الإسلاميون في السلطة: نجح النموذج التركي.. هل تنجح النماذج العربية

Page 31

‫حتقيق‬

‫جاسم السعيد‪ :‬ملنظمات الدعم اخلارجي استراتيجية واضحة واهداف محددة‬ ‫هي قلب أنظمة احلكم في دول اخلليج وبقية الدول العربية ومنها ما هو إيراني‬ ‫واهدافه معلومة ومنها ما هو اوروبي وأميركي بدعم منظمات لالسف كانت في‬ ‫البحرين لبعض الشيعة معتمدين في ذلك على االعالم وجتييش الشباب لقضية‬ ‫يدعون انها شرعية أو دينية‪ ..‬وإن فشلت اآلن مخططاتهم فسيعيدون الكرة مرة‬ ‫أخرى‬ ‫يُشير الفيلم إلى أنها هي من حتوك املؤامرة وتنفث‬ ‫الروح فيها»‪.‬‬ ‫أما د‪ .‬عبد احلميد االنصاري الباحث واألكادميي القطري‪،‬‬ ‫فله موقف «بني بني» حيث يرى أن املساعدات التي‬ ‫تأتي من خارج الوطن يجب أن ال تثير حساسية إذا‬ ‫توفرت شروط الشفافية بحيث نعلم هذا التمويل واين‬ ‫يذهب وما هي اهدافه وكيف يصرف‪ .‬يقول االنصاري‪:‬‬ ‫«التمويل ليس بجرمية طاملا ال يخل بوطنية اجلهة التي‬ ‫تقبل التمويل‪ ،‬وايضا هنالك منظمات أهدافها ال تتفق‬ ‫واملصلحة الوطنية وال يضيرها من اين يأتي التمويل‬ ‫وما هي اهداف هذه اجلهات‪ ..‬هنالك بعض منظمات‬ ‫اجملتمع املدني يتجاوز مفهومها االهتمام بالشأن‬ ‫العام إلى العمل السياسي املباشر ولعب دور االحزاب‬ ‫السياسية»‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من حتذيره من عدم وضع كل اجلمعيات في‬ ‫«سلّة واحدة» يضيف األنصاري‪« :‬ايضا هنالك بعض‬ ‫املنظمات املدنية مخترقة من قبل جهات ذات توجهات‬ ‫ايديولوجية محددة أو من جماعات تسعى للنفوذ‬ ‫والسلطة‪ ،‬وبالتالي ليس لنا منظمات مجتمع مدني‬ ‫باملعنى احلقيقي تشتغل بالهم العام وامنا تنافس‬ ‫اجلماعات السياسية وتسعى للكسب االعالمي‬ ‫واجلماهيري‪ ..‬واشكالية هذه املنظمات ال تفرق في‬ ‫دورها كدور تربوي وتعبوي وفكري وحضاري وهذه مأساة‬ ‫اجملتمع املدني العربي‪ ،‬لذلك مفهومها مشوه من‬ ‫جانب احلكومات واجلماهير باعتبارها واجهات جلماعات‬ ‫سياسية‪ ،‬لذلك يجب على هذه املنظمات من وقفة‬ ‫ومراجعة دورها احلقيقي حتى ال توصم بتنفيذ أهداف‬ ‫وأجندات خارجية»‪.‬‬ ‫السيناريو العراقي‬ ‫جاسم السعيد النائب في البرملان البحريني كان‬ ‫مباشرا وواضحا في رفضه للدعم األجنبي للجمعيات‬ ‫األهلية في اخلليج‪ ،‬كما هو احلال مع ما تقوم أكادميية‬ ‫التغيير‪ ،‬وأعطى مثاال بالبحرين التي أكد أن «املال‬ ‫األجنبي» وراء ما يجري من محاوالت فاشلة لبث الفرقة‬ ‫بني أبناء الشعب الواحد حيث قال إن أزمة التمويل‬ ‫األجنبي ملنظمات اجملتمع املدني البحريني ليست وليدة‬ ‫األحداث االخيرة في فبراير (شباط) مارس (آذار) ‪2011‬‬ ‫لكنها تعود إلى حقبة السبعينات من القرن املاضي‬ ‫عندما مولت إيران حلفاءها في اخلليج عن طريق نظام‬ ‫اخلميني ودعمت خالياها النائمة بطرق متلونة ومتنوعة‬

‫‪38‬‬

‫منها ما هو دعوي أو سياسي أو اقتصادي ومنها األمني‬ ‫والعسكري‪ ،‬وقدمت مئات املاليني من الدوالرات لدعم‬ ‫مخططها وسموه اخلطة اخلمسينية‪ ،‬وهو ما موجود‬ ‫في الوثائق لبعض خالياهم التي وضعت العديد من‬ ‫أجهزة االمن اخلليجية يدها عليها»‪.‬‬ ‫ويؤكد النائب البحريني املستقل‪« :‬ملنظمات الدعم‬ ‫اخلارجي استراتيجية واضحة واهداف محددة هي قلب‬ ‫أنظمة احلكم في دول اخلليج وبقية الدول العربية‬ ‫ومنها ما هو إيراني واهدافه معلومة عن خالياهم من‬ ‫«منظمات شيعية» ومنها ما هو اوروبي وأميركي‬ ‫بدعم منظمات لالسف كانت في البحرين لبعض‬ ‫الشيعة معتمدين في ذلك على االعالم وجتييش‬ ‫الشباب لقضية يدعون انها شرعية أو دينية‪ ..‬وإن‬ ‫فشلت اآلن مخططاتهم فسيعيدون الكرة مرة‬ ‫أخرى»‪.‬‬ ‫من جهتها ترى االعالمية البحرينية سوسن الشاعر‬ ‫أن الالفت للنظر هو أن االستراتيجية األميركية‬ ‫لدعم الدميقراطية في منطقة الشرق االوسط مت‬ ‫التخطيط لها بعد أحداث ‪ 11‬ستمبر‪ ،‬ومت وضع‬ ‫استراجتيات لهذه املؤسسات التي تقوم بتقدمي‬ ‫املنح واملساعدات لتتصل مباشرة مبؤسسات‬ ‫اجملتمع املدني (عابرة للقارات ومتجاوزة لالنظمة‬ ‫واحلكومات) عبر تقدمي موازنات ضخمة ليست‬ ‫من احلكومة األميركية بل من االحزاب لتظل هذه‬ ‫االستراتيجية مستمرة وليست مرتبطة ببرنامج‬ ‫احلكومة املوجودة في السلطة‪.‬‬ ‫تقول الشاعر‪« :‬هذا التمويل هو اآلن الذي يقود التغيير‬ ‫في املنطقة‪ ،‬ولالسف تتقاطع هذه االستراتيجية مع‬ ‫اهدافها‪ ،‬النها تهدف إلى دعم االقليات‪ ،‬وإذا نظرنا إلى‬ ‫ارض الواقع وجدنا أن املستفيد ليست الشعوب بل‬ ‫األقليات‪ ..‬مصر والبحرين خير مثال على ذلك‪ ،‬واألقليات‬ ‫هنا (كمعنى وليست كعدد)‪ ،‬وقد استفادت واشنطن‬ ‫من االقليات في قيادة التغيير‪ ..‬في البحرين الذي‬ ‫استفاد من ذلك هم الشيعة»‪.‬‬ ‫وتضيف‪« :‬كثر هم من حضروا برامج التدريب وورش‬ ‫العمل كما حصلت عدد من املنظمات البحرينة‬ ‫على متويل أميركي‪ ،‬وأخرى على دعم عيني وتدريبات‬ ‫ومساعدة فنية للتقدم لطلب متويل من مانحني‬ ‫عالوة على التمويل األميركي لتغطية نفقات تنقالت‬

‫النشطاء‪ ..‬ولالسف أقول إنهم كانوا ايديولوجيا‬ ‫يتبعون جماعات راديكالية كحزب الدعوة وحزب اهلل‬ ‫والشيرازيني‪ ..‬واملعروف عن هذه اجلماعات أنها تتبع‬ ‫العنف كوسيلة للتغيير‪ ..‬وهذه اجلماعات جميعها‬ ‫لها مرجعيات دينية من خارج البحرين‪ ،‬وحتديدا اما في‬ ‫العراق أو في إيران‪ ،‬وبالتالي جند أن املستفيد األكبر هي‬ ‫إيران وليست البحرين»‪.‬‬ ‫تقول اإلعالمية البحرينية إن السيناريو العراقي «دمى‬ ‫تأتي على ظهر الدبابة األميركية» كان يراد له أن‬ ‫يتكرر في البحرين‪ ..‬رمبا جنح هذا السيناريو في العراق‬ ‫ولكنه فشل فشال ذريعا في البحرين رغم ما حشد له‬ ‫من دعم ألن الشعب البحريني كان واعيا وتنبه لهذه‬ ‫اللعبة مع حسابات اقليمية اخرى دخلت في االعتبار‬ ‫وعطلت املشروع‪ ،‬واالن هنالك اعادة قراءة للشارع في‬ ‫البحرين بعد أن تكشفت راديكالية اجلماعات املدعومة‬ ‫ومت تعديل اخلطة وااليام القادمة سنشهد رمبا سيناريو‬ ‫جديدا ولكن بتعديل مختلف»‪.‬‬ ‫خفّا حنني‬ ‫اخملطط الذي يحاك ضد البحرين‪ ،‬حاول البعض تصديره‬ ‫الى السعودية لكن الفشل كان العنوان األبرز حيث‬ ‫رفض الشارع السعودي الواسع االنصياع وراء دعوات‬ ‫«الفنت الطائفية» التي تلقى لها آذانا صاغية بني احلني‬ ‫واآلخر في بعض الدول اخلليجية‪.‬‬

‫في ‪ 11‬مارس ‪ 2012‬وأسوة مبا حدث في تونس ومصر‬ ‫وبقية دول «الربيع العربي» قامت مجموعة غير‬ ‫معروفة بإنشاء صفحة على الفيسبوك تدعو فيها‬ ‫السعوديني الى «جمعة تظاهر»‪ ..‬لكن ما حصل‬ ‫«يوم حنني» فاجأ من دعا للتظاهر‪ ،‬وإن لم يفاجئ‬ ‫السعوديني أنفسهم‪ ،‬حتى أن عددا ً من الذين ساندوا‬ ‫«دعوة التظاهر» قالوا إنهم نادمون و محبطون‪ ،‬بعد‬ ‫«الفشل الذريع» للدعوة واحجام السعوديني عن‬ ‫االستجابة لهكذا دعوات‪.‬‬ ‫يقول الكاتب والصحافي السعودي مشاري الذايدي في‬ ‫مقال له بجريدة «الشرق األوسط» أنه «بعد اإلخفاق‬ ‫الذريع ليوم «حنني» في السعودية‪ ،‬حيث لم تخرج وال‬ ‫خمس مظاهرة في السعودية‪ ،‬أسقط في يد القوم‪،‬‬ ‫من حرض على حنني‪ ،‬ومن كان يتمنى في نفسه أن‬ ‫حتصل مسيرة تؤكد أوهامه حول وجود حالة غضب‬ ‫«سياسي» لدى السعوديني‪.‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.