Bayt alshier 6

Page 64

‫مختارات‬

‫اللقاء‬ ‫املطر الذي مكث أياما طويلة‬ ‫فوق املدينة‬ ‫هطل أخرياً‬ ‫وكنت ستأتني إىل بيتي بعد سنني‪...‬‬ ‫عيناي‬ ‫مل تعودا متيزان لون شعرك‬ ‫وال الحنان‪ ،‬والحزن‪ ،‬والغضب‬ ‫وال األشياء التي أعددتها يف الخزانة‬ ‫وال الشموع فوق الطاولة‪...‬‬ ‫أنا وأنت نسينا الزمن‬ ‫مرات عدة‬ ‫يف املقاهي والشوارع‬ ‫إذ ذاك‬ ‫كان الزمان ينتقم منا‪.‬‬ ‫طرقت الباب‬ ‫ِ‬ ‫فتحته‪،‬‬ ‫ألقيت التحية‬ ‫ِ‬ ‫ومن دومنا صوت‪،‬‬ ‫حضنتني‬ ‫غري أين‬ ‫ملحت ظلك‬ ‫ويديه يف جيبه‬ ‫دخلنا الغرفة‬ ‫وأشعلنا الشموع‬ ‫لكن ال يشء اشتعل‬ ‫الضوء‬ ‫كان يخفي الظالم‪...‬‬ ‫ثم جلست فوق الكنبة‬ ‫غطست يف الكنبة‬ ‫ارتعشت يف الكنبة‬ ‫تصببت عرقا يف الكنبة‬ ‫ِ‬

‫‪64‬‬

‫بيت الشعر‬

‫العدد (‪ - )6‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪2012/‬‬

‫ُ‬ ‫وكتبت عىل هامش املفكرة خلسة‪:‬‬ ‫الحوت الذي يتخبط يف الساحل‬ ‫مل يأت لزيارة أحد‪.‬‬ ‫دون عنوان‬ ‫عندما تهب الريح‬ ‫ينهض الرتاب الجالس يف الكريس‬ ‫يدور يف الغرفة‬ ‫يستلقي إىل جانب املرأة‬ ‫ويفكر‬ ‫يف األيام التي كانت له شفاه‪.‬‬ ‫الجرح‬ ‫تهرب من اليقظة إىل النوم‬ ‫ترى‬ ‫أثر السوار يؤملك يف يقظتك‬ ‫ويؤملك يف جبهتك أثر الشفاه الخاوية‬ ‫يؤملك مكانك يف الحياة‬ ‫فهو جرح‪...‬‬ ‫وعليك أن تحك الجرح‬ ‫تكشط جلده‬ ‫عليك أن تنزع الجلد‬ ‫وتلقيه عىل الكنبة‬ ‫ليصبح بيتك جميال‪.‬‬ ‫فالش باك‬ ‫ال وقت لدينا‬ ‫تعايل نحضن بعضنا‬ ‫وغداً‬ ‫إما أقتلك‬ ‫وإما تغسلني أنت املدية يف املاء‪.‬‬ ‫بضعة سطور‪،‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.