حوار
الذين يبدأون أمرا .وال ميكننا أن ننسب اىل رواد الشعر اللبنانيني صفة أو ميزة أخرى غري أنهم كانوا البادئني يف املرشوع الشعري او الذين بادروا إليه ،فهم ليسوا عاملقة وليسوا شعراء كبارا بالرضورة ملجرد أنهم رواد .وهناك فروقات بني شعراء الرواد أنفسهم يف الشعر الذي كتبوه ويف املكان الذي بدأ منه كل منهم والطريق التي إتبعها. ال يشء يجمع بني هؤالء الرواد ،فحني نقرأ شعراء التفعيلة من بني الرواد ال نجد تقاطعات مشرتكة كالتي تكون عادة بني أبناء الجيل الواحد ،وذلك ألن كل منهم بدأ من محل مختلف. حسنا ،لكن من تعترب أن كونهم رواد ملجرد «مبادرتهم اىل األمر» ما زال عدد كبري منهم سواء من بني األحياء او األموات مكرسا حتى اليوم ،منهم –عىل سبيل املثال ال الحرص -أدونيس وأنيس الحاج ومحمد املاغوط وشوقي أيب شقرا بدر شاكر السياب ...إلخ ■ هذا صحيح ،لكن هناك شعراء من الرواد مل يتم تكريسهم وال ميكن تذ ّكر أسامءهم ،اذا ال بد ان للشعراء الذين ك ّرسوا وما زالوا حتى اليوم أسباب أخرى لتكريسهم غري ريادتهم ،أسباب تتعلق بكل واحد منهم عىل حدا. جيل ،مثة وجهة لكل جيل. لذا ال يسعني أن أتحدث عن الرواد جملة او أن أضعهم أجيال، اىل اء ر الشع تقسيم عىل هل هذا يعني أنك موافق يف خانة واحدة ،فلكل واحد منهم نتاجه وأثره ،لذا كام هو الحال يف تقسيم الشعراء اللبنانيني مثال اىل جيل ميكنني ان أتكلم عنهم واحدا واحدا لو أردت تفصيل الرواد وجيل ما بعد الرواد وجيل الحرب وجيل ما بعد نتاجهم .فأنا ال أجد بني أنيس الحاج وأدونيس ومحمد الحرب...؟ املاغوط ما مي ّكنني من أن أضعهم يف خانة واحدة. ■ ليس بهذه الطريقة .ال أوافق عىل تقسيم الشعراء هؤالء غدوا روادا يف عمر مبكر .أفراد هذا الجيل ،كان عىل اىل خ ّالقني ومخلوقني او اىل رواد وتابعني ،ال أوافق لهم الحق يف اإلكبار ،وذلك يعود بوضوح إىل إنهم كانوا تقسيم الشعراء عىل هذا النحو .لكن باملعنى الزمني ،نعم مؤسيس قصيدة جديدة ،مؤسيس مرحلة ،بحيث غدت فلست انا وحدي من يقول ذلك فجاكوبسون مثال يقول :مكانتهم التاريخية منذ اللحظة األوىل يف حكم املؤكد. «كل جيل جديد يبدأ تناوله للشعر من املطرح نفسه». ولكن مع الزمن مل تعد الريادة كافية وحدها. وهذا املطرح يؤدي اىل إيجاد مناخ واحد لدى الجيل هذا الجيل اختلطت فيه الريادة مع االنجاز مع البيان الواحد ،بحيث اذا ما قرأنا قصائد لشاعر ما ميكننا ان الشعري مع املوقع التاريخي ،يف حني مل يكن االنجاز نتع ّرف بشكل تقريبي عىل الزمن الذي كتب فيه قصيدته الشعري نفسه إ ّال واحدا من عنارص اإلسم الذي بات لهم. أو الجيل الذي ينتمي إليه ،ألننا نجد فيه بصامت هذا ما صنعته األجيال الثانية ليس قليال وصغريا ،كام هو الجيل. سائد .األرجح أن مع شعراء الجيل السبعيني ورمبا لبنانيا عبارة «جيل الرواد» ال تعني يل سوى تصنيف الستيني ،تغري مفهوم الشعر .كان تحوال يف عمق العملية زمني .كلمة «رواد» هي كلمة تاريخية ،فالرواد لغويا هم الشعرية ،بدون مقابل نظري .جيل الرواد قدم عمله 58
بيت الشعر
العدد ( - )6تشرين الثاني/نوفمبر2012/