حتقيق
جاسم السعيد :ملنظمات الدعم اخلارجي استراتيجية واضحة واهداف محددة هي قلب أنظمة احلكم في دول اخلليج وبقية الدول العربية ومنها ما هو إيراني واهدافه معلومة ومنها ما هو اوروبي وأميركي بدعم منظمات لالسف كانت في البحرين لبعض الشيعة معتمدين في ذلك على االعالم وجتييش الشباب لقضية يدعون انها شرعية أو دينية ..وإن فشلت اآلن مخططاتهم فسيعيدون الكرة مرة أخرى يُشير الفيلم إلى أنها هي من حتوك املؤامرة وتنفث الروح فيها». أما د .عبد احلميد االنصاري الباحث واألكادميي القطري، فله موقف «بني بني» حيث يرى أن املساعدات التي تأتي من خارج الوطن يجب أن ال تثير حساسية إذا توفرت شروط الشفافية بحيث نعلم هذا التمويل واين يذهب وما هي اهدافه وكيف يصرف .يقول االنصاري: «التمويل ليس بجرمية طاملا ال يخل بوطنية اجلهة التي تقبل التمويل ،وايضا هنالك منظمات أهدافها ال تتفق واملصلحة الوطنية وال يضيرها من اين يأتي التمويل وما هي اهداف هذه اجلهات ..هنالك بعض منظمات اجملتمع املدني يتجاوز مفهومها االهتمام بالشأن العام إلى العمل السياسي املباشر ولعب دور االحزاب السياسية». وعلى الرغم من حتذيره من عدم وضع كل اجلمعيات في «سلّة واحدة» يضيف األنصاري« :ايضا هنالك بعض املنظمات املدنية مخترقة من قبل جهات ذات توجهات ايديولوجية محددة أو من جماعات تسعى للنفوذ والسلطة ،وبالتالي ليس لنا منظمات مجتمع مدني باملعنى احلقيقي تشتغل بالهم العام وامنا تنافس اجلماعات السياسية وتسعى للكسب االعالمي واجلماهيري ..واشكالية هذه املنظمات ال تفرق في دورها كدور تربوي وتعبوي وفكري وحضاري وهذه مأساة اجملتمع املدني العربي ،لذلك مفهومها مشوه من جانب احلكومات واجلماهير باعتبارها واجهات جلماعات سياسية ،لذلك يجب على هذه املنظمات من وقفة ومراجعة دورها احلقيقي حتى ال توصم بتنفيذ أهداف وأجندات خارجية». السيناريو العراقي جاسم السعيد النائب في البرملان البحريني كان مباشرا وواضحا في رفضه للدعم األجنبي للجمعيات األهلية في اخلليج ،كما هو احلال مع ما تقوم أكادميية التغيير ،وأعطى مثاال بالبحرين التي أكد أن «املال األجنبي» وراء ما يجري من محاوالت فاشلة لبث الفرقة بني أبناء الشعب الواحد حيث قال إن أزمة التمويل األجنبي ملنظمات اجملتمع املدني البحريني ليست وليدة األحداث االخيرة في فبراير (شباط) مارس (آذار) 2011 لكنها تعود إلى حقبة السبعينات من القرن املاضي عندما مولت إيران حلفاءها في اخلليج عن طريق نظام اخلميني ودعمت خالياها النائمة بطرق متلونة ومتنوعة
38
منها ما هو دعوي أو سياسي أو اقتصادي ومنها األمني والعسكري ،وقدمت مئات املاليني من الدوالرات لدعم مخططها وسموه اخلطة اخلمسينية ،وهو ما موجود في الوثائق لبعض خالياهم التي وضعت العديد من أجهزة االمن اخلليجية يدها عليها». ويؤكد النائب البحريني املستقل« :ملنظمات الدعم اخلارجي استراتيجية واضحة واهداف محددة هي قلب أنظمة احلكم في دول اخلليج وبقية الدول العربية ومنها ما هو إيراني واهدافه معلومة عن خالياهم من «منظمات شيعية» ومنها ما هو اوروبي وأميركي بدعم منظمات لالسف كانت في البحرين لبعض الشيعة معتمدين في ذلك على االعالم وجتييش الشباب لقضية يدعون انها شرعية أو دينية ..وإن فشلت اآلن مخططاتهم فسيعيدون الكرة مرة أخرى». من جهتها ترى االعالمية البحرينية سوسن الشاعر أن الالفت للنظر هو أن االستراتيجية األميركية لدعم الدميقراطية في منطقة الشرق االوسط مت التخطيط لها بعد أحداث 11ستمبر ،ومت وضع استراجتيات لهذه املؤسسات التي تقوم بتقدمي املنح واملساعدات لتتصل مباشرة مبؤسسات اجملتمع املدني (عابرة للقارات ومتجاوزة لالنظمة واحلكومات) عبر تقدمي موازنات ضخمة ليست من احلكومة األميركية بل من االحزاب لتظل هذه االستراتيجية مستمرة وليست مرتبطة ببرنامج احلكومة املوجودة في السلطة. تقول الشاعر« :هذا التمويل هو اآلن الذي يقود التغيير في املنطقة ،ولالسف تتقاطع هذه االستراتيجية مع اهدافها ،النها تهدف إلى دعم االقليات ،وإذا نظرنا إلى ارض الواقع وجدنا أن املستفيد ليست الشعوب بل األقليات ..مصر والبحرين خير مثال على ذلك ،واألقليات هنا (كمعنى وليست كعدد) ،وقد استفادت واشنطن من االقليات في قيادة التغيير ..في البحرين الذي استفاد من ذلك هم الشيعة». وتضيف« :كثر هم من حضروا برامج التدريب وورش العمل كما حصلت عدد من املنظمات البحرينة على متويل أميركي ،وأخرى على دعم عيني وتدريبات ومساعدة فنية للتقدم لطلب متويل من مانحني عالوة على التمويل األميركي لتغطية نفقات تنقالت
النشطاء ..ولالسف أقول إنهم كانوا ايديولوجيا يتبعون جماعات راديكالية كحزب الدعوة وحزب اهلل والشيرازيني ..واملعروف عن هذه اجلماعات أنها تتبع العنف كوسيلة للتغيير ..وهذه اجلماعات جميعها لها مرجعيات دينية من خارج البحرين ،وحتديدا اما في العراق أو في إيران ،وبالتالي جند أن املستفيد األكبر هي إيران وليست البحرين». تقول اإلعالمية البحرينية إن السيناريو العراقي «دمى تأتي على ظهر الدبابة األميركية» كان يراد له أن يتكرر في البحرين ..رمبا جنح هذا السيناريو في العراق ولكنه فشل فشال ذريعا في البحرين رغم ما حشد له من دعم ألن الشعب البحريني كان واعيا وتنبه لهذه اللعبة مع حسابات اقليمية اخرى دخلت في االعتبار وعطلت املشروع ،واالن هنالك اعادة قراءة للشارع في البحرين بعد أن تكشفت راديكالية اجلماعات املدعومة ومت تعديل اخلطة وااليام القادمة سنشهد رمبا سيناريو جديدا ولكن بتعديل مختلف». خفّا حنني اخملطط الذي يحاك ضد البحرين ،حاول البعض تصديره الى السعودية لكن الفشل كان العنوان األبرز حيث رفض الشارع السعودي الواسع االنصياع وراء دعوات «الفنت الطائفية» التي تلقى لها آذانا صاغية بني احلني واآلخر في بعض الدول اخلليجية.
في 11مارس 2012وأسوة مبا حدث في تونس ومصر وبقية دول «الربيع العربي» قامت مجموعة غير معروفة بإنشاء صفحة على الفيسبوك تدعو فيها السعوديني الى «جمعة تظاهر» ..لكن ما حصل «يوم حنني» فاجأ من دعا للتظاهر ،وإن لم يفاجئ السعوديني أنفسهم ،حتى أن عددا ً من الذين ساندوا «دعوة التظاهر» قالوا إنهم نادمون و محبطون ،بعد «الفشل الذريع» للدعوة واحجام السعوديني عن االستجابة لهكذا دعوات. يقول الكاتب والصحافي السعودي مشاري الذايدي في مقال له بجريدة «الشرق األوسط» أنه «بعد اإلخفاق الذريع ليوم «حنني» في السعودية ،حيث لم تخرج وال خمس مظاهرة في السعودية ،أسقط في يد القوم، من حرض على حنني ،ومن كان يتمنى في نفسه أن حتصل مسيرة تؤكد أوهامه حول وجود حالة غضب «سياسي» لدى السعوديني.