ـــــالتُها الغاضبة
وما الكتابة عن هذه الجائزة هنا في «بيت الشعر» سوى دعوة للتورّط في مسابقة عربية شبيهة تأخذ بعين االعتبار التطور الذي طرأ على القصيدة والشعر العربيين
تحمل اسم «أنطولوجيا». وبحسب املوقع االلكرتوين للجائزة فهي فرصة ألي رسع يف تشكيل سرية كتابية له ،ومنذ شاعر ناشئ إذ ت ّ نشأتها قبل خمسة عرش عاما استهلت الجائزة السرية الذاتية للبعض من الشعراء الذين ينتمون لألصوات االنجليزية وغري االنجليزية املثرية لالهتامم مثل الشاعرة هيلني مورت التي هي اآلن عىل وشك إصدار مجموعتها الشعرية الثانية. ُ لدورة هذا العام ،التي أعلن عن نتائجها يف الرابع من الشهر املايض ،شارك سبعة آالف ووثالمثئة شاعر ناشئ من بريطانيا وجميع أنحاء العامل .ويف حقلها تعترب جائزة فويل للشعراء الش ّبان املسابقة الشعرية األضخم واألكرث أهمية أيضا بحسب ما هو مشهود لها عىل نطاق واسع. وحقيقة األمر فإن ما يثري الغرية بحق ،ليس وجود هذه الجائزة بحد ذاته ،بل هي النتائج التي تتمخّض عنها ،إذ يجد القارئ نفسه أمام سيل من الشعر الطفويل املفاجئ إىل درجة اإلدهاش ،والربيء إىل ح ّد السذاجة أحيانا. وما الكتابة عن هذه الجائزة هنا يف «بيت الشعر» سوى دعوة للتو ّرط يف مسابقة عربية شبيهة تأخذ بعني االعتبار التطور الذي طرأ عىل القصيدة والشعر العربيني. ومن بني هذه النتائج اخرتنا قصيدتني ،ال ب ّد وأن الرتجمة قد أفقدتهام بعضا من روحهام الربيئة ...
النار تعرف
جييس رودريجرز 13سنة -الواليات املتحدة
تعرف النار أرسار الحطب عندما ِّ يدخر تأمالتها الغاضبة. ّ النار تعرف كيف تدف ُء األيدي الباردة ،واألقدام الباردة ،والوجوه الباردة.
تعرف كيف ُت َر ِّق ُص و ُت َر ِّن ُح َ أصوات الليل. تعرف النا ُر كيف ُت َغ ُّص وتطقطقُ ُمحدث ًة جلبةً تحديدا ،عندما َ أنت ال تريدها أخريا ،وليس آخرا ،تعرف النا ُر كيف متوت ،وكيف تزدهر وكيف تلتهب؛ وتعشق ،وكيف تكون جمر ًة تغم ُز ثم باردة ومتحجرة ومسو َّد ًة وصامتة.
اإلطار
سونيا مور 16 ،سنة -انجلرتا
صورة ،ما تزال فوق النافذة البيضاء تجمع جديلتي الصبية إىل ابتسامتها القوية وال َي ِقظة ،يف اإلطار املعدين. نوم أختها إنها تنظر إىل األسفل؛ إىل شكلِ ِ الذي ّ ظل صيفا وشتاء عىل حاله يف الفصول كلها. أسمع ضحكتَها، املرصع بالنجومُ ، ورغم الزجاج ّ رقيق ًة وهادئ ًة ،كالتي يل؛ إنها تركب الريح ،وتناديني باسمي. ّس ،فوق النافذة، أبق ْي ُت هذا َ الرضيح املقد َ ما زال عبارة رسمدية، بظهرها الذي إىل الغرب ،ولهبها الذي يحترض. يجد القارئ نفسه أمام سيل من الشعر الطفويل املفاجئ إىل درجة اإلدهاش ،والربيء إىل ح ّد السذاجة أحيانا ،لكن الخلو من الصنعة إال ما ندر بيت الشعر
issue (6)- November - 2012
17