،‬يتجرأ عل�ى االعتراض على‬ ‫قرار رئيس ال�وزراء‪ .‬ونعم النتخابات‬ ‫حرة للرئيس‪ ،‬بش�رط أال تأتي رئاس�ة‬ ‫غريب�ة تناض�ل وتكاف�ح للتعبي�ر عن‬ ‫وجودها كل اربع سنوات‪ ،‬لتحل محله‬ ‫وأن يُ رسل الرئيس بعد ثماني سنوات‬ ‫ليلعب الغولف‪.‬‬ ‫‪ ‬حينم�ا يق�رر مجل�س الن�واب ف�ي‬ ‫االردن ق�رارات جريئ�ة يحل�ه املل�ك‬ ‫ببس�اطة‪ .‬وحينما يتجاوز اجمللس في‬ ‫املغ�رب ح�دوده‪ ،‬يحله املل�ك ويُ نتخب‬ ‫برملان جديد يعرف كيف يتصرف‪.‬‬ ‫‪ ‬لكن املشكلة الرئيسة التي تتكرر في‬ ‫كل البلدان العربية‪ ،‬وذروتها في مصر‪،‬‬ ‫ه�ي أن االنتخاب�ات احلرة حق�ا ُت ّ‬ ‫مكن‬ ‫جموع الش�عب اململوءة كراهية للغرب‬ ‫من أن تختار دائما االحزاب االسالمية‬ ‫املتطرف�ة التي تريد أن تس�تبدل أحكام‬ ‫الشريعة بالثقافة الغربية‪.‬‬ ‫إن جم�وع الش�عب تع�رف ش�يئا‬ ‫واح�دا فقط ف�ي السياس�ة‪ ،‬وه�و أنها‬ ‫مس�لمة وأنها ضد الغرب الذي يسيطر‬ ‫عل�ى بالده�ا بالق�وة أو بامل�ال أو‬ ‫بالدميقراطية‪.‬‬

‫ف�ي كل بلد عرب�ي‪ ،‬م�ن اجلزائر الى‬ ‫اليمن‪ ،‬حينم�ا ُأجريت انتخابات حرة‪،‬‬ ‫بقيت الطبقة املثقفة العلمانية احلديثة‬ ‫والليبرالية‪ ،‬أقلي�ة‪ ،‬واختارت اجلموع‬ ‫االسلام‪ .‬وكان أب�رز مث�ال عل�ى ذل�ك‬ ‫تول�ي مرس�ي احلكم ف�ي مص�ر بتأييد‬ ‫م�ن أكث�ر م�ن نص�ف الش�عب‪ ،‬وكانت‬ ‫االنتخاب�ات ح�رة‪ ،‬وبحس�ب قواع�د‬ ‫الغرب كلها‪ .‬وكان حكم مرسي قانونيا‬ ‫بحسب قواعد الغرب‪ ،‬ال بحسب قواعد‬ ‫البلدان العربية‪ .‬فقام اجليش بانقالب‬ ‫وأدخ�ل الرئي�س وق�ادة حزب�ه ف�ي‬ ‫الس�جون‪ .‬ولم يكن هذا بحسب قواعد‬ ‫الغ�رب لك�ن بحس�ب قواع�د البل�دان‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وب�دأ الغ�رب ي�درك أن االس�تقرار‬ ‫عن�د الع�رب أه�م م�ن الدميقراطي�ة‪،‬‬ ‫فه�م يس�تطيعون االكتف�اء بـ»مث�ل –‬ ‫دميقراطية» واالمتناع عن س�فك دماء‪،‬‬ ‫كم�ا ف�ي س�ورية واجلزائ�ر والعراق‪،‬‬ ‫الع�راق ال�ذي ح�اول االمريكي�ون أن‬ ‫يفرض�وا علي�ه الدميقراطي�ة بالق�وة‬ ‫العس�كرية وبكلف�ة ترلي�ون دوالر بال‬ ‫جن�اح؛ وكان ذلك برهانا س�اطعا على‬ ‫أن�ه ال ميك�ن ف�رض الدميقراطي�ة على‬ ‫شعب‪.‬‬ ‫يري�د العال�م العرب�ي حاكم�ا قوي�ا‬ ‫نزيه�ا‪ ،‬ويج�دون حاكما قوي�ا ونزيها‬ ‫لكن�ه اذا كان قوي�ا بق�در كاف وجم�ع‬ ‫حوله األقوياء واالغنياء فقد بالتدريج‬ ‫وجر وراء الغنى‪.‬‬ ‫النزاهة واالس�تقامة ُ‬ ‫وحينه�ا يثورون عليه لكن ال عن رغبة‬

‫ف�ي الدميقراطي�ة‪ ،‬ب�ل ع�ن رغب�ة ف�ي‬ ‫أال يتول�ى ابن�ه الفاس�د احلك�م بعده‪،‬‬ ‫ولي�أت الى احلك�م مرة اخرى مس�تبد‬ ‫نزيه وقوي لم يُ فس�د املنص�ب أخالقه‬ ‫بعد‪.‬‬ ‫يقول العالم العربي للعالم الغربي‪:‬‬ ‫نح�ن معك�م‪ ،‬وكن�ا نتعاون معك�م منذ‬ ‫حقب طويلة‪ ،‬فتفضلوا اذا وانظروا الى‬ ‫«مثل – دميقراطيتنا» على أنها نوع من‬ ‫أنواع الدميقراطية التي ُتجلونها كثيرا‪.‬‬ ‫ألنه يوجد عندك�م ايضا أنواع مختلفة‬ ‫م�ن الدميقراطي�ة وط�رق االنتخ�اب‪.‬‬ ‫فصورة االنتخابات في امريكا ال تشبه‬ ‫صورتها ف�ي بريطانيا وفي اس�رائيل‪.‬‬ ‫وتس�تطيع مي�ركل ف�ي املاني�ا أن تنال‬ ‫والي�ة ثالث�ة‪ ،‬لكن اوباما ف�ي الواليات‬ ‫املتح�دة ال يس�تطيع‪ .‬فدعون�ا اذا جند‬ ‫صيغ�ة دميقراطيتن�ا‪ ،‬إن عندنا احزابا‬ ‫وبرملان�ات ودس�اتير ومحاك�م لك�ن‬ ‫عندنا مش�كالت ال تفهمونها وسنحلها‬ ‫بطريقتنا‪.‬‬ ‫أن�ا أعل�م أنني أحت�دث بلغ�ة عامة‪،‬‬ ‫فالعال�م العرب�ي مقس�وم ال�ى دول‪،‬‬ ‫واألم�ة العربي�ة منقس�مة الى ش�عوب‬ ‫يختل�ف بعضه�ا ع�ن بعض ج�دا‪ .‬لكن‬ ‫يُ خي�ل إلي أن النظرة ال�ى الغرب عامة‬ ‫وال�ى الدميقراطي�ة الغربي�ة خاص�ة‬ ‫متش�ابهة ج�دا فيه�ا جميع�ا وه�ي‪:‬‬ ‫احلس�د من قبل النخ�ب والكراهية من‬ ‫قبل اجلموع‪.‬‬ ‫يديعوت ‪2013/10/27‬‬

‫سيكرمهم التاريخ ذات يوم وإن ُ‬ ‫اعتبروا اليوم خونة‬ ‫الذين يكشفون عما تفعله دول ومنظمات من جتسس وتنصت هم أبطال حقيقيون ُ‬

‫يقدرون في اسرائيل أن الواليات املتحدة تنصتت عليها ابطال احلقيقة‪ :‬من سنودن الى عنات كام‬ ‫عاموس هرئيل‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫■ غاب اس�م اس�رائيل الى اآلن عن قائمة الدول الصديقة‪،‬‬ ‫الت�ي تبين له�ا مؤخ�را مب�ا فاجأه�ا أن الوالي�ات املتح�دة‬ ‫تنصتت على أحاديث زعمائها‪ .‬وأف�ادت صحيفة «الغارديان»‬ ‫البريطاني�ة ف�ي االس�بوع املاضي‪ ،‬ب�أن قائمة املتض�ررات من‬ ‫تعد اجلمي�ع‪ .‬ويطلب عدد‬ ‫التنص�ت تش�مل ‪ 35‬دولة‪ .‬لكنه�ا لم ُ‬ ‫م�ن الدول املتضررة ومنها – املانيا وفرنس�ا والبرازيل – اآلن‬ ‫في حزم توضيحات من واش�نطن‪ ،‬على أثر الكشف عن وثائق‬ ‫الوكالة االمريكية لالمن القومي (إن‪.‬إس‪.‬إي) على يد ا ُملس�رب‬ ‫ادوارد س�نودن‪ .‬والى اآلن ُتذكر اس�رائيل من اجلهة العكسية‬ ‫فق�ط بصفتها ش�ريكة محتملة لالمريكيني في مهمات جتس�س‬ ‫على اصدقاء‪ ،‬كما في اخلبر الذي ُنش�ر أول أمس في الصحيفة‬ ‫الفرنس�ية «لومون�د»‪ ،‬الت�ي تته�م بص�ورة غي�ر مباش�رة –‬ ‫وباالعتم�اد عل�ى تخمينات باالش�ارة اخلفية جدا – املوس�اد‬ ‫مبشاركة في مراقبة قصر األليزيه‪.‬‬ ‫قال رئيس املوساد السابق‪ ،‬داني يتوم‪ ،‬أول أمس لصحيفة‬ ‫«معاري�ف» إن االمريكيين يتنصت�ون عل�ى اس�رائيل ايض�ا‪.‬‬ ‫وهذا فرض (وهو بحس�ب يتوم – معلومة)‪ ،‬مشترك ايضا بني‬ ‫مس�ؤولني كبار آخرين في األذرع االس�تخبارية االس�رائيلية‬ ‫ووزراء في احلكومة‪ ،‬ف�ي والية بنيامني نتنياهو احلالية وفي‬ ‫حكومات س�ابقة‪ .‬وإن اسئلة نتنياهو وارييل شارون الكثيرة‬ ‫في محاولة استيضاح أيتحدث املتحدثون إليهما «بخطوط أو‬ ‫بس�لكي أو بالس�لكي»‪ ،‬كما اعتاد كالهما أن يصوغ ذلك‪ ،‬نبعت‬ ‫ف�ي األس�اس من ه�ذا التقدير االبتدائ�ي‪ ،‬وه�و أن االمريكيني‬ ‫يتابع�ون اذا أرادوا م�ا يج�ري هن�ا (وم�ن ف�رض لي�س م�ن‬ ‫الضروري أن يكون مؤسس�ا على حقيقة‪ ،‬أن الهاتف الس�لكي‬ ‫أكثر حصانة من التنصت اذا قيس بالهاتف احملمول)‪.‬‬ ‫ويعب�ر وزراء احلكومة أو مس�ؤولون كبار ف�ي جهاز األمن‬ ‫أكث�ر من مرة في أحادي�ث الى صحافيني في قضايا حساس�ة‪،‬‬ ‫عن خوف من التنصت‪ .‬وهم على نحو عام غير قلقني من قس�م‬ ‫تأمني املعلومات في اجليش االسرائيلي وحتقيقات «الشاباك»‬

‫ف�ي التس�ريبات‪ ،‬أو حت�ى م�ن االس�تخبارات االيراني�ة‪ .‬ألن‬ ‫املش�تبه فيه�ا االول�ى ه�ي الوالي�ات املتح�دة‪ ،‬في حين تأتي‬ ‫االستخبارات الروسية في املكان الثاني‪.‬‬ ‫إن التجس�س بين االصدقاء يُ نظ�ر إليه في اس�رائيل على‬ ‫أن�ه حقيقة حياة‪ ،‬ال ميك�ن الهرب منها‪ .‬وإن الق�وة العظمى قد‬ ‫ُتبي�ح لنفس�ها ما يُ حظ�ر عل�ى دول صغيرة متعلقة مبس�اعدة‬ ‫الق�وة العظمى الدائمة‪ .‬وإن القي�ادات الوحيدة التي ُترى الى‬ ‫اآلن حصينة من التجس�س‪ ،‬هي الدول االربع التي لالمريكيني‬ ‫معها اتفاقات تعاون استخباري (وحظر جتسس متبادل) من‬ ‫الطراز االول‪ :‬بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزلندا‪.‬‬ ‫وعل�ى ه�ذه اخللفي�ة ف�ان م�ن املفاج�ئ ش�يئا م�ا تزع�زع‬ ‫مستش�ارة املاني�ا أجنيلا مي�ركل ورئي�س فرنس�ا فرانس�وا‬ ‫هوالن�د‪ .‬أفلم يخطر ببالهم�ا أن يتنصت االمريكي�ون عليهما؟‬ ‫إن القي�ادة العلي�ا للادارة االمريكي�ة (ول�م ُتس�مع ال�ى اآلن‬ ‫دع�وى م�ن الرئيس باراك اوبام�ا تقول‪ ،‬إنه كأن ل�م يكن عاملا‬ ‫بالتنص�ت) ّ‬ ‫مكنت من اس�تمرار التنصت لس�ببني‪ :‬ألنها كانت‬ ‫متل�ك القدرة التقني�ة‪ ،‬وألنها ظنت كم�ا يبدو أنها ل�ن ُتضبط‪.‬‬ ‫ومن املؤكد أن حلفاء الواليات املتحدة افترضوا أن لالمريكيني‬ ‫ق�درة كهذه‪ .‬وكان خطؤهم أنهم آمنوا بأن ذلك سيس�تعمل في‬ ‫ارضهم حلاجات «مش�روعة» فقط‪ ،‬كالعثور عل�ى ارهابيني أو‬ ‫نشاط جواسيس من دول عدوة‪ .‬وتبني أن االمريكيني لم يقفوا‬ ‫هناك ولم يتخلوا عن الفرصة التي أتاحتها التقنية لهم‪.‬‬ ‫إن سنودن وا ُملسرب املتسلسل الذي سبقه اجلندي برادلي‬ ‫(وهو شيلس�ي اليوم) ماننغ الذي كان يق�ف وراء نقل وثائق‬ ‫«ويكيليك�س»‪ ،‬كش�فا ع�ن توثي�ق مح�رج أكثر مما كش�فا عن‬ ‫أسرار أمنية امريكية فظيعة‪ .‬وكما الحظ ُكتاب مقالة نشرت في‬ ‫االس�بوع املاضي في اجمللة االمريكية «فورن أفيرز»‪ ،‬يُ ش�ك في‬ ‫أن يك�ون س�نودن وماننغ أحدثا ضررا أمني�ا كبيرا بالواليات‬ ‫املتح�دة‪ ،‬لك�ن امري�كا اآلن وق�د ُكش�ف ع�ن نش�اطها ل�م تعد‬ ‫تستطيع التظاهر بالسذاجة‪ ،‬ألن اصدقاءها يعلمون بالضبط‬ ‫ما الذي تفعله من وراء ظهورهم‪ .‬لقد انتهى عهد النفاق‪.‬‬ ‫هآرتس ‪2013/10/27‬‬

‫جدعون ليفي‬ ‫‪ ‬‬

‫■ ‪ ‬لو كانت مستش�ارة املانيا سياس�ية ش�جاعة‬ ‫حق�ا لدع�ت ادوارد س�نودن ليج�د ملج�أ سياس�يا‬ ‫ف�ي بلده�ا‪ ،‬ولغمرته بالتك�رمي والتش�ريف‪ .‬وهكذا‬ ‫كان يج�ب أن يس�لك نظيره�ا رئيس فرنس�ا ايضا‪.‬‬ ‫كان يجب عل�ى أجنيال ميركل وفرانس�وا هوالند أن‬ ‫يشكرا سنودن‪ ،‬وهو الشخص الذي كشف عن نظام‬ ‫التنص�ت الوقح الذي تقوم ب�ه الواليات املتحدة في‬ ‫بلديهم�ا‪ .‬لكن س�نودن مختب�ئ في روس�يا‪ .‬واملانيا‬ ‫وفرنس�ا غاضبت�ان عل�ى الواليات املتحدة بس�بب‬ ‫ما كش�ف عنه س�نودن‪ ،‬لك�ن زعيم�ي الدولتني غير‬ ‫ش�جاعني بق�در كاف ملنح�ه التكرمي واللج�وء الذي‬ ‫يستحقه‪ ،‬إن سنودن منبوذ مطارد‪.‬‬ ‫ومثل�ه ايض�ا جولي�ان أس�اجن‪ ،‬مؤس�س‬ ‫«ويكيليك�س»‪ ،‬وتشيلس�ي مانن�غ ُمس�ربة وثائ�ق‬ ‫اجليش االس�رائيلي‪ .‬فأس�اجن يختبئ منذ حزيران‪/‬‬ ‫يونيو ‪ 2012‬في س�فارة االكوادور في لندن‪ ،‬بس�بب‬ ‫أم�ر اعتق�ال دول�ي ص�در بحق�ه بش�بهة مخالف�ات‬ ‫وحكم على ماننغ بـ‪35‬‬ ‫جنسية قام بها في الس�ويد‪ُ ،‬‬ ‫سنة سجن‪.‬‬ ‫إن ه�ؤالء الثالث�ة ه�م أبطال ه�ذا العص�ر الذين‬ ‫س�يعرف وزير التاري�خ وحده مكافأته�م وتقديرهم‬ ‫كم�ا ينبغ�ي‪ :‬وم�ن املؤكد أنه�م س�يُ تذكرون أكثر من‬ ‫ميركل وهوالند‪ .‬إنهم ثالثة شباب مجهولون استقر‬ ‫رأيهم على أال يس�كتوا؛ وهم ثالثة شباب مجهولون‬ ‫استقر رأيهم على أن يفعلوا فعال ما‪ ،‬فنقضوا قوانني‬ ‫دولهم وفعلوا ذلك بس�بب شعورهم املتطور بالعدل‬ ‫وبس�بب ش�جاعتهم‪ُ ،‬‬ ‫فنب�ذوا باعتباره�م خون�ة‬ ‫وحكم عليه�م باملط�اردة‪ .‬إن التاريخ مل�يء بأعمال‬ ‫ُ‬ ‫بطولة مش�ابهة ال تقل عنها مط�اردات األفراد الذين‬ ‫لم يس�كتوا والذين يعتب�رون أبط�اال اذا نظرنا الى‬ ‫الوراء فقط‪.‬‬ ‫إن مردخ�اي فعنون�و وعن�ات كام االس�رائيليني‬

‫ايضا تش�تمل عليهما قائمة أبطال احلقيقة هذه‪ .‬وقد‬ ‫مت التش�هير بهم�ا ُ‬ ‫ونب�ذا ُ‬ ‫واعتقال‪ ،‬وال يُ ق�در أحد هنا‬ ‫ايض�ا خدمتهما وش�جاعتهما كم�ا ينبغ�ي‪ .‬ومثلهما‬ ‫ايضا إيالنا هيمرمان ورفيقاتها في منظمة «ال ُنطيع»‬ ‫الالتي يُ هربن فلسطينيني الى تل ابيب‪ ،‬وقد يُ حاكمن‬ ‫عل�ى ذل�ك‪ .‬إن الش�يء املش�ترك بينه�م جميع�ا هو‬ ‫الباعث العقائدي العميق على أفعالهم وش�جاعتهم‪.‬‬ ‫«ال أريد أن أعي�ش في مجتمع يفعل هذه االفعال‪ .‬وال‬ ‫أري�د أن أعي�ش في عالم يُ س�جل فيه كل م�ا أفعله أو‬ ‫أقوله»‪ ،‬قال س�نودن‪« .‬كانت هن�اك جوانب في عمل‬ ‫اجليش االس�رائيلي في املناط�ق اعتقدت أنه ينبغي‬ ‫أن يعل�م اجلمه�ور به�ا‪ .‬واعتقدت أنه�م يغفرون في‬ ‫امتح�ان التاريخ ألن�اس حذروا م�ن جرائم حرب»‪،‬‬ ‫قالت كام في محاكمتها‪.‬‬ ‫ل�وال س�نودن ملا عرف�ت مي�ركل أن األخ االمريكي‬ ‫األكب�ر يتنص�ت عل�ى هاتفه�ا احملم�ول‪ ،‬ومل�ا علمت‬ ‫املاني�ا ب�أن حليفتها الكب�رى تعاملها ه�ذه املعاملة‪.‬‬ ‫ول�وال مانن�غ مل�ا ع�رف االمريكي�ون بأعم�ال قت�ل‬ ‫جيش�هم في العراق‪ .‬ولوال أس�اجن ملا ع�رف مواطنو‬ ‫العال�م بأفع�ال الدبلوماس�ية الدولي�ة‪ ،‬ول�وال كام‬ ‫لرمب�ا لم يعرف االس�رائيليون كيف يرس�ل اجليش‬ ‫االس�رائيلي وح�دات م�وت لعملي�ات تصفي�ة‪ .‬إننا‬ ‫نع�رف أكث�ر بفضله�م ورمب�ا يتوقف بفضله�م على‬ ‫األقل جزء من االفعال التي كش�فوا عنها‪ .‬فأمريكا لن‬ ‫تتنص�ت على مي�ركل بعد اآلن وس�يكون اجلنراالت‬ ‫والدبلوماسيون أكثر حذرا في كالمهم وأفعالهم‪.‬‬ ‫ال اعتراض عل�ى أنه لكل دولة احل�ق في احلفاظ‬ ‫عل�ى اش�ياء ما بعي�دا عن نظ�ر اجلمه�ور‪ .‬وال ميكن‬ ‫أن تك�ون اجلنايات القانوني�ة وجرائم احلرب على‬ ‫أية ح�ال من االح�وال ج�زءا منها‪ .‬خالف�ت صحيفة‬ ‫«حدش�وت» ومصوره�ا اليك�س لبي�ك ف�ي حين�ه‬ ‫القانون‪ ،‬حينما نش�ر صورة اخمل�رب احلي من خط‬ ‫‪ ،300‬ب�ل عوقب�ا عل�ى ذل�ك‪ .‬لكن�ه ال جدل الي�وم في‬ ‫إس�هامهما ف�ي تنظي�ف أقبي�ة «الش�اباك» والقضاء‬ ‫على ظواهر مشابهة لقتل وافتراء وكذب في املنظمة‪.‬‬ ‫ول�وال أنهم�ا خالفا القانون ونش�را ل�كان عند دولة‬

‫‪AL-Quds AL-Arabi Volume 25 - Issue 7575 Monday 28 October 2013‬‬

‫اجنيال ميركل‬ ‫اس�رائيل «ش�اباك» أكثر فس�ادا وخطرا مم�ا يوجد‬ ‫عنده�ا الي�وم‪ .‬ويص�ح هذا ايض�ا على أفعال س�ائر‬ ‫أبط�ال ه�ذه الفت�رة الذين م�ا زال�وا يُ ص�ورون في‬ ‫نظ�ر كثيرين بأنه�م خونة‪ .‬ليس�وا ه�م اخلونة‪ ،‬بل‬ ‫املسؤولون عن االفعال‪ ،‬الذين كشفوا عنهم‪.‬‬ ‫يحاول اخملرج يوآف شمير في فيلمه الساحر «‪10‬‬ ‫باملئ�ة – ما الذي يجعل انس�انا بطلا» الذي يُ عرض‬

‫اآلن‪ ،‬يحاول أن يواجه س�ؤال من هو البطل‪ .‬وليس‬ ‫م�ن العج�ب أن ظهر في�ه في جمل�ة من ظه�ر الطيار‬ ‫الرافض يونتان شبيرا الذي هو أشجع من كل رفاقه‬ ‫الطيارين‪ .‬وقد يأتي يوم يعترف فيه االس�رائيليون‬ ‫ايضا بذلك‪.‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫هآرتس ‪2013/10/27‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.