Bayt alshier 6

Page 51

‫الشعر والنقد‬

‫االهتمام يقتصر على الرواية‪،‬‬ ‫ألنه غال ًبا ما تكتبها امرأة‪،‬‬ ‫فتحظى باالهتمام‪ ،‬أما الشعر‬ ‫فيكتبه رجل ويتم تجاهله‬

‫ويلفت «البحراوي» إىل أن النقد بصفة عامة‪ ،‬مل يتأسس‬ ‫بقدر كاف يف الحياة الثقافية الحديثة‪ ،‬بسبب عدم إتاحة‬ ‫مساحات حقيقية للنرش‪ ،‬باإلضافة إىل الخلط الدائم بني‬ ‫الناقد والصحفي املتخصص يف الكتابة األدبية‪ ،‬موضحاً أن‬ ‫نقد الشعر يحتاج بطبيعته إىل التخصص والدراسة التي‬ ‫ال يقدر عليها أحد‪ ،‬ومل يأخذ النقد يف املنطقة العربية‬ ‫باالهتامم‪ ،‬أما الشعر فيكتبه رجل‪ ،‬فيتم تجاهله»!‬ ‫بالتجارب النقدية الغربية ومدارسها املتطورة التي تركت‬ ‫ويرى عبد املطلب أن السينام والتلفزيون ساعدا يف‬ ‫أث ًرا كب ًريا يف حقل النقد عىل مستوى العامل كله‪.‬‬ ‫سطوع نجم الرواية عىل حساب الشعر‪ ،‬بتح ُّول العديد‬ ‫من النصوص الرسدية إىل مسلسالت أو أفالم‪ ،‬وأن «املتابع ويتفق البحراوي مع عبد املطلب يف أن هناك إنتاجاً نقدياً‬ ‫مكثفاً‪ ،‬ولكن ال يجد من يهتم به‪ ،‬مشريا ً إىل أن معظم‬ ‫للحركة الثقافية سيجد أن الشهرة هي التي تجري وراء‬ ‫كُتَّاب الرواية مثل عالء األسواين ومكاوي سعيد وغريهام‪ ،‬نقاد الشعر أكادمييون‪ ،‬ال تهتم بهم الصحف‪ ،‬وال تصدر‬ ‫دراساتهم يف كتب‪ ،‬وإذا صدرت ال يهتم بها أحد‪ ،‬حيث‬ ‫أما الشعراء فال أحد يعرف عنهم شيئًا‪ ،‬فمرص أهملت‬ ‫االهتامم األكرب اآلن بالدوريات والصحف‪ ،‬وليس بالكتاب‪.‬‬ ‫الشعر واللغة ليصبحا يف جانب مظلم»‪ ،‬ويستشهد عبد‬ ‫أي أنه‪ -‬باعرتاف النقاد أنفسهم‪ -‬فإن النقد تأخر عن‬ ‫املطلب مبقولة جابر عصفور‪« :‬إننا نعيش زمن الرواية»‪.‬‬ ‫مواكبة الحركة الشعرية‪ ،‬حتى أصبح مثل جواد يعجز عن‬ ‫وعىل الرغم من كل ما ذكره عبد املطلب‪ ،‬فإنه يرى أن‬ ‫جر العربة‪ ،‬التي باتت ال تعبأ به‪ ،‬وتنطلق عىل غري هدى‪،‬‬ ‫الصورة ليست قامتة متا ًما‪ ،‬وأن نقد الشعر ليس قليالً‪،‬‬ ‫وهو ما يلحظه أيضاً الشاعران رفعت سالَّم‪ ،‬وعبداملنعم‬ ‫بالعكس يرى أنه رمبا يكون أكرث من الرسد والرواية‪،‬‬ ‫رمضان‪ ،‬حيث يؤكدان أن الحركة النقدية اآلن‪ ،‬عاجزة عن‬ ‫ولكن املشكلة تكمن يف عدم وصول هذه الدراسات‪،‬‬ ‫مواكبة الحركة الشعرية‪،‬‬ ‫ويوضح قائال‪« :‬تصلني نحو خمس دراسات نقدية يف‬ ‫ومتأخرة عنها‪ ،‬وإن اختلفت‬ ‫الشعر شهرياً‪ ،‬فضالً عن أنني شخص ًّيا يصدر يل كتاب يف‬ ‫نقد الشعر كل ستة أشهر‪ ،‬وهناك إنتاج شعري غزير بعد أسباب كل منهام‪ .‬حيث‬ ‫معظم نقاد الشعر‬ ‫ثورة ‪ 25‬يناير يف مرص‪ ،‬وأنا اآلن أعكف عىل قراءة الديوان يرى الشاعر رفعت سالم‪،‬‬ ‫أكاديميون‪ ،‬ال تهتم‬ ‫أن سبب انفصال االشتباك‬ ‫األخري للشاعر حسن طلب»‪.‬‬ ‫بهم الصحف‪ ،‬وإذا‬ ‫‪ ...................................................................................‬النقدي عن الحركة‬ ‫الشعرية‪ ،‬يكمن يف أن النقاد‬ ‫صدرت دراساتهم ال‬ ‫متابعي الحركة الشعرية‬ ‫سيد البحراوي‬ ‫يهتم بها أحد‬ ‫تأخروا عنها‪ ،‬وتحولوا إىل‬ ‫الناقد سيد البحراوي‪ ،‬يرى أن تراجع دور النقد يف الفرتة‬ ‫نقاد تقليديني ال يستطيعون‬ ‫الحالية يعود إىل ما أسام ُه «االنفجار الشعري» الذي‬ ‫مواكبة التجديد الذي قدمه‬ ‫حدث بعد ثورة ‪ 25‬يناير‪ ،‬ويقول‪« :‬أصبحت وسائل‬ ‫الشعراء الجدد‪ ،‬فيام يتبنى الشاعر عبداملنعم رمضان‬ ‫عرض الشعر كثرية‪ ،‬ففض ًال عن امليادين‪ ،‬هناك اإلنرتنت‪،‬‬ ‫نفس الرؤية مبنظور مختلف‪ ،‬وهو أن االضمحالل العلمي‪،‬‬ ‫حيث صفحات املواقع والتدوينات‪ ،‬وصفحات التواصل‬ ‫الذي حدث يف فرتة نصف القرن املاضية‪ ،‬جعل النقاد‬ ‫االجتامعي‪ ،‬بينام ال الوقت وال الوسائل متاحة أمام النقد‬ ‫عال ًة عىل الغرب‪ ،‬ال يستطيعون استظهار كل النظريات‬ ‫ملتابعة هذا االنفجار‪ ،‬فالنفوس مشغولة بالثورة وإبداعها‪،‬‬ ‫النقدية‪ ،‬ويكتفون بآخرها فقط‪ ،‬فأصبحت أدواتهم قدمية‪،‬‬ ‫وليس هناك وقت للنقد‪ ،‬كام أن وسائل النرش غري مهتمة‬ ‫عىل الرغم من كونهم ينظّرون بلسان نقدي حديث‪.‬‬ ‫بهذا األمر اآلن»‪.‬‬ ‫‪issue (6)- November - 2012‬‬

‫‪51‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.