صحيفة الشرق - العدد 329 - نسخة الرياض

Page 14

‫الوحدة والمساواة‬ ‫في الحج‬

‫جعفر‬ ‫الشايب‬

‫مظاهر �لوحدة بن �أبناء �اأمة �اإ�صامية تتجلى و��صحة وب�صكل مبهر‬ ‫م ��ن يتابع �أعم ��ال و�صعائر �ح ��ج بتفا�صيلها ابد �أنه ي�ص ��اب بالذهول‬ ‫و�لعج ��ب‪ .‬كي ��ف اأبناء �أمة و�ح ��دة �أن يجتمعو� من ختل ��ف �أطر�فها اأد�ء ي كل تفا�صي ��ل �أعم ��ال �حج‪ ،‬وتعك� ��س حالة بارزة من �اح ��اد و�لتو�فق‬ ‫و�ج ��ب ديني مر��ص ��م و�حدة وبلبا� ��س موحد وي �آن و�ح ��د‪ ،‬وين�صهرو� بينهم‪ ،‬ي �صفوف مر��صة موؤمنة وملتزمة‪.‬‬ ‫�حال نف�صه ينطبق على مفهوم �م�صاو�ة ي �حج‪ ،‬حيث تذوب فيه كل‬ ‫جميع ًا ثم يعودون بعد ذلك ختلفن متخا�صمن ومتحاربن؟!‬ ‫�ح ��ج يلق ��ن �اإن�صان �م�صلم درو�ص� � ًا كبرة ومهمة ي �مج ��ال �لعبادي �لفروق ��ات �لتي تنتج عن �ختاف �لقومي ��ة �أو �جن�س �أو �للون �أو �للغة �أو‬ ‫و�لروح ��ي‪ ،‬و�أي�ص� � ًا ي ج ��ال �معاملة مع �أبن ��اء جن�صه ب�صكل ع ��ام‪ ،‬ولكن �م�صتوى �اجتماعي‪.‬‬ ‫�م�ص ��او�ة بن �لنا� ��س ي �أجمل �صوره ��ا تر�ها متج�ص ��دة بن ماين‬ ‫قليل ��ن م ��ن يهتمون بذلك‪ ،‬ويخرج ��ون من هذه �لتجربة وه ��م �إى �لله �أكر‬ ‫�لب�صر ي �حج‪� ،‬لذين يجمعهم هذ� �لند�ء �لرباي‪ ،‬وتر�هم �أفو�ج ًا ب�صرية‬ ‫قرب ًا ومع عبيده �أح�صن معاملة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�إن ه ��ذ� �من�صك �ل�صنوي �مقد�س يقرب بن �أبن ��اء �اأمة بع�صهم بع�صا‪ ،‬ملتحمة ا تكاد تفرق بن �أي منهم‪.‬‬ ‫مك ��ن �لق ��ول �إنه ا يوج ��د جمع �إن�ص ��اي �آخر وبه ��ذه �ل�صورة يعمق‬ ‫يوجد ج�صور �لتو��صل‬ ‫ويحقق �لتعارف بينهم كاأفر�د وجماعات‪ ،‬وبالتاي ِ‬ ‫بن ه ��ذه �مجتمعات �اإن�صانية بعي ��د ً� عن توجهات حكوماته ��ا و�صيا�صاتها مفاهي ��م �لوحدة و�م�صاو�ة بكل و�صوح وجاء ويعززها قو ًا وعم ًا ي �أي‬ ‫مكان �آخر على وجه هذه �معمورة‪.‬‬ ‫�لتي قد تتعار�س فيما بينها‪.‬‬

‫في العلم والسلم‬

‫رضا الناس‬ ‫غاية ا ُت ْد َرك‬

‫خالص جلبي‬

‫اأعتبر اأن كل �سيارة هي المظهر الخارجي‬ ‫ل�سخ�سية كل واح��د منا‪ .‬كذلك بيته وكيف رتبه‬ ‫وم��ا هو المهم في بيته هل هي مكتبة اأم مهزلة؟‬ ‫يلحق ب�ه��ذا مظهره وت�اأن�ق��ه‪ .‬يعتبر م��ال��ك ب��ن نبي‬ ‫اأن النظافة هي عامة الح�سارة فا ي�سترط في‬ ‫الماب�س الغاء الفاح�س والتناف�س فيها‪ ،‬بل اأن‬ ‫تكون نظيفة وهو اأم��ر غير مكلف فهذه هي روح‬ ‫الح�سارة‪ .‬فل�سفة كل واحد منا في الحياة تختلف‬ ‫عن الآخرين‪ ،‬هناك اأطباء في المملكة (من خارج‬ ‫المملكة) رواتبهم هائلة ويعي�سون حياة منكرة‪.‬‬ ‫يجب احترام فل�سفة كل اإن�سان في الحياة وتاأمل‬ ‫وجهات النظر المختلفة ولو �ساء ربك لجعل النا�س‬ ‫اأم��ة واح ��دة‪ .‬ح�سب ب��رت��ران��د را��س��ل الفيل�سوف‬ ‫البريطاني يرى اأن اأمر التعليم لو اأوكل اإليه لعر�س‬ ‫على عقول الأطفال اأكثر الم�سائل تناق�سا واختافا‬ ‫فتزداد حدة عقولهم مع الفروقات والمناظرات‪.‬‬ ‫اأع��رف ت��اج��ر ًا كبير ًا ف��ي دم�سق‪ .‬ق��ال ل��ي وال��دي‬ ‫ال��ذي ك��ان يتعامل معه اإن باخرة محملة بال�ساي‬ ‫ت�اأت��ي تحت ا�سمه اإل��ى ��س��وري��ا فيوزعها ف��ي كل‬ ‫القطر‪ .‬كانت ابنته تاأتي اإلى كلية الطب بال�سيارة‬ ‫ون�ح��ن يومها نعتلي ال�ب��ا��س��ات ونع�س باأقدامنا‬ ‫ومن ا�ستطاع تدبير دراج��ة نارية اأو "ب�سكليت"‬ ‫كان من المحظوظين النجباء‪ .‬كنت يوما في محطة‬ ‫بنزين فدخلها رج��ل �سمين على ظهر (طرطيرة)‬ ‫دراج��ة ن��اري��ة قميئة منخف�سة الم�ستوى مهلهلة‬ ‫المنظر �ستائر مبهدلة رفارف مهلهلة‪ .‬كان ال�سائق‬ ‫هو الرجل ال��ذي ك��ان يتعامل معه وال��دي ويقول‬ ‫عنه اإن باخرة كاملة من حمولة ال�ساي تاأتي اإلى‬ ‫�سوريا تحت ا�سمه‪ .‬في ال�سوق المغلق الم�سقوف‬ ‫الموازي ل�سوق الحميدية في دم�سق اأظ��ن ا�سمه‬ ‫�سوق مدحت با�سا لفت نظري محل هذا العماق‬ ‫ال �ت �ج��اري‪ .‬دك��ان��ه غ��رف��ة � �س��وداء �سغيرة معتمة‬ ‫كاأنك تدخل مغارة! لي�س ثمة �سيء في الجدران‬ ‫با�ستثناء علب �سغيرة وقوارير �ساحر‪ .‬في الخلف‬ ‫حاجز زجاجي خلفه طاولة "تعبانة و�سخة" يجل�س‬ ‫عليها التايكون‪ .‬هناك دفاتر فقط‪ .‬هذا المركز هو‬ ‫الذي يقود العماق المالي منه �سحنات ال�ساي اإلى‬ ‫�سوريا‪ .‬اإنهم يفتعلون هذا دفعا لل�سرائب والح�سد‬ ‫وعيون الجوا�سي�س‪ .‬هكذا يروى اأي�سا عن اأغنياء‬ ‫اليهود اأنهم يبدون بمظهر ال�سحادين المت�سولين‬ ‫وه� ��م ي�م�ت�ل�ك��ون اأرق� ��ام� ��ا خ��راف �ي��ة م ��ن الأم � ��وال‬ ‫والعقارات وال�سركات‪ .‬في دم�سق يكرر التجار‬ ‫كلمة "ال�سوق واق��ف وال�ح��ال��ة داقرة" (يلفظون‬ ‫القاف األ�ف��ا)‪ .‬وهكذا فا هم الرحمن على النعمة‬ ‫ي�سكرون ويحاولون الظهور بمظهر الفقراء والله‬ ‫يقول واأم��ا بنعمة ربك فحدث‪ .‬اإنها زواي��ا الروؤيا‪.‬‬ ‫يجب احترام فل�سفة كل �سخ�س وتاأملها وكيف‬ ‫يتعامل يوميا مع هذه المعطيات‪.‬‬ ‫‪kjalabi@alsharq.net.sa‬‬

‫سأصحبكم في صحوة‬

‫شاهر النهاري‬

‫‪gaafar@alsharq.net.sa‬‬

‫اأحد‪ 12‬ذو الحجة ‪1433‬هـ ‪ 28‬أكتوبر ‪2012‬م العدد (‪ )329‬السنة اأولى‬

‫‪14‬‬

‫زوايا‬ ‫الرؤيا‬

‫�ل�ص� �وؤ�ل �ل ��ذي يبقى مطروح� � ًا هو م ��اذ� ا ي�صتفيد �م�صلم ��ون من هذه‬ ‫�لدرو� ��س �ل�صنوية �لعظيمة‪ ،‬فيعودون �إى ديارهم حملن مبادئ �لوحدة‬ ‫وم�صاهمن ي حقيق �م�صاو�ة بينهم؟ ماذ� ين�صغل هوؤاء �م�صلمون باإعان‬ ‫�ح ��روب �مذهبية و�لطائفي ��ة و�لقومية و�اإثنية بينه ��م وهم خريجو ذ�ت‬ ‫�مدر�صة �اإ�صامية �لعظيمة؟‬ ‫�م�صكل ��ة تكم ��ن ي �انف�ص ��ام �لكب ��ر �حا�ص ��ل ي �لعق ��ل �م�صل ��م بن‬ ‫�لعبادة و�معامل ��ة‪ ،‬وبن �ل�صعرة و�ممار�صة‪ .‬فكثر م ��ن �لنا�س يهتم باأد�ء‬ ‫�ل�صعائ ��ر دون �أن يج�صده ��ا �أو يطبقه ��ا ي حياته‪ ،‬ولذ� ا يك ��ون اأد�ء هذه‬ ‫�لعباد�ت �نعكا�س على و�قعه �أو تاأثر ي �صرته‪.‬‬

‫ر�صا �لنا�س غاية ا تدرك‪ ،‬مقول ٌة َح َققها �لو�ق ُع م�صاهدة وتطبيق ًا‪ ،‬فالفر ُد‬ ‫ح ِرك ��ه ي �لتفاع ��ل مع جتمع ��ه مبادئه وقيم ��ه وقناعات ��ه و�آر�وؤه �مح َققة‬ ‫و�ممح�ص ��ة فكر ً� وعلم ًا ي �صوء �لثو�بت �لدين َية و�لوطن َية‪ ،‬وبتاأثر وعيه‬ ‫َ‬ ‫باحدود فيم ��ا بن �م�صلحة �لوطن َي ��ة وم�صاحه �ل�صخ�ص َي ��ة‪ ،‬وما�صها مع‬ ‫أ�صباب ودو�فع‬ ‫م�صالح �اآخرين‪ ،‬و�صيج ُد ختلفن معه ي ذلك ك ِله �أو بع�صه ا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي�صتحق منه �لنظ ُر فيها‪ ،‬ويتط َلب من ��ه حو�ر ً� معهم‪ ،‬ومنها‬ ‫عدي ��دة‪ ،‬منها م ��ا‬ ‫م ��ا ينك�صف �مختلفون معه بدو�فعهم و�أ�صبابهم‪ ،‬فين�صرف عنهم �أو يك�صفهم‬ ‫للمجتمع دون �لدخول ي جادات معهم‪ ،‬وهنا �صينق�صم �ل َنا�س جاه �لفرد‬ ‫م ��ن حي ��ث �لر�صا عليه وعلى تلك �مح� � ِركات لعقله وفك ��ره و�أخاقه وتعامله‬ ‫مطلب حفزه عليه رغبته بالتو�فق معهم اإعادة‬ ‫وت�ص ُرفاته‪ ،‬ور�صا �اآخرين‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نظره ي ذلك �أو للحو�ر فيه تبيانا و�إي�صاحا‪ ،‬ولكن رغبة �لفرد بالتو�فق مع‬ ‫ت�صرها �إلي ��ه رغب ُته بر�صا �خالق �أو ًا‪،‬‬ ‫�لنا� ��س اكت�صاب ر�صاهم ينبغي �أن ِ‬ ‫وبالر�صا عن نف�صه ثاني ًا‪ ،‬و�أ َا يكون ر�صا �لنا�س موؤ ِثر ً� �صلبي ًا عليهما‪.‬‬ ‫بق�صة حكيم �أر�د �لرهن َة‬ ‫�صاأ�صت�ص ��يء ي مقالتي هذه بعنو�نه ��ا �أعاه َ‬ ‫ابن ��ه باأنَ ر�صا �لنا�س غاية ا تدرك‪ ،‬فركب �حمار وحده فا�صتنكر عليه قوم‬ ‫و� َتهم ��وه بالق�صوة‪ ،‬فاأركب �بنه وحده فا�صتنكر �آخرون و� َتهمو� �ابن بعدم‬ ‫�ل ��ر بو�لده‪ ،‬وركب ��ا مع ًا فا�صتنكر عليهم ��ا �آخرون و� َتهموهم ��ا بعدم �لرفق‬ ‫باحي ��و�ن‪ ،‬فاأخليا ظهر �حمار وم�صي ��ا فا�صتنكر �آخرون فعلهما و� َتهموهما‬ ‫باحم ��ق‪� ،‬إذ ً� م ي ��دركا ر�صا ِ‬ ‫كل �لنا�س‪ ،‬فهل م ��ن حالة مكن �أن ح ِقق �لر�صا‬ ‫فلرما ��صتنتجها �لق َر�ء قبل ذلك‪.‬‬ ‫كام ًا؟‪� ،‬أوؤجل طرحها َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫�صيتبن �م�صتقرئ‬ ‫بق�صة �حكيم ف ْلي ُْ�ص َت ْق َر�أ �لو�قعُ‪ ،‬حيث‬ ‫بعد �ا�صت�صاءة َ‬ ‫عدم ر�صا معظم �اأبناء و�لط َاب عن مربِيهم وعن مع ِلميهم �م َت�صفن باحزم‬ ‫و�جد َي ��ة �أثن ��اء �لعمل َي ��ة �لربو َية و�لتعليم َي ��ة‪ ،‬و�أنَ ذلك يتغ � َ�ر �إى �لر�صا‬

‫عبدالرحمن الواصل‬

‫فالتقدي ��ر و�احر�م بع ��د �نخر�طهم بالعمل وب�ص� �وؤون �حياة‪ ،‬فيما ير�صى‬ ‫�أولئك موؤ َقت ًا عن مربيهم ومعلميهم �مت�صاهلن و�إن خ�صرو� �لربية و�لتعليم‬ ‫�آنذ�ك‪ ،‬لي�صخطو� عليهم احق ًا حينما يتب َينون خ�صارتهم �لربو َية و�لتعليم َية‬ ‫بعد �نخر�طهم بالعمل وب�صوؤون �حياة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫�صيتبن �م�صتق ��رئ لو�قعنا �أنَ �م�صوؤولن ع ��ن �خدمات �حكوم َية‬ ‫كما‬ ‫م ��ن ذوي �لنز�هة و�لعد�لة �ملتزمن بااأنظم ��ة �صياقون �صخط كثرين من‬ ‫�ل َنا� ��س من ذوي �م�صالح �ل�صخ�ص َية �متعار�ص ��ة مع ذلك‪ ،‬و�صيحظون بر�صا‬ ‫�آخري ��ن تعنيهم �م�صلحة �لوطن َية �أو ًا‪ ،‬فيما �صر�صى �أولئك �ل�صاخطون عن‬ ‫م�صوؤولن يح ِققون له ��م مطالبهم وم�صاحهم �ل�صخ�ص َي ��ة‪ ،‬و�صياقي �أولئك‬ ‫عدم ر�صا �آخرين يقدِمون �م�صلحة �لوطن َية على �م�صالح �ل�صخ�ص َية ويقفون‬ ‫ي مو�جهة ف�صادهم‪.‬‬ ‫كم ��ا �أنَ متابعي تعليقات �لق َر�ء على مقاات �لر�أي ي �ل�صحف �صرون‬ ‫بع�صها تعك� ��س ر�صا �متو�فقن معها ومع ك َتابها �أف ��كار ً� و�آر�ءً‪ ،‬فيما يعك�س‬ ‫بع� ��س �آخر ع ��دم �لر�صا حيال تل ��ك و�أولئك‪ ،‬فالتعليقات عل ��ى‪ :‬مقالة «زعيق‬ ‫�لثامن ��ة» للدكتور �صعود كاتب‪ ،‬ومقالة «رحي ��ق �لثامنة» لاأ�صتاذ عبد�حميد‬ ‫�لعم ��ري �من�صورتن ي �صحيفة �ل�صرق على �لتو�ي ي عدديها ‪316 ،314‬‬ ‫مث ��ال لذلك‪ :‬فامقال ��ة �اأوى غر ر��صية ع ��ن �لرنامج وعن مق ِدم ��ه �اأ�صتاذ‬ ‫د�وود �ل�صري ��ان‪ ،‬فيم ��ا �لثانية ر��صي ��ة عنهما‪ ،‬وي تعليقات �لق� � َر�ء عليهما‬ ‫�لر�صا وعدمه‪ ،‬كذلك مقالتي ي �لعدد ‪ 301‬من �صحيفة �ل�صرق «قفزة تنمو َية‬ ‫ح�صار َية خدماتنا �ل�صح َية فاأين �لر�صا و�لفخر؟!»‪ ،‬ك�صفت معظم �لتعليقات‬ ‫�ل�صحة يخف ��ي منجز�تها‪،‬‬ ‫عليه ��ا عدم ر�صا يوؤ ِك ��د �أنَ �لنقد �ل�صلب ��ي لوز�رة‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ح�صها‬ ‫�‬ ‫�كار‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫آر�‬ ‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫وبالنظ ��ر م ��ا ين�صر من مق ��اات �ل ��ر�أي‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫�أ�صحابه ��ا‪ ،‬وكيف تاأتي �أحكام ق َر�ءٍ بتعليقات �آن َية‪ ،‬بالر�صا ومردُه مجامات‬

‫َم ْن أ ْف َغ َن الجنوب؟‬ ‫إبراهيم طالع‬

‫قبل �أيام حن �صمعتُ خر ً� طريف ًا يقول‪( :‬تخريج دفعة جديدة من م�صتفيدي وبادها‪� ،‬لعجيب ي �أمره ��م ‪-‬كمنظرين‪� -‬أنهم ركبو� �جمل و�م�صطلحات �لتي‬ ‫وف�صلوها عل ��ى فكرهم‪ ،‬وهذ� جلي ي‬ ‫مركزي حمد بن نايف للمنا�صحة بالريا�س وجدة) جريدة �لريا�س ‪� 14‬أغ�صط�س ��صتخدمه ��ا خ�صمهم مثل كلمة (و�صطية)‪ّ ،‬‬ ‫‪ ،)2012‬ما ��صتنفر عندي حالة خا�صة عجيبة من �ا�صتغر�ب �أو �لطر�فة �حزينة‪ ،‬كل قن ��و�ت �اإع ��ام �لتي متطونه ��ا‪ ،‬فالفكر هو ذ�ته‪ ،‬غ ��ر �أن �لتعبر عنه متغر‬ ‫فهل �صارت �صف ��وف �متخرجن من هذ� �مركز تو�صف بكلمة (�لتخ ّرج)؟ �إذ يعني �م�صطلحات بح�صب ما تقت�صيه عقيدة �ل ّتقية �متو�رثة لدى بع�صهم عر �لتاريخ‪..‬‬ ‫ه ��ذ� �أ�صلوب ِ‬ ‫�منظرين كي يجدو� لهم مطايا �إعامية و�صيا�صية تغ ّ‬ ‫ر بااألفاظ كما‬ ‫ذلكم �أننا نخرّجُ دفعة و�صتاأتي ور�ءها دفعات على غر�ر �لتعليم �جامعي!‬ ‫وتذك ��رت ما حوي و�صوؤ� ًا �حت َلني منذ �صماعي جمل ًة لاأ�صتاذ خالد �مطري نغ ّ‬ ‫ر نحن بقول قائل‪ :‬هذ� حكم كتاب �لله و�صنة ر�صوله حول تف�صره ن�ص ًا له كثر‬ ‫خ ��ال تعليقه ي قناة �لعربية منذ �صن ��و�ت‪ ،‬وم �أزل �أذكره كلما ر�أيت لدينا بقايا من �لتف�صر�ت و�لداات وحول ��ه مذ�هب عدة‪� ،‬أو كغرورنا بذو�تنا عندما ن�صمع‬ ‫و��صحة من �لفكر �لتكفري‪ ،‬وعندها ��صتح�صرت جملة �ل�صديق خالد تعليق ًا على م�صطلح (�أهل �ل�صنة و�جماعة) وكم من �لتوجّ هات تدَعي هذ� �م�صطلح!‬ ‫وبالع ��ودة �إى مُ�صتع ِْم َرتي جملة �أخي خالد‪ ،‬ت�صاءلتُ على فر�س �أن �جنوب‬ ‫حادث �مطلوبن �اأحمر ي نقطة (�حمر�ء) ي حافظة �لدرب ‪ -‬منطقة جاز�ن!‬ ‫متاأفغ ��ن‪ ،‬فم ��ن �أفغنه؟ ثم تذك ��رت كثر ً� من �لتحلي ��ات و�لتعليقات عل ��ى �أحد�ث‬ ‫حيث قال ي بد�ية حديثه‪�( :‬أفغان�صتان ي جنوب �ل�صعودية!)‪.‬‬ ‫وم ��ا حاولتُ تف�صره حت نر �حت ��ال �ل�صوؤ�ل‪� :‬أن جملت ��ه جاءتْ تعبر ً� �ح ��ادي ع�صر من �صبتمر‪ ،‬ومنها تعلي ��ق ظريف اأحد �مح�صوبن على �لبلد مالي ًا‬ ‫عفوي� � ًا �صادق� � ًا عما يدور د�خ ��ل �مجتمع دون �أن يك ��ون له �ص ��دى �إعامي عد� ما و�صيا�صي ًا على كون ن�صبة من �منفذين ينتمون �إى �جنوب‪� ،‬إذ ر�أى ‪-‬كما تذكرون‪-‬‬ ‫ي�صاهده قر�ء �مو�قع �اإلكرونية من ثقافة عامة ترتكز على �أ�صا�س ديني ذي فكر �أن فق ��ر �منطقة �أحد �لعو�مل �لتي جعلتْ قياد�ت �لظام ت�صتطيع �ا�صتحو�ذ على‬ ‫�أح ��ادي م ��ن نوع ندركه جميع ًا ويبح � ُ�ث كلهم ي مظاه ��ره و�أ�صبابها ما ي ذلكم بع�صه ��م‪ ،‬ولع ��ل حليله جاء من خال جال ��ه كاأحد �أثرياء �لعام‪ ،‬نا�صي� � ًا �أن (�بن‬ ‫�لنخ ��ب �لتي �أ�صهم ��ت ي تاأ�صي�صه �إ�صهام ًا جلي� � ًا موثق ًا بااأ�صرط ��ة و�من�صور�ت‪ ،‬ادن) ينتمي �أي�ص ًا �إى �أ�صرة ثرية‪.‬‬ ‫ثم عدتُ بذ�كرتي بحث ًا عن حرري من ��صتعمار �ل�صوؤ�ل �إى تاريخنا �حديث‬ ‫ف�ص � ً�ا ع ��ن �مب ��د�أ �اأ�صا�س �لع ��ام �لذي �ص ��اد فرة م ��ن �لزمن وم ي ��زل يد�فع عن‬ ‫ً‬ ‫ذ�ت ��ه‪ ..‬و�لعجيب ي �أمر ه ��ذه �لنخب �لتي �صكلت هذ� �لفك ��ر �اأحادي �لذي �أنتج مت�صائ ��ا بعد علمي �أن كل مناط ��ق �مملكة �أهل وحبون لوطنه ��م‪ ،‬و�أنهم �م�صدر‬ ‫جاه ��دي �أهليه ��م وقررو� �لبح ��ث عن �ل�صه ��ادة بقتل رجل �أم ��ن يحمي �حرمن �اأ�صا�س للدين �لنقي بكل مذ�هبه و�ت�صاعه �لذي ا يدركه �حفظة بل فقهاء قليلون‬ ‫م ��ا ا �ص ��ك في ��ه �أن �ل�صعر �لعرب ��ي قد غ ��زل ن�صيج م�صاعرن ��ا‪ ،‬وطرز‬ ‫ح ��و�ف وجد�ننا‪ ،‬و�صقل رونق ذكرياتنا‪ ،‬مختل ��ف �أغر��صه‪ ،‬و�أننا جده‬ ‫ي دو�خلن ��ا كلما خلونا باأنف�صنا‪ ،‬فكاأن ��ه �أ�صو�ت �صمائرنا �حية جاذبنا‬ ‫بالرقة و�حما�صة و�لبدي ��ع‪ ،‬وت�صمعنا �حكمة‪ ،‬وت�صحن �صاعاتنا ب�صعادة‬ ‫نحتاجها‪.‬‬ ‫وي ليلة �صاعرية ت�صفحت �أور�ق �أفكاري‪ ،‬و�أنا �أغالب �أرق ًا عانقني‪.‬‬ ‫فاأ�صتمطر �صحاب خياي‪ ،‬و�أ�صمع �ل�صاعر (�أبو �لطيب �متنبي)‪ ،‬ين�صد‪:‬‬ ‫م َوا كا ٌأ�س َوا َ�صكَنُ ‪� .‬أُري ُد مِ نْ َز َمني ذ� �أنْ‬ ‫َِ‬ ‫ب �ل ّت َع ّل ُل ا �أهْ ٌل َوا َو َطنُ ‪َ ،‬وا َند ٌ‬ ‫جري‬ ‫ي�س ي ْبلُ ُغ ُه من َن ِ‬ ‫ُي َب ّل َغني‪َ ،‬ما َل َ‬ ‫ف�صهِ �ل ّز َمنُ ‪َ .‬ما ك ُل ما َي َت َم ّنى �مَ ْر ُء ُيد ِْر ُكهُ‪ِ ،‬‬ ‫�ل�ص ُفنُ ‪.‬‬ ‫�ل ّر ُ‬ ‫ياح َ‬ ‫ما ا َت�ص َتهي ّ‬ ‫فاأ�صرح ي تلك �لفل�صفة‪� ،‬لتي �صبقت زمانها‪ ،‬ثم �أ�صع يدي على قلبي‪،‬‬ ‫وَ�ي َب َ�صطتُ‬ ‫و(�أبو فر��س �حمد�ي) يبوح بكري ��اء وعزة‪� :‬إ َذ� �ل َّل ْي ُل � ْأ�ص ِ‬ ‫َي َد �لهَوَى‪َ ،‬و�أ ْذ َل ْلتُ َد ْمعًا مِ �نْ َخا ِئقِهِ �لْكِ ْرُ‪َ .‬ت َكا ُد ُت ِ�صي ُء �ل َّنا ُر َب ْ َ‬ ‫ن َجوَ�ن ِ​ِحي‪،‬‬ ‫وَ�صلِ َو�موت دُو َن� �هُ‪� ،‬إ َذ� مِ ُّت‬ ‫�إ َذ� هِ � َ�ي �أ ْذ َك ْت َه ��ا َّ‬ ‫�ل�ص َبا َب ُة َو�لْ ِف ْك� � ُر‪ُ .‬م َع ِ ّل َلتِي بالْ ْ‬ ‫َظ ْماآن�ًا َفا َن َز َل �لْ َق ْط ُر‪.‬‬ ‫ويتحفن ��ا (جنون ليل ��ى) برقته‪ :‬يقولون ل ْيلى بالْعِ � � َر ِ�ق َمري�ص ٌة‪َ ،‬ف َما‬ ‫�ر�ق َم َ‬ ‫ري�ص ًة‪ ،‬فاإي ي بحر‬ ‫َل � َ�ك ا َت ْ�ص َنى و�أ ْنتَ َ�صدي � ُ�ق‪ .‬فاإنْ َت ُك َل ْي َلى بالْعِ � ِ‬ ‫ُور ِبقاد ٍِح وفيه لهيب �صاطع وبروق‪.‬‬ ‫�حتوف غريق‪ .‬كاأنَ ُفوؤَ�دِي فِيهِ م ٍ‬ ‫فلم يكد يكمل كلماته حتى ُجن جنون (�أحمد �صوقي)‪ ،‬فرم‪ :‬م � ِأدر ما‬ ‫�لعناق على �لهوى‪ ،‬حتى ترفق �صاعدي فطو�كِ ‪ .‬وتاأوّدت � ُ‬ ‫طيب‬ ‫أعطاف بانِكِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�ن فرعَكِ و�لدجى‪،‬‬ ‫ي ي ��دي‪ ،‬و�حم ّر من خ�صريهما خدّ�كِ ‪ .‬ودخلتُ ي ليل � ِ‬

‫كال�صبح �منوّر فاكِ ‪ّ .‬‬ ‫ولثم ��تُ‬ ‫وتعطلت لغ ��ة‬ ‫عيني ي لغةِ‬ ‫�لكام وخاطبت‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�لهوى عيناكِ ‪.‬‬ ‫وفج� �اأة �صمعنا �صوت (�أب ��و �لعتاهية)‪� ،‬اأج� ��س ي �لز�وية �مظلمة‪:‬‬ ‫عري ��تُ م ��نَ ّ‬ ‫باب وكنتُ غ�ص ًا‪ ،‬ك َما َيع� � َرى منَ �لوَ َر ِق �ل َق�صي � ُ�ب‪ .‬ف َيا َليتَ‬ ‫�ل�ص ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ما َف َع َل �مَ�صي � ُ�ب‪ .‬فاأنظر له نظرة �متعا�س‪،‬‬ ‫ر ُه َ‬ ‫�اب َيعُو ُد َي ْوم� �ا‪ ،‬فاأخ َ‬ ‫�ل�صب � َ‬ ‫فيزيدن ��ا (زهر بن �أبي �صلمى)‪ ،‬كمد ً�‪�َ :‬صئِمتُ َتكالي � َ�ف � َ‬ ‫حياةِ َو َمن يَعِ �س‪،‬‬ ‫ن َحو ًا ا �أَبا َل َك َي�صاأَ ِم‪َ .‬ر�أَيتُ �مَنايا َخ َ‬ ‫َثمان َ‬ ‫مت ُه َو َمن‬ ‫بط عَ�صو� َء َمن ُت ِ�صب‪ِ ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُتخطِ ئ ُي َع َمر ف َيه َر ِم‪.‬‬ ‫ثم تكتمل حلقات �حزن بدخول (�خن�صاء)‪ ،‬لت�صتبيح �صليل دموعنا‪:‬‬ ‫بالعن ع � َ�و� ُر‪� ،‬أ ْم ذ َرفتْ �إ ْذ خلتْ منْ �أهل َه ��ا �لدَ� ُر‪ .‬كاأنّ عيني‬ ‫ق ��ذى بعينكِ �أ ْم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫خنا�س ع َلى‬ ‫تبكي‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫�در�‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫َين‬ ‫د‬ ‫�خ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫ي�ص‬ ‫في�س‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫تْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫لذك ��ر� ُه �إذ� َخ َ َ‬ ‫�صخر َ‬ ‫ْ‬ ‫وحق لهَا‪� ،‬إذ ر�بهَا �لدَه ُر �إنَ �لدَه َر �ص َر� ُر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فتاأخذي عرة تغ�صل عيني‪ ،‬ويتنبه ي (عمرو بن كلثوم)‪ ،‬فيمازحني‪:‬‬ ‫ات ِب َ‬ ‫ي�ص ًا‬ ‫ر َك �ل َيقِي َنا‪ِ .‬باأَ َنا ُن ْو ِر ُد �ل َر� َي ِ‬ ‫�أَ َبا هِ ْندٍ َف َا َتع َْج� � ْل َع َل ْي َنا َو�أَ ْنظِ ْر َنا ُن َخ ِ ْ‬ ‫َو ُن ْ�صدِ ُرهُ ��نَ ُح ْم� � َر ً� َق� � ْد َر ِوي َن ��ا‪�َ .‬أ َا َا َي ْج َه َلنْ �أَ َح� � ٌد َع َل ْي َنا َف َن ْج َه� � َل َف ْو َق َجهْلِ‬ ‫� َ‬ ‫جاهِ لِي َنا‪َ .‬م َتى َن ْن ُق ْل �إِ َى َق ْو ٍم َر َحا َنا َي ُكو ُنو� ِي �ل ِل َقاءِ َلهَا َط ِحي َنا‪.‬‬ ‫ويجاريه (�أمرو �لقي�س)‪ ،‬متفاخر� بح�صانه‪ :‬مِ َك� ٍر مِ َف� ٍر ُم ْق ِب ٍل ُم ْد ِب ٍ�ر َمع �ا‪ً،‬‬ ‫�ل�ص ْي ُل مِ نْ عَلِ ‪َ .‬ك َم ْي ٍت َي ِز ُل �ل َل ْب� ُد عَنْ َحالِ َم ْتنِ�هِ‪َ ،‬ك َما َز َل ِ�ت‬ ‫َك ُج ْل ُم ْو ِد َ�ص ْخ ٍر َح َط ُه َ‬ ‫�ل�ص ْف�وَ� ُء ِبامُ َت َن� َزلِ ‪َ .‬ل ُه �أ ْي َط�ا َظ ْب ٍ�ي َو َ�صا َقا َنعَ�ا َمةٍ‪ ،‬و ِ�إ ْر َخا ُء َ�ص ْر َح ٍان َو َت ْق ِر ْي ُب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وَ�ب �ل َع ِن ْي ِ�ف �مثق�لِ ‪.‬‬ ‫َت ْت ُف�لِ ‪ .‬ي ُِزل �لغ�ا ُم �خِ ف عَنْ َ�صهَ�وَ�تِهِ‪َ ،‬و ُيل ِوي ِباأث ِ‬ ‫ً‬ ‫حظ ��ة وا نلبث �أن يدخل علينا (عن ��رة)‪ ،‬مبت�صما‪ ،‬فكاأنه يريد تبديل‬

‫بينه ��م وب ��ن ك َتابها �مح ِفزي ��ن لهم بالرغم من فه ��م قا�صر‪ ،‬وركاك ��ة �أ�صلوب‪،‬‬ ‫و�أخط ��اء لغو َي ��ة ي معظم تل ��ك �لتعليقات‪ ،‬وبع ��دم �لر�صا‪ ،‬وم ��ردُه مو�قف‬ ‫�صخ�ص َي ��ة بن �أولئك و�أولئك �أكر من كونه تعب ��ر ً� فكر ّي ًا ح ّر ً� ومو�صوع ّي ًا‪،‬‬ ‫لفهم �أو على تنبي ٍه اأخطاء‬ ‫فمعظمه ��ا ردود �أفعال بنيت على ت�صحيح �لك َتاب ٍ‬ ‫ما ينبغي �أخذها بااعتبار لرفع ن�صبة‬ ‫فكر َية و�أ�صلوب َية‪ ،‬فهل تلك �لتعليقات َ‬ ‫�لر�ص ��ا بامجامات؟!‪ ،‬وهل �إهمال �لرد عليها �بتع ��اد ً� عن �جدل �أو �مجاملة‬ ‫يع ��اب على �لكاتب فيو�صف بعدم �هتمامه بتعليق ��ات �لق َر�ء تعالي ًا‪ ،‬وعموم ًا‬ ‫فهوؤاء مع ِلقون ا ي�ص ِكلون ن�صبة تذكر من �لق َر�ء‪ ،‬فكيف يدَعون فوق ذلك �أ َنهم‬ ‫يرتقون بال�صحيفة وبالكاتب؟!‪.‬‬ ‫ق�ص ��ة �حكيم ومن �إ�صار�تي �ل�صابقة يظه ��ر �أنَ �نق�صام �لنا�س بن‬ ‫فمن َ‬ ‫�لر�صا وعدمه جاه �لفرد ي فكره وت�ص ُرفاته �أمر و�رد‪ ،‬بل �إنَ �لر�صا يكون‬ ‫د�ئم ًا �أقل من عدمه‪ ،‬فهل على �لكاتب ُلر�صي �أكر ن�صبة من �لنا�س جاملتهم‬ ‫على ح�صاب �م�صتق ِر لديه ر�أي وفكر وثو�بت دين َية ووطن َية‪� ،‬أو على ح�صاب‬ ‫و�ممح�صة �لتي قد تك ��ون نتائج در��صات‬ ‫مبادئ ��ه وقيم ��ه وقناعاته �مح َقق ��ة‬ ‫َ‬ ‫للمخت�صن‪،‬‬ ‫علم َي ��ة �أو جارب عمل َية‪� ،‬أو �أن يخرج م ��ن ذلك باادِعاء بركهم‬ ‫ِ‬ ‫�أعل ��م �أنَ هن ��اك متلوِ نن ليكت�صب ��و� ر�صا �لنا�س‪ ،‬و�أعل ��م �أنَ ما ير�صي فئة قد‬ ‫ا ير�ص ��ي �أخرى‪ ،‬فهل متلك �متلوِ نون �ألو�ن ًا يكت�صبون بها ر�صا �جميع؟!‪،‬‬ ‫هيه ��ات فا َأول ما �صيخ�صرونه ه ��و عدم �لر�صا عن �أنف�صه ��م و�إن م ي�ص ِرحو�‬ ‫بذل ��ك‪ ،‬وعدم ر�ص ��ا �صريحة كبرة من �لنا� ��س عنهم و�إن م يعلن ��و� ذلك لهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫و�لنفاق � ٌ‬ ‫أخاق من جاوز‬ ‫فامجاماتُ على ح�صاب �ح � ِ�ق و�حقيقة و�لريا ُء‬ ‫ر�صاه عن نف�صه اكت�ص ��اب ر�صا �اآخرين‪ ،‬فليتن َبه �أولئك �إى �أنَ ر�صا �لنا�س‬ ‫غاية ا تدرك‪ ،‬و�أنه �صيظل هناك كاره وحا�صد ومتجاهل وغر فاهم؛ اأ�صباب‬ ‫ق�صة �حكيم‬ ‫قد تكون وجيه� � ًة وقد ا تكون‪ ،‬وهنا تاأتي �حالة �خام�صة ي َ‬ ‫�لت ��ي �صتح ِقق �لر�صا كام � ً�ا لو جُ ِربت‪ ،‬فل ��و �أ َنه و�ب َنه حم ��ا �حما َر لوجد�‬ ‫يتم�ص ��ك مبادئه وقيمه �لر�قية‬ ‫ك َل �لر�ص ��ا من ك َل �حم ��ر‪� ،‬إذ ً� على �لفرد �أن َ‬ ‫وقناعات ��ه �ل�صافية و�أخاقه �لعالي ��ة ي طرحه وحو�ره م ��ع �اآخرين‪ ،‬و�أن‬ ‫ير َفع عن �صفا�صف �اأمور و�مجادات‪ ،‬و�أن ِ‬ ‫يوطن نف�صه على �أنه �صيوجد ي‬ ‫كل مكان وزمان َمن ا تعجبه بع�س �آر�ئه و�أفكاره وت�صرفاته‪ ،‬ولردِد حينها‬ ‫بيت �صعر لاإمام �ل�صافعي يقول‪:‬‬ ‫َو َع � � � � � � � � � ْ ُ�ن �ل� � � � ِر� � َ� ��ص � � ��ا َع� � � � � ��نْ ُك� � � � � � ِ�ل ع � � �ي� � � ٍ�ب َك� � � ِل� � � ْي� � � َل� � � ٌة‬ ‫ٌ َو َل� � � � � ِ�ك� � � � � َ�ن َع�� � � � � ْ َ‬ ‫�او َي � ��ا‬ ‫�ن �ل� � �� � ُ��ص � � ْ�خ � � ِ�ط ُت � � � � ْب� � � ��دِي �مَ� � �� � َ��ص � � ِ‬ ‫‪alwasel@alsharq.net.sa‬‬

‫عندن ��ا‪ ،‬مت�صائ ًا ع ��ن �أ�صباب �لركيز على فكرة �مكانية رغم �أن �لثقافة �لتي نحمل‬ ‫جميع� � ًا �إيجابه ��ا ونتحمل �صلبها ه ��ي ثقافة ذ�ت م�ص ��در و�حد‪ ،‬ونعل ��م �أن جهات‬ ‫�لتخطي ��ط �ا�صر�تيجي تعمل قدر وعيها و��صتطاعته ��ا على تنقية �صو�ئبه �لتي‬ ‫يُعتق ُد �أنها من �اأ�صباب �لرئي�صة لانحر�فات �لتدمرية‪.‬‬ ‫�أم ��ا كون �ليمن يحمل ما يوؤهله للدخ ��ول ي م�صكاته �لد�خلية و�لتاأثر ي‬ ‫�ج ��و�ر فهو �أمر م�صتوعب نظر ً� �إى �لنجاح �اأمني �لد�خلي ي �مملكة‪ ،‬ما جعل‬ ‫بقاي ��ا �منتحرين ي�صتكون من قلة �لدعم هن ��اك ويياأ�صون من جدوى �أفغنة �ليمن‪،‬‬ ‫فاأج ��رو� على �لدخ ��ول �انتحاري ب�صكل �أو باآخر‪ ،‬وكاأي ب� ��( َذو َِي �لعباءتن) قد‬ ‫ق ��رر� �أن �حياة �لتي يعانيانها هناك �أرخ�س من �لتم�صك بها‪ ،‬ولذ� كان �حتمالهما‬ ‫�جتي ��از �أي نقط ��ة ه ��و خم�ص ��ون م ��ن �مائ ��ة‪ ،‬و�خم�ص ��ون �اأخرى ه ��ي �حركة‬ ‫�انتحاري ��ة‪ ،‬فهما م ��ع �حياة �لت ��ي يعي�صونها م ��وت‪ ،‬غ ��ر �أن �انتحارية تتميز‬ ‫عندهم باأن هناك من يحت�صبهم عند �لله �صهد�ء‪ ،‬وهذه هي لبّ �م�صكلة �لتي �أرجو‬ ‫�صورة لطفل َت ْي �صهيد �اأم ��ن ‪�-‬آنذ�ك‪ -‬قلت‬ ‫�أن ا تتط ��ور! وقد كان ي تعلي ��ق على‬ ‫ٍ‬ ‫فيه‪ :‬تخيلو� �أن من ي َت َم هاتن �لطفلتن �صيجد من يقول‪ :‬نح�صبه عند �لله �صهيد�!ً‬ ‫�إن �اأعم ��ال �اإرهابية �حقيقية لي�صت م ��نْ قاوم �ا�صتعمار ي �لعام فاأطلق‬ ‫عليها هذ� �م�صطلح كما كان يطلق على نل�صون مانديا �أو يا�صر عرفات �أو هو�ري‬ ‫بو مدين‪� ..‬إلخ‪ ،‬بل هي تنطبق مام ًا على من قتل �م�صلمن من �أهله وي َتم �اأطفال‬ ‫مرتكب ًا بهذ� مع جر�ئم �لقتل تزوي َر �لدين عل َم �أم م يعل ْم‪ ،‬ولو كان هوؤاء �منتحرون‬ ‫ومنظروهم مار�صون جر�ئمهم بد�فع عمل �صيا�صي �صريح لكان �أهون لهم وعليهم‬ ‫من تزوير �لدين ا�صتباحة �لدماء و�مقدّر�ت‪.‬‬ ‫�أع ��و ُد �أي�ص ًا اأقول‪ :‬لديَ ‪�-‬صخ�صي ًا‪ -‬قناعة ب� �ا َأن بع�س �صباب �جنوب �ليو َم‬ ‫�أكر تطرف ًا منهم قبل عقود ل�صبب ب�صيط هو‪� :‬أن ر�صالة هذ� �لفكر و�صلته ْم متاأخرة‪،‬‬ ‫وب ��د�أتْ فيم ��ا ي�صبه �لر�ص ��وخ فيهم متاأخر ًة �أي�ص� � ًا‪ ،‬ي نف�س �لوق ��ت �لذي تعد�ها‬ ‫م�ص ِد ُرها �اأ�صلي �إى همومه �مدنية و�ح�صارية و�ل�صيا�صية و�اقت�صادية‪ ،‬بينما‬ ‫م يز ْل بع�س من و�صلته هذه �لر�صالة يتلقاها على �أنها فتحٌ تعليمي جديد ��صتطاع‬ ‫��صتيعابه و�اإمان به!‬ ‫‪italea@alsharq.net.sa‬‬

‫�مو�صوع‪ :‬و�أَ ُغ ُ‬ ‫�س طري ما بدَتْ ي جا َرتي‪ ،‬حتى يُو�ري جارتي ماأْو�ها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫�إي �مروؤٌ َ�ص ْم ُح �خليقة ماجدٌ‪ ،‬ا �أتب ُع‬ ‫جوج هو�ها‪ .‬ولئنْ �صاألْتَ‬ ‫�لنف�س �ل َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بذ�ك عبلة َخ َرَتْ ‪� ،‬أن ا �أري ُد من �لن�صاءِ �صو�ها‪.‬‬ ‫الطلولِ لِ�صائِل َردُ‪� ،‬أمَ‬ ‫فيتاأوه (دوقلة �منبجي)‪ ،‬ويتحفنا بيتيمته‪ :‬هَ ل ِب ُ‬ ‫هَ ��ل َلها ِب َت َكلُم عَهدُ‪َ .‬لهَفي عَلى دَعدٍ َوما ح َفلت‪� ،‬إِ ّا بح ِر ت َلهُفي دَعدُ‪َ .‬فالوَج ُه‬ ‫ٌ‬ ‫��ص ُت ْجمِ عا َح ُ�صنا‪،‬‬ ‫بح‬ ‫مثل ُ‬ ‫ّ�ن مِ ا ْ‬ ‫مبي�س‪ ،‬و�ل�صعر مِ ث َل �ل َليلِ مُ�صوَ دُ‪�ِ .‬صد ِ‬ ‫�ل�ص ِ‬ ‫�ل�صدُ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ُظه ُر ُح�ص َن ُه ِ‬ ‫َو ِ‬ ‫�ل�ص ُد ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫إنّ‬ ‫هُ‬ ‫فاأط ��رب لطي ��ب �لغ ��زل و(�اأع�ص ��ى) يزيدن ��ا‪َ :‬ودّعْ َر ْي � � َرة � �ل َرك َ�ب‬ ‫ح� ُل‪َ .‬وهَ ْل ُتطِ ُ‬ ‫َوَ�ر ُ�ص�هَا‪.‬‬ ‫م ْر َ ِ‬ ‫يق َود�ع� ًا �أ ّيهَ�ا �ل ّر ُج� ُل؟‪َ .‬غ� َر� ُء َف ْرعَ�ا ُء َم ْ�ص ُق�و ٌل ع ِ‬ ‫�لوَح ُل‪.‬‬ ‫َم ِ�صي �لهُوَي َنا َك َما َم ِ�صي �لوَجي ِ‬ ‫�لط ُ‬ ‫اك �ل ّربي ُع ّ‬ ‫ثم ين�صد (�لبحري)‪ ،‬مبت�صم ًا‪� :‬أ َت َ‬ ‫لق َيختا ُل َ�ص ِاحك ًا‪ ،‬منَ‬ ‫� ُ‬ ‫�صن ح ّتى كا َد �أنْ َي َت َك ّل َما‪.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫فاأ�صكت ��ه و�أن ��ا �أخ�ص ��ى �أن يُفهم ربيعه بغ ��ر ما يق�صد!‪ .‬ث ��م �أخرج كل‬ ‫�اأ�ص ��و�ت من ر�أ�ص ��ي‪ ،‬و��صت�صلم لرقة (جر�ن)‪ :‬هل فر�ص ��تَ �لع�صب لي ًا‪،‬‬ ‫وتلحف ��تَ �لف�صاء‪ .‬ز�هد ً� ي ما �صياأْت ��ي‪ ،‬نا�صي ًا ما قد م�صى‪� .‬أعطني �لناي‬ ‫و�ن�س د ْ�ء ودو�ء‪� ،‬إما �لنا�س �صطو ٌر‪ ،‬كتبت لكن ماء‪.‬‬ ‫وغنِ ‪َ ،‬‬ ‫و�أغم�س عيني ي �صحوة قبل غفوة‪ ،‬و�أحلق ي �صماء �اأحام‪ ،‬وكافة‬ ‫�ل�صعر�ء من حوي ي�صتودعونني �أن �أبارك بل�صانهم لكم وللعرب و�م�صلمن‬ ‫بعيد �اأ�صحى‪ ،‬وبقرب دخول �ل�صنة �لهجرية �جديدة‪.‬‬ ‫‪shaher@alsharq.net.sa‬‬


Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.