6
حوار
العدد 40الأربعاء 5دي�سمرب 2012
ال�شيخ عبداملجيد الزنداين رئي�س جمل�س ال�شورى حلزب (الإ�صالح) يف حوار لـ (اجلزيرة نت)
احلوار حتت الهيمنة الأجنبية ومتثيل اجلنوب % 50انف�صال و�سنحارب ال�صليبيني بعد انت�صار ثورة �سوريا ودولة اخلالفة قادمة قال رئي�س هيئة علماء اليمن ال�شيخ عبد املجيد الزنداين �إن ثورة اليمن مل حتقق �أهدافها رغم مرور عام على تنحي الرئي�س علي عبد اهلل �صالح ،وذلك لأ�سباب منها اخلالفات التي تع�صف بالقوى ال�سيا�سية اليمنية. ور�أى الزنداين يف حديث للجزيرة نت �أن م�ؤمتر احلوار الوطني املزمع قريبا �سيف�شل �أي�ضا �إذا ا�ستمرت هذه الأ�سباب ،متهما الغرب ب�أنه ي�سعى الحتواء الثورة عرب �إ�شرافه على و�ضع الد�ستور والإعداد للم�ؤمتر. وفيما يلي ن�ص احلوار: حاوره يف �صنعاء :عبد احلكيم طه ملاذا ت�أخر اليمنيون يف حتقيق �أهداف ثورتهم رغم مرور عام على �سقوط نظام �صالح؟ كان ظاهرا للنا�س جميعا وللمراقبنييف ال��داخ��ل واخل���ارج �أن احل��ك��ام الذين يحكمون البالد العربية معظمهم جا�ؤوا بتدبري �أو مبوافقة ال��دول ال��ك�برى ،و�أن يكون احلكام من �صنائع القوى الكربى �شيء ،و�أن يكونوا من اختيار ال�شعوب
الثورة مل حتقق �أهدافها و�أطالب امل�ؤمتر �أن يلتزم بالكتاب وال�سنة خيبة الأمل بادية للأ�سف ال�شديد من جناح امل�ؤمتر, منهم من ي�صرح بتق�سيم اليمن �إىل ن�صفني مت�ساويني يف التمثيل بامل�ؤمتر، ب�أن يكون للجنوب نف�س ن�سبة ال�شمال ،وهذا ميثل من البداية نواة لالنف�صال .وهناك من يطالب ب�إعطاء املر�أة ثلث املقاعد يف امل�ؤمتر ..هذه الأ�ساليب تدل على �أن التحاور ال ي�سري على �أ�س�س �سليمة طيبة
�شيء �آخر. ل��ذل��ك ر�أي��ن��اه��م ي��ق��دم��ون م�صالح هذه ال��دول الكربى �أث��ن��اء حكمهم وي�ضيعون م�صالح �شعوبهم على كل امل��ح��اور ،كما �شاهدنا �أن الأم���وال التي ينهبونها من بالدهم يودعونها يف خزائن البنوك بتلك الدول. لذلك عندما انتف�ضت ال�شعوب يف بالد العرب يف ما ي�سمى الربيع العربي ،ر�أينا ه��ذه ال��دول الكربى حت��اول اح��ت��واء هذه الثورات حتى ال تذهب احلكومات القادمة بعيدا عن ت�سلطها. ومن هنا نفهم ملاذا مرت �سنة يف اليمن دون �أن نحقق النجاحات التي كان يجب �أن تتحقق �إثر تخلي الرئي�س ال�سابق علي عبد اهلل �صالح عن من�صبه ،و�إثر اختيار رئي�س جديد بانتخابات حرة ونزيهة. ه��ن��اك �سبب ث���انٍ ل��ع��دم حتقق �أه���داف ال��ث��ورة وه��و االخ��ت�لاف��ات ال�سيا�سية ،بل واالختالفات الفكرية يف �شعب كله يدين بدين الإ���س�لام ،و�أف����راده كلهم يقولون نحن م�سلمون ،رغم عدم وجود اختالفات عرقية وال طائفية حادة كما هي يف دول �أخرى ،كما لي�س هناك عوامل تدعو �إىل تفكك ال��ك��ي��ان ال��داخ��ل��ي لأب��ن��اء ال�شعب اليمني كالعوامل التي ن��راه��ا يف بع�ض ال�شعوب العربية وغريها. كل هذا كان يفرت�ض �أن ي�ؤدي �إىل موقف موحد للقائمني على الثورة ولل�شعب الذي وقف وراء هذه الثورة و�ضحى من �أجلها ت�ضحيات كثرية .لكن �صناعة اخلالفات �صناعة متعمدة وت�ضخيمها والتمحور حولها ي�صب يف �إ�ضعاف ال�شعب وزيادة قوة الطامعني. ما دور علماء اليمن -و�أنتم منهم -يف ح��ل ه��ذه الأ�سباب وجتاوز هذه اخلالفات؟ كثري من النا�س يظن �أن موقف العلماءموقف اختياري بح�سب املزاج� ،إن �شا�ؤوا قاموا و�إن �شا�ؤوا قعدوا ..الأمر بالن�سبة للعلماء يف غاية اخلطورة لأن اهلل ائتمنهم على ر�سالته ،وت��وع��د م��ن كتم م��ا ينفع النا�س يف دينهم ودنياهم م��ن العلماء بغ�ضب ولعنة و�إدخاله النار خالدا فيها، لذا فالعلماء يف موقف ال يح�سدون عليه. يعرف اجلميع �أن العلماء مل يتوقفوا عن البيان طوال هذه الفرتة التي مرت ،وكان من �أ�صعب البيانات �أن و�صلوا �إىل بيان بعزل الرئي�س يقول �إنه �أو�صل البالد �إىل
احلوار واقع حتت الهيمنة الأجنبية ،ففرن�سا هي التي ت�شرف على الد�ستور ،و�أملانيا ت�شرف على احلوار ،وبريطانيا و�أمريكا ت�شرفان على الهيكلة ،وهذا يعني فقدان قرارنا ور�أينا وال يتم لنا �أمر �إال حتت الو�صاية الغرب يريد �أن يخ�ضع الأغلبية امل�سلمة وقياداتها الذين يحملون راية الدين الذي ي�ؤمن به ال�شعب ،لر�أي الأقلية الراف�ضة له �أنا �أرى بغاية الو�ضوح كما �أراكم �أمامي �أن الغد للإ�سالم ،و�أن دولة الإ�سالم قادمة ،و�أن دولة اخلالفة قادمة .وهذا املخا�ض تقوية وتهيئة لأن ي�ستعد النا�س لهذا امل�ستوى من التحديات رجل يبيد قرى ومدن ًا بكاملها ويقتل الأطفال والن�ساء ويعدّ لهم املذابح� ..إ�سرائيل دخلت غزة وقتلت من قتلت� ،إال �أن من قتلهم ب�شار الأ�سد فاق عددهم عدد الذين قتلتهم �إ�سرائيل و�ضع ال ي�صلح �أن يبقى فيه رئي�سا. فالعلماء يتابعون الأحداث ويتابعون الأمور وم�ستمرون يف جهودهم ،و�سيكون لهم مع كل منا�سبة من املنا�سبات بيانات تتنا�سب مع كل حالة. ك��ي��ف ت��ن��ظ��رون �إىل م���ؤمت��ر احلوار القادم؟ لقد بني العلماء -ومعهم �شيوخ القبائل-يف م�ؤمتر عقدوه م�ؤخرا موقفهم ،وقالوا �إن ه��ذا احل���وار ال���ذي �سيتم �إذا وقف االختالف� :إىل �أين يرجع النا�س؟ و�أجابوا ع��ن ه��ذا ال�����س���ؤال بقول اهلل تعاىل «وم��ا اختلفتم فيه من �شيء فحكمه �إىل اهلل»، وق��ال «ف���إن تنازعتم يف �شيء ف��ردوه �إىل اهلل والر�سول �إن كنتم ت�ؤمنون باهلل واليوم الآخر ذلك خري و�أح�سن ت�أويال». وط��ال��ب العلماء م��ن القائمني على �أم��ر امل���ؤمت��ر �أن يعلنوا التزامهم ب��ه��ذا ،و�أن ي��ق��ول��وا �إن��ن��ا ن��ل��ت��زم ب����أن جن��ع��ل الكتاب وال�سنة و�أن جنعل حكم اهلل هو الذي يرفع
اخل�لاف بيننا ،ولكن للأ�سف مل يتلقوا حتى الآن ردا ب��ه��ذا اخل�صو�ص ،ولكن العلماء جعلوا هذا �شرطا ليتقبلوا احلوار القائم. كما ا�شرتط العلماء �أن يكون التحاور بني من ميثلون اليمن �أو من �أعطاهم ال�شعب تفوي�ضا� ،أو م��ن ه��م يف مكانة تخولهم التحاور با�سم ال�شعب� ،أم��ا �أن ت�شارك �شخ�صيات ال يعرفها ال�شعب وال يوجد لها تفوي�ض منه ،وتفر�ض على ال�شعب على �أنها متثل �أه��ل احل��ل والعقد و�أنها متثل قيادته ،فهذا مرفو�ض. وقال العلماء وال�شيوخ �إن حتقق ال�شرطان ف�سندعو �إىل م�ؤمتر �آخ��ر يجمع ال�شعب حتت راية الإ�سالم ،وميثل ال�شعب متثيال حقيقيا ويعرب امل�شاركون فيه عما يريده ال�شعب. ه��ل تتوقعون جن��اح امل�ؤمتر وخ��روج��ه ب��ق��رارات ت�صب يف �صالح البالد؟
�إىل الآن وبر�أيي ال�شخ�صي تبدو خيبةالأمل بادية للأ�سف ال�شديد من جناحه وهو يف �أوىل خطواته ،ف�إننا ن�سمع -بني ما ن�سمع -من يطالب مبا ي�سمى الن�سبة املعطلة ،يعني من البداية يغ ّلبون التعطيل، مع �أن الأمر الطبيعي �أن الأغلبية هي من تقرر ولي�ست الأقلية. مثل هذه املطالب جتعل التفاهم متعرثا واالتفاق م�ستع�صيا ،وجتعل التحاور ل ّيا ل�ل�أي��دي ..طريقة غريبة ال تدل على �أن الأمر �سيكون �سهال. ومنهم م��ن ي�صرح بتق�سيم اليمن �إىل ن�صفني مت�ساويني يف التمثيل بامل�ؤمتر، ب�أن يكون للجنوب نف�س ن�سبة ال�شمال دون مراعاة حلقيقة الن�سب ال�سكانية ،وهذا ميثل من البداية نواة لالنف�صال .وهناك من يطالب ب�إعطاء امل���ر�أة ثلث املقاعد يف امل�ؤمتر ..هذه الأ�ساليب تدل على �أن التحاور ال ي�سري على �أ�س�س �سليمة طيبة. �أنا �أمل�س �أن هذا احلوار واقع حتت الهيمنة
الأجنبية ،ففرن�سا هي التي ت�شرف على الد�ستور ،و�أملانيا ت�شرف على احل��وار، وبريطانيا و�أمريكا ت�شرفان على الهيكلة، وهذا يعني فقدان قرارنا ور�أينا وال يتم لنا �أمر �إال حتت الو�صاية. ه��ذه كلها مقدمات حتتاج �إىل �أن ينتبه �إل��ي��ه��ا ال��ن��ا���س و�أن ي��ق��ف��وا منها موقفا �صحيحا ،حتى ال ندخل يف م�آزق ال نتمكن من اخلروج منها. ملاذا ال يتقبل البع�ض و�صول الإ�سالميني �إىل ال�سلطة كما يجري يف م�صر ،رغم �أنهم انتخبوا من ال�شعب؟ �أن��ا �أ�س�أل �أي�ضا :ما هو حق للنا�س يف�أي بلد �ألي�س حقا للإ�سالميني؟ النا�س يختارون وال�شعب يقول �إنني �أ�ضع ثقتي يف هذا ،وي�أتي من يقول �إنه ال حق لك. الإ�شكاالت التي تقوم اليوم �أن��ا �أ�سميها بلطجة �سيا�سية ،فعندما يقول البع�ض ممن مل يخرتهم ال�شعب �إنه لن مير �شيء �إال بالتوافق ،فهذا يعني �أن ر�أي %5ميكن �أن يعطل ر�أي ال���ـ %95الباقني ،وه��ذا ال يحدث يف �أي مكان يف العامل �إال يف عاملنا العربي. ولكن ال��غ��رب يريد �أن يخ�ضع الأغلبية امل�سلمة وقياداتها ال��ذي��ن يحملون راي��ة الدين الذي ي�ؤمن به ال�شعب ،لر�أي الأقلية الراف�ضة له. نحن ن�شاهد االع��ت��داءات التي يتعر�ض لها من ميثلون الأغلبية يف بالدهم ،وما تتعر�ض له دورهم ممن رف�ضهم ال�شعب ونتعجب لذلك. ّ ه���ل ت��ت��وق��ع��ون دورا �أك�ب�ر للإ�سالميني يف امل�ستقبل؟ �أنا �أرى بغاية الو�ضوح كما �أراكم �أمامي�أن الغد للإ�سالم ،وه��ذا املخا�ض تقوية وتهيئة لأن ي�ستعد النا�س لهذا امل�ستوى من التحديات. و�إذا ك��ان ال��دع��اة م��ار���س��وا �أدواره����م يف ظ��ل الأنظمة القمعية يف ال�سابق والتي حت��ا���ص��ره��م م���ن ك���ل زاوي�����ة وت��ع��ذب��ه��م وتتج�س�س عليهم ،فلي�س م��ن ال�صعب الآن �أن يعملوا بعد زوال ه���ؤالء الطغاة. ولدينا �أحاديث كثرية عن الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم ،ولدينا مقدمات يتناقلها ال�سيا�سيون املخت�صون ت�شري �إىل �أن دولة الإ�سالم قادمة ،و�أن دولة اخلالفة قادمة. ك��ي��ف ت��ن��ظ��رون �إىل ث��ورة ال�شعب ال�سوري والقتل الذي يتعر�ض له؟ عندما حت�صل على �شيء بعد ت�ضحياتج�سام فلن ت��ف��رط فيه ب�سهولة ،ولي�س ه��ن��اك ���ش��ع��ب ي��ق��دم ال��ت�����ض��ح��ي��ات التي يقدمها ال�سوريون ال��ذي��ن ابتالهم اهلل بحاكم ال ت�ستطيع �أن ت�ضعه �إال يف �صف فرعون وهامان والنمرود وكل طغاة العامل اجلبابرة. رج��ل يبيد ق��رى وم��دن��ا بكاملها ويقتل الأط��ف��ال والن�ساء وي��ع�� ّد لهم امل��ذاب��ح.. �إ�سرائيل دخلت غ��زة وقتلت من قتلت، �إال �أن من قتلهم ب�شار الأ�سد فاق عددهم عدد الذين قتلتهم �إ�سرائيل. بانت�صار ال��ث��ورة ال�����س��وري��ة ب�����إذن اهلل، عندها �سرنى �أن �أمتنا العربية قد تكامل فيها من��وذج��ان هما ال��ن��م��وذج امل�صري والنموذج ال�سوري (ال�شامي) ،وبالتايل �سيعود حمور الن�صر التاريخي من جديد. ففي هذا املحور هُ زم ال�صليبيون والتتار يف امل��ا���ض��ي ،و�سيهزم ك��ل �أع����داء الأم��ة الإ�سالمية يف امل�ستقبل عند هذا املحور، فهو ميثل ُب�شريات ،وبالطبع ف�إننا ال نغفل ال�شعوب الأخرى فهي �أي�ضا �ستدعم هذا املحور. امل�صدر :اجلزيرة