في الشعر
ُيغ ّذي عقله املنطقي ،والدفع باتجاه معاينة ومن ثم معايشة العالَم ا ُمل ْط َلق عرب قذف تهوميي. متأت من خلود الشاعر الم َ َلكويت .فالبذرة الالنهائية يف ذهن الشاعر الحكم الق َيمي عىل نص شعري بخلوده األريض ٍ إذاًُ ، َّ ُتفهم – هنا واآلن – ضمن سياقات آدمية ،و ُتؤطر يف سياق النهايئ ُمتنا ٍه .وال معنى – البتة – للخروج من الزمن إىل كتجل خارجي ،ومنفلت ميتافيزيقاً ٍّ األبدية خارج نطاق التمظهرات األرضية للزمن ،فاإلحكام قائم فيزيقاً ٍّ كتجل داخيل. وما توق الشاعر امليتافيزيقي إال كإجرتاح نهايئ ملهمته الوجودية ،فهو يعي القلق اآلدمي بإزاء العالَم القائم وما يستتبع ذلك من تهالك ناحية الخروج من ربقة إحداثياته الكربى ،سيام إحداثيتي الزمن واملكان. ولقد كان الشاع ُر مبلبوسه الهُديب ،كائناً يتمثل ُبعد الكائن البرشي الالمتناهي؛ فالخربة الداخلية الهائلة للجنس البرشي فجر النبع ويدفق املاء من الصخرة الصماَّ ء. تتكثف يف ذات الشاعر ،والحقاً يستنطق صامتهاُ ،ي ِّ وإذا كان من جدوى لتوق الشاعر ميتافيزيقياً ،فهي جدوى ُأس ّية ،أصيلة لدى الكائن البرشي عىل إطالقه يف الخروج من تراتبية هذا العامل املحكوم باملصفوفة الزمنية الرهيبة ،إىل عامل ال نهايئ َط َّراً
أبيات من المتنبي ـــــل َوال َوطَـ ُن ِب َم التّ َعل ُّل ال أ ْه ٌ أُري�� ُد ِمن َز َمني ذا أ ْن يُ َبلّغَني ال تَل َْق َد ْه�� َر َك إالّ َغ َري ُمكترَ ٍِث فَ�َم�اَ يُدي ُم سرُ ُ و ٌر ما سرُ ِ ْرتَ ِب ِه ِم�ّم�اّ أضرَ ّ بأ ْهلِ ال ِعشْ قِ أنّ ُه ُم ت َفنى ُع ُيونُ ُه ُم َد ْمعاً َوأنْف ُُس ُه ْم مت عن َدكُ ُم لت وكم قد ُّ ك ْم قد قُ ِت ُ قد كا َن شا َه َد َدفني ق ََبل قولهِمِ كل ما يَتَ َم ّنى املَ�� ْر ُء يُ ْد ِركُ ُه َما ُّ
100
بيت الشعر
كــأس َوال َســ َك ُن َوال نَدي ٌم َوال ٌ َيس ي ْبلُ ُغ ُه من ن ِ َفس ِه ال ّز َم ُن َما ل َ ما دا َم يَ ْص َح ُب في ِه ُرو َح َك ال َبد ُن َوال يَ�� ُر ّد َعل ََيك الفَائِ َت ال َح َز ُن َه َووا َو َما َع َرفُوا ال ّدنْ َيا َوما ِ فطنوا يف إثْ�� ِر ك ُّل قَبي ٍح َوج ُه ُه َح َس ُن ث ّم انتَفَضْ ُت فز َال ال َق ُرب َوال َك َف ُن قبل َمن َدفَنوا َجام َع ٌة ث ّم مات ُوا َ الس ُف ُن ياح َمبا ال ت َشتَهي ّ تجرِي ال ّر ُ
العدد ( - )7كانون األول/ديسمبر2012/