الشعر والنقد
االهتمام يقتصر على الرواية، ألنه غال ًبا ما تكتبها امرأة، فتحظى باالهتمام ،أما الشعر فيكتبه رجل ويتم تجاهله
ويلفت «البحراوي» إىل أن النقد بصفة عامة ،مل يتأسس بقدر كاف يف الحياة الثقافية الحديثة ،بسبب عدم إتاحة مساحات حقيقية للنرش ،باإلضافة إىل الخلط الدائم بني الناقد والصحفي املتخصص يف الكتابة األدبية ،موضحاً أن نقد الشعر يحتاج بطبيعته إىل التخصص والدراسة التي ال يقدر عليها أحد ،ومل يأخذ النقد يف املنطقة العربية باالهتامم ،أما الشعر فيكتبه رجل ،فيتم تجاهله»! بالتجارب النقدية الغربية ومدارسها املتطورة التي تركت ويرى عبد املطلب أن السينام والتلفزيون ساعدا يف أث ًرا كب ًريا يف حقل النقد عىل مستوى العامل كله. سطوع نجم الرواية عىل حساب الشعر ،بتح ُّول العديد من النصوص الرسدية إىل مسلسالت أو أفالم ،وأن «املتابع ويتفق البحراوي مع عبد املطلب يف أن هناك إنتاجاً نقدياً مكثفاً ،ولكن ال يجد من يهتم به ،مشريا ً إىل أن معظم للحركة الثقافية سيجد أن الشهرة هي التي تجري وراء كُتَّاب الرواية مثل عالء األسواين ومكاوي سعيد وغريهام ،نقاد الشعر أكادمييون ،ال تهتم بهم الصحف ،وال تصدر دراساتهم يف كتب ،وإذا صدرت ال يهتم بها أحد ،حيث أما الشعراء فال أحد يعرف عنهم شيئًا ،فمرص أهملت االهتامم األكرب اآلن بالدوريات والصحف ،وليس بالكتاب. الشعر واللغة ليصبحا يف جانب مظلم» ،ويستشهد عبد أي أنه -باعرتاف النقاد أنفسهم -فإن النقد تأخر عن املطلب مبقولة جابر عصفور« :إننا نعيش زمن الرواية». مواكبة الحركة الشعرية ،حتى أصبح مثل جواد يعجز عن وعىل الرغم من كل ما ذكره عبد املطلب ،فإنه يرى أن جر العربة ،التي باتت ال تعبأ به ،وتنطلق عىل غري هدى، الصورة ليست قامتة متا ًما ،وأن نقد الشعر ليس قليالً، وهو ما يلحظه أيضاً الشاعران رفعت سالَّم ،وعبداملنعم بالعكس يرى أنه رمبا يكون أكرث من الرسد والرواية، رمضان ،حيث يؤكدان أن الحركة النقدية اآلن ،عاجزة عن ولكن املشكلة تكمن يف عدم وصول هذه الدراسات، مواكبة الحركة الشعرية، ويوضح قائال« :تصلني نحو خمس دراسات نقدية يف ومتأخرة عنها ،وإن اختلفت الشعر شهرياً ،فضالً عن أنني شخص ًّيا يصدر يل كتاب يف نقد الشعر كل ستة أشهر ،وهناك إنتاج شعري غزير بعد أسباب كل منهام .حيث معظم نقاد الشعر ثورة 25يناير يف مرص ،وأنا اآلن أعكف عىل قراءة الديوان يرى الشاعر رفعت سالم، أكاديميون ،ال تهتم أن سبب انفصال االشتباك األخري للشاعر حسن طلب». بهم الصحف ،وإذا ...................................................................................النقدي عن الحركة الشعرية ،يكمن يف أن النقاد صدرت دراساتهم ال متابعي الحركة الشعرية سيد البحراوي يهتم بها أحد تأخروا عنها ،وتحولوا إىل الناقد سيد البحراوي ،يرى أن تراجع دور النقد يف الفرتة نقاد تقليديني ال يستطيعون الحالية يعود إىل ما أسام ُه «االنفجار الشعري» الذي مواكبة التجديد الذي قدمه حدث بعد ثورة 25يناير ،ويقول« :أصبحت وسائل الشعراء الجدد ،فيام يتبنى الشاعر عبداملنعم رمضان عرض الشعر كثرية ،ففض ًال عن امليادين ،هناك اإلنرتنت، نفس الرؤية مبنظور مختلف ،وهو أن االضمحالل العلمي، حيث صفحات املواقع والتدوينات ،وصفحات التواصل الذي حدث يف فرتة نصف القرن املاضية ،جعل النقاد االجتامعي ،بينام ال الوقت وال الوسائل متاحة أمام النقد عال ًة عىل الغرب ،ال يستطيعون استظهار كل النظريات ملتابعة هذا االنفجار ،فالنفوس مشغولة بالثورة وإبداعها، النقدية ،ويكتفون بآخرها فقط ،فأصبحت أدواتهم قدمية، وليس هناك وقت للنقد ،كام أن وسائل النرش غري مهتمة عىل الرغم من كونهم ينظّرون بلسان نقدي حديث. بهذا األمر اآلن». issue (6)- November - 2012
51