مو�ضوع العدد بقلم � :آنيا فان دي بوت �إذ� ��شتطاع �شخ�س ما �أخري� �أن يخرتع �آلة الإعادة �لزمن للور�ء ،ميكنه بها �أن يكون �شائح وياأخذ جولة حول �لعامل ،ليزور لي�س فقط �لبلد �ملختلفة ،بل �أي�شا �الأزمنة �لتاريخية �ملختلفة� .شاأقوم بتجهيز قائمة �أمنياتي و�شاأكون �أول من يقف يف �ل�شف للح�شول على تذكرة لل�شفر عرب �لزمن .لكن عندها� ،شاأ�شطر �إلى �الختيار! هذ� لي�س باالأمر �ل�شهل..هل �شاأذهب مل�شر �أوال ،و�إذ� فعلت ذلك ،فهل �شاأرجع لعام � 1880أو �الأربعينات من �لقرن �ملا�شي؟ �شاأحب بالطبع �ل�شفر يف ترف ،وروؤية �ملو�قع �لتاريخية و�أن �أكون جزء� من �لتاريخ و�أ�شهد تطوره ،و�الأهم من ذلك� ،أنغم�س يف �ال�شتمتاع برتف �ملا�شي وفخامة �لفنادق �لقدمية �ل�شهرية يف ذلك �لوقت. �إن كتاب همفريز عن «فنادق م�شر �لفخمة �ملرتفة» يلبي �أمنياتي �إلى حد ما، بدون �حلاجة للإختيار بني �الأزمنة .يكتظ �لكتاب بال�شور و�الإعلنات �لقدمية ومل�شقات �الأمتعة و�لبطاقات �لربيدية �لتي تعود للزمن �لقدمي ،كما يحتوي �أي�شا على جزء من خريطة قدمية للقاهرة ،وهي �أكرث ما يعجبني يف �لكتاب على �الإطلق .ن�س �لكتاب كذلك ملئ باقتبا�شات من �مل�شافرين وحكايات تاريخية ق�شرية غريبة ومثرية .يغو�س �لكتاب بالطبع يف تاريخ �لفنادق ويف �لزمن �لذي بنيت فيه وت�شل�شل ملكيتها �ملتتابع .ب�شكل عام ،يحظى �ملرء بانطباع جيد عن �لطريقة �لتي كانت تد�ر بها �الأمور منذ مائة عام م�شت – وكيف �أنها كانت خمتلفة ب�شكل كبري عن �شناعة �ل�شياحة يف وقتنا �حلايل. بد�أت م�شر جتذب �أنظار �لعامل كوجهة �شياحية حو�يل منت�شف �لقرن �لتا�شع ع�شر ،وو�شلت لذروتها يف نهاية هذ� �لقرن .مل جتذب م�شر وقتها �أنظار �ل�شائحني فقط ،لكن كان هناك �لعديد ممن يبحثون عن غرف ومكان للمبيت وتناول �لطعام – فهم �إما كانو� يف طريقهم لل�شرق �الأق�شى �أو م�شرتكني يف �أحد�ث �شيا�شية �أو ع�شكرية �أو يف عرو�س فنية �أو جمرد ّ جتار .قبل بناء �لفنادق ،كانت �لنا�س تاأتي للبلد بخطابات تعريف خا�شة بهم ،على �أمل �أن يتم ��شت�شافتهم يف بيت �أحد ما ،بعد �لتعرف عليه ب�شكل مبهم �أومن قر�بة بعيدة .ومثل حالة �الإنزعاج �لتي ت�شيب �الأجانب �ملقيمني مب�شر ،فكان على �مل�شريني ّ حتمل هوؤالء �ملجهولون و�لغري مرغوب فيهم و�لغري مدعوون ،ك�شيوف يف منازلهم.
الحقا ،ويف عام ،1870بد�أت �شركة «كوك �أند �شن» ن�شاطها يف م�شر ،وقامت بت�شغيل ع ّبارة بخارية بني �لقاهرة و�أ�شو�ن ،وجنحت – بدون م�شاعدة – تقريبا يف زيادة �أعد�د �ل�شائحني من � 500شائح يف �لعام يف � 1873إلى ما يقرب من � 11.000شائح بحلول �شتاء .1890 – 1889كانت م�شر بحاجة لبناء فنادق بها، وهكذ� مت �الأمر .يف �لبد�ية ،مت بناء بيوت ب�شيطة لل�شت�شافة وبن�شيونات وبعدها بالتدريج ،بد�أ بناء �لفنادق �لفخمة �لكبرية. هذه �لفنادق �لفخمة �لكبرية مل يكن �لق�شد من بناءها هو توفري جمرد �أماكن للإقامة .بل كانت يف �الأ�شا�س �أماكن ��شتيطانية الأوربا ،فهي كانت توفر ل�شيوفها، عمليا �إن مل يكن ب�شكل كامل ،كل �شئ ،كل ما يحتاجونه من و�شائل �لر�حة �ملعتادة: �لنبيذ �الأوربي� ،ل�شحف و�الأطباء و�ملمر�شات و�الأثاث و�خلدمة �لربيدية .دون �أن نن�شى طبعا �الأغذية �الأوربية .كانت هذه �لفنادق ملتقى للمو�طنني من كل �أنحاء العامل ،ليتمكنوا من الختالط اجتماعيا والحتفال مع بع�شهم على الأغلب – بعيد� عن نخبة �ملجتمع �ملحلية – مبا �إن �أغلب �مل�شريني مل يكونو� مدعويني. كانت �الأ�شعار يف هذه �لفنادق مرتفعة للغاية ( فكل �شئ كان م�شتورد�) وكذلك كانت �ملعايري ،كان �لويرتز يرتدون �لقفاز�ت �لبي�شاء ،و�ل�شيوف يرتدون �مللب�س �لر�شمية فقط .جلبت �لنخبة �ملجتمعية نوعا جديد� من �ل�شياح :ما يطلق عليهم �ل�شائد�ت �ل�شرقيات ،وهن �ل�شابات �لعازبات مع �أمهاتهن ،و�للتي كن يبحثن عن زوج من بني ال�شباط الربيطانيني ،وكانوا غالبا من الطبقة الر�شتقراطية، و�لذين متركزو� يف م�شر .ومع كل �حلفلت �لر�ق�شة و�الحتفاالت �مل�شتمرة، توفرت لديهن بيئة خ�شبة ل�شيد �لعر�شان. يغطي كتاب همفريز �أكرب �لفنادق و�أكرثها فخامة يف كل من �الإ�شكندرية و�لقاهرة و�الأق�شر و�أ�شو�ن ،وتناول فيه خمططات �لرحلت يف ذلك �لوقت وو�شائل �ل�شفر فيما بينها ،و�لتي تت�شمن بالطبع ��شطول �شركة كوك من �لبو�خر باالإ�شافة �إلى «�لدهبية» و�لتي كانت مو�شة هذ� �لزمان وحتى بد�ية .1900كانت «�لدهبية» �أكرث ترفا وخ�شو�شية من �لبو�خر .كانت فاخرة للغاية للدرجة �لتي جعلت همفريز يت�شاءل عما �إذ� كان �شائح �لقرن �لتا�شع ع�شر «قد �شاهد �أي �شئ على الإطالق ،اأو حتى يتذكر اأي �شئ» من املواقع الأثرية ،من فرط فخامتها. �شملت قائمة �لت�شوق �ملو�شى بها للم�شافرين على منت «دهبية» ،كمية مده�شة من 131زجاجة نبيذ ،وبع�س �ل�شمبانيا و 4زجاجات من �لليكري �لكحويل و 20زجاجة برية ،هذ� غري �لعديد من �ل�شروريات �الأخرى .كانت هذه هي �ملوؤونة �ملخ�ش�شة ملجموعة من � 5أ�شخا�س يف رحلة ملدة � 3أ�شابيع تقريبا! كانت �الإ�شكندرية هي مرفاأ �لو�شول ملعظم �مل�شافرين ،لكن مل يكن هناك �لكثري لفعله هناك� ،أو كما قيل يف كتيب «مور�ي»« :ال يوجد ما يثري �الهتمام �لكايف( )...الإبقاء �مل�شافر �لعادي �أكرث من يوم» .مل يتغري هذ� �لو�شع �إال مع نهاية �لقرن ،حني مت �فتتاح �ملتحف ،ومت �كت�شاف �شر�ديب �ملوتى يف «كوم �ل�شقافة» عن طريق حمار غافل .لكن كان �لز�ئرون يقومون بنزهات فوق عمود بومبي �أو «عمود �ل�شو�ري» حيث كان يتم رفعهم بو��شطة ما ي�شبه �ملنجنيق ،على ما يبدو كان هناك م�شاحة كافية لثمانية �أ�شخا�س.
20 �شيف�س كورنر
يف �شنو�ت الحقة� ،أ�شبحت �الإ�شكندرية وجهة �شياحية �شيفية ،غالبا حتت تاأثري �حلكومة و�لتي كانت تف�شل �لذهاب هناك للهرب من درجة �حلر�رة �ملرتفعة .لذ� مت بناء بع�س �لفنادق� ،أقدمها كان فندق �شان �شتيفانو ،و�لذي مت �فتتاحه عام ،1887و�أغلق بعد ذلك عام .1993يعد فندق «�شي�شيل» – و�لذي
الف�شل الثانى2012