bayt_alshier_7

Page 31

‫عبد اللطيف الوراري‬

‫رائي ًا في ُد ّ‬ ‫كـالة‬

‫ترجيع‬

‫ُهنا‪،‬‬ ‫ح ْيثُ ميكنك أن تُعارش د َم ال ُّزرقة‬ ‫من نافذ ٍة عىل املحيط‬ ‫مل تك ْن قدمانِ يسح ُبهام‬ ‫جس ُد رسكون وركْوتُه‬ ‫من ِشعاب آشور‬ ‫ُمجذَّرتي‬ ‫ِم ْن ندمٍ عىل الغد‬ ‫لوال أ ّن ش ْيئاً تافهاً يحدثُ ـ كهذا صيفاً‬ ‫أسباب كثري ٍة يف عمل ال ّريح‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫لكن رؤياه بأز ّمور يف فندق يطفو بني يدي ع ّراف ٍة‬ ‫ث ّم لَ ْيلته املقمرة عىل حافّة من ميناء الجديدة‬ ‫أتا ُه بأنباء من القرى‪،‬‬ ‫رس لساق الطاولة؛‬ ‫وأسمعه ٍ‬ ‫بناي لِلْ ُعظاءة تُ ّ‬ ‫أ ّما ما كان من ِخرق العوانس‬ ‫تخ ِّيم عىل نهر أ ّم الربيع‬ ‫ومن ُس ْبحة امل ُقرئ األعمى‬ ‫تُطالع أبْ ِخرة األبديّة‪ ،‬إىل ظهرية اليوم‪.‬‬ ‫فال يه ّم‪ ،‬بعد جنازة طويلة من األرق‪ ،‬ما تقول يف‬ ‫الطبيعة‪،‬‬ ‫أل ّن ح َجرا ً يف ح ْج ِر الشاعر‬ ‫! ِم ْن سيامء الذّهب‬ ‫ث ّم ال يزال غنا ٌء مثل هذا يُ ْسمع‬ ‫من بلد الطاعون‪،‬‬ ‫محتشدا ً بذ َه ِب َو ْحشته‪:‬‬ ‫«هاك أبو شعيب‬ ‫يف جنب الواد‬ ‫هايك يا عائشة‬ ‫يف بغداد» ــ‬ ‫وهكذا الحياة‪ ،‬بمِ ُوازاة ذلك‬

‫األسفَل‬ ‫مع ما يح ُدثُ يف ْ‬ ‫أَطْلَقنا ال ِعنا ْن‬ ‫سح َرتْنا أُغْنياتُ اللّ ْيل‬ ‫يف ري ٍح بِال ذاكِر ٍة‬ ‫واشْ تَطّت ال ّرؤيا بِنا‪.‬‬ ‫أَعىل فَأَعىل‪،‬‬ ‫ح ْيثُ ال آال َم‬ ‫يف الشرُّ ْفة‬ ‫يَأْسو‬ ‫ِمث ُْل َع ْز ِف ال َبتَالتْ ‪.‬‬ ‫مع ما يح ُدثُ يف الأْ سفَل‬ ‫لَ ْم نف ِق ْد خُطى ال ّنارِ‪،‬‬ ‫وال بَ ْوصلة األَغْصان‪.‬‬ ‫الس ْمع لِلآْ ثا ِر ت ُْسقاها القراب ُني‪:‬‬ ‫نُلْقي ّ‬ ‫َد ٌم سا ٍه‪ ،‬عيو ٌن سا ِهراتْ ‪.‬‬ ‫هذه الأْ َشْ جا ُر يف الخارِج‬ ‫السوق‪.‬‬ ‫ِذكْرى لِحيا ٍة بِجوار ُّ‬ ‫يف َوق ٍْت كَهذا‪،‬‬ ‫ل ْي َس حادي ال َو ْهم‬ ‫َم ْن يُ ْبهظ أَ ْج َر الْغ َِد‪،‬‬ ‫بل لَ ْيس لِ َهذا الدّمِ َص ْوتٌ‬ ‫مع ما يح ُدثُ يف أَ ْسفَلنا‬ ‫ِم ْن ال َمكانْ‪! ‬‬

‫‪issue (7)- December - 2012‬‬

‫‪31‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.