Bayt alshier 6

Page 17

‫ـــــالتُها الغاضبة‬

‫وما الكتابة عن هذه الجائزة هنا في‬ ‫«بيت الشعر» سوى دعوة للتورّط‬ ‫في مسابقة عربية شبيهة تأخذ‬ ‫بعين االعتبار التطور الذي طرأ على‬ ‫القصيدة والشعر العربيين‬

‫تحمل اسم «أنطولوجيا»‪.‬‬ ‫وبحسب املوقع االلكرتوين للجائزة فهي فرصة ألي‬ ‫رسع يف تشكيل سرية كتابية له‪ ،‬ومنذ‬ ‫شاعر ناشئ إذ ت ّ‬ ‫نشأتها قبل خمسة عرش عاما استهلت الجائزة السرية‬ ‫الذاتية للبعض من الشعراء الذين ينتمون لألصوات‬ ‫االنجليزية وغري االنجليزية املثرية لالهتامم مثل الشاعرة‬ ‫هيلني مورت التي هي اآلن عىل وشك إصدار مجموعتها‬ ‫الشعرية الثانية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫لدورة هذا العام‪ ،‬التي أعلن عن نتائجها يف الرابع من‬ ‫الشهر املايض‪ ،‬شارك سبعة آالف ووثالمثئة شاعر ناشئ‬ ‫من بريطانيا وجميع أنحاء العامل‪ .‬ويف حقلها تعترب جائزة‬ ‫فويل للشعراء الش ّبان املسابقة الشعرية األضخم واألكرث‬ ‫أهمية أيضا بحسب ما هو مشهود لها عىل نطاق واسع‪.‬‬ ‫وحقيقة األمر فإن ما يثري الغرية بحق‪ ،‬ليس وجود هذه‬ ‫الجائزة بحد ذاته‪ ،‬بل هي النتائج التي تتمخّض عنها‪ ،‬إذ‬ ‫يجد القارئ نفسه أمام سيل من الشعر الطفويل املفاجئ‬ ‫إىل درجة اإلدهاش‪ ،‬والربيء إىل ح ّد السذاجة أحيانا‪.‬‬ ‫وما الكتابة عن هذه الجائزة هنا يف «بيت الشعر» سوى‬ ‫دعوة للتو ّرط يف مسابقة عربية شبيهة تأخذ بعني االعتبار‬ ‫التطور الذي طرأ عىل القصيدة والشعر العربيني‪.‬‬ ‫ومن بني هذه النتائج اخرتنا قصيدتني‪ ،‬ال ب ّد وأن الرتجمة‬ ‫قد أفقدتهام بعضا من روحهام الربيئة ‪...‬‬

‫النار تعرف‬

‫جييس رودريجرز ‪ 13‬سنة ‪ -‬الواليات املتحدة‬

‫تعرف النار أرسار الحطب‬ ‫عندما ِّ‬ ‫يدخر تأمالتها الغاضبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫النار تعرف كيف تدف ُء‬ ‫األيدي الباردة‪ ،‬واألقدام الباردة‪ ،‬والوجوه الباردة‪.‬‬

‫تعرف كيف ُت َر ِّق ُص و ُت َر ِّن ُح‬ ‫َ‬ ‫أصوات الليل‪.‬‬ ‫تعرف النا ُر كيف ُت َغ ُّص وتطقطقُ ُمحدث ًة جلبةً‬ ‫تحديدا‪ ،‬عندما َ‬ ‫أنت ال تريدها‬ ‫أخريا‪ ،‬وليس آخرا‪ ،‬تعرف النا ُر كيف متوت‪ ،‬وكيف تزدهر‬ ‫وكيف تلتهب؛ وتعشق‪ ،‬وكيف تكون جمر ًة تغم ُز‬ ‫ثم باردة ومتحجرة ومسو َّد ًة وصامتة‪.‬‬

‫اإلطار‬

‫سونيا مور‪ 16 ،‬سنة ‪ -‬انجلرتا‬

‫صورة‪ ،‬ما تزال فوق النافذة البيضاء‬ ‫تجمع جديلتي الصبية إىل ابتسامتها‬ ‫القوية وال َي ِقظة‪ ،‬يف اإلطار املعدين‪.‬‬ ‫نوم أختها‬ ‫إنها تنظر إىل األسفل؛ إىل شكلِ ِ‬ ‫الذي ّ‬ ‫ظل صيفا وشتاء عىل حاله يف الفصول كلها‪.‬‬ ‫أسمع ضحكتَها‪،‬‬ ‫املرصع بالنجوم‪ُ ،‬‬ ‫ورغم الزجاج ّ‬ ‫رقيق ًة وهادئ ًة‪ ،‬كالتي يل؛‬ ‫إنها تركب الريح‪ ،‬وتناديني باسمي‪.‬‬ ‫ّس‪ ،‬فوق النافذة‪،‬‬ ‫أبق ْي ُت هذا‬ ‫َ‬ ‫الرضيح املقد َ‬ ‫ما زال عبارة رسمدية‪،‬‬ ‫بظهرها الذي إىل الغرب‪ ،‬ولهبها الذي يحترض‪.‬‬ ‫يجد القارئ نفسه أمام سيل من الشعر الطفويل املفاجئ‬ ‫إىل درجة اإلدهاش‪ ،‬والربيء إىل ح ّد السذاجة أحيانا‪ ،‬لكن‬ ‫الخلو من الصنعة إال ما ندر‬ ‫بيت الشعر‬

‫‪issue (6)- November - 2012‬‬

‫‪17‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.