ديوان العرب
امرؤ القيس َم ْعنى أضاء ْ خ َّو َ األثر ،فيما َ ء ِة ل ِل ِ لقرا َ سلك ًا يَقو ُد أن تَتّ ِخذ ُه َم ْ ْ ص القديم إلى َ ج ْعل النَّ ِّ ح َّد ُ ن خارج يَت َ َ ث لغة ِم ْ ز َ َم ِنه
األص َل ِم ْن ْرج ْ بال ُع ُف ِّو ذاتِ ِه يَبْقى ْ األصل .لك َّن ُه بقا ٌء يُخ ُ َوضْ ِع ِه األ َّول ويَ ْج َع ُل ُصو َرتَ ُه تَتَل َّو ُن ب َز َمن التَّذكّر و َز َمن الصو َر ِة ال ّنسيان ،ومبا يُ ْح ِدثانِ في ِه ِم ْن ف َْصلٍ يُ ْب ِعدُهُ َع ْن ُ انطلقت ُمعلّقة ا ْمرئ األوىل لِ َي ْبقى يف الت َب ُّدل .لذلك ْ القيس ِم ْن أ ْم ٍر ٍّ دال ،يَ ُحثُّ عىل ال ُوقوف ،مبا يَتَطلّ ُب ُه ِ الصام ِت يف األثر .إنَّ ُه أ ْم ٌر ِم ْن تَأ ٍّن وتمَ َ ُّعنٍ ،بغاي ِة َسماَ ِع َّ باالستغراق يف ُحضو ٍر باالن ِتقال ِم ْن َز َمنٍ إىل آخَر ،أ ْم ٌر ْ قائمٍ عىل ال ِغياب. يل ،قرا َء ُة بَ ْيتَ ْي ا ْمرئ يَتَم َّن ُع ،يف ض ْو ِء هذا امل َ ْن َحى التَّأوي ّ السابقينْ يف انْ ِفصا ٍل عن ال َّد ْع َو ِة األوىل؛ َد ْع َو ِة القيس َّ ِ ِ ِ ِ االس ِت ْهالل« :قفا نَبْك من ِذكرى الوقوف امل ُكثفة يف أ ْمر ْ ِ ِ ٍ اج إىل قرا َءة َحديثة ٍ حبيب َو َم ْنزل» .إنَّها َد ْع َو ٌة ت َ ْحتَ ُ ودي يف األ ْمر بال ُوقوفِ ، ِ ت ِ بخ ِ الف ج و ال د ع ب ال ن ع ف ُ َكش َ ُ ْ ُ ُ ِّ ما َه ْي َم َن عىل إضا َء ِة الق َدما ِء له .ذلك أ َّن ال َب ْي َت األ َّو َل فتوح عىل تأويلٍ ال نِها ّيئ. ِم ْن ُم َعلّق ِة ا ْمرئ القيس َم ٌ لق ْد ت َ َو َّج َه شرَ ْ ُح الق َد َماء لأل ْمر امل ُتص ِّدر لل ُمعلَّقة إىل ْاس ِت ْجال ِء ُم َس ِّو ِغ األلِ ِف يف « ِقفا» .وأ ْو َر ُدوا بشَ أنِ ِه ثالثة أقوال .األ ّول؛ أ ْن يَكو َن الشا ِع ُر خاط ََب اثنينْ .الثاين؛ أن خاطب َر ِفيقاً واحدا ً َوث َّنى .الثالث؛ أ ْن «يَكو َن أ َرا َد يكو َن َ ِق َف َن بال ّنون ،فأبْ َد َل األلِ َف ِم َن ال ّنون ،وأ ْج َرى ال َو ْص َل عىل ال َوقف» .غيرْ َ أ َّن هذا التَّ َو ُّج َه يف الشرَّ ْ ح َح َج َب ذخائِ َر ال َّد ْع َو ِة يف ت َْص ِدير ن ٍَّص ت َِأسيسيِ ٍّ ،وأ ْخفَى بُ ْع َد َها
ال ُو ُجو ِد َّي ،وأ َّج َل اإلنْصاتَ أل ْمر ال ُو ِ قوف يف َعالق ِت ِه ِ بال َعفا ِء وامل َ ْحو والبقا ِء والتب ُّدل ،أي يف عالقته باألثر. ِ الوقوف ت َ ْنطَوي ال َّد ْع َوةُ ،يف ْاس ِت ْهال ِل ن ٍَّص ت َِأسيسيِ ّ ،إىل ليس بَسيطاً .إنَّ ُه يَ ْحت ِف ُظ بتشَ ُّع ٍب عىل التَّ َن ُّب ِه إىل أ َّن األث َر َ واس ِتغراقاً؛ إنصاتاً ٍّ خاص يَقتَيض إن َْصاتاً خالِصاً ،أي وقفة ْ ِ ِ ِ يُشرْ ُك ما َء ال َج َسد ،ليَ ْعبرُ َ بالبُكاء إىل ما ال يَ ْعفُو يف ال َّر ْسمِ .
بعد وجودي
طابَ ُع التَّشَ ُّعب يف األثر يَ ُعو ُد إىل ثالث ِة َع َناصرِ َ عىل ّ والسكن األقل .أ ّولها أنَّ ُه ُم َؤ َّس ٌس عىل ت َدا ُخلٍ بَينْ َ ال ُح ِّب َّ ( َحبيب و َمنزل) ،مبا يَترَ َت َُّب عن هذا التَّداخُل ِم ْن ِ تَ َح ُّو ٍل يف ف ْهمِ امل َكان و ِمن انْ ِفصا ٍل لِل َمكان ع ْن بُ ْعد ِه وض األثر عىل َز َمنٍ يَتَداخ َُل في ِه ال ُجغرا ّيف .ثانيها؛ نُ ُه ُ كل ت َقابُلٍ بَ ْين ُهام ،أل َّن العالقة التَّذكّ ُر بال ّنسيان ِم ْن خَار ِج ِّ بَينْ َ ال ِف ْعلينْ ُم َع ّق َدةٌ ،بها يَتَ َح َّر ُر ال َّز َم ُن ِم ْن َمفهو ِم ِه العا ّم، أي ِم َن الجانِ ِب امل َ ِق ِ يس فيه .ثالثُ ال َعناصرِ ؛ أ َّن األث َر َعفَا ْ وما َعفا. والسكن َد ْع َو ُة ا ْمرئ القيس إىل ال ُوقوف عىل أثر ال ُح ّب َّ ت ِ جودي لل َّر ْسم ،أي لِماَ يَ ْعفُو دو َن أ ْن َكش ُف ال ُب ْع َد ال ُو َّ يَ ْعفُو .والبُ َّد م َن االن ِتبا ِه إىل اال ْم ِتدا ِد الذي شَ ِه َدت ْ ُه َه ِذ ِه ال َّد ْع َو ُة يف الشِّ ْعر الجا ِهيل َو ِه َي ت َ ْحضرُ ُ ِ بصيغٍ َع َّد َد ِت امل ُخاطَب ( ِقفِ /قفيِ /قفوا ).../يكْ نُ ْد َرك ت َجا ُو َب issue (6)- November - 2012
129